جيش بلا جنود.. إسرائيل تكشف كيف تحركت قواتها داخل غزة
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة عن مستوى جديد من استخدام الروبوتات القتالية، في تطور حمل معه مخاوف كبيرة إزاء أثر هذه التقنيات على حياة المدنيين الفلسطينيين.
قال العقيد المتقاعد يارون ساريغ، رئيس مكتب برنامج الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذاتية في مديرية البحث والتطوير العسكري التابعة لوزارة الدفاع، إن الحرب على غزة تمثّل "الحرب الروبوتية الأولى".
وأوضح خلال قمة تكنولوجيا الدفاع الدولية في تل أبيب أنّ الحرب شهدت نشر عشرات آلاف الأنظمة الذاتية، من أسراب المسيّرات إلى الروبوتات البرية السريعة، مشيرًا إلى تنفيذ آلاف الكيلومترات من التوغلات داخل القطاع بواسطة هذه المنصّات.
وأكد ساريغ أن مكتب الذكاء الاصطناعي عمل، بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، على الدفع نحو تطوير تقنيات جديدة قدمتها شركات ناشئة ومقاولين عسكريين ومؤسسات بحثية، بهدف دمجها في الميدان "لضمان التفوق البرّي والجوي والبحري".
وأضاف أنّ هذه المرحلة لا تزال "مجرّد بداية" لثورة ستتوسع في السنوات المقبلة مع إدماج الذكاء الاصطناعي في كل منظومة سلاح وفي القدرات العملياتية لكل جندي. ورغم الطابع التكنولوجي للخطاب، إلاّ أن الحرب كشفت عن واحدة من أكبر المآسي البشرية التي عرفها القطاع.
على الأرض، رصد سكان غزة استخدامًا لم يشهدوه من قبل لـ"الروبوتات المفخخة". فقد توسّع الجيش الإسرائيلي في نشر منصّات تطلق النار آليًا وغير قادرة على التمييز بين المدني والمقاتل، بحسب شهادات وتقارير ميدانية.
وتشير معلومات متقاطعة إلى أنّ هذه الروبوتات استخدمت ضمن استراتيجية تهدف إلى توسيع نطاق التفجير لتسهيل توغل القوات والآليات داخل الأحياء. وقد جرى تزويدها بكميات كبيرة من المتفجرات لتُستخدم كعربات ناسفة ذات قدرة تدميرية واسعة، قادرة على إحداث حرق كامل ودمار شامل في محيط استخدامها.
وتكشف التقارير أن الجيش أعاد توظيف آليات عسكرية قديمة لتحويلها إلى منصّات تفجير ضخمة تُطلق داخل المناطق السكنية ثم تُفجّر عن بُعد، الأمر الذي خلّف خسائر بشرية كبيرة ودماراً واسع النطاق. وقد أدى ذلك إلى مقتل عدد كبير من المدنيين، من بينهم عائلات قُتلت بالكامل، إضافة إلى موجات تهجير قسري داخل مدينة غزة وفي المناطق الشمالية.
Related اليوم الـ50 لوقف إطلاق النار في غزة: غارات إسرائيلية وتحذيرات أممية من تدهور وضع الأطفالغارات إسرائيلية داخل "الخط الأصفر" بغزة ومقتل 70 ألف فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023غارات داخل "الخط الأصفر" في غزة واقتحامات واعتقالات بالضفة الغربية حصيلة بشرية ثقيلةأثار استخدام الروبوتات قلقًا دوليًا متزايدًا، إذ سبق أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى وقف استخدام "الروبوتات القاتلة" وإقرار ترتيبات قانونية تضمن بقاء القرار البشري في التحكم بالقوة، في محاولة للحدّ من تفويض الآلات بقرار الحياة والموت.
