لجريدة عمان:
2025-07-29@08:45:52 GMT

غسان علي عثمان: لا فرق بين الروائي والمؤرخ

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

غسان علي عثمان: لا فرق بين الروائي والمؤرخ

ألقى المفكر السوداني غسان علي عثمان مساء أمس محاضرته حول «نقد الرواية التاريخية»، التي أثار من خلالها أبوابًا لعدد كبير من التساؤلات من قبل جمهور النادي الثقافي، بدأتها الدكتورة منى بنت حبراس السليمية مقدمة الفعالية الثقافية بتساؤلاتها: أين ينتهي التاريخ ليبدأ الأدب؟ وأي حدود فاصلة بين التاريخ ورواية التاريخ ؟ وما الرواية التاريخية؟ أهي التي تستخدم التاريخ أم التي ترويه بكل ممكنات الفن الروائي ومستوياته؟ ما حدود التخييل في المادة التاريخية المثبتة؟ أليست الرواية في ذاتها تاريخًا وإن لم يكن التاريخ مادتها؟

بدأ غسان علي عثمان حديثه بقوله: «النقاش حول موضوع نقد الرواية التاريخية والذي قادني للتفكير في بحث الأدب ملفات الرواية التاريخية، عندي انشغال قديم في هذا المجال، ولعلّ الأدب أخطر من أن يترك للأكاديمية النقدية الجامعية؛ لأنه أكبر تجليا واجتماعيا، يحتوي علامات ورموز هذه الظاهرة، فهو ليس متروكا للأكاديمي فقط لنقده، بل أنا أعتقد إن الأدب يحتاج أن يصبح درسا شراكيًا بين كل المشتركين في العلوم الإنسانية، وهذا لأهمية دور الأدب وفاعليته في الظاهرة الاجتماعية».

وتطرق المحاضر في حديثه إلى عملية البحث في مجال ورقته، حيث البحث عن التاريخ الذي تم استثماره جماليا وإبداعيا في الأدب، فقال: «كان البحث عن القناة التي تم من خلالها الانتقال من فضاء موضوعي قائم على السرديات عند درجة ما من القداسة، ثم عملية التجسير عندما ننقل واقعة ما أو شخصية ما، ما المنهجية التي اتُبعت في كتب الإخباريين العرب، كيف كتبَ التاريخ نفسه قبل التحول إلى الرواية؟ تعلم ليس هناك ظاهرة اجتماعية لا يتم التعبير عنها بالسرد، التاريخ نفسه حالة سردية».

وأشار إلى أن التاريخ العربي الإسلامي هو ليس تاريخا للأفكار هو بشكل أو بآخر تاريخ الأعلام والشخصيات والأحداث، فقال: «عندما أقرأ التاريخ دائما أقع في عبارات -وهي التي جعلتني أبحث في موضوع الرواية التاريخية- أول من قال كذا هو فلان.. وهكذا، لذا تعد هذه أول المتاعب في مدونة التاريخ هي ليست تاريخا للأفكار، وإنما هي فصل ما بين التراكم الذي يحدث في الظاهرة الاجتماعية». وأضاف: «غياب تاريخ الأفكار، عندما انتقل الروائيون للكتابة عن حدث ما أو شخصية ما أو قضية ما، أخذوا معهم هذه المتاعب، حيث إنهم لم ينقلوا تاريخ تشكل وتطور الأفكار في الظاهرة الاجتماعية».

وأوضح أنه من خلال بحثه أخذ كل رواية على حدة وبدأ البحث فيها، وفي مصادرها، وقال: «لم أكن مشغولًا بالجدال الذي سار بين النقاد، حول ما إذا كان هناك رواية تاريخية أم لا، ومتى تصبح الرواية تاريخية؟ يمكنني القول: إن الكتابة في كل أجناسها هي نوع من أنواع التأرخة، الإمساك بالزمن في لحظة ما للتعبير وفق ما يريد أن يفعله الكاتب». وقال غسان في محاضرته: «قارنت بين ما يفعله الأديب وما يفعله المؤرخ ووجدت أنه ذات العمل، وبعض الأكاديميين يعترض ويقول: لا تحاكم الرواية على أنها حقيقة تاريخية، وهذا غير ممكن، وحتى وإن كان صحيحا، المؤرخ سارد عظيم: أي أنه روائي؛ لأنه يبني لحاضنة قيمية ما، لزمن ثقافي محدد، لوعي جمعي حاكم، وبالتالي لا يستطيع أن يكتب خارج هذه السلطة».

ولخّص المحاضر حديثه بقوله: إن مقولة الرواية التاريخية تختلف عن طبائع المعرفة الاجتماعية، ولابد من التخلص من التجنيس الذي يفضي إلى التصنيف، وأضاف: «كثير من الروائيين مهموم بالتقنية على حساب الخطاب والمعنى»، وأوضح أن ثمة حدودا وهمية بين النص التاريخي والتاريخ الموصوف في داخل الرواية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الروایة التاریخیة تاریخ ا

إقرأ أيضاً:

ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة

غزة - صفا

كشف مركز الدراسات السياسية والتنموية يوم الاثنين، في ورقة تحليلية حديثة عن وجود فجوة خطيرة بين الرواية الرسمية الإسرائيلية وأعداد القتلى الفعليين في صفوف جيش الاحتلال خلال الحرب على قطاع غزة، والتي اندلعت في 7 أكتوبر 2023.

وبحسب الورقة التي جاءت بعنوان: "مؤشرات ارتفاع قتلى جيش الاحتلال خلال 'طوفان الأقصى': تحليل وإعادة تقييم الرواية الإسرائيلية"، فإن "إسرائيل" تعتمد على سياسة إعلامية متعمدة للتعتيم على الخسائر البشرية، عبر استخدام أساليب مثل التصنيف الغامض لحالات الوفاة، وإخفاء الهويات العسكرية، وتنظيم جنازات سرية، في محاولة لاحتواء التداعيات النفسية على الجبهة الداخلية.

واستندت الورقة إلى تقارير ميدانية وشهادات جنود وتسريبات عبرية، لتقدير عدد القتلى بين 1000 و1300 جندي، مقارنة بالرقم الرسمي الذي لا يتجاوز 900 قتيل، مشيرةً إلى مؤشرات بارزة على هذا التعتيم، أبرزها:

تزايد التصنيف تحت بند "الموت غير القتالي"، ودفن الجنود دون إعلان أو تغطية إعلامية، وتسريبات عن وجود قتلى مصنّفين كمفقودين، وتغييب متعمّد للأسماء والرتب العسكرية في الإعلام الرسمي.

وأكدت الورقة أن هذه الفجوة لا تعكس فقط خللاً في المعلومات، بل تعكس أزمة هيكلية في منظومة الحرب والإعلام الإسرائيلي، مشيرة إلى أن استمرار الحرب وتزايد أعداد القتلى يهددان بتفكيك الجبهة الداخلية وتفاقم أزمة الثقة بين الجيش والمجتمع، ما ينذر بتصاعد الاحتجاجات داخل المؤسسة العسكرية.

وقدّم المركز توصيات للاستفادة من هذه المعطيات، من بينها، ضرورة إنشاء قاعدة بيانات موثوقة لرصد قتلى الاحتلال، وتوظيف الشهادات والتسريبات في بناء رواية إعلامية فلسطينية مضادة، وإنتاج محتوى إعلامي عربي ودولي يبرز كلفة الحرب البشرية، ودعم الخطاب السياسي الفلسطيني ببيانات تُبرز فشل الاحتلال رغم الخسائر.

وحذّرت الورقة من أن الأعداد الحقيقية للقتلى تمثل "قنبلة موقوتة" قد تُفجّر المشهد السياسي والأمني داخل الكيان الإسرائيلي، في ظل الانقسام الداخلي وتآكل صورة "الجيش الذي لا يُقهر".

مقالات مشابهة

  • الفظائع التي لن ينساها التاريخ
  • ظاهرة الطلاق
  • الكشف عن سبب وفاة زياد الرحباني واللحظات الأخيرة في حياته
  • فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • رئيس الجمهورية يستقبل الروائي الكبير رشيد بوجدرة
  • ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • ثقافة الأقصر يناقش العدالة الاجتماعية
  • وسيم السيسي: السنتروافريكان مخطط لتزييف التاريخ تقف وراءه الصهيونية العالمية
  • إغلاق كلي للطريق المحاذي لإشارات طريق دوحة الأدب
  • هطول أمطار على محافظة الظاهرة