أستاذ «دراسات إسرائيلية»: المجتمع الإسرائيلي «هش».. والحكومة الحالية ستسقط بعد الحرب
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
وصف الدكتور أشرف الشرقاوي، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة المنصورة، المجتمع الإسرائيلى بأنه مجتمع هش، لا يقبل الضحايا البشرية لأنها تؤثر فيه بشدة، وبمجرد زيادة خسائره البشرية ينقلب دائماً على حكومته ويحاول أن يسقطها أو يدفعها للتصالح أو المهادنة، مؤكداً أن إسرائيل تتعامل مع ملف المحتجزين بوحشية والحكومة الإسرائيلية لجأت لنظرية قتل الأسرى الإسرائيليين فى أماكن وجودهم.
فى البداية كيف ترى وضع المجتمع الإسرائيلى منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟
- المجتمع الإسرائيلى مجتمع هش، لا يقبل الضحايا البشرية لأنها تؤثر فيه بشدة، وبمجرد زيادة خسائره البشرية ينقلب دائماً على حكومته ويحاول أن يسقطها أو يدفعها للتصالح أو المهادنة، وبالتالى فإن المجتمع الإسرائيلى يضغط على الحكومة لإنهاء وضع القتال فى قطاع غزة.
وكيف تابعت تعبير المجتمع الإسرائيلى عن سخطه ضد سياسات الحكومة؟
- المجتمع الإسرائيلى الآن يقوم بإجراءات احتجاجية اعتراضاً على ما تفعله حكومة الاحتلال فى قطاع غزة، ليس خوفاً على أهالى غزة، بل خوفاً على الرهائن الإسرائيليين الذين قد يتعرضون للقتل نتيجة القصف الجوى المتزايد الذى تنفذه إسرائيل.
كيف ترى تعامل إسرائيل مع ملف محتجزيها لدى المقاومة؟
- إسرائيل تتعامل فى ملف محتجزيها بنوع من الوحشية، وصولاً إلى أنها قد تقتلهم، فمن المعروف أن الحكومة الإسرائيلية لجأت لنظرية قتل الأسرى أو المحتجزين فى أماكن وجودهم حتى لا يلوى لها ذراع وحتى لا تكون هناك مساومة عليهم، وحسب المعلومات فإن «تل أبيب» تضع للجنود الإسرائيليين شريحة تحت الجلد «جى بى إس» لتتمكن من معرفة أماكنهم ورصدهم فى حالة سقوطهم فى الأسر ومن ثم تحريرهم.
إذا كان الأمر هكذا، فلماذا لم يتم الوصول إلى الأسرى الحاليين لدى المقاومة؟
- ما حدث أنه حين أُسر أحد الجنود الإسرائيليين قال لمقاتلى المقاومة الفلسطينية إن جيش الاحتلال سيتوصل لمكانه سريعاً ويقصف المقاومة أينما كانت ويحرره ليتم اكتشاف أمر هذه الشريحة التى تُزرع تحت الجلد، وهنا نزعت المقاومة جميع الشرائح من الأسرى ووضعتها فى مبنى خالٍ من السكان.
المفاجأة كانت أن الطيران الإسرائيلى قصف هذا المبنى الذى ألقيت به الشرائح، وكان يقصد قتل المحتجزين الإسرائيليين فى هذا المبنى، لكن تبين أنه فارغ، وهذه كانت أزمة كبيرة لرئيس حكومة الاحتلال لأنه لم يحقق أهدافه.
فيمَ تتمثل مطالب المجتمع الإسرائيلى من حكومة الاحتلال؟
- المجتمع الإسرائيلى حالياً ثائر على الحكومة، ومطلبه الرئيسى تحرير المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس»، وهناك مطلب آخر ظاهر على السطح وبشدة هو المطالبة باستقالة بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، بسبب التقصير الأمنى الواضح، لأنهم يعتبرون ما حدث فى إسرائيل خللاً على المستوى الاستراتيجى والتكتيكى والتعبوى، وهذا الخلل لن يتم تفاديه إلا باستقالة الحكومة الحالية، وأعتقد أن هذه نهاية بنيامين نتنياهو.
كيف أثرت الحرب على إسرائيل؟
- الحرب فى غزة تؤثر على المجتمع الإسرائيلى تأثيراً شديداً؛ لأن إسرائيل جندت 650 ألف عسكرى، وبالتالى هناك 650 ألف مكان عمل توقفت عن العمل، وهذا يعنى أن الاقتصاد الإسرائيلى مصاب بالشلل، وهو ما تسبب فى خسائر فى كل القطاعات، خاصة قطاع التكنولوجيا العالية، وانخفاض الاحتياطى النقدى لدى البنك المركزى الإسرائيلى.
وماذا عن ثقة المجتمع الإسرائيلى فى حكومته؟
- قبل حرب إسرائيل على قطاع غزة، كان رئيس حكومة الاحتلال يحظى بتأييد نحو 62% من المجتمع الإسرائيلى «اليسار»، وكان مستقراً على ذلك، لكن بعد الحرب انخفضت هذه النسبة إلى 38% «اليمين»، حسب الاستطلاعات الرسمية، وبالتالى المسألة هى اعتراض على سياسات «نتنياهو» ومحاولة للإطاحة به.
وأعتقد أن هذه الحرب قد تسبب انقلاباً سياسياً مثلما حدث بعد أكتوبر 1973 حينما حدث انقلاب سياسى أطاح بالحكومة اليسارية وتقلدت حكومة يمينية الحكم.
وبعد الحرب سيسقط رئيس حكومة الاحتلال سقوطاً مريعاً، وأعتقد أن بنيامين نتنياهو سيحاول أن يرشح نفسه مرة أخرى للحكومة لكن لن يحظى بالقبول، وفى النهاية سيحاكم بتهم الفساد ويُسجن.
دور مصر الكبيرالعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة سيتوقف «طال أم قصر»، وهى مسألة متعلقة بصمود الفلسطينيين أنفسهم، ودليل ذلك عملية سابقة نفذتها إسرائيل على قطاع غزة استمرت 51 يوماً، فى نهايتها لجأت إسرائيل إلى مصر لوقف إطلاق النار، ومصر توسطت بناءً على تفاهم مع «حماس»، وهنا انسحبت إسرائيل من جانب فى غزة واستمرت فى الانسحاب تحت القصف.
فعاجلاً أم آجلاً ستنهى إسرائيل العدوان على قطاع غزة وستبدأ البحث عن وسيلة لوقف القتال لأن خسائرها كبيرة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جامعة المنصورة فلسطين المجتمع الإسرائیلى حکومة الاحتلال على قطاع غزة ما حدث
إقرأ أيضاً:
بين تراجع الجيش واستمرار المجاعة.. هكذا تبحث إسرائيل عن مخرج من حرب غزة
نقلت قناة "كان" العبرية، عن عدد من الوزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، قولهم إنّ: "فرص استئناف القتال بعد الاتفاق القادم ضئيلة للغاية"، فيما أردفوا أنّ: "نتنياهو ورئيس الأركان زامير مهتمان بإنهاء الحرب بعد الاتفاق".
وتابع المصدر نفسه، مساء الأربعاء الماضي، بأنّ: فريق التفاوض الإسرائيلي الذي يتواجد في قطر منذ أكثر من أسبوعين، قد حصل على تفويض من أجل بحث إنهاء الحرب مع الوسطاء، لكن لا توجد اتفاقات بهذا الشأن حتى الآن.
وبحسب وزراء قد تحدث معهم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الآونة الأخيرة، فإنّ: الأخير يريد إنهاء الحرب خلال وقف إطلاق النار على كامل قطاع غزة المحاصر.
ومع ذلك، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، لكل من الوزيرين سموتريتش وبن غفير، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي ستعود للقتال بعد وقف إطلاق النار إذا لم تتحقق أهداف الحرب.
وبحسب عدد من التقارير، التي نُشرت في الصحافة العبرية، في الآونة الأخيرة، فإنّ: "إسرائيل مقتنعة بأن أهداف الحرب، المتمثلة في انهيار قدرات حماس العسكرية والحكومية، يمكن تحقيقها من خلال الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه حاليا".
إلى ذلك، تشير مصادر أمنية إسرائيلية- وفقا لـ"قناة كان" إلى أنّ: "تآكل قوة الجيش الإسرائيلي في غزة هو أحد الأسباب وراء رغبة نتنياهو وزامير في إنهاء الحرب الجارية على غزة".
وبحسب هذه المصادر نفسها: "أطلع رئيس الأركان رئيس الوزراء على وضع القوات على الأرض، وهو أمر لا يمكن تجاهله، حيث أنّ نتنياهو يدرك أن هناك رغبة لدى الجمهور أيضا في السعي من أجل إنهاء الحرب".
تجدر الإشارة إلى أنّه بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، قد بدأت دولة الاحتلال في أيار/ مايو الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يُعرف بمؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.
ومنذ 2 آذار/ مارس الماضي، تغلق دولة الاحتلال الإسرائيلي معابر قطاع غزة أمام شاحنات مساعدات إغاثية وإنسانية وغذائية وطبية مكدّسة على الحدود.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة الصحة بغزة استشهاد تسعة فلسطينيين بينهم طفلان خلال 24 ساعة جراء سياسة التجويع الإسرائيلية، ما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن التجويع وسوء التغذية إلى 122 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بينهم 83 طفلا، وفق تصريح أدلى به المدير العام للوزارة، منير البرش.
وتواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية في غزة أدّت إلى استشهاد أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.