الأسوأ لم يأتِ بعد.. الجوع يتفاقم في غزة وسط الحرب
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
يتفاقم الجوع في قطاع غزة مع يأس الفلسطينيين الباحثين عن الخبز والمواد الغذائية الأساسية الأخرى، وسط دخول الحرب يومها الخامس والعشرين، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وتوقفت غالبية المخابز التي تزود القطاع الفلسطيني بالخبز عن العمل، بسبب نقص الدقيق والوقود اللازم لتشغيل أفرانها، في حين يصطف مئات الأشخاص لساعات لشراء بضعة أرغفة من المخابر القليلة التي لا تزال تعمل.
وارتفعت أسعار ما تبقى من المواد الغذائية في المتاجر - معظمها من السلع الجافة والخضروات - إلى مستويات لا يستطيع كثيرون تحملها.
وقطعت إسرائيل جميع إمدادات الغذاء والمياه والوقود والكهرباء عن قطاع غزة، ردا على هجمات 7 أكتوبر التي شنتها حركة حماس، وأسفرت عن مقتل 1400 شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال.
كما تشن ضربات جوية متواصلة وحملة توغل بري داخل القطاع، بهدف "تدمير حماس"، مما أسفر عن مقتل نحو 8800 شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب آخر حصيلة لسلطات غزة الصحية.
وسمحت إسرائيل بتسليم كميات صغيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 21 أكتوبر، لكنها عارضت توصيل الوقود إلى القطاع، بسبب مخاوف من أن حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، ستستخدمه لأغراض عسكرية.
وقال محمد جعفر، أحد سكان مدينة رفح جنوبي القطاع، إنه "لا يوجد شيء متوفر في غزة".
وفي حديثه لصحيفة "وول ستريت جورنال"، قال جعفر إنه يضطر إلى الاستيقاظ عند الثالثة فجرا للوقوف في طوابير طويلة للحصول على الخبز.
وأضاف: "بعد انتظار لمدة تصل إلى 6 ساعات للحصول على الخبز، فإن هناك طابورا جديدا للمياه.. وهذا صراع آخر".
وتعتمد غزة، وهي جيب ساحلي صغير، إلى حد كبير على الغذاء من إسرائيل ومصر. وقبل الحرب، كان أكثر من نصف سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، وسط نسب بطالة تتجاوز 50 بالمئة.
ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الانهيار الاقتصادي الذي أعقب قرار إسرائيل بإغلاق الشريط الساحلي، بعد سيطرة حماس على القطاع عام 2007.
ووسط تضاؤل الإمدادات الغذائية لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، تحذر المنظمات الدولية من "كارثة إنسانية" في غزة.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية الإقليمية لمنظمة "أوكسفام" الدولية، روث جيمس، إن "الوضع الذي نشهده الآن لا يمكن أن يستمر لفترة أطول".
وحذرت قائلة: "نحن على وشك أن نشهد كارثة إنسانية، ما لم يتم فتح الحدود والسماح بدخول المزيد من الغذاء".
ومنذ 21 أكتوبر، دخلت بعض المساعدات الإنسانية عبر مصر، بعد مفاوضات صعبة بين إسرائيل وحماس والحكومة المصرية.
"معجزة"وتحمل تلك المساعدات ما يقرب من 58 شاحنة من أصل 143 شاحنة دخلت بعد الحرب، وتشمل أغذية يتم توزيعها على ما يقرب من 700 ألف شخص، لجأوا إلى منشآت الأمم المتحدة في جميع أنحاء القطاع، من إجمالي 1.4 مليون نازح داخليا.
وتشير تقديرات منظمة "أوكسفام" الدولية، إلى أنه "تم تسليم حوالي 2 بالمئة فقط من الغذاء المطلوب لإطعام سكان غزة منذ 7 أكتوبر".
وقالت المنظمة إن "جميع سكان غزة تقريبا يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، مما يعني أنهم لا يعرفون على وجه اليقين من أين ستأتي وجبتهم التالية".
وقالت أسيل موسى، وهي كاتبة مستقلة تبلغ من العمر 25 عاما، إنها فرت مع عائلتها من منزلها في شمال غزة، إلى المنطقة الوسطى من القطاع، على أمل أن يكون النزوح جنوبا أكثر أمانا.
وأضافت: "نحن نهرب من الموت إلى الموت"، مشيرة إلى أن "المكان الذي لجأوا إليه لا يمكن العثور فيه على مخابز تعمل. ومع نقص إمدادات الغاز والكهرباء، يستخدم الكثير من الناس الحطب للطهي أو صنع الخبز".
وقالت موسى: "المياه العذبة أصبحت بمثابة معجزة. بالكاد نجد أي شيء، وعندما نحصل عليها، نحاول أن نشرب كميات محدودة لتوفير ما لدينا".
وتقول إسرائيل إنها ستسمح بتدفق المزيد من المساعدات إلى جنوب غزة، لكن عمليات التسليم لا تزال محدودة حتى الآن.
وقالت ماري عبد الكريم (43 عاما)، وهي موظفة حكومية تعيش مع أسرتها بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة: "نأكل كميات قليلة لنوفر الباقي لوقت لاحق لنا ولأطفالنا". وتابعت: "أتوقع أن الأسوأ لم يأتِ بعد".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الصحة العالمية: منع وصول الغذاء إلى غزة يدفع القطاع نحو المجاعة
عرضت قناة إكسترا نيوز خبرا عاجلا يفيد بأن الصحة العالمية، قالت إن منع وصول الغذاء والإمدادات الأساسية إلى غزة يدفع القطاع نحو المجاعة.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، عن استهدافه لما وصفه بـ"مركز قيادة وسيطرة" تابع لحركة حماس داخل مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ووفقًا لبيان جيش الاحتلال، فإن الغارة جاءت ردًا على ما وصفه باستخدام الحركة للمستشفى كغطاء لتنفيذ “أنشطة إرهابية”، وفقا لزعم البيان.
وأشار بيان الاحتلال إلى أن كبار مسؤولي حماس استغلوا المستشفى لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، متهمًا الحركة بـ"استغلال المدنيين داخل المستشفى وحوله بشكل سافر ووحشي".
وتأتي هذه الغارة بعد ساعات من إعلان حماس عن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي-الأمريكي ألكسندر عيدان، الذي كان محتجزًا في غزة منذ أكتوبر 2023.
ونُظر إلى إطلاق سراحه كـ"بادرة حسن نية" تجاه الإدارة الأمريكية، خاصة مع اقتراب زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المنطقة .