ضمن الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة... إطلاق مشروع "المسرح المترجم".. الأحد
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
يستضيف الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة في اليوم الرابع والخامس له أيام الأحد و الأثنين 4 و5 نوفمبر الجاري ضمن فعاليات مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة "دي-كاف" إطلاق مشروع "المسرح المترجم"، معرض فني، 4 عروض رقص، عرض شعري وعرض مسرحي.
تنطلق فعاليات اليوم الرابع للملتقى بإطلاق مشروع "المسرح المترجم"، و ذلك يوم الأحد 5 نوفمبر المقبل في تمام العاشرة صباحًا ببيت السناري، حيث يهدف المشروع لترجمة 18 مسرحية أوروبية معاصرة من دول أوروبية مختلفة على مدار ثلاث سنوات، حيث كُتبت جميع النصوص المختارة بعد عام 2010، ونُشرت أو عٌرضت على المسرح في بلدها الأصلي.
ويستمر المعرض الفني "كيف أنا هون؟" لمي سعيفان من سوريا من الساعة 2 ظهرًا حتى 10 مساءً بفاكتوري، حيث يعكس العديد من التساؤلات عن مشاعر السوريين المضطربة عن العودة إلى الوطن بعد سنوات من الرحيل عنها. يستخدم العرض خاصة الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي وتصميم الأحلام للتعبير عن تجربة مشاعر مكثفة عبر عرض أفكار حول الأحلام المخزنة في عقولنا وتتضمن تعليقات شخصية، ودروس عن الأحلام الواضحة وكيف تستخدم للحديث عن الصدمات، وذلك من خلال تجربة صوتية تشبه الحلم يؤديها المطرب شادي علي.
وبالتوازي، يعرض في الساعة الثالثة ظهرًا يعرض للمرة الثانية عرض الرقص "طائر" لسفيان عويسي من تونس في فاكتوري. حيث يمنح العويسي نفسه الحرية في الرقص، حيث يندمج بلا قيود مع حمامتين، خلقًا رحلة فنية ملهمة وتشاركه الفنانة سلمى عويسى في إنتاج هذا العرض، ومن خلاله يدعوان الجمهور للتأمل في أسئلة الذات والإبداع ولحظات التواصل.
أما في ساحة روابط للفنون، فيتم تقديم عرضي رقص وهما عرض "كيف بدأ الأرت؟" لمنير سعيد من مصر وعرض "عوالم" لعشتار معلم من فلسطين في تمام الساعة 5 مساءً.
حيث يُقدم منير سعيد من خلال عرضه وجهة نظر شخصية حول الفن ويعبر عن تجربته في المشهد الفني. يُستخدم التصميم الحركي كوسيلة لاستكشاف العالم بطريقة نقدية، حيث يقدم لمحات فريدة عن عملية الإبداع الفني. أداء العرض والموسيقى والنص لمنير سعيد، وتصميم الإضاءة صابر السيد.
ويليه في ساحة روابط للفنون عرض "عوالم" لعشتار معلم من فلسطين هو عرض فني استثنائي يجمع بين فنون المسرح والرقص وفنون السيرك. يتيح هذا العرض تفاعلاً مستمرًا مع الجمهور، حيث تقدم عشتار معلم بالتعاون مع إميل سابا وكليمنت دازين رحلة فنية شخصية تبرز مهاراتها في العزلة. تتضمن هذه الرحلة مجموعة متنوعة من النشاطات، بدءًا من ممارسة اليوجا وصولاً إلى تعلم قراءة أوراق التاروت والهالة مع جمال شعري ساخر وبديهي. عرض أداء عشتار معلم، إخراج: كليمنت دازان وإميل سابا، موسيقى جريجوري أدوار، تصميم إضاءة طوني جيران، إدارة منصة وإضاءة إدوار معلم، وانتاج عشتار معلم بمشاركة مسرح عشتار، تنسيق وتسويق: إدوار معلم وهديل خالد بدعم من المركز الثقافي البريطاني - القدس، القنصلية الفرنسية العامة - القدس، معهد جوتة - رام الله، وأنتج العمل في فرنسا من قبل فرقة لا مان دي لهوم.
