عربي21:
2025-10-07@23:58:18 GMT

FT: غبار المعارك يكشف حجم الكارثة التي تعيشها غزة

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

FT: غبار المعارك يكشف حجم الكارثة التي تعيشها غزة

يستمر الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الوحشي وغير المسبوق على قطاع غزة حيث حولت طائرات الاحتلال مدن وبلدات القطاع إلى أكوام من الأنقاض والركام وأودت بحياة الآلاف منهم إضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين فضلا عن توقف شبه كامل للحياة في القطاع المحاصر.

تسلط صحيفة الفايننشيال تايمز في أحدث تقاريرها الضوء على حجم الكارثة التي خلفتها العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 26 يوما.



تقول الصحيفة: أصبحت التقارير الواردة من غزة المحاصرة، على مدى أيام الأسابيع الثلاثة الماضية، أكثر كآبة من أي وقت مضى، فالجثث مكدسة في شاحنات صغيرة، والأطفال يتم انتشالهم من تحت الأنقاض، وسويت المناطق السكنية بالأرض، وقُتل الآلاف، وأُجبر حوالي مليون شخص على ترك منازلهم.

وهناك أيضًا النقص الشديد في الغذاء والمياه والوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه والمولدات، وقد انهارت الخدمات الأساسية، التي كانت سيئة حتى قبل أن تشن إسرائيل هجومها الانتقامي على غزة في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وسوف تزداد سوءًا، فقد توغلت الدبابات الإسرائيلية في القطاع تحت غطاء قصف جوي عنيف ليلة الجمعة، حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن مرحلة جديدة وواسعة من الحرب قد بدأت.




إن إسرائيل، الدولة التي ولدت في ظل الصراع ولديها شعور عميق بالضعف، لديها كل الحق في الدفاع عن مواطنيها والرد على هجوم الجماعة المسلحة ذات التوجه الإسلامي؛ فقد قُتل أكثر من 1400 شخص، مما يجعله الهجوم الأكثر دموية على الأراضي الإسرائيلية منذ تأسيس الدولة، ولقد ارتكبت حماس فظائع؛ وكان من بين القتلى نساء وأطفال وشيوخ، واحتُجز أكثر من 230 شخصًا، بينهم مدنيون، كرهائن.

ولكن العقاب الجماعي الذي تفرضه إسرائيل على 2.3 مليون شخص محاصر في غزة ــ نصفهم تقريبًا من الأطفال ــ يجب أن يتوقف، وقد قُتل أكثر من 8000 شخص – من بينهم أكثر من 3000 طفل – في القصف الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع على القطاع، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، وهذا أعلى بكثير من إجمالي عدد القتلى في الحروب السابقة التي خاضتها إسرائيل مع حماس منذ سيطرة الجماعة ذات التوجه الإسلامي على غزة في عام 2007.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي إنه “لا يثق في العدد الذي يستخدمه الفلسطينيون” للقتلى، ولكن في الصراعات السابقة بين إسرائيل وحماس، عندما هدأ الغبار وأجرت وكالات الأمم المتحدة إحصائياتها الخاصة، لم تظهر أي تناقضات كبيرة مع تلك التي أعلنها مسؤولو الصحة في غزة.



وبدلًا من المراوغة بشأن الأرقام؛ يجب أن ينصب تركيز بايدن على الضغط على إسرائيل لحماية المدنيين واحترام قواعد الحرب، فحجم الدمار في القطاع واضح للجميع. وأعرب مسؤولون في الأمم المتحدة عن قلقهم إزاء “الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي” التي تحدث في غزة، وفرضت إسرائيل حصارًا على غزة وأمرت نصف السكان بالتحرك جنوبًا بعيدًا عن شمال القطاع، وتتهم حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية.

والآن أمرت إسرائيل بإخلاء المدارس والمستشفيات في الشمال حيث لجأ عشرات الآلاف من الأشخاص إلى ملاذ آمن، ويقدر الجيش الإسرائيلي أنه لا يزال هناك ما بين 300 ألف إلى 400 ألف شخص في الشمال؛ وهو محور الهجوم البري، وطوال الوقت، لم تسمح إسرائيل إلا بدخول قدر ضئيل من المساعدات إلى غزة؛ حوالي 131 شاحنة مقارنة بـ 500 شاحنة كانت تدخل يوميًّا قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

وفي الخلفية، يتصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، حيث قُتل أكثر من 100 فلسطيني، بعضهم على يد قوات الأمن والبعض الآخر على يد المستوطنين اليهود. ومع تصاعد التوترات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، يخشى الدبلوماسيون من احتمال اندلاع صراع أوسع نطاقا.




لقد حان الوقت لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، ومن شأن ذلك أن يخفف معاناة الفلسطينيين ويهدئ التوترات الإقليمية، ويجب على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن.

ويتعين على حلفاء “إسرائيل” أن يضغطوا على حكومة نتنياهو للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة ورفع الحصار عنها، ويتعين عليهم أيضًا أن يوجهوا إسرائيل نحو خطة أكثر قبولًا لإبطال التهديد الذي تفرضه حماس؛ خطة لا تدفع إسرائيل والمنطقة إلى الهاوية.


لفد وجهت حماس ضربة كارثية ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ويتعين على إسرائيل الآن أن تتجنب الوقوع في فخ تمكين المسلحين ــ الذين يعتبرون كل ضحية فلسطينية شهيدًا لقضيتهم ــ من الاستفادة من ذلك، فكلما تعاظمت معاناة المدنيين الفلسطينيين، زاد احتمال أن تفقد إسرائيل الدعم في الغرب، في حين تزيد من غضب العالمين العربي والإسلامي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة القصف الإسرائيلي الضفة الغربية غزة الضفة الغربية القصف الإسرائيلي الحرب على غزة غزة المحاصرة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکثر من

إقرأ أيضاً:

عامان من الحرب.. الأونروا: أكثر من 66 ألف شهيد و80% من مباني غزة مدمرة

مر عامان على اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهي أطول وأعنف الحروب التي شهدها القطاع منذ عقود، لتترك وراءها دمارًا هائلًا ومعاناة إنسانية غير مسبوقة. 

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في بيان عاجل، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 66 ألفًا ومئة شخص استشهدوا منذ بدء الحرب في أكتوبر ٢٠٢٣، في حين نزح جميع سكان القطاع تقريبًا، مؤكدة أن ما يقارب 80% من المباني في غزة تم تدميرها أو تضررت بشكل كبير.

وأشارت الأونروا إلى أن 370 من موظفيها استشهدوا أيضا أثناء تأدية مهامهم الإنسانية، وهو الرقم الأعلى في تاريخ الأمم المتحدة، ما يعكس حجم الخطر الذي يواجهه العاملون في الإغاثة داخل القطاع. 

وأضافت أن المؤسسات التعليمية والصحية التابعة للوكالة أصبحت ملاذًا مؤقتًا لعشرات الآلاف من الأسر التي فقدت منازلها، رغم تدهور الأوضاع الصحية ونقص الغذاء والمياه وغياب الخدمات الأساسية.

من جهتها، حذرت منظمات إنسانية دولية من أن غزة تواجه انهيارًا شاملاً في البنية التحتية والخدمات العامة، مشيرة إلى أن النظام الصحي لم يعد قادرًا على استيعاب الأعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين، بينما يواجه السكان خطر المجاعة وتفشي الأمراض بسبب التلوث ونقص الدواء.

ويؤكد مراقبون أن الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023 تحولت إلى كارثة إنسانية ممتدة، إذ يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف قاسية وغير إنسانية داخل منطقة محاصرة، وسط غياب أفق سياسي واضح لإنهاء المعاناة.

وتواصل الأمم المتحدة والجهات الإنسانية دعواتها لوقف إطلاق النار الشامل وضمان وصول المساعدات دون عوائق، محذرة من أن استمرار الحرب سيقود إلى جيل ضائع في غزة، حيث يعيش الأطفال تحت وطأة الفقد والجوع والخوف اليومي.

وبينما يطوي الفلسطينيون عامين من الدمار والموت، تبقى غزة شاهدة على واحدة من أكثر المآسي قسوة في التاريخ الحديث، في انتظار صحوة ضمير عالمية توقف نزيفها المستمر.

طباعة شارك غزة الحرب على غزة الاحتلال إسرائيل الأونروا

مقالات مشابهة

  • تايمز: هذه خطة إسرائيل البديلة لغزة إذا فشلت خطة ترامب
  • المعونة الوطنية: وقف المعونة عن الأسر التي تمتلك أكثر من عقار
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر وحتى الحظه
  • عامان على هجوم 7 أكتوبر.. اليوم الذي غيّر وجه المنطقة
  • عامان من الحرب.. الأونروا: أكثر من 66 ألف شهيد و80% من مباني غزة مدمرة
  • أبرز الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • انتخابات اليونسكو.. مدير حملة خالد العناني يكشف عن أصعب المراحل التي واجهت الحملة
  • مكوّنات غربية في الأسلحة الروسية... زيلينسكي يكشف تفاصيل الهجوم الواسع الذي استهدف بلاده فجر الأحد
  • غريتا ثونبرغ.. السويدية التي تثير هستيريا إسرائيل
  • المشهد الذي لا يصدق.. مسنّ يكشف تفاصيل معاناته مع ابنه بالبحيرة