القومي لثقافة الطفل والفنون التشكيلية يحتفلان بالذكرى الـ ٥٠ لرحيل د.طه حسين بمتحفه
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، وإشراف أد.هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، أد.وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية، يحتفل المركز القومي لثقافة الطفل برئاسة الكاتب محمد ناصف بذكرى مرور ٥٠ عاما على رحيل عميد الأدب العربي د.طه حسين غدًا الأحد ٥ نوفمبر، وذلك بمتحفه بالهرم برئاسة أحمد شلقامي، ومركز رامتان الثقافي برئاسة مروة يحيى.
ويتضمن الاحتفال عمل زيارة للمتحف، ثم ورشة تفاعلية مع أطفال المدارس بعنوان "سر البطولة في حياة د.طه حسين" يقدمها السيناريست وليد كمال.
كما يقدم فنانو المركز مجموعة من الورش الفنية المتنوعة منها ورشة تدوير وعمل مجسمات لكتب ومؤلفات د.طه حسين، "مسرح عرائس" بعنوان "قصة حياة طه حسين" في الذكرى الخمسين لرحيله، ومسابقات ثقافية عن حياة د.طه حسين وأعماله، ورشة "تلوين" وورشة طباعة بورتريه، وورشة "كروت مجسمة" لشخصية د.طه حسين.
كما سيتم عمل معرض إصدارات ويتم توزيع مجموعة من أحدث الإصدارات على أطفال المدارس.
جدير بالذكر أن احتفال المركز القومي لثقافة الطفل وقطاع الفنون التشكيلية بالذكرى الخمسين لرحيل عميد الأدب العربي د.طه حسين قد بدأ يوم الأربعاء ١ نوفمبر والخميس ٢ نوفمبر بحضور الكاتب محمد ناصف وعمل جولة في المتحف مع أطفال المدارس، وتم تقديم مجموعة متنوعة من ورش الفنون التشكيلية، والندوات الثقافية حيث قدم أ.أحمد عبد العليم مدير عام بحوث ثقافة الطفل ندوتين للأطفال.
وقدمت وزارة البيئة ورش إعادة تدوير وعمل مجسمات لكتب ومؤلفات د.طه حسين من ورق المخلفات بالتنسيق مع قسم البيئة بالقومي للطفل، بالإضافة لمسرح العرائس، والمسابقات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: القومي لثقافة الطفل المركز القومي لثقافة الطفل طه حسين
إقرأ أيضاً:
«الطوق والأسورة».. مأساة تتناسل من رحم الفقر والخذلان
قدمت فرقة المسرح بقصر ثقافة طنطا العرض المسرحي الطوق والإسورة على مسرح المركز الثقافي بطنطا،
ضمن فعاليات المهرجان الإقليمي للمسرح بمحافظة الغربية، والذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن خطة عروض وزارة الثقافة المسرحية.
"الطوق والإسورة"، مقتبس عن رائعة يحيى الطاهر عبد الله، ويكشف عبر دراما ريفية مأساوية رحلة الفتاة "حزينة" وابنتها "فهيمة"، التي تموت بالحمى، وتترك طفلة تقع ضحية علاقة غير شرعية مع صديق الطفولة، قبل أن تنتهي القصة بجريمة قتل.
شارك في بطولة العرض عدد من أعضاء فرقة طنطا المسرحية، من بينهم: عبد الله صالح، مي الخولي، يارا علي، وكان الإعداد والإخراج لمحمد عفيفي.
ينتمي "الطوق والأسورة" للأدب المصري الجنوبي الذي تميز به يحيى الطاهر عبد الله، حيث يكتب عن البشر المهمشين، وعن نساء مقهورات في مجتمع ينهش أرواحهن ويجعل أجسادهن ساحة للفقر والعار والتضحية.
تمكّن العرض المسرحي من استلهام روح النص الأم، لكنه لم يركن إلى السرد فقط، بل أعاد بناء الشخصيات والمواقف على الخشبة، بما يناسب الحس المسرحي والبصري، بفضل دراماتورج واعٍ من محمد عبد الله.
تدور الأحداث حول "حزينة"، الأم المقهورة التي تمثل صوت الجبر والخذلان، وتمر عبرها مأساة كاملة تمتد إلى حفيدتها "نبوية".
المميز هنا هو أن العرض لم يتعامل مع الشخصيات كأنها مفعول بها، بل أعطاها أبعادًا إنسانية واضحة، خاصة مع شخصية "فهيمة" التي قُدمت بوصفها ضحية مؤامرة جسدها المجتمع ضد الأنثى.
أما نبويه، فهي ذروة هذه المأساة، والنقطة التي التقت فيها خيوط الظلم الاجتماعي والجنسي والطبقي.
برز عدد من الممثلين في تقديم أداء صادق ومؤثر، لا سيما: مي الخولي التي أدّت دور "حزينة" بانكسار حقيقي وصوت مشحون بالحزن، وعبد الله فتح الله في دور "البشاري" قدم أداء داخليًا عميقًا، بلا مبالغة، ومريم ماجد ونورين إبراهيم في أدوار "فهيمة" و"نبويه" على التوالي، نجحن في تجسيد الألم الأنثوي والبؤس الاجتماعي بجسدية واضحة وصدق شعوري لافت.
ونجح المخرج محمد عفيفي في قيادة فريق كبير معظمه من المواهب الشابة، وحافظ على توازن الأداء داخل مشاهد كثيفة بالعواطف.
فيما أعطت أشعار سامح رخا العرض بُعدًا تأمليًا ووجدانيًا، وساهمت في خلق جسر بين الماضي والحاضر، وموسيقى عاصم علاء جاءت ملائمة جدًا للبيئة الصعيدية، تحمل نكهة محلية دون ابتذال، وتخدم الإيقاع العام للعرض.
أما الاستعراضات والدراما الحركية التي وضعتها رضوى إيهاب كانت متقشفة وموحية، ولم تخرج عن الإطار الشعبي للمأساة، بل دعمته بصريًا، وديكور نهلة مرسي قدم بيئة فقيرة موحشة بأدوات قليلة لكن دلالية (مثل السرير، الحفرة، والمعبد).
كما ساعدت الإضاءة (محمود علاء) في الانتقال السلس بين الأزمنة النفسية للعرض، وأضاءت مشاهد الحلم والموت والذاكرة بحرفية.
فيما جاءت الرؤية الإخراجية للمخرج محمد عفيفي لتقدم معالجة إخراجية تعتمد على التوازي بين الواقعي والرمزي.
فلم يكتفِ بسرد المأساة، بل عبّر عنها بصريًا عبر تكوينات مسرحية قوية، مع توظيف الحركة والغناء والإنشاد في لحظات ذروية تُشبه الطقوس الجنائزية، ما ضاعف من تأثير القصة على المتلقي.
عرض "الطوق والأسورة" لفرقة قصر ثقافة طنطا هو تجربة مسرحية ناضجة وواعدة، تعيد للخشبة دورها الاجتماعي والتنويري، ونجح في أن يكون صرخة مكتومة ضد الفقر والتواطؤ المجتمعي، عبر توليفة فنية مشغولة بصدق رغم محدودية الموارد.
يُذكر أن المهرجان يُقام بإشراف الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، والإدارة المركزية للشئون الفنية بقيادة الفنان أحمد الشافعي، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة محمد حمدي، وفرع ثقافة الغربية برئاسة وائل شاهين، وبحضور لجنة مشاهدة تضم النقاد يسري حسان، وطارق مرسي، ومهندس الديكور يحيى صبيح.