وعلى مسرح السامر، يستضيف الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة عرض "إذا هوى" لعلي شحرور من بيروت في الساعة 7:30 مساءً. يقدم علي في هذا العرض في رحلة فنية استثنائية، حيث يروي قصة زوجين يسيرون معًا في أزقة مدينة مليئة بالجروح التي لا تزال تنزف. تتجسد آثار رحلتهما في الحياة على خشبة المسرح، حيث يتحول تاريخهما المليء بلحظات السعادة والحزن إلى عرض فني راقص مميز. وعلى الرغم من ألم المدينة وجروحها، إلا أن الحب القائم بينهما لا يمكن للزمن أن يهزمه.
العرض، الذي صممه علي شحرور واستلهمه من تجربته الشخصية في مدينة مثل بيروت، يقدم أداءً رائعًا يجمع بين الفنانين حنان الحج علي وروجر عساف، الذين يشكلان ثنائيًا مذهلاً على المسرح. يصاحبهما الموسيقي علي عابد، حيث يندمج الثنائي في رقص مؤثر يروي قصة حبهما وتجاربهما في الحياة. هذا العرض يعكس ببراعة القوة الجامحة للفن والإبداع في التعبير عن الروح الإنسانية وتجاربها.
ويعرض للمرة الأخيرة ضمن فعاليات "دي- كاف" العرض الشعري "نيني يا مومو" من المغرب/فرنسا، يقدم العرض في تمام التاسعة مساءً، العرض أداء سكينة حبيب الله ومن إخراج هنري جول جولين، والتصميم الصوتي لزهير عتبان، من خلال العرض يقدمان لنا عددًا من الهداهد المغربية متنوعة اللغات المحلية التي جمعت من النساء من كبار السن في كل أركان المملكة، تغزل سُكينة حبيب الله أصواتـًا لجدة وحفيدتها، تتحدث كلُ منهما للأخرى وسط غياب الأم، أما الجدة فقد أصابتها لعنة مابعد الكولونيالية، والحفيدة فقد أصابها اكتئاب ما بعد الولادة. على خشبة المسرح تنسج أشعارها باللغتين العربية والإنجليزية، العرض نتاج حركة بركة، إنتاج مشترك Théâtre de Choisy-le-Roi، بدعم من المعهد الفرنسي بكازابلانكا، المعاهد الوطنية للثقافة بالاتحاد الأوروبي (يونِك) - (مشروع دعوة للأفكار).
يختتم الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة فعاليات اليوم الرابع بالعرض الأول داخل وخارج مصر للعرض المسرحي المصري السويسري "الأطفال السعداء" لعمر غيات من سويسرا/ مصر في تمام الساعة التاسعة مساءً على مسرح الفلكي، حيث يعيد للذاكرة اللحظات والذكريات المتلاشية في حياة الأفراد فيتبع العرض رحلة ثلاثة أشخاص، حيث يتداخل الماضي والحاضر بطريقة تلقائية وفنية. العرض يستكشف دور الذكريات في تشكيل رؤيتنا للعالم وكيف تؤثر على علاقاتنا. يقدم العرض تجربة حسية عميقة من خلال أداء مبهر وتصميم مسرحي مبتكر. إنه دعوة للجمهور للاستمتاع بعرض مسرحي يأخذهم في رحلة فنية مميزة تجمع بين القرب والبعد والمألوف. العرض إخراج عمر غيات، مؤدون ماريا ريبيكا ساوتر، دومينيك جيسن، مايكل رورنباخ، تصميم صوت وندلين شميت-أوت، تصميم إضاءة ألينا موسر، مساعدة المخرج ومديرة خشبة المسرح لارا مورجان، وإدارة الإنتاج بوس ورورنباخ.
