خلال حربها مع غزة.. كيف حاولت إسرائيل كسب تعاطف الرأي العام العالمي تجاهها؟
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
دمار شامل، وقصف متتابع، وانتهاكات لكافة القوانين الدولية تلك هي نتائج الحرب الحالية في قطاع غزة والتي شنها الاحتلال الاسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي، والتي استهدفت تدمير كافة مناحي الحياة في غزة، والقضاء على جميع المقيمين بها بلا استثناء لأحد.
اندلعت الحرب منذ أكثر من شهر، ومنذ اندلاع الحرب لم تتوانى إسرائيل في إظهار سكان غزة وكأنهم وحوش، فهي تتسابق في كافة المجالس الدولية على إظهار برائتها، وكان من أبرز محاولاتها التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الاسرائيلي أمام نواب الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي
ألقى وزير الخارجية الإسرائيلي كلمة أمام نواب الاتحاد الأوروبي في بروكسل، صرح فيها بأن الهجمات التي وجهت لإسرائيل لم تأت من حركة حماس فقط وإنما وجهت لها من عدد من الجهات أهمها الدعم الذي حصلت عليه من إيران.
وأشار وزير الخارجية الإسرائيلي أن يوم 7 من أكتوبر الماضي، هو أسوء الأيام التي مرت على إسرائيل ، قائلًا:«هذه ليست فقط حرب دولة إسرائيل. إنها حرب العالم الحر».
وبرر كوهين الهجمات المتتالية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة بأنه أمر ضروري للقضاء على حركة حماس، وللدفاع عن حقها، قائلًا: «نحتاج لكسب هذه الحرب من أجل ضمان ألا يكون الغرب هو التالي بما أن الإرهاب يشبه السرطان»
سياسي: "إسرائيل تقدم رواية مجتزئة لما يجري في فلسطين"
يرى الدكتور أيمن سمير الخبير السياسي أن إسرائيل تحاول إظهار برائتها وكسب تعاطف دول العالم معها من خلال تقديم رواية مجتزئة لما يجري ف فلسطين، فهي تحاول تقديم ما جرى وكأنه بدأ يوم 7 من أكتوبر الماضي فقط، ولا تريد التعرض لما مر من 75 عام من احتلالها للأراضي الفلسطينية.
وأشار الدكتور أيمن سمير في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن إسرائيل تحاول إظهار نفسها بكونها دولة ضحية، تعاني من الهجوم الإرهابي، وذلك من خلال نشرها لبعض المشاهد التي تعرضت لها يوم طوفان الأقصى، ووصفها لنفسها بواحة الديموقراطية في الشرق الأوسط، وتعيش في بحر من الكراهية، وأنها تقوم بتلك الجرائم للدفاع عن وجودها، وذلك كله بهدف تضليل الرأي العام الدولي وكسب أنصار وداعمين لها في دول الغرب، هذا فضلًا عندعم الاعلام الغربي لها.
وأوضح الدكتور أيمن سمير أن الرد على الأكاذيب الت ي تدّعيها قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلال إظهار المعاناة التي عاش بها الفلسطينيين منذ صدور وعد بلفور، وكم من اتفاقية سلام رفضتها إسرائيل، وأبرزها المفواضات التي استمرت لـ9 أشهر ربعاية جون كيري وباءت بالفشل وذلك في أبريل عام 2014.
سياسي: "اسرائيل تحاول توظيف الراي العام الدولي لصالح عملياتها العسكرية"
يعتقد الدكتور رمضان قرني أن السياسة الإسرائيلية لجأت إلى العديد من الوسائل لبناء وتشكيل رأي عام عالمي داعم لها، من خلال عدد من الآليات، أهمها توظيف الرأي العام الدولي لصالح عملياتها العسكرية، وهو ما ظهر بشكل كبير في الإعلام الامريكي والبريطاني والفرنسي، والتي أظهرت بشكل كبير دعمها لما يقوم به الاحتلال في قطاع غزة.
وقال الدكتور رمضان قرني فخلال حديثه مع "الفجر" إن إسرئيل حاولت حشد الرأي العام العالمي والحكومات الدولية لصالحها من خلال إظهارها أن سبب ما تقوم به في غزة هو فقط مواجهة تنظيم حماس، وذلك من خلال دعوتها إلى ضم حماس إلى التنظيم الدولي لمحاربة داعش، وساعدتها في ذلك أمريكا وبريطانيا ومعظم دول الغرب.
واستطرد قرني أن إسرائيل لأول مرة خالفت سياستها في اظهارها عدد الإصابات التي تقع فيصفوف جيشها، في محاولة منها تلهيب الرأي العام ضد ما تقوم به حركة حماس، مؤكدًا أن اسرائيل تعلمجيدًا أن هناك عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تنمتمي للمحيط العربي، ولذلك فهي تقوم بتكثيف حملاتها الإعلامية خاصة باللغة العربية لكسف تعاطف العرب معها.
