أبوظبي في الأول من نوفمبر / وام / تدعم دولة الإمارات الجهود الإقليمية العربية على مستوى التعاون والتكامل في القطاعات الصناعية الحيوية وذات الأولوية وقد كان للمملكة الأردنية الهاشمية دور تعاوني ضمن هذه الجهود المشتركة حيث يعتبر الأردن أحد الشركاء الفاعلين في "الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة" التي تقودها دولة الإمارات وتضم إلى جانب الإمارات والأردن كلا من مصر والبحرين.


وخلال اجتماعات اللجنة العليا للشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة التي عقدت في شهر فبراير الماضي في العاصمة الأردنية عمّان تم الإعلان عن 12 اتفاقية في قطاعات الزراعة والأدوية والمعادن والكيماويات والسيارات الكهربائية بقيمة تتجاور ملياري دولار وهي المشاريع التي ستوفر أكثر من 13 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في الدول الأربع وتساهم في زيادة الناتج المحلي في بلدان الشراكة بقيمة تتجاوز 1.6 مليار دولار.
وقدمت المشاريع الصناعية التكاملية المعلن عنها حتى الآن نموذجاً متميزاً للشراكات الصناعية بين القطاع الخاص في الدول الأعضاء وعكست القدرة على التخطيط والتكامل والانطلاق نحو تحقيق الأهداف خصوصاً في إطار تركيز قيادة دولة الإمارات على الاستدامة في مختلف المجالات والقطاعات بما يستشرف الاتجاهات العالمية المستقبلية في القطاع الصناعي ويؤكد طبيعة البيئة الاستثمارية الصناعية في دولة الإمارات وتميزها بالحيوية والجاذبية والمرونة والتنافسية.
وفي إطار التعاون الإماراتي الأردني.. يعمل البلدان على إنشاء حاضنات أعمال صناعية مشتركة خاصة في مجال الحديد والصلب وتبادل الخبرات والتجارب المتراكمة للجانبين في مجال إقامة المدن الصناعية والمناطق الصناعية المتخصصة وتعزيز التعاون في الصناعات الغذائية والدوائية.
ويعمل الجانبان على تعزيز التعاون في مجال الأغذية والمنتجات الزراعية ومدخلات الإنتاج الزراعي وتجارة الحيوانات الحية ومنتجاتها وتبادل الخبرات والمعلومات في مجالات الأمن الغذائي والمخزونات الاستراتيجية واعتماد برامج مشتركة لرفع كفاءة الفحوصات المتبادلة للمنتجات الزراعية بما يعزز التجارة والاستثمار فيها وذلك إلى جانب التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة بما فيها الطاقة الكهرومائية من السدود والنقل خاصة المشاريع التنموية في مجال النقل البحري.
وتؤمن قيادة دولة الإمارات بالقدرات التكاملية من هذه الشراكة الصناعية خصوصاً على مستوى خمسة أهداف استراتيجية تتمثل في تطوير صناعات تنافسية ذات مستوى عالمي وتحقيق سلاسل توريد آمنة ومرنة وتحفيز النمو القائم على الاستدامة ودعم نمو وتكامل سلاسل القيمة وصولاً إلى تعزيز قطاعات التصنيع ذات القيمة المضافة في دول الشراكة.
وتم الإعلان عن "الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة" في أبوظبي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية فيما انضمت مملكة البحرين في الاجتماع الثاني للشراكة الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة.
وتتميز البلدان الأربعة بوجود مبادرات واستراتيجيات داعمة للقطاع الصناعي وبنية متطورة على صعيد الخدمات والنقل والشحن وتوفر المواد الخام والخبرات ورؤوس الأموال والمناطق الصناعية وقوانين وتشريعات تدعم الاستثمارات المحلية والأجنبية كما تتعاون دول الشراكة من أجل تحقيق نمو نوعي في قطاع الصناعة لديها من خلال التكامل في الموارد والصناعات والاستفادة من المزايا التنافسية في كل دولة عن طريق تضافر الجهود والعمل الجماعي بما يؤدي إلى خفض التكاليف وتأمين سلاسل الإمداد وخلق المزيد من فرص العمل والمساهمة في التنمية الاقتصادية وتعزيز الاكتفاء الذاتي وبما يعزز النمو والتنافسية الصناعية.
كما تعزز الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة من جهود الاستفادة من المزايا التنافسية النوعية والإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الدول الأعضاء بهدف زيادة النمو في المجتمعات وتحقيق المستهدفات الاقتصادية والاجتماعية وبناء قاعدة صلبة لتعاون صناعي يعود بالنفع على مجتمعاتنا وتنسيق الجهود وتحويلها إلى نتائج ملموسة بما يعزز التنمية الاقتصادية المستدامة ويخلق الفرص الاقتصادية في المنطقة.
ونظراً لأهمية تطوير القطاع الصناعي وتحقيق التكامل في الموارد والصناعات والاستفادة من المزايا التنافسية في دول الشراكة خاصةً أن هذا التكامل سيساهم في حماية سلاسل الإمداد وإحلال الواردات وتوفير المزيد من فرص العمل، وتعزيز الاكتفاء الذاتي من خلال زيادة المشاريع الجديدة بتعزيز دور القطاع الخاص بهذه الفرص المتوافرة في القطاعات المستهدفة بما يجعل منتجات هذه القطاعات وتلك الدول منافسة وفق أفضل معايير التنافسية الدولية.
وتبلغ مساهمة القطاع الصناعي في إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات ومصر والأردن والبحرين 23% من مساهمة قطاع الصناعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث بلغت القيمة الإجمالية للصادرات الصناعية لدول الشراكة 65 مليار دولار في العام 2019 فيما يصل إجمالي عدد السكان في هذه الدول إلى 122 مليون نسمة يمثلون 27% من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من بينهم 49% من الشباب دون سن 24 عاماً.

