مركز الأبحاث التركي: مظاهر التأييد الألماني المتطرف لإسرائيل وأسبابه
تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT
نشر "مركز الأبحاث التركي" تقريرا عن التأييد الشديد لإسرائيل من قبل الحكومة الألمانية، راصدا مظاهره وأسبابه.
وورد بالتقرير، الذي أعده الكاتب التركي كمال إينات، أن أميركا وأوروبا عموما تؤيد تأييدا كبيرا إسرائيل، لكن ألمانيا تتفوق على الجميع بشدة تأييدها.
العبارة المأثورةوفي رصده لمظاهر التأييد الألماني، أورد إينات أنه ومع تزايد عدد أطفال غزة الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي وتزايد ردود الرأي العام الألماني، رفع المستشار أولاف شولتز ووزيرة خارجيته أنالينا بيربوك صوتا ضعيفا قائليْن "لا نريد أن يتأذى المدنيون"، وعندما سئلا كيف يتوقف قتل المدنيين دون وقف إطلاق النار ودون وقف الهجمات الإسرائيلية؟ كررا نفس العبارة: "نحن نؤيد بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وأضاف أن شولتز نشر بعد ساعتين من قصف إسرائيل المستشفى الأهلي المعمداني ومقتل مئات الأشخاص تصريحا قال فيه "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وعلى كل دولة واجب حماية مواطنيها".
حظر المظاهراتوقال إن الحكومة الألمانية حظرت المظاهرات، لكن من يستمعون إلى ضمائرهم ويؤيدون القانون والعدالة والسلام نزلوا بالآلاف إلى شوارع برلين محتجين على وحشية إسرائيل.
وأشار الكاتب إلى أن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك (من حزب الخضر) تُعتبر من أكثر مؤيدي إسرائيل حماسة. ففي يوم هجوم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قالت: "حماس تصعد العنف، وأنا أدين بشدة الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل من غزة"، وأضافت: "نحن متضامنون تماما مع إسرائيل ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب وفقا للقانون الدولي".
تبرير الهمجية الإسرائيليةوعندما قتلت إسرائيل العديد من المدنيين الفلسطينيين، واصلت بيربوك دعمها لها بالقول: "أوروبا ككل تقف إلى جانب إسرائيل". وفيما يتعلق بقتل المدنيين في غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية، قالت: "إن معاناة وموت المدنيين الفلسطينيين جزء من إستراتيجية الإرهابيين"، في محاولة لتبرئة الإدارة الإسرائيلية. وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول، عندما بدأ عدد المدنيين في غزة الذين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية يصل إلى الآلاف، قالت: "إن إسرائيل تعاني من الإرهاب الهمجي هذه الأيام. لا شيء يمكن أن يبرر هذا، ومن حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضد هذا الإرهاب في إطار القانون الدولي، ألمانيا تقف إلى جانب إسرائيل دون تردد".
واستمر إينات في رصده لمظاهر التأييد الألماني القوي لإسرائيل، مشيرا إلى عدم دعوة برلين إسرائيل إلى وقف إطلاق النار وإضافتها صفحة جديدة لما سماه "عار ألمانيا" بامتناعها عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف إنساني عاجل لإطلاق النار في غزة، رغم أن لديها مواطنين يتعرضون للقصف في غزة.
لماذا التطرف الألماني في تأييد إسرائيل؟وتناول الكاتب أسباب اتباع ألمانيا لهذه السياسة المتطرفة المؤيدة لإسرائيل، ملخصا إياها في: عبء ماضي الهولوكوست والإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود في عهد هتلر، وهو ماض لا يزال يرهن سياسة ألمانيا تجاه إسرائيل، وعمل اللوبي اليهودي بكل قوة لاستمرار هذا الرهن.
وهناك نفوذ الولايات المتحدة، وعلاقة الترابط غير المتكافئة بين الجانبين بعد الحرب العالمية الثانية واتباع برلين خطى السياسة الخارجية والأمنية الأميركية.
ومن أسباب السياسة الألمانية المتطرفة في تأييد إسرائيل هي الطبيعة الائتلافية للحكومة الألمانية وتنافس الشركاء الأصغر في الائتلاف -الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر– على خطبة ود واشنطن، الأمر الذي يظهر في حماسة الوزيرة بيربوك، التي ارتقت إلى أعلى مستوى فيما يتعلق بالسياسة الخارجية المؤيدة لإسرائيل والتي دمّرت مكتسبات حزبها العميقة بشأن حماية حقوق الإنسان والدفاع عن السلام، وفق تعبير الكاتب.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
يديعوت أحرنوت: رصد تهديد إيراني على الحدود الشرقية لإسرائيل
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن "رصد تهديد إيراني على الحدود الشرقية لإسرائيل"، مشيرة إلى إن طهران لم تتخل عن خطة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري حتى اغتياله في عام 2020، والتي تهدف إلى إحاطة إسرائيل بـ "حلقة مزدوجة من النار".