وترى منظمات حقوقية، مثل "هيومن رايتس ووتش"، أن هذه المنظومات تُجرّد الحروب من بعدها الإنساني، إذ تمنح الآلات سلطة تقرير المصير خارج أي رقابة بشرية مباشرة، في انتهاك صارخ لمعايير القانون الدولي.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 70 ألفاً و100 فلسطيني وإصابة 170 ألفاً و983 آخرين منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى اليوم، في حصيلة تُظهر حجم المأساة البشرية، رغم إعلان وقف إطلاق النار، وسط استمرار استهداف الفلسطينيين.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الصحة دونالد ترامب حروب سوريا الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة دونالد ترامب حروب سوريا الحرب في أوكرانيا روبوت أسلحة الذكاء الاصطناعي قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل الصحة دونالد ترامب حروب سوريا الحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي فساد اعتقال إيران روسيا السعودية
إقرأ أيضاً:
كشف علمي مذهل.. حفريات تكشف استخدام “GPS” طبيعي قبل 97 مليون عام
في اكتشاف علمي يفتح آفاقا جديدة لفهم تطور الملاحة البيولوجية، أعلن فريق بحثي من جامعة كامبريدج ومعهد هيلمهولتز في برلين عن العثور على حفريات عمرها 97 مليون سنة، تشير إلى أن كائنات بحرية قديمة امتلكت القدرة على التنقل عبر المجال المغناطيسي للأرض، في آلية تشبه بشكل مدهش نظم تحديد المواقع العالمية المعروفة اليوم بـ(GPS).
الحفريات المكتشفة من أعماق المحيطات تحمل أدلة ملموسة على قدرة مخلوقات ما قبل التاريخ على تتبع خطوط المجال المغناطيسي للأرض، ما مكنها من الهجرة وقطع مسافات شاسعة بدقة لافتة.
الدراسة المنشورة في مجلة Nature تؤكد أن هذه القدرة ليست حكرا على الحيوانات الحديثة مثل الطيور المهاجرة أو السلاحف البحرية، بل تمتد جذورها إلى عصور سحيقة.
أحافير مغناطيسية تحمل أسرارا ضاربة في القدمالأحافير، التي ما تزال هوية كائناتها غير معروفة، تعد من “الأحافير المغناطيسية”، وهي بقايا دقيقة تظهر محاذاة بنيوية تعكس استشعارا فعالا للمجال المغناطيسي.
ويشير الباحث المشارك ريتش هاريسون من جامعة كامبريدج إلى أن النتائج "تقدم دليلا قاطعا على أن هذه الكائنات كانت قادرة على الملاحة الدقيقة رغم غياب أي معالم بصرية في المحيطات القديمة".
تقنيات تصوير متقدمة تكشف البنية الداخليةاستخدم الفريق البحثي تقنية التصوير المقطعي المغناطيسي لرسم خرائط داخلية مفصلة لهذه الأحافير، ما أتاح رؤية كيفية محاذاة الجزيئات المغناطيسية بداخلها.
وتوضح الباحثة كلير دونيلي من معهد ماكس بلانك أن هذه التقنية "قدمت نافذة غير مسبوقة لفهم آليات الملاحة البيولوجية القديمة"، مضيفة أن التحليلات تكشف أسرار لم يكن بالإمكان الوصول إليها سابقا.
هوية الكائنات لغز مستمررغم التفسيرات العلمية المتقدمة، لا يزال النوع المحدد لهذه الكائنات مجهولا.
ويعتقد الباحثون أنها ربما تنتمي إلى ثعابين بحرية قديمة أو كائنات مهاجرة أخرى كانت تمتلك القدرة على عبور المحيطات وتشير الدراسة إلى أنها قد تكون من أوائل المخلوقات التي طورت "حاسة مغناطيسية" متقدمة تساعدها على البقاء.
تطور الملاحة البيولوجية عبر ملايين السنينيوضح هاريسون أن هذا الاكتشاف "يسلط الضوء على التطور التدريجي للحاسة المغناطيسية، من كائنات دقيقة إلى أنظمة ملاحة معقدة لدى الحيوانات الأكبر"، مشيرًا إلى أن الفهم الجديد يفتح الباب أمام إعادة تقييم آليات الهجرة القديمة.
أهمية الاكتشافيعزز هذا الكشف الفريد فهم العلماء لكيفية تفاعل الحياة على الأرض مع المجال المغناطيسي منذ فجر التاريخ، ويؤكد أن الملاحة المغناطيسية كانت عنصرا أساسيا في استراتيجيات البقاء لدى الكائنات المبكرة.