رضا عبدالنور/ أحمد النعيمي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

تكامل القطاع الخاص والحكومة .. شراكة وطنية لتعزيز الصمود الاقتصادي في مواجهة العدوان

انطلاقًا من توجّه المسيرة القرآنية المباركة التي أكدت على أهمية الاعتماد على الذات، واستنهاض الطاقات الوطنية، وتعزيز مقومات الصمود في وجه العدوان، تبرز الشراكة مع القطاع الخاص كواحدة من أهم ركائز البناء والتعافي الاقتصادي، خصوصًا في ظل استمرار العدوان الأمريكي السعودي والحصار الاقتصادي الجائر المفروض على اليمن منذ أكثر من تسع سنوات.

يمانيون/ تقرير/ طارق الحمامي

 

لقد أثبت الواقع أن الرؤية القرآنية ليست مجرد مشروع تعبوي أو فكري، بل هي مشروع متكامل لبناء الإنسان، وتحقيق الاكتفاء، ومواجهة الهيمنة الاقتصادية والسياسية، الأمر الذي يوجب على الدولة، بمؤسساتها الرسمية والمجتمعية، السعي لتعزيز شراكتها مع القطاع الخاص، لا بوصفه طرفًا اقتصاديًا فحسب، بل باعتباره شريكًا في معركة الصمود والبناء.

 

 التنمية في ظل التحديات .. منطلق قرآني لتكامل الجهود وبناء الداخل

تؤكد الرؤية القرآنية على أن التحديات هي ميادين للعمل والبناء، لا مبررات للتقاعس، وهو ما يتجسد اليوم في الحاجة إلى تفعيل الجهود المشتركة بين الدولة والقطاع الخاص لتعزيز مجالات التنمية، خاصة في القطاعات الحيوية المتضررة من العدوان، كالصحة والتعليم والزراعة، ومن منطلق قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}، فإن التنمية في هذه المرحلة تمثل أداة من أدوات المواجهة، والصمود الاقتصادي ركيزة من ركائز التصدي للعدوان،  ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال شراكة واعية ومسؤولة بين الدولة ورأس المال الوطني، تُبنى على مبادئ الاكتفاء والتحرر من التبعية الاقتصادية.

 

دعم القطاعات الإنتاجية والتجارية .. ترجمة عملية لمشروع الاكتفاء

يواجه القطاعان الصناعي والتجاري صعوبات كبيرة بفعل العدوان والحصار، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الخام، وانخفاض القدرة الشرائية، وإغلاق عدد من المصانع والمنشآت،  ومن منطلق قوله تعالى: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى}، فإن هذه المعاناة يجب أن تُحوّل إلى دافع للابتكار والإنتاج المحلي، وتعزيز هذه القطاعات يتطلب توفير الحوافز، والتسهيلات ، وتقديم الدعم للأنشطة التي تعتمد على الموارد المحلية، فالإنتاج الوطني ليس فقط ضرورة اقتصادية، بل هو موقف من مواقف المواجهة الاقتصادية في وجه العدوان الذي يسعى إلى تركيع الشعب اليمني عبر الحرب الاقتصادية.

 

تذليل المعوقات أمام رأس المال الوطني 

لقد أثبت رأس المال الوطني التزامه بالصمود والبقاء في الداخل، رغم ما تعرض له من استهداف مباشر وغير مباشر من العدوان، ولهذا تعمل الدولة ومؤسساتها المعنية على إزالة كل المعوقات التي تعترض سير عمل هذا القطاع، من عراقيل، من خلال تهيئة البيئة الآمنة والمستقرة، وتقديم كافة التسهيلات الممكنة، لأنها تنظر إلى هذه المسؤولية كضرورة لتعزيز الاعتماد على الذات، وتحقيق الكفاية الاقتصادية، بما ينسجم مع نهج المسيرة القرآنية في دعم المنتج المحلي وبناء الداخل.