وجاء في تقرير الصحيفة الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يقوم حالياً، بإعادة نشر قواته في المنطقة، حيث تقوم بإعادة إشغال المواقع العسكرية التي تم التخلي عنها في السابق، ويتم إنشاء 5 ألوية من جنود الاحتياط.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن الجهة المكلفة حاليًا بالقطاع الشمالي من الحدود الشرقية هي "فرقة جلعاد"، التي تأسست مؤخراً وتعمل تحت قيادة المنطقة المركزية، ومهمتها هي حماية القطاع الشمالي من الحدود الشرقية.
وقالت إنه عند اكتمال إنشاء الفرقة، ستعمل تحت قيادتها ألوية إقليمية، مشيرة إلى أنه، في الماضي، كانت معظم هذه المنطقة تحت سيطرة لواء واحد، وهو لواء غور الأردن، بينما مسؤولية القطاع الجنوبي من الحدود مع الأردن فهي لفرقة "إدوم 80"، التي تعمل تحت قيادة المنطقة الجنوبية.
الخطة التي لم تتخل عنها إيران
وفقا للصحيفة، في أساس مفهوم الدفاع المحدث عن الحدود الشرقية، والذي يُعرف باللغة العسكرية بـ "سيناريو المرجعية"، تكمن رؤيتان استراتيجيتان:
الرؤية الأولى: أن إيران لم تتخل عن خطة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري حتى اغتياله في عام 2020، والتي تهدف إلى إحاطة إسرائيل بـ "حلقة مزدوجة من النار" (صواريخ وطائرات مسيرة) وقوات برية متسللة، والتي ستعمل معاً في التوقيت المناسب وتؤدي إلى تدمير دولة إسرائيل بحلول عام 2040. الرؤية الثانية: الهجوم المروع لحماس في أكتوبر 2023 أربك الخطة الإيرانية، وتسبب بشكل غير مباشر في أن يصبح الأردن مسار هجوم محتمل وتهديداً مركزياً لإسرائيل.الميليشيات العراقية والحوثيون يهددون بالهجوم عبر الأردن
بحسب الصحيفة فإن القادرين على دفع هجوم على إسرائيل من الأراضي الأردنية وجنوب سوريا هم الميليشيات الشيعية من العراق والحوثيون من اليمن.
أحد السيناريوهات التي يجب أخذها في الاعتبار هو أن المجموعات المسلحة التابعة لهذه الميليشيات يمكن أن تصل، بل وقد تصل، عبر قيادة سريعة في مركبات "بيك أب" في غضون ساعات قليلة من العراق إلى الحدود مع الأردن، أو إلى الجولان السوري، لتفاجئ قوات الأمن الأردنية، وبدون توقف تصل إلى جسور ومعابر الأردن وتحاول شن هجوم مفاجئ على الأراضي الإسرائيلية.
قد يتسلل هؤلاء المسلحون إلى المنطقة الواقعة جنوب بحيرة طبريا، أو إلى وسط غور الأردن، بما في ذلك "جسر اللنبي" و"جسر آدم" اللذان يمكن من خلالهما الانطلاق نحو القدس.
وفي هذا السياق، يجب الإشارة إلى أنه وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، والمقربة من حزب الله، فإن لهاتين القوتين الميليشياويتين غرفة عمليات مشتركة في بغداد والأردن، يتواجد فيها حوالي 8,000 عامل أجنبي يمني، وربما ينتمي عدة مئات منهم إلى الحوثيين.
الحاجة إلى قوات احتياط جديدة
في ضوء هذا التهديد المرجعي، فإن المهمة الرئيسية والأولى لمنظومة الدفاع التي تتشكل تدريجياً على الحدود الشرقية هي وقف أي هجوم مفاجئ راكب وراجِل يأتي دون سابق إنذار، عبر الأراضي الأردنية.
تم بلورة هذا المفهوم بالفعل في أوائل عام 2024، لكن رئيس الأركان السابق هاليفي أمر بتأجيل تنفيذه على الأرض لسبب بسيط: كان قوام قوات الجيش الإسرائيلي أصغر من اللازم.