التباكي على 32 طفلاً فقط
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
أغرب ما نشرته صحيفة (THE SUN) البريطانية على صفحتها الاولى في عددها الصادر يوم 2 / 11 / 2023 مقالة بقلم (TOI STAFF) بعنوان: اعيدوهم إلى بيوتهم (Bring them home). وكانت مصحوبة بلوحة شغلت الصفحة الاولى، وتضمنت صوراً لنحو 32 طفلا، زعمت الصحيفة انهم مخطوفين أو محتجزين الآن داخل أنفاق غزة منذ اليوم السابع من الشهر الماضي.
لم تطالب الصحيفة بدرء المخاطر الداهمة التي يتعرض لها أطفال غزة الذين يمثلون الجزء الأكبر من ضحايا الحرب الإسرائيلية الأخيرة، إذ بلغ عدد الشهداء منهم نحو 3500 طفلاً، بينهم 264 رضيعاً لم يتموا عامهم الأول. ووفقا للأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة، فإن الأطفال يشكلون 42% من حصيلة الشهداء خلال الأيام الـ 25 من عمر الحرب، فضلا عن ألف طفل لا يزالون تحت الأنقاض. .
تأتي نداءات الصحيفة البريطانية بتحرير الاطفال المزعومين بالتزامن مع دعوات النائبة الاسرائيلية الموتورة (تالي غوتليف) ومطالباتها باستخدام القنابل النووية التكتيكية لإزالة غزة من الوجود بمن فيها من أطفال نساء ورجال ومستشفيات ومنازل ومجمعات سكنية. وتأتي مناشدات الصحيفة البريطانية بالتزامن مع مطالبات جنرالات اسرائيل باستخدام قنابل يوم القيامة لإسكات غزة ودفنها، وبالتزامن مع خطة الاتحاد الاوروبي بتجريف قشرتها الارضية بعمق عشرة أمتار وإزاحتها باتجاه البحر وذلك بزلزال مفتعل بسلاح HAARP. .
أكبر فضيحة سمعتها منذ قليل جاءت على لسان وزير خارجية اسرائيل السابق. قال في كلمته: ان المصداقية في تغطية الأخبار سوف تتسبب بإيذاء إسرائيل). وقال أيضاً: (اذا كانت وسائل الاعلام العالمية موضوعية وايجابية في تناولها الأخبار فانها ستخدم حماس، وإذا نقلت الرأي والرأي الآخر فانها تخدم حماس). .
وأخيراً وليس آخراً. لو كانت رواية الصحيفة البريطانية صحيحة. فكم من أطفال غزة ينبغي ان يموتوا ويدفنوا تحت الانقاض من أجل إعادة 32 طفلا إلى منازلهم ؟. وكم من أطفال غزة ينبغي ان يجوعوا و يتيتموا و يتشردوا حتى يعود 32 طفلاً إلى ذويهم. .
شيء آخر: عار على الصحافة البريطانية والأوربية السماح بنشر هذا التمادي في ممارسة الكذب والتلفيق والافتراء من أجل مناصرة طرف على الطرف الآخر. فالتحضر والمدنية والنضج والمصداقية والإنسانية تقتضي الوقوف على الحياد في قول كلمة الحق ودحر الباطل. . .
منذ زمن بعيد والصحافة الأوروبية تتعمد الإساءة للعرب والمسلمين على وجه العموم. . حول هذا الموضوع أذكر لكم هذا الموقف المؤلم: يحكى ان رجلاً شجاعاً رأى فتاة في أمريكا يهاجمها نمر، فاندفع لنجدتها وقتل النمر، فكتبت الصحف: مواطن أمريكي ينقذ فتاة من نمر متوحش. . فقال الرجل أنا عربي مسلم ولست أمريكياً. فكتبت الصحف: (إرهابي يقتل نمرا بريئا كان يلعب مع فتاة). .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
دبابة إسرائيلية تدهس طفلا بغزة وتمزق جسده إلى نصفين
في مشهد يعكس حجم الوحشية التي يعيشها أهالي قطاع غزة يوميا، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على الطفل زاهر ناصر شامية (16 عاما) من مخيم جباليا شمالي القطاع، قبل أن تدعسه دبابة إسرائيلية مباشرة، ما قسم جسده إلى نصفين.
ووفق روايات شهود عيان، جاءت تفاصيل الحادثة شديدة القسوة، فقد أطلقت قوات الاحتلال النار على الطفل زاهر ناصر شامية وأصابته إصابة مباشرة، فسقط على الأرض ينزف دون أن يتمكن أحد من الاقتراب منه.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سوريون: لا قيصر بعد قيصرlist 2 of 2إنكار وسيم الأسد للتهم الموجهة إليه أمام القاضي يثير تعجب السوريينend of listوبحسب الشهود، تعمد الجيش منع طواقم الإسعاف من الوصول إليه عبر إطلاق نار كثيف، ما أدى إلى نزفه أمام أعين سكان المنطقة، وبعد دقائق من إصابته، تقدمت آلية عسكرية إسرائيلية باتجاهه ودهسته في عمد شرقي مخيم جباليا شمالي القطاع، ما أدى إلى وفاته فورا.
عاجل | استشهاد الطفل زاهر ناصر شامية من مخيم جباليا إثر دهسه من دبابة الاحتلال بعد إصابته بالرصاص
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 10, 2025
يأتي ذلك في خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتحولت هذه الحادثة إلى صدمة هائلة عند سكان القطاع؛ فصرخات النساء، وارتباك الشبان وهم يحاولون الاقتراب من المكان، وصوت الدبابة وهي تبتعد ببطء، كلها لحظات بقيت شاهدة على جريمة يصعب تخيلها أو نسيانها.
وانتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي صور الطفل، ليغرق الفضاء الرقمي بسيل من الغضب والأسى، حيث عبر ناشطون عن ذهولهم من الطريقة التي قتل بها الطفل، متسائلين: "أي قلب يمكن أن يواصل السير على جسد طفل، ما الذنب الذي اقترفه؟".
الحادثة لم تهز قطاع غزة فقط، بل أعادت إشعال النقاش عبر منصات التواصل الاجتماعي عن مصير أطفال غزة الذين صارت طفولتهم مهددة في كل زاوية من زوايا القطاع.
فمنذ أسابيع تتزايد التحذيرات من خطورة استهداف الأطفال، لكن المشهد الأخير بدا وكأنه إعلان جديد بأن لا خطوط حمراء تُحترم في الحرب أو بعد الحرب.
إعلانوتداول مستخدمون صور الطفل وذكرياته، في حين كتب أصدقاؤه منشورات قصيرة تودعه بكلمات موجعة، مؤكدين أنه كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم، وأنه كان يساعد عائلته في جمع الخبز من المساعدات.
اسمه زاهر ناصر عادل حرب شامية، من سكان مخيم جباليا، يعيش هناك كلاجئ فلسطيني، وبلدته الأصلية هي حمامة. استُشهد عمّه زاهر في 19/4/2008 خلال حرب 2008، وعندما وُلد زاهر سُمّي على اسم عمّه الشهيد.
ترعرع زاهر في المخيم وكان يعشق لعب كرة القدم. عاش حرب الإبادة بكل قسوتها، لكنه ظلّ… pic.twitter.com/cctqhUk8qF
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) December 10, 2025
وكتب أحد النشطاء: "زاهر شامية، طفل من جباليا… سحق تحت جنازير دبابة إسرائيلية، ورحل شاهدا جديدًا على وحشية تغتال بها طفولة غزة بشتى الطرق المروعة كل يوم".
ووصف عدد من النشطاء ما جرى بأنه "جريمة مكتملة الأركان"، تبدأ بإطلاق النار، ثم النزف، فالحصار الطبي، وتنتهي بالدهس تحت جنازير الدبابة.
ورأى آخرون أن الجريمة تفتح فصلا جديدا من حلقات الموت التي يعيشها النازحون في غزة، حيث تتكرر خروق وقف إطلاق النار وتتحول المناطق القريبة من خطوط التماس إلى ساحات خطرة على المدنيين.
هذا الطفل اسمه زاهر ناصر شامية من جباليا
أطلق الاحتـ.ـلال النار عليه، ثم تقدّمت دبابة ودهسته
ليرتقي إلى الله شهيد وهو لم يتجاوز ال 15 سنة من عمره؛ هؤلاء ليسوا أرقام، هم بشر لهم حكايا وعائلات..!#غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/Sm81X9dMpF
— عزات جمال ???????? (@3zJamal) December 10, 2025
واعتبر مغردون خبر استشهاد الطفل بأنه "من الأخبار التي تهتز لها الجبال"، مشيرين إلى أن تفاصيل دهسه وتمزيق جسده شكلت صدمة قاسية حتى في ظل الحرب الدائرة.
ورأى كثيرون أن ما حدث يعكس مستوى غير مسبوق من العنف الإسرائيلي ضد الأطفال في غزة، ويؤكد أن المدنيين، وخصوصًا الأطفال، يعيشون تحت تهديد دائم دون أي حماية.
وأشار مدونون إلى أن مقتل زاهر شامية لا يمثل حالة فردية، بل جزء من سلسلة طويلة من الانتهاكات ضد الطفولة في غزة، ما يجعل من الضروري وضع آليات دولية صارمة لمراقبة احترام القانون الدولي الإنساني ووقف استهداف الأطفال والمدنيين.
واختتم المدونون "إن الحادثة دليل دامغ وصرخة مدوية على الوحشية اليومية التي يعيشها سكان القطاع، داعين العالم إلى عدم الاكتفاء بالإدانة الإعلامية بل التحرك العملي لمنع تكرار هذه الجرائم".
الشهيد زاهر ناصر شامية ..
أطلقوا عليه النار وبقي ينزف ثم داست على جسده الصغير الدبابة حتى هرسته ..عاد مع أسرته للسكن في بلوك 2 بمخيم جباليا على خط النار المُسمى الخط الأصفر قتله جيش الاحتلا ل *
ومع ذلك عاد الفتى زاهر ليسكن فيه وليموت فيه .. pic.twitter.com/nvVkI1yBkA
— Assma Assma (@USMAfffff) December 10, 2025