 

بيئة استثمارية وفق معايير العدالة والكرامة والاستقلال

الرؤية القرآنية تنطلق من مبدأ تحقيق العدالة الاقتصادية، وفتح المجال لكل من يسهم في تنمية الأمة وبنائها، دون احتكار أو تبعية، ومن هذا المنطلق، فإن خلق بيئة استثمارية جاذبة تقوم على النزاهة، وتكافؤ الفرص، وتشجيع المشاريع الإنتاجية، يمثل أحد مسارات تعزيز الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، وقانون الاستثمار اليمني قدّم حوافز مهمة للمشاريع الصناعية والزراعية، لكن الواقع يحتاج إلى تفعيل هذه الحوافز، وربطها بالأولويات الوطنية، وعلى رأسها تحقيق الاكتفاء الذاتي، الذي هو أحد المبادئ الأساسية في المشروع القرآني لمواجهة الهيمنة الاقتصادية.

 

شراكة مسؤولة في معركة الصمود .. بناء داخلي يواجه العدوان

إنطلاقاً من توجيهات  قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي  يحفظه الله، فإن البناء الداخلي هو السلاح الأقوى في مواجهة العدوان، ومن هذا المنطلق، فإن الشراكة بين القطاع الخاص والدولة يجب ألا تكون شكلية أو جزئية، بل شاملة ومسؤولة، تُبنى على التكامل لا التنازع، وتوجه نحو الأولويات الوطنية، وشرط تحقيق ذلك مرهون بمدى تجاوب القطاع الخاص للإيفاء بالتزاماته ، مقابل حرص الحكومة على التعاون والتنسيق الفاعل ، فالمعركة الاقتصادية اليوم لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية، والقطاع الخاص هو أحد فرسان هذه المواجهة، بما يمتلكه من طاقات وإمكانات، وقدرة على الحركة، والمرونة في العمل الميداني.

 

 معالجة التحديات القائمة .. منطلقات إيمانية لتحقيق التنمية

تؤمن المسيرة القرآنية بأن الحلول تبدأ من الإنسان، ومن الإرادة الصادقة لتجاوز الصعاب، بعيدًا عن الاتكالية أو التهرب من المسؤولية، وهذا يتطلب من الجميع الحكومة والقطاع الخاص  الدخول في شراكة حقيقية لإيجاد معالجات جذرية للمشاكل الاستثمارية والإنتاجية والتجارية، سواء من خلال إزالة العوائق البيروقراطية، أو تشجيع المشاريع الإنتاجية الصغيرة، أو توجيه الاستثمارات نحو أولويات الأمن الغذائي والدوائي.

 

خاتمة .. نحو شراكة قرآنية لصمود اقتصادي وطني

في ضوء الرؤية القرآنية المباركة، فإن تعزيز الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص هو جزء من معركة التحرر الوطني، وأحد مرتكزات مواجهة العدوان والحصار، ومسار من مسارات تمكين الأمة اقتصاديًا، وتحقيق استقلالها في القرار والموقف.

ومع استمرار العدوان، فإن الواجب الوطني والديني يُحتّم على الجميع المساهمة في معركة البناء، والعمل الجاد على دعم الإنتاج المحلي، وخلق فرص العمل، وبناء اقتصاد متماسك، ينهض على أسس من الاعتماد على الذات، والكرامة، والعدالة، والاستقلال.

مقالات مشابهة

  • بالصور .. حرير تساهم في تركيب أطرافًا صناعية لأطفال من غزة والأردن
  • اقتصادية قناة السويس: نتطلع لتعزيز التعاون مع بنما في القطاعات الصناعية والخدمات البحرية
  • 65 شاحنة مساعدات أردنية جديدة إلى غزة إحداها تحمل أطرافاً صناعية / شاهد
  • تكامل القطاع الخاص والحكومة .. شراكة وطنية لتعزيز الصمود الاقتصادي في مواجهة العدوان
  • عاجل | الإمارات تنفذ عملية الإسقاط الجوي الـ 54 فوق غزة ضمن عملية طيور الخير بالتعاون مع الأردن
  • شراكات اقتصادية وفرص عمل بختام معارض روميكس وكيم إكسبو وسيريا بلاست الصناعية بدمشق
  • 49 شاحنة مساعدات قطرية تصل إلى مصر والأردن في طريقها إلى قطاع غزة
  • الإمارات تنفذ عملية الإسقاط الجوي الـ 54 فوق غزة ضمن عملية طيور الخير بالتعاون مع الأردن
  • من مصر والأردن.. قوافل مساعدات تضم 160 شاحنة تتجه نحو غزة
  • التغير المناخي أمام العدل الدولية.. هل تقاضي البلدان الفقيرة الدول الصناعية؟