ما هي نبوءة إشعياء التي تحدث عنها نتنياهو وعلاقتها بمصر؟.. واستخدامه للإشارات الكتابية لتبرير جرائمه على غزة تحت ستار الدين
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
قال رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، الأربعاء 25 أكتوبر، إنه سيحقق «نبوءة أشعياء» فى الحرب التى يشنها على قطاع غزة، واصفًا الفلسطينيين بأنهم «أبناء الظلام»، حسب تعبيره، والإسرائيليين بـ«أبناء النور»، وفق قوله لذلك تواصل موقع صدي البلد مع الدكتور احمد صلاح الاستاذ بكلية الاداب جامعة عين شمس ، لمعرفة كافة التفاصيل والكشف عن اكاذيب رئيس الوزراء الاسرائليى
كشف الدكتور احمد صلاح استاذ العبري بكلية الاداب جامعة عين شمس ، نبوءة إشعياء التي تحدث عنها نتنياهو وعلاقتها بمصر ، متابعاً قال نتنياهو "سنحقق نبوءة إشعياء، لن تسمعوا بعد الآن عن الخراب في أرضكم، سنكون سببا في تكريم شعبكم، سنقاتل معا وسنحقق النصر".
أكد الدكتور أحمد صلاح، أستاذ العبرية في كلية الآداب بجامعة عين شمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لتحويل الحرب ضد قطاع غزة إلى صراع ديني، وقد تحدث نتنياهو في تاريخ 25 أكتوبر عن "نبوءة إشعياء" وربطها بمصر، معتبرًا الفلسطينيين "أبناء الظلام" والإسرائيليين "أبناء النور".
وقال الدكتور أحمد صلاح خلال حواره لصدي البلد ، إن نتنياهو يحاول استخدام الإشارات الدينية لتبرير القتل والعنف ضد الفلسطينيين والعرب، مشيراً إلى أن استخدام مصطلح "عماليق" يحمل دلالات دينية في التوراة، حيث يأمر الله بمحو ذكرهم .
وأضاف ، أن نتنياهو يحاول تبرير قتل الفلسطينيين بأمر من الله، وهو افتراء على الله وذنب كبير.
وأوضح الدكتور أحمد صلاح أن نبوءة إشعياء هي جزء من العهد القديم وتحمل نبوءات حول مستقبل الشعب اليهودي، وتصف إسرائيل بأنها "أمة النور" وتتنبأ بنصرها في المستقبل، ويستخدم نتنياهو هذه النبوءة لرفع الروح المعنوية وتحشيد الشعب الإسرائيلي خلفه في الحرب ضد قطاع غزة.
وأشار الدكتور أحمد صلاح إلى، أن نتنياهو يسعى لتحقيق الاستقطاب في المجتمع الإسرائيلي من خلال تصوير الحرب ضد الفلسطينيين والعرب على أنها حرب دينية بين "النور" و"الظلام"، حيث يرمز "النور" إلى إسرائيل والدول الغربية، و"الظلام" إلى حركات المقاومة الفلسطينية والعرب.
وأضاف: نتنياهو حاول يستدعي تلك النص الديني لإسقاطه على الفلسطينيين والعرب أملا في التخلص منهم ومحاولة تبرير القتل بأمر من الله سبحانه وتعالى، وهو ما يعد ذنبا كبيرا لأنه افتراء علي الرب، مشيرة إلى أن تلك المصطلح بدأ يظهر في الكتب العادية منذ 1974 قبل أي قبل حرب غزة بدعوى قتل الفلسطينيين دون الرأفة والرحمة بهم وقتل أي عربي من الرضيع وحتى الشيخ العجوز.
جدير بالذكر أن إشعياء كان نبيًا يهوديًا بارزًا في المملكة الجنوبية ليهوذا -أحد أبناء النبي يعقوب (إسرائيل) الاثني عشر-، وقد جرى توثيق نبوءاته في سفر إشعياء في التناخ.
تتميز نبوءة النبي إشعياء بتنوعها وشموليتها، إذ تغطي مجموعة واسعة من المواضيع والتطورات التاريخية المحتملة، وتتناول النبوءة قضايا مختلفة بما في ذلك السياسة والدين والتاريخ، وتشمل تنبؤات بالحروب والملوك والشعوب.
وقد انتقدت عالمة الكتاب المقدس "آن ماري بيليتييه" تصريحات نتنياهو، والتي وصفتها بأنها يوجد بها "إشارة مبتذلة"، وقالت إن الذي يسير في الظلام في سفر إشعياء ليس "العدو" المجاور، بل اليهود أنفسهم، الذي يمر "بكل تأكيد بمحنة سياسية وروحية"، مشددة على أن معنى النص لا يدعم ما ذهب إليه بنيامين نتنياهو، خاصة أن هذا الكتاب معقد للغاية و"لا يمكن فهمه إلا في ضوء السياق التاريخي في ذلك الوقت".إن سلطات الاحتلال تذهب في كثير من الأوقات إلى استمالة قلوب المستوطنين الصهاينة عبر النصوص الدينية اليهودية، في تجميعهم نحو هدفهم الأسمى منذ الإعلان عن قيام كيانهم المزعوم، وهو "إسرائيل الكبرى"، ذلك الهدف الذي لن يصلوا إليه بأي حال، لأن كل احتلال إلى زوال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جامعة عین شمس نبوءة إشعیاء
إقرأ أيضاً:
أبرزها نبوءة جوج وماجوج.. مرصد الأزهر يحذّر من التلاعب بالنصوص لخدمة أجندات الكيان
حذّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من توظيف الأبعاد الدينية واللاهوتية في الصراع القائم بين الكيان الصـهيوني وإيران، وهو توظيف يتجاوز الأبعاد السياسية والجغرافية ليتغلغل في بنية العقائد الدينية، ولا سيما داخل أوساط المسيحية الإنجيلية في الولايات المتحدة.
وتعتمد هذه الأوساط على تأويلات خاصة لنصوص توراتية قديمة، أبرزها نبوءة "جوج وماجوج" الواردة في سفر حزقيال (الإصحاحان 38 و39)، التي تصوّر مواجهة كبرى في "أواخر الأيام" تُشن ضد اليهـود.
ويُفسَّر ذكر "فارس" في هذه النبوءة على أنه يشير إلى إيران المعاصرة، التي تُقدَّم بوصفها العدو الأول في تحالف معادٍ للكيان.
وبالنظر إلى هذه التأويلات نجدها لا تُقدَّم إيران كمجرد خصم إقليمي أو تهديد نووي، بل كعنصر محوري في سيناريو "نهاية الأزمنة" الذي تتبناه هذه الأوساط.
ويُعدّ قيام الكيان الصـ.هـ.يوني عام 1948 – بحسب هذا التصور – بداية تحقق النبوءات التوراتية، وأن أي تهديد لوجوده يُعَد تمهيدًا لما يُعرف بـ"المعركة الأخيرة" التي ستسبق المجيء الثاني للمسيح.
وينعكس هذا التصور بوضوح في وسائل الإعلام التابعة للمسيحية الصـهـيونية في الولايات المتحدة، والتي تبث برامج ومقالات تربط كل تصعيد سياسي أو عسكري مع إيران بهذه النبوءات، ما يسهم في ترسيخ دعم شعبي محافظ للكيان، ويؤثر بدوره على صُنّاع القرار في واشنطن، الذين يرون في دعم الكيان واجبًا دينيًا واستراتيجيًا.
وأكد مرصد الأزهر أن هذه القراءات اللاهوتية ليست سوى ذريعة تُستخدم لتبرير السياسات التوسعية والعدوانية التي يمارسها الكيان ضد دول عربية وإسلامية، وهو ما أدى إلى نشر الفوضى وتصاعد العنف في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، حذّر المرصد المجتمع الدولي من الاستمرار في التغاضي عن الجرائم اللا إنسانية التي يرتكبها الاحـتلال في قطاع غزة، لا سيما استخدام التجويع كسلاح حرب، واستهداف المدنيين العزّل خلال محاولاتهم تأمين احتياجاتهم الأساسية من الطعام والدواء.
وجدد مرصد الأزهر دعوته إلى الوقف الفوري للقتل الممنهج، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وغير مشروط إلى قطاع غزة، باعتبار ذلك حقًّا إنسانيًّا أصيلًا كفلته المواثيق والعهود الدولية. ويؤكد أن الصمت الدولي المتواصل يُعدّ تواطؤًا أخلاقيًّا مع جرائم الاحـتلال، ويقوّض المبادئ الإنسانية التي يُفترض أن يقوم عليها النظام العالمي.