وتابع قرني: أن إسرائيل تحاول تطويق أي دعاية فلسطينية من قبل حركة حماس، وذلك من عقب ما أصدره الكنيست الإسرائيلي بمنع تداول ما تنشره وتتناوله حركة حماس، في محاولة لغلق الباب أمام الشعب الفلسطيني لنشر معاناته، في محاولة للتأثير على الرأي العام العالمي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة اسرائيل فلسطين قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
حرب الـ12 يوما.. ما التغييرات التي طرأت على إيران بعد الهجوم الإسرائيلي؟
نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، مقالا لباحث إيراني يعيش في طهران في الوقت الحالي وشهد حرب الـ12 يوما بين إيران وإسرائيل خلال يونيو الماضي.
ويصف الباحث حسين حمدية، الحاصل على درجة دكتوراه مشتركة في الجغرافيا والأنثروبولوجيا من جامعة هومبولت في برلين وكلية كينغز في لندن، كيف أضحت إيران بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي.
دروس الحرب الإيرانية الإسرائيليةويؤكد حمدية في مقاله أن هناك عددا من الدروس التي خرج بها الإيرانيون من المواجهة ضد إسرائيل، أبرزها أنه لا ثقة مرة أخرى في الغرب، وأن السلاح النووي بات امتلاكه أمرا ملحا وهو اقتناع تسرب إلى الذين عارضوا امتلاكه من قبل.
ويقول الباحث الإيراني: "لمدة ١٢ يومًا، عشنا في العاصمة تحت وطأة هجمات إسرائيلية متواصلة، وما رأيناه غيّرنا إلى الأبد: جيران موتى، مبانٍ مدمرة، وقلق - قلق لا ينتهي، عميق - على وجوه الناس".
وأضاف: "هناك راحة في الحديث عن "الشعب الإيراني" كما لو كنا كتلة واحدة موحدة لكن، كما هو الحال في معظم المجتمعات، لدى الإيرانيين آراء متباينة".
وأشار إلى أنه عندما اندلع القتال لأول مرة، كان هناك من سعد برؤية قوة أجنبية تستهدف كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، المكروهين على نطاق واسع، على الأقل في البداية لكن آخرين - وإن كانوا معارضين أنفسهم - استاؤوا بشدة من فكرة الغزو الأجنبي.
ولفت الباحث الإيراني إلى أنه رأى بعض المتشددين في هذه الحرب مهمةً خلاصيةً يجب خوضها حتى النهاية المريرة؛ بينما شعر آخرون بالخدر تجاه ما يحدث، ولكن مع امتلاء الأخبار بصور الضحايا المدنيين، وازدياد حدة الهجمات وتراجع استهدافها، بدأت مختلف الفصائل الاجتماعية تتوحد حول مفهوم "الوطن".
وتابع: "اكتسبت الوطنية رواجًا جديدًا، وساد الفخر الوطني على معظم الألسنة وكثرت مشاهد التضامن - وإن كان لا يزال من غير المعلوم مدى استمرارها -: أصحاب العقارات يُلغون الإيجارات في ظل الأزمة؛ وسكان خارج طهران يستضيفون الفارين من العاصمة؛ ولا اندفاع نحو محلات البقالة، ولا فوضى، ولا عمليات إجلاء مذعورة".
الغرب والحرب الإيرانية الإسرائيليةوأوضح حسين حمدية قائلا: "في رأيي، لعبت طريقة رد فعل الدول الأوروبية على الهجوم الإسرائيلي دورًا رئيسيًا في هذا التحول ودعمت الدول الثلاث، إلى جانب دول صامتة أخرى في جميع أنحاء القارة، الضربات الإسرائيلية، مستخدمةً جميع المبررات المعتادة، من البرنامج النووي الإيراني إلى دعمها للإرهاب، كل ذلك بينما كان الرئيس الأمريكي يرسم صورة وردية لعظمة إيران المزعومة "في اليوم التالي" على منصة "الحقيقة الاجتماعية". لكن نحن في الشرق الأوسط ندرك ذلك".
ونوه إلى أن صور الدمار الجديد في غزة تظهر يوميًا، ونتذكر الفوضى في ليبيا، والحرب الأهلية في سوريا، وعقدين من الاحتلال في العراق، وعودة طالبان إلى أفغانستان لم يكن هناك أي أمل في هذه الصراعات - لم تُزرع بذور الديمقراطية، ومن المؤكد أن حقيقة العدوان الإسرائيلي السافرة ستُصدم نفس القوى التي أدانت، عن حق، غزو روسيا لأوكرانيا - حتى لا تُدمر حرب أخرى المنطقة مرة أخرى.
وقال إنه من المؤكد أن هذه الهجمات - الوحشية، وغير المُبررة، والمُتعمدة - كان ينبغي أن تُقابل بفيض من الإدانة والغضب لتجاهلها ميثاق الأمم المتحدة لكن لم يحدث شيء، وكان الصمت مُطبقًا تذكيرٌ بأن حياة الإيرانيين، بلا شك، أقل قيمةً من حياة الآخرين هذا، بالنسبة للكثيرين منا، كان الدرس الرئيسي من دعم الدول الغربية لإسرائيل وكