بينما بدأ البرلمان الفرنسي دراسة مشروع قانون للهجرة مُثير للجدل من ضمن أهدافه المخفية مُكافحة الانفصالية الإسلاموية، تتزايد الدعوات في فرنسا من أجل حظر تنظيم الإخوان الإرهابي في ظلّ علاقته القوية مع حركة حماس المُدرجة أصلاً على قوائم الإرهاب في دول الاتحاد الأوروبي، فالرأي العام الفرنسي ومواقف الأحزاب السياسية باتت تُشكّل ضغطاً لاتخاذ مزيد من القرارات لحظر جميع أنشطة حماس والإخوان.

ويدعو أكاديميون فرنسيون إلى ضرورة إيجاد كيانات بديلة للإخوان تُمثّل بشكل صحيح الجاليات المُسلمة، وليست لديها أي أطماع أو طموحات سياسية، وبحيث يُمكن للحكومة الفرنسية التعامل معها لمصلحة إدماج أفرادها في المُجتمع في إطار نُظم وقيم الجمهورية وفي مُقدّمتها العلمانية.

#Hamas global jihad – Impact in France?@AntoinePBaudon explores if #Hamas' call for a global jihad has a historical precedent, and if these calls align with previous transnational jihadist appeals made by other extremist groups.

Full analysis ➡️ https://t.co/JkonuGJIwz pic.twitter.com/OX6bisw6WN

— International Centre for Counter-Terrorism (@ICCT_TheHague) November 6, 2023

ووفقاً لدراسة أعدّها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات في ألمانيا، فإنّ دول غرب أوروبا تُخطط لفرض مزيد من إجراءات الرقابة والرصد والمُتابعة للجمعيات الخيرية والمراكز الإسلاموية ذات الصلة بالإخوان، وتسعى بالتالي لمنع وصول الأموال لحماس من قبل إخوان أوروبا، مع استمرارية الحرص على تقديم المُساعدات الإنسانية الحكومية بشكل رسمي للفلسطينيين في غزة، والحدّ من توسّع دائرة الصراع وتبعاته على حلّ القضية الفلسطينية والمنطقة بأكملها.

وأكد المركز أنّه يقع على عاتق فرنسا مسؤولية كبيرة كونها ضمن الاتحاد الأوروبي وتمتلك حق الفيتو في مجلس الأمن، ما ينبغي عليها تقديم مشروعات قرارات للتهدئة في غزة، والتوصل لهدنة إنسانية سريعة لاحتواء الموقف، ومنع إسرائيل من استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين، وذلك بالتوازي مع تشديد الرقابة على تمويل وتسليح حماس وكشف العلاقة التي تجمعها بالجماعات الإسلاموية المتطرفة.

وأشارت الدراسة في تقييم وقراءة مستقبلية، إلى أنّ هجوم حماس الأخير كشف عن حجم الأموال والتدريبات والأسلحة التي تحصل عليه الحركة من الداعمين لها، ما يُفسّر حجم الخسائر التي لحقت بالجانب الإسرائيلي، ويؤكد على أنّ قنوات الاتصال بين حماس والدول الداعمة لها ما زالت تعمل بقوة، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة من قبل دول منطقة الشرق الأوسط لمراقبة هذه التحركات.

وتُشير ردود فعل دول التكتل الأوروبي من تحرّكات حماس، إلى مخاوف جسيمة داخل التكتل من نفوذ حماس في المنطقة وتأثيره على حجم مصالحها هناك، لا سيّما وأنّ الحركة تتلقى دعماً كبيراً من إيران ولديها شبكة واسعة من العلاقات خارج حدود غزة، لذا من المتوقع أن تتخذ بعض دول الاتحاد إجراءات مشددة ضدّ حماس والمنظمات ذات الصلة بها داخل أراضيها.

وتوقّع المركز أن تُراجع دول أوروبا العلاقة بين جماعة الإخوان وحماس، إذ ما زال التنظيم الإرهابي داخل منطقة الشرق الأوسط وفي أوروبا يُقدّم أموالاً وأسلحة للحركة، ما يؤكد على أن وثيقة 2017 الخاصة بانفصال حماس عن الإخوان كانت مجرد ادعاءات ووسيلة لإبعاد الحركة أي شبهة عنها.

ويرى مراقبون سياسيون أنّ الدوائر الإخوانية في فرنسا بدأت تفقد نفوذها منذ العام 2020، في أعقاب مقتل مدرس تاريخ إثر تحريض ديني إخواني عبر منصّات التواصل الاجتماعي، ومقتل مدرس فرنسي جديد في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، على أيدي إرهابي شيشاني ينحدر من عائلة جميع أفرادها مُتّهمون بالتطرّف والعنف.

ويُطالب العديد من النشطاء الفرنسيين عبر منصّات التواصل الاجتماعي، الجمعية الوطنية الفرنسية (مجلس الشيوخ والبرلمان) بسنّ قانون جديد لمكافحة الإرهاب على غرار المعمول به في النمسا منذ يوليو (تموز) 2021، والذي جعل منها أوّل دولة أوروبية تحظر جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والعديد من منظمات الإسلام السياسي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة فرنسا حماس تنظيم الإخوان

إقرأ أيضاً:

طارق الشناوي: السوشيال ميديا حالة مرضية ولا تُمثل الرأي العام

انتقد الناقد الفني طارق الشناوي، حالة التطرف والعنف اللفظي المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن الهجوم أو السخرية أصبحا سلوكًا شائعًا، حيث قد تجد شخصًا وقورًا يدخل في موجة سخرية دون معرفة حقيقية بتفاصيل الموضوع، متسائلًا: "بتسخر ليه وأنت عارف إيه الموضوع؟".

طارق الشناوي: مهرجان الجونة هذا العام أكثر نضجًا ويعبر عن فرحة بعد سنوات من الحزن طارق الشناوي: مهرجان الجونة يشهد انفراجة بعد أزمات السنوات السابقة التفاعل على السوشيال ميديا

وأضاف "الشناوي"، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج "كل الكلام"، المذاع على قناة "الشمس"، أن طبيعة التفاعل على السوشيال ميديا تقوم على المبالغة والتطرف، مشيرًا إلى أنه إذا كتب أحدهم تعليقًا في البداية يصف عملًا فنيًا بأنه "أعظم فيلم"، فإن التعليقات التالية تتسابق في تمجيد العمل بصورة مبالغ فيها، وعلى العكس تمامًا إذا وُصف عمل ما بأنه "أسوأ فيلم"، فإن موجة الهجوم تتصاعد بشكل جماعي، مؤكدًا أن هذه الحالة تعكس خللًا حقيقيًا في طريقة التفاعل.

مواقع التواصل الاجتماعي

وأضاف أن مواقع التواصل الاجتماعي تمثل حالة مرضية حقيقية، مشددًا على ضرورة أن يكون المتابع واعيًا بأن ما يحدث على السوشيال ميديا لا يمثل الرأي العام الحقيقي، بل هو جزء متطرف وعنيف ومنفلت، على حد تعبيره، لافتًا إلى أن الكثير مما يُنشر يتضمن تجاوزات لفظية وشتائم يعاقب عليها القانون.

مقالات مشابهة

  • خليل الحية يوضح أولويات حماس في الذكرى الـ38 لتأسيس الحركة
  • مصدر أمني: عناصر الجماعة الإرهابية يروّجون صورًا مفبركة عن تجمعات لمواطنين بالمحافظات
  • أتحدى أي إخواني يكدبني.. أحمد موسى يكشف مخططا جديد للجمعة الإرهابية ضد مصر
  • نتنياهو يزعم: اغتيال رائد سعد القيادي بحماس بسبب أنشطة إعادة تسليح الحركة
  • معايا فيديوهات جاتلي من وسطهم.. أحمد موسى يفضح مخططا خبيثا للجماعة الإرهابية
  • أحمد موسى: الإخوان يسعون إلى تخريب مصر.. والجماعة الإرهابية يدافعون عن إثيوبيا
  • طارق الشناوي: السوشيال ميديا حالة مرضية ولا تُمثل الرأي العام
  • إيكونوميست: هل يمكن لأحد إيقاف زحف اليمين الشعبوي في أوروبا؟
  • فرنسا: نريد تجميد الأصول الروسية في أوروبا لعامين إضافيين
  • نائب وزير الدفاع البريطاني يعترف بسعي لندن إلى "عسكرة" الرأي العام في البلاد