الوطن:
2025-05-20@02:34:42 GMT

التهجير.. خط أحمر

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

التهجير.. خط أحمر

لا شكَّ أن تخريب الأوطان والعبث فى الخرائط والديموغرافيا إنما هو فكر صهيونى متجذر، خلقته الأيديولوجيا اليهودية التى ساهم فيها تاريخ التشتت والتشرذم وعدم وجود وطن، ما دفعه للتخطيط -بدهاء ومكر شديدين- لاختلاق أزمات ومشكلات لشعوب المناطق المجاورة له.

ولا يخلو ذلك من أن هذه العُقد التاريخية للصهاينة تجعلهم يتمنون رؤية حالة التشريد تعم كل مَن حولهم، فلم يكتفوا فيما يبدو بما فعلوه عام 1948 حينما هجّروا شعباً عربياً بالكامل من أرضه التى عاش فيها لآلاف السنين.

اليوم يريد الصهاينة أن يعيدوا الكرّة وبكل قبح وخسة وإجرام.. لكن للأسف مع من؟ وعلى حساب من؟ فما يسطره أهل غزة اليوم من بطولات وصمود باسل فى وجه عدوان غاشم وغادر ومجرم، وما يقدمونه من تضحيات أصبحت نبراساً ورمزاً للتحرر فى العالم كله يبرهن وبشدة على أن التاريخ لن يعيد نفسه، وأن أصحاب الأرض باقون ومتجذرون فى أرضهم، ولن يتزحزحوا عنها ولو ماتوا فيها، وأنهم بالفعل هم القوم الجبارون، ولن تُجدى معهم الجرائم ولا العدوان.

أما مسألة «على حساب مَن؟» فهذه معضلة أخرى، لأن مجرد الإشارة إلى تهجير الأشقاء الفلسطينيين من أهل غزة إلى مصر أو إلى سيناء تحديداً، فهذا الحديث فيه حماقة كبيرة، وجهل راسخ، وتجاوز غير مقبول فى حق مصر وفلسطين، وحق الفلسطينيين والمصريين، وحق القضية الفلسطينية، فمصر أقدم من التاريخ نفسه.

وإن تحركت الدنيا كلها من على الخارطة ستبقى مصر، وأهل سيناء هم دعائم جبهتها الشرقية باقون صامدون متشبثون بأرضهم لا يسمحون لأحد بالمساس بها.

مر من هنا الهكسوس والرومان الصليبيون والإنجليز والفرنسيون وحتى الصهاينة أنفسهم، لكنهم وعلى خلاف مناطق كثيرة استمرت تحت الاحتلال أو تغيرت طبيعتها أو ديموغرافيتها أو لغتها أو دانت لهم، إلا أن سيناء احتفظت بهويتها بفضل سكانها وقبائلها وما يتمتعون به من وطنية وولاء.

وهم على العهد والوعد متمسكون بأرضهم، محافظون عليها، رافضون لكل أوجه التفريط أو الشراكة أو التهجير أو التوطين، داعمون فى نفس الوقت لإخوانهم فى غزة، ومساندون لهم ولقضيتهم ولحقهم فى المقاومة والتصدى للاحتلال حتى زواله عن أرضهم، مدافعون عن أرضهم وعن كرامة الأمة وشرفها، داعون لهم بالنصر وإنه لوعد الله لهم.

أما عن رمزية سيناء وما تمثله، فهذا حديث طويل وقدسية لا تقبل المساس، وتاريخ لا يقبل العبث به، فسيناء أيقونة وطنية وتاريخ وملاحم وبطولات، فلا تكاد تخلو صورة يرسمها طفل مصرى أو رواية وطنية أو أغنية يتغنون فيها بالوطن من ذكر تلك البقعة المقدسة الغالية على كل مصرى شريف، وهى سيناء التى تمثل للمصريين كل معانى التضحية والفداء والوطنية المتجذرة والممتدة من الأجداد للأحفاد.

والذى لا يقبل المساومة ولا حتى الحديث عنه ولا يملك أحد المفاوضة أو التفريط فيه، هو حديث التهجير البغيض، فلكل مصرى حق بسيناء جزاء ما قدم المصريون جميعاً على أرضها من تضحيات ودم وعرق بل ودموع، وللمصريين وقت الجد خطوط حمراء يرفضون الاقتراب منها أو المساس بها.

ومجرد الحديث فى هذا الأمر أو السماح بالخوض فيه أو التلميح بإمكانية الموافقة عليه يشكل جريمة لن يتسامح فيها الشعب المصرى، فمن يملك الحديث عن سيناء هم الشهداء وقد غادروا واستأمنونا عليها، والأبطال وهؤلاء لا يعرفون التفريط، ونحن إن شاء قادرون على حمل أمانتهم دون تفريط فليطمئنوا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سيناء الوطن الرأي

إقرأ أيضاً:

ترامب يعتزم الحديث إلى بوتين وزيلينسكي لإنهاء حمام الدم في هذا الموعد

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، عن عزمه إجراء اتصال هاتفي مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أجل وقف "حمام الدم".

وأوضح ترامب، في منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي المملوكة له "تروث سوشيال"، أن حديثه مع بوتين سيكون يوم الاثنين في تمام الساعة العاشرة بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1400 بتوقيت جرينتش).

وقال الرئيس الأمريكي، إن "الموضوعات التي سنتناولها في المكالمة ستدور حول وقف 'حمام الدم' الذي يودي بحياة أكثر من خمسة آلاف جندي روسي وأوكراني أسبوعيا في المتوسط، إلى جانب التجارة".


وأعرب ترامب عن أمله في أن "يكون يوما مثمرا، وأن يتم وقف إطلاق النار، وأن تنتهي هذه الحرب العنيفة للغاية، التي لم يكن ينبغي أن تحدث أبدا".

وأضاف الرئيس الأمريكي، أنه سيتحدث بعد ذلك إلى نظيره الأوكراني، بالإضافة إلى عدد من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو".

ويأتي حديث ترامب بعد عقد مباحثات مباشرة بين وفدي روسيا وأوكرانيا بمدينة إسطنبول التركية من أجل بحث وقف إطلاق النار، إلا أن المباحثات التي توسطت بها تركيا لم تصل إلى تلك النتيجة.

وأسفرت المباحثات المباشرة التي تعد الأولى من نوعها منذ ربيع 2022، عن اتفاق الجانبين على تبادل ألف أسير مقابل ألف أسير، كما جرى مناقشة قضايا وقف إطلاق النار واجتماع محتمل على مستوى القادة.

وقال رئيس الوفد الروسي في مفاوضات إسطنبول،  فلاديمير ميدينسكي، إن بلاده راضية عن نتائج المفاوضات مع أوكرانيا ومستعدة لمواصلة المحادثات، حسب وكالة الأناضول.

وكان زيلينسكي وصل إلى العاصمة التركية أنقرة قبل انطلاق مباحثات إسطنبول، معربا عن استعداده للقاء مع بوتين، الذي امتنع عن القدوم إلى تركيا.

وأوضح ميدينسكي، أن "الجانب الأوكراني طلب إجراء محادثات مباشرة على مستوى القادة. وقد سجلنا هذا الطلب. ستقدم روسيا وأوكرانيا وجهات نظرهما بشأن وقف إطلاق النار المحتمل بالتفصيل، ثم ستُستأنف المفاوضات. ونرى هذا منطقيا".


وفي وقت سابق السبت، أعلنت السلطات الأوكرانية عن مقتل 9 أشخاص وإصابة آخرين بجروح مختلفة جراء هجوم روسي نفذ بواسطة طائرات مسيرة واستهدف حافلة صغيرة تقل مدنيين شمالي البلاد، وفقا لوكالة "فرانس برس".

وقالت الإدارة العسكرية لمنطقة سومي الأوكرانية الحدودية مع روسيا، في بيان عبر منصة "تلغرام": "ضربت مسيرة للعدو حافلة قرب بيلوبيليا ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة أربعة".

وندد الرئيس الأوكراني بما وصفه بـ"القتل المتعمد للمدنيين"، في حين قال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا في تدوينة عبر منصة "إكس" إن "بوتين يواصل حربه على المدنيين".

وتتواصل الحرب الروسية الأوكرانية للعام الثالث على التوالي، حيث تتمسك روسيا بضرورة تخلي جارتها أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتنازلها عن مناطق سيطرت عليها موسكو بشكل جزئي، فضلا عن شبه جزيرة القرم، وهو ما ترفضه أوكرانيا وحلفاؤها في أوروبا.

مقالات مشابهة

  • بوتين يحدد إحدى المهام الأولوية الحيوية في العصر الحديث
  • إضاءات موفرة .. تطوير طرق مدينة طور سيناء
  • مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تعيش أصعب مشهد في تاريخها الحديث
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تعيش أصعب مشهد في تاريخها الحديث
  • ويتكوف: لن نسمح بأي مستوى من تخصيب اليورانيوم الإيراني.. وهذا خط أحمر
  • بعد الحديث عن انسحابهم... ائتلاف بيروت مدينتي يرد ويوضح
  • شرم الشيخ ضمن أفضل 15 وجهة سياحية.. محافظ جنوب سيناء يكشف الأسباب
  • ترامب يعتزم الحديث إلى بوتين وزيلينسكي لإنهاء حمام الدم في هذا الموعد
  • وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية: نرفض التهجير لسكان غزة وندعم حصر السلاح بلبنان
  • وزير الخارجية البحريني: نرفض بشكل قاطع تهجير الفلسطينين من أرضهم