جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-25@21:25:50 GMT

رَجْفَه!

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

رَجْفَه!

فاطمة اليماني

ما كُنتُ أعْرِف ما اعتراك من الأذى

لكنّ صوتك حين صحتَ أتى بي!

لم أبكِ... ما نزلت لفقدك... دمعة!

جفّت لهول فجيعتي ... أهدابي!

"زكي العلي"

قالَت لابنتها الكبيرة:

شقيقك يبكي... فاذهبي إليه، وأسْكِتيه...

لكنّ ابنتها لم ترّد عليها؛ بل اكتفت بالتحديق إليها، ومسح الدموع المنهمرة على خدّيها...

اقتربت منها، وجذبتها.

.. وشعرت بأنّ ابنتها ثقيلة جدًّا، ولا تتزعزع من مكانها!

نظرت إلى يديها... وتساءلت:

كيف خارَت قواها؟!

ثمّ غادرت المكان؛ باحثة عن ابنها! وهي تسمع صوت بكائه، ولا تراه! وأخذت تنادي عليه، وتندَه بصوتٍ مبحوح:

حبيبي جِهاد! سآتي حالًا...

وشعرت بأنّ جسدها أصبح شفّافًا... خفيفَ الوزن! وبأنّها استطاعت الوصول إلى صوتِ ابنها... جهاد!

ورأته متّكِئًا على جدار... وحيدًا... يرتجفُ جسده النحيل بردًا، وخوفًا، ورعبًا! وقطرات دماء تتسلل من جبهته، وتتساقط على خدّه الناعم!

اقتربت منه أكثر، حضنته!

لكنّه ظلّ يرتجفُ، وما زالت أطرافه وأصابعه ترتعش… كان يحدّق في الحشود، باحثًا عن وجهٍ يشبه وجهها، ويبكي ويئن بصوتٍ متهدّجٍ:

ماما...

احتضنته بقوة، وطبعت قبلة على جبينه، ومسحت شعر رأسه المليء بغبارٍ رماديّ اللون!

عاجزة عن تفسير ما تراه الآن؟!

جمعٌ غفير من الناس، وممرات طويلة تشبه ممرّات المستشفيات، وجثثً مسجاه على الأرض، ورائحة الدماء تغمر المكان، وتُزْكِمُ الأنوف، وأطباء وممرضون يتراكضون بطريقة عشوائية في كلّ اتّجاه...

وصوتُ نحيبٍ قاسٍ، وأنين يمزّق القلوب والأفئدة...

لكنّها لا تبكي! لم تذرف دمعة واحدة! كما كان يحدث لها سابقًا عندما تشاهد أبسط المواقف؛ فتثارُ دموعها، وتتطور الدموع إلى نحيب قد يمتدّ إلى ساعات! فتشعر بالنكد والحزن، طوال اليوم، وربّما يمتد الحزن إلى يومين أو أسبوع!

وهل هي الآن تحلم، وستفيق بعد دقائق قليلة؟! هل سيطول هذا الحلم؟! أمّ أنّه حلم في حلم لا ينتهي!

ولماذا تحتضن ابنها، ولا يشعرُ بها؟!

لماذا يرتجفُ رغم أنّها غمرت يديه الصغيرتين المرتعشين بيديها الناعمتين الدافئتين؟!

لكنّ الشيء الوحيد المحسوس لديها، هو أنّ رعشة ابنها سَرَت إليها! وأخذت ترتجفُ مثله، وتبكي، وتبحث عن دفءٍ يحتويها، ويحتوي ابنها الذي لم يتجاوز العامين بعد!

وسمعته يردّد مرّة أخرى:

ماما...

ثمّ أخذ يردد:

بابا... جِنان...

فرأت زوجها، وابنتها جِنَان مُسْرِعَين تجاه جهاد، وحمله زوجها، واحتضنه وبكى بكاءً مرًّا، وغرق الثلاثة في بكاء عميق شعرت بأنّه يفتّت كبدها!

لكنّهم لم ينظروا إليها، ولم يفسحوا لها مجالًا لترتمي في حضنهم! لتشاركهم نحيبهم، وخوفهم، وألمهم! ولم يردّوا على ندائها، واستجدائها؛ لينتبهوا لوجودها!

ثمّ نهض زوجها حاملًا جِهاد، وممسكًا بيد جنان، واقتربَوا من جسدٍ ممدّد، وعندما رفع الممرضُ الغطاءَ، صرخوا كلّهم وجعًا على:

جثّتها! رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

خلافات بسبب الميراث.. سيدة تتهم شقيق زوجها بالتعدي عليها

كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية ملابسات مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن قيام أحد الأشخاص بالتعدي على سيدة بالضرب بالشرقية.

بالفحص تبين أنه بتاريخ 13 مايو الحالي، تبلغ لمركز شرطة الزقازيق بمديرية أمن الشرقية من أحد المستشفيات باستقباله الشاكية الظاهرة بمقطع الفيديو، مصابة بشرخ بقاع الجمجمة، وبسؤالها اتهمت شقيق زوجها بالتعدي عليها بالضرب على رأسها باستخدام حجر وإحداث إصابتها المنوه عنها، لخلافات بينه وبين زوجها حول الميراث، وتم تحرير محضر بالواقعة.

تم ضبط المشكو في حقه في حينه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة لذات الخلافات.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية.

اقرأ أيضاًإصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب سيارة بالجمالية

«بدأت بمزاح».. كشف ملابسات حدوث مشاجرة بين أشخاص في القليوبية

مقالات مشابهة

  • السعودية أوفت بوعد ابنها.. سيدة فلسطينية تستعد لأداء مناسك الحج بالمكرمة الملكية (فيديو)
  • «كان مكتئب».. زوجة حفيد نوال الدجوي تكشف عن سبب انتحار زوجها
  • نهاية مأساوية لمشهور حرض امرأة على الطلاق من زوجها.. فيديو
  • يوميات غزة: قصفٌ وجوعٌ وطوابيرُ أمام المطابخ الخيرية لما استطاع إليها سبيلا
  • أوبري بلازا تتألق على السجادة الحمراء في أول ظهور لها بعد وفاة زوجها
  • عائلة تطالب بدفع دية عشائرية غير تقليدية تعويضًا عن مقتل ابنها
  • أنا جيت الدنيا ليه.. نبيلة مكرم تكشف عن كواليس أزمة ابنها في أمريكا
  • خلافات بسبب الميراث.. سيدة تتهم شقيق زوجها بالتعدي عليها
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • فتاة تفقد وعيها داخل محل ذهب بعد اكتشاف تزوير زوجها.. فيديو