عصب الشارع -
رغم أن قائد اللجنة الأمنية البرهان وخلال مشاركتة في الدورة الماضية للأمم المتحدة قد وعد كل رؤساء العالم بأنه لن يقوم بتشكيل حكومة جديدة إلا بعد إنتهاء القتال الدائر الا أنه وكالعادة أخلف الوعد وهو يظن بأنه يخدع العالم بالتغيير التدريجي لها وأدار بكل هدوء دفة مركبه نحو ارضاء الشرق والاسلاميين وقام بتغيير جزء كبير من حكومته (الافتراضية) في مجزرة لعدد من المتمردين عليه من رفقاء سلام جوبا كما اطاح بإمرأتين حتي يجد مساحة كافية لحكومة الإرضاءات التي يحاول أن يمسح بها غضب أو بتعبير ادق دموع مجموعة الاسلاميين الذين جاهدوا معه لتثبيته علي كرسي الرئاسة وإسكات غضبهم الذي صار لايخفى على أحد وتمدد عبر إعلامهم الى حد تهديده بالتصفية رغم أن تلك الرشوة الصغيرة لن تشفي غليلهم بتعيين كيزان من الشرق في تلك المناصب فقد اتسعت الهوة مع عجز البرهان في تحقيق أمانيهم الكلية بالانسحاب من مفاوضات جده التي ايقنوا تماماً بأنها لامناص من وصولها، الى إيقاف الحرب وبالتالي نهاية احلامهم في الوصول للسلطة مرة اخري عبره.
والكيزان أنفسهم يعلمون بأن هذا الارضاء الوقتي لن يكون له أثر في تغيير الخطوات المتسارعة في طريق تكوين حكومة كفاءات مدنية مستقلة ولكنه قد يسهم فقط في تسديد بعض ديونهم التي تراكمت أو الخلاص منها من خلال التمتع بإستغلال ذهب البلاد بعد إستلام شركة المعادن والنفط والتجارة بالاضافة الي إتاحة فرص عمل لأبناء الشرق وتثبيت أقدام بعض قيادات الصف الثاني وإسكات شكاوي ترك المتكررة وذلك قبل تغير الاحوال والظروف وتشكيل حكومة جديدة بعيدا عن قبضة البرهان..
أو ربما أن قائد اللجنة الأمنية الذي صار يتخبط في كافة الإتجاهات يحاول ومن خلال هذه (الفرفرة) القول بانه مازال يمسك بدفة الحكم وهذا تمام ماكان يفعله المعزول البشير بإيحاء من الكيزان حوله في آخر أيامه حيث قام بتعيين ايلا رئيسًا للوزراء ليوم واحد وروضة الحاج وزيرًا للثقافة لساعات ورحل غير مأسوفاً عليه ورحلت معه كل هذه الهرطقات التي بلا معني ويبدو أن شياطين الانس والجن مازالا يزينان له إعوجاجه وبانه سيبقي رئيسًا الي الأبد رغم أنف الجميع شأنه وكل الحكام الدكتاتورين في العالم
فائد اللجنة الامنية البرهان وبكل أسف صار اليوم يحتاج لمجموعة شجاعة من قيادات الجيش الوطنيين الشرفاء لتخبره بلا مواراة بان دوره قد انتهي وأن التنحي أكرم له من هذا الهمس والإستهزاء الذي صارت تلاقيه خطبه وقراراته حتي من أقرب المقربين اليه وان محاولته صناعة حكومة ليس ذا جدوي في ظل نظام يحتضر بصورة كلية وبوحهم بكلمة الحق في وجهه في هذه الايام أكرم لهم من هذا الصمت المشين وهم يشاهدون البلاد تدمر وتمزق ومواطنيها يموتون ويشردون وهم سواسية معه أمام الله والتاريخ فيما يحدث وإنقاذ وطن بكل تاكيد أهم من إنقاذ البرهان الغارق لا محالة ..
والثورة لن تتوقف
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
نوابُ حكومةٍ أم نوابُ أُمّة؟
صراحة نيوز- بقلم ماجد أبورمان
ليس في إقرار الموازنة ما يُدهش؛ فالنتيجة محسومة ما دام المجلس نسخة باهتة من حكومةٍ تتقدّم فيما يتأخر ممثلو الشعب. ما عاد المواطن ينتظر من برلمانه معجزة، لكنه على الأقل توقّع حدًا أدنى من الوقوف، لا هذا الانبطاح الذي يذكّرنا بضعفٍ يتستّر خلف الميكروفونات.بل ويبعث في نفس المستمع دافع شديد للتقيؤ
لقد رأينا في مناقشة الموازنه نوابًا يقفون تحت القبة كالأيتام على موائد اللئام ،نواب يمتدحون الرئيس وفريقه الحكومي بطريقه مبتذله ومهينه.
وأنا أعرف بعضهم جيدآ وأعرف كيف يتوسّلون سكرتيرًا، ويرجون مدير مكتب، ويُظهرون من الهوان ما يُخجل حتى الصمت.
ويستعرضون على المواطن البسيط بخدمات لا مكان ولا زمان لها وما زلت أتحدّى وأكررها أن يستطيع واحدٌ منهم تعيين عامل وطن، ولا نريد منهم ذلك ولكن هل يعقل حالة العجز حتى في الرقابه والتشريع
النائب في الأصل ليس مادحًا ولا شتّامًا، بل عقلٌ سياسيٌّ حاد، وفكرٌ اقتصاديٌّ يضع الحكومة أمام خيارات صعبة، لا أمام قصائد رديئة وإلقاءٍ عاثر يذبح اللغة ويهين المعنى.
وما اكتشفناه لاحقًا أن كثيرًا منهم لا يفتقرون للمعرفة فقط، بل يملكون موهبة مذهلة في تلويث الشعر، وفي قراءة كلماتٍ لم يكتبها عقلٌ واثق، بل شخص يُتقن الضعف أكثر مما يُتقن العربية.
الموازنة ستُقرّ… نعم.
لكن ما لا يُقبل هو أن تُقرّ مع هذا المشهد المرتبك، مع هذا الانحناء الذي لا يليق بمجلس يُفترض أنه صوت الأمة، لا صدى الحكومة.
كنت أستغرب من أحد النواب عندما قال لي أن هذا المجلس ممتاز ولكن رئيسه السابق أضعفه أمام الحكومه وها هو الرئيس غادر وجاء مكانه رئيس جديد وبقي الثوب هو هو مهترئ إذآ ليس علينا سوى أن نعترف أن الضعف في نفس الحشوه ولتشهد يا شجر الزيتون
وأخيراً أيها النواب قفوا واقفين ليس بأجسادكم بل بالنفس التي يجب إن تكون تعودت الشموخ لا الإنبطاح
على الأقل أمام الكاميرات.
#ماجدـابورمان