لجريدة عمان:
2024-06-01@12:05:23 GMT

غسان علي عثمان: لا فرق بين الروائي والمؤرخ

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

غسان علي عثمان: لا فرق بين الروائي والمؤرخ

ألقى المفكر السوداني غسان علي عثمان مساء أمس محاضرته حول «نقد الرواية التاريخية»، التي أثار من خلالها أبوابًا لعدد كبير من التساؤلات من قبل جمهور النادي الثقافي، بدأتها الدكتورة منى بنت حبراس السليمية مقدمة الفعالية الثقافية بتساؤلاتها: أين ينتهي التاريخ ليبدأ الأدب؟ وأي حدود فاصلة بين التاريخ ورواية التاريخ ؟ وما الرواية التاريخية؟ أهي التي تستخدم التاريخ أم التي ترويه بكل ممكنات الفن الروائي ومستوياته؟ ما حدود التخييل في المادة التاريخية المثبتة؟ أليست الرواية في ذاتها تاريخًا وإن لم يكن التاريخ مادتها؟

بدأ غسان علي عثمان حديثه بقوله: «النقاش حول موضوع نقد الرواية التاريخية والذي قادني للتفكير في بحث الأدب ملفات الرواية التاريخية، عندي انشغال قديم في هذا المجال، ولعلّ الأدب أخطر من أن يترك للأكاديمية النقدية الجامعية؛ لأنه أكبر تجليا واجتماعيا، يحتوي علامات ورموز هذه الظاهرة، فهو ليس متروكا للأكاديمي فقط لنقده، بل أنا أعتقد إن الأدب يحتاج أن يصبح درسا شراكيًا بين كل المشتركين في العلوم الإنسانية، وهذا لأهمية دور الأدب وفاعليته في الظاهرة الاجتماعية».

وتطرق المحاضر في حديثه إلى عملية البحث في مجال ورقته، حيث البحث عن التاريخ الذي تم استثماره جماليا وإبداعيا في الأدب، فقال: «كان البحث عن القناة التي تم من خلالها الانتقال من فضاء موضوعي قائم على السرديات عند درجة ما من القداسة، ثم عملية التجسير عندما ننقل واقعة ما أو شخصية ما، ما المنهجية التي اتُبعت في كتب الإخباريين العرب، كيف كتبَ التاريخ نفسه قبل التحول إلى الرواية؟ تعلم ليس هناك ظاهرة اجتماعية لا يتم التعبير عنها بالسرد، التاريخ نفسه حالة سردية».

وأشار إلى أن التاريخ العربي الإسلامي هو ليس تاريخا للأفكار هو بشكل أو بآخر تاريخ الأعلام والشخصيات والأحداث، فقال: «عندما أقرأ التاريخ دائما أقع في عبارات -وهي التي جعلتني أبحث في موضوع الرواية التاريخية- أول من قال كذا هو فلان.. وهكذا، لذا تعد هذه أول المتاعب في مدونة التاريخ هي ليست تاريخا للأفكار، وإنما هي فصل ما بين التراكم الذي يحدث في الظاهرة الاجتماعية». وأضاف: «غياب تاريخ الأفكار، عندما انتقل الروائيون للكتابة عن حدث ما أو شخصية ما أو قضية ما، أخذوا معهم هذه المتاعب، حيث إنهم لم ينقلوا تاريخ تشكل وتطور الأفكار في الظاهرة الاجتماعية».

وأوضح أنه من خلال بحثه أخذ كل رواية على حدة وبدأ البحث فيها، وفي مصادرها، وقال: «لم أكن مشغولًا بالجدال الذي سار بين النقاد، حول ما إذا كان هناك رواية تاريخية أم لا، ومتى تصبح الرواية تاريخية؟ يمكنني القول: إن الكتابة في كل أجناسها هي نوع من أنواع التأرخة، الإمساك بالزمن في لحظة ما للتعبير وفق ما يريد أن يفعله الكاتب». وقال غسان في محاضرته: «قارنت بين ما يفعله الأديب وما يفعله المؤرخ ووجدت أنه ذات العمل، وبعض الأكاديميين يعترض ويقول: لا تحاكم الرواية على أنها حقيقة تاريخية، وهذا غير ممكن، وحتى وإن كان صحيحا، المؤرخ سارد عظيم: أي أنه روائي؛ لأنه يبني لحاضنة قيمية ما، لزمن ثقافي محدد، لوعي جمعي حاكم، وبالتالي لا يستطيع أن يكتب خارج هذه السلطة».

ولخّص المحاضر حديثه بقوله: إن مقولة الرواية التاريخية تختلف عن طبائع المعرفة الاجتماعية، ولابد من التخلص من التجنيس الذي يفضي إلى التصنيف، وأضاف: «كثير من الروائيين مهموم بالتقنية على حساب الخطاب والمعنى»، وأوضح أن ثمة حدودا وهمية بين النص التاريخي والتاريخ الموصوف في داخل الرواية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الروایة التاریخیة تاریخ ا

إقرأ أيضاً:

عمار تقي: جيل الشباب لا يستطيع قراءة التاريخ بشكل جيد

دبي: «الخليج»
في إطار اليوم الختامي لقمة الإعلام العربي 2024، استضافت الجلسة التي نظمت على هامش «منتدى الإعلام العربي» في دورته الـ22 تحت عنوان «الصندوق الأسود: تجربة عربية»، الإعلامي الكويتي عمار تقي، مقدم برنامج «الصندوق الأسود»، وحاوره الإعلامي محمد قيس من قناة ومنصة المشهد، حيث ناقشت الجلسة فكرة انطلاق البرنامج والهدف منه، والتي تتمثل بحسب مقدمه في توثيق الأحداث التاريخية بصورة شفافة من خلال استضافة نخبة من الشخصيات الذين عاصروا أبرز الأحداث السياسية، والاقتصادية، والرياضية، المهمة التي مرت بها الكويت والمنطقة العربية بشكل عام.
في بداية الجلسة، أشاد ضيف الجلسة بمنتدى الإعلام العربي في نسخته الـ22 مؤكداً أن الحدث يمثل منصة مهمة للتواصل والتغيير والتطوير في المشهد الإعلامي على مستوى المنطقة العربية.
وحول برنامجه، أوضح أن فكرة «الصندوق الأسود» انطلقت من دولة الكويت ليتطور البرنامج لاستضافة شخصيات بارزة من مختلف الدول العربية وكان الجانب الأكبر منهم من مصر خاصة ممن لديهم إسهامات في التاريخ السياسي والرياضي والاجتماعي وغيرها من المجالات.
ودفع المتحدث بأن هناك قصوراً في مسألة توثيق التاريخ الحديث، كما أن جيل الشباب لا يستطيع قراءة التاريخ بشكل جيد وهذه تعتبر إحدى أبرز المشكلات التي تواجهنا، لافتاً إلى أن قراءة التاريخ والماضي بطريقة واضحة وشفافة يساعدهم في فهم الحاضر والقدرة على إدارة المستقبل والتخطيط له بشكل جيد.
ورداً على سؤال طرحه محمد قيس على ضيفه حول القاسم المشترك بين الدول العربية من خلال مناقشة أحداثها التاريخية والسياسية والرياضية والاجتماعية من خلال برنامج الصندوق الأسود، أوضح عمار تقي أنه اكتشف أن العاطفة هي المحرك الأساسي في الكثير من المواقف المفصلية التي مرت على المنطقة العربية.
وأضاف تقى أننا بحاجة إلى إعادة قراءة التاريخ بشكل موضوعي وواقعي بمعزل عن العاطفة التي تغلب على معظم الشعوب العربية، مؤكداً بأن الشباب أصبح أكثر وعياً من ذي قبل والدليل على ذلك أن الشباب يمثلون نصيب الأسد بين مشاهدي «الصندوق الأسود» الذي يحظى بأكثر من 3 ملايين مشاهدة شهرياً معظمهم من الفئة العمرية ما بين 23 إلى 35 عاماً ضمن تنوع جغرافي عربي واسع لهذا الجمهور.

مقالات مشابهة

  • فلكي مصري يكشف تفاصيل الظاهرة الجديدة التي ستحدث في سماء البلاد قريبا
  • التاريخ الجديد.. رحلة البحث عن هوية علمية مشتركة
  • صالون أوبرا دمنهور الثقافى يستعرض الأدب الجنوبى
  • صالون أوبرا دمنهور الثقافي يستعرض الأدب الجنوبي في هذا الموعد
  • وزير الداخلية ينعى المحافظ غسان الكايد
  • الرواية التاريخية «ترند» ولم تسحب البساط من المؤرخين
  • عمار تقي: جيل الشباب لا يستطيع قراءة التاريخ بشكل جيد
  • بوتين: يتعين على المسؤولين الروس أن يدركوا المرحلة التاريخية التي تمر بها روسيا
  • يواصل رحلته مع المهرجانات: الفيلم الروائي القصير "عقبالك يا قلبي" بمهرجان روتردام للفيلم العربي
  • قمة الإعلام العربي تستضيف جلسة بعنوان الإعلام وحوار الحضارات