في اليوم الخامس والأخير للملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة ضمن فعاليات مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة "دي-كاف" تعرض مسرحية "الأطفال السعداء" لعمر غيات في تمام الساعة السادسة و التاسعة مساءً على مسرح الفلكي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الملتقى الدولي للفنون العربية المعاصرة مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة دي كاف المسرح المترجم
إقرأ أيضاً:
نور الحسن لـ الجزيرة نت: وظيفة المترجم البشري في عصر الذكاء الاصطناعي في خطر
في ظل هيمنة الشركات الأميركية والصينية على مشهد الذكاء الاصطناعي، برزت شركة "ترجمة" (Tarjama) كمثال عربي على الابتكار في مجال النماذج اللغوية، هدفها تمكين اللغة العربية وإعادة صياغة علاقتها بالتكنولوجيا الحديثة.
تأسست الشركة عام 2008 على يد رائدة الأعمال نور الحسن، وبدأت من العاصمة الأردنية عمّان قبل أن توسّع عملياتها إلى الإمارات. انطلقت من رؤية واضحة: سد الفجوة اللغوية في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقديم بدائل عربية فاعلة في بيئة تهيمن عليها نماذج معرفية أجنبية.
لم تكتف "ترجمة" بتقديم خدمات الترجمة وإدارة المحتوى، بل طوّرت تقنياتها الخاصة من الصفر، فأطلقت نموذجها اللغوي الكبير برونويا (Pronoia)، المصمم خصيصًا للغة العربية، والذي سجل أداءً متفوقًا في اختبار اللغة العربية على نماذج مثل جي بي تي– 4 أو (GPT‑4) %76.8 مقابل 58%). وعلى هذا النموذج، بُنيت منصة أرابك. إيه آي (Arabic.AI)، وهي من أوائل المنصات "الذكية الوكيلة" (agentic AI) في المنطقة، والمصممة لخدمة المؤسسات الحكومية والخاصة بقدرات تحليل وتوليد نصوص باللغة العربية.
في مايو/أيار الحالي 2025، أعلنت الشركة حصولها على تمويل بقيمة 15 مليون دولار ضمن جولة استثمارية قادتها شركة غلوبال فنتشرز (Global Ventures)، بمشاركة صناديق عالمية من ضمنها "ومضة".
إعلانتهدف هذه الجولة إلى تعزيز توسّع الشركة في الأسواق العربية والعالمية، وبناء بنية تحتية سيادية للذكاء الاصطناعي، إلى جانب إطلاق أكاديمية متخصصة لتدريب قادة المؤسسات على أدوات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية.
تتبنى "ترجمة" فلسفة واضحة: الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يُستهلك فقط، بل يجب أن يُصاغ بأدوات عربية وبيئة معرفية تنبع من اللغة والثقافة.
وفي هذا الحوار الحصري للجزيرة نت، والذي أُجري على هامش منتدى قطر الاقتصادي 2025، تحدثت المؤسسة والرئيسة التنفيذية نور الحسن عن فلسفة شركة "ترجمة"، والتحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في المنطقة، ورؤيتها لمستقبل المترجم البشري في عصر الأتمتة:
منذ البداية، لم يكن الهدف هو منافسة الشركات العالمية من حيث الحجم أو الموارد، بل كان الدافع الأساسي هو حماية اللغة العربية من أن تُدار أو تُشكّل فقط ضمن أطر معرفية غربية. كنت على قناعة بأن التكنولوجيا، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي اللغوي، يجب أن تنبع من بيئتنا وتستوعب خصوصيتنا الثقافية واللغوية. لذلك حرصنا في "ترجمة" على بناء تقنياتنا داخليًا وبأيادٍ عربية، سواء كانت أدوات الترجمة التي يستخدمها المترجمون، أم المنصات التي تدير سير العمل، أو حتى نظام الترجمة الآلية نفسه.فنحن نؤمن بأن من يتحكم ببنية البيانات والمحتوى يتحكم بسير المعرفة، ولهذا نُصرّ على بناء قاعدة بيانات عربية مدققة، يتم مراجعتها وتصحيحها من خبراء لغويين عرب، لضمان جودة المعرفة التي يتغذى عليها النظام.اللغة العربية تواجه تحديا كبيرا اليوم، فهي لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من محتوى الإنترنت، ومعظم هذا المحتوى غير موثوق أو غير دقيق، وهو ما يجعل من تطوير أنظمة ذكية باللغة العربية تحديًا حقيقيًا، ويُبرز أهمية ما نقوم به في ترجمة. تقوم شركات تقنية كبرى مثل غوغل ومايكروسوفت بتطوير نماذج لغوية ضخمة، ما الذي يميز "ترجمة" عنها في هذا المجال؟
في ترجمة، اخترنا أن نتعامل مع الذكاء الاصطناعي من زاوية مختلفة. لا نرى أن تضخيم حجم النموذج بالضرورة يعني جودة أعلى، خاصة حين لا يكون النموذج مُدرّبًا على اللغة العربية بدقة. نحن نركّز على بناء نماذج أصغر حجمًا، لكنها مُصممة بعناية لتخدم احتياجات محددة في مجالات مثل القانون، الطب، والمالية. منهجنا يقوم على التخصص والفاعلية، لا على العمومية، فبدل أن نعتمد على نماذج تُترجم وتُحلل بلغات متعددة وتُطبق في سياقات لا تتوافق مع بيئتنا، نبني أدواتنا باللغة العربية ومن داخل المنطقة، لتكون قادرة على فهم اللهجات، والسياق الثقافي، والتراكيب اللغوية الخاصة -الجدير بالذكر أن نموذج الشركة اللغوي "برونويا" في إصداره الثاني (V2) أظهر تفوقًا في اختبارات أداء اللغة العربية، متجاوزًا نماذج عالمية مثل جي بي تي- 4 أو وديب سيك- 70 بي، بحسب نتائج منشورة في مايو 2025- الجودة في الذكاء الاصطناعي لا تعني أن نكون أكبر، بل أن نكون أقرب وأكثر فهمًا للغة التي نخدمها. في ظل تصاعد دور الذكاء الاصطناعي في الترجمة، أين يقف الإنسان، خصوصًا المترجمين، في هذه المعادلة؟
نؤمن في "ترجمة" أن السنوات القليلة المقبلة ستكون قائمة على التكامل، لا الإحلال. سيكون هناك نمط هجين يجمع بين الإنسان والآلة، بحيث لا يمكن لأحدهما أن يعمل بكفاءة دون الآخر، على الأقل في هذه المرحلة. حتى أكثر الأنظمة تقدمًا بحاجة إلى إشراف بشري للتأكد من دقة البيانات، وصحة المعاني، وسلامة السياق. الأخطاء التي قد تحدث من دون تدخل بشري قد تكون فادحة، خاصة في المجالات الحساسة كالترجمة القانونية أو الطبية.وأُشبّه ذلك دائمًا بقطاع الطيران. لدينا أنظمة قيادة ذاتية متطورة، لكن لا تزال هناك حاجة إلى الطيار والمساعد على متن كل رحلة. الذكاء الاصطناعي يسهّل العمل، يسرّعه، وربما يعيد تشكيله، لكنه لا يُلغي الحاجة إلى الإنسان، خصوصًا في بيئتنا العربية التي لا تزال بحاجة إلى بناء وتطوير بنية معرفية لغوية دقيقة. في ظل التردد الذي تبديه بعض المؤسسات العربية تجاه الذكاء الاصطناعي، كيف يمكن تشجيعها على تبني هذه التقنيات؟
واحدة من أبرز التحديات التي واجهناها -ولا تزال قائمة- هي مقاومة التغيير. كثير من المؤسسات تنظر إلى التكنولوجيا، خاصة الذكاء الاصطناعي، باعتبارها تهديدًا لا فرصة. رأينا هذا في البداية عندما قدمنا الترجمة الآلية لأول مرة، وكان من الصعب إقناع المؤسسات والمترجمين بأهميتها، فكيف الحال الآن مع تقنيات أكثر تطورًا وتعقيدًا؟ الخوف مفهوم، لكنه لا يبرر التباطؤ. في نهاية المطاف، هذه الأدوات لن تختفي، بل ستستمر في التطور، ومن لا يتبناها اليوم سيجد نفسه خارج السوق غدًا. التكنولوجيا قد تتفوق على الإنسان في بعض المهام، نعم، لكن هذا لا يعني أن تحل مكانه بالكامل، بل يجب أن تصبح جزءًا من أدواته. في ظل تسارع التحول الرقمي، كيف تسهم "ترجمة" في تأهيل الكوادر البشرية لتواكب أدوات الذكاء الاصطناعي؟
نؤمن أن أي تحول حقيقي لا يكتمل دون تأهيل العنصر البشري. ولهذا أطلقنا في "ترجمة" مبادرة إيه آي أكاديمي (AI Academy)، وهي منصة تعليمية مخصصة لتدريب الأفراد والفرق داخل المؤسسات على الاستخدام العملي والفعّال لأدوات الذكاء الاصطناعي. المشكلة ليست في نقص الأدوات، بل في الفجوة بين توفرها وبين معرفة كيفية استخدامها بالشكل الأمثل. لذلك نركز في هذه الأكاديمية على تجاوز الاستخدام السطحي، ونعمل على تمكين المتدربين من استيعاب الإمكانات الكاملة لهذه التقنيات وتطبيقها مباشرة في بيئة العمل، سواء في الترجمة أو إدارة المحتوى أو تحليل البيانات. ما حجم الفجوة التي ترينها اليوم بين الواقع والمأمول في ما يخص إدماج الذكاء الاصطناعي في مجالات الترجمة واللغة العربية؟
الفجوة موجودة بلا شك، وهي ليست نظرية بل واقعية، ويمكن ملاحظتها على مستويين: المؤسسات والأفراد. على صعيد المؤسسات، نرى كثيرًا من الشركات -وحتى الجهات الحكومية- لا تزال مترددة، إما لأنها لا تعرف من أين تبدأ، أو لأنها تفترض أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي سيكون عالي التكلفة أو صعب التطبيق.هنا يأتي دورنا في "ترجمة"، فنحن لا نقدم فقط منتجًا، بل شريكًا يفهم البيئة العربية ويواكب احتياجاتها. نعرف هذا السوق من الداخل، ونفهم تمامًا التحديات البنيوية فيه، ولهذا نقدم حلولًا عملية وسريعة لتقليص هذه الفجوة.أما على صعيد الأفراد، فالصورة أوضح: المترجم بوصفه ناقلًا مباشرًا للنصوص لم يعد كافيًا. من لا يطور نفسه ليكتسب مهارات جديدة مثل هندسة الأوامر، استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، إدارة المهام الآلية، والتخصص في مجالات دقيقة، لن يتمكن من البقاء طويلًا في هذا المجال.ما نراه اليوم هو تحوّل في تعريف الوظيفة نفسها، لا اختفاؤها. والمستقبل سيكون فقط لمن يتقن الأدوات الجديدة ويعيد تشكيل دوره بناءً عليها. إعلان
ترى نور أن الذكاء الاصطناعي ليس مشروعًا تقنيًا فحسب، بل مشروع لغوي وثقافي تتقاطع فيه التكنولوجيا مع الهوية. ومن خلال "ترجمة"، لا تسعى فقط إلى تقديم بديل عربي في سوق التقنية، بل إلى صياغة نموذج جديد في كيفية إنتاج المعرفة بالعربية، وبالعقل العربي.
تبرز تجربة "ترجمة" أن السباق في الذكاء الاصطناعي لا يُقاس فقط بعدد المتغيرات في نموذج الذكاء الاصطناعي، بل بمدى ارتباطه بالواقع الذي يخدمه. وفي وقت تسعى فيه معظم الشركات لاستهلاك التقنيات الجاهزة، تحدد "ترجمة" مهمتها في سد فجوة لغوية وتقنية امتدت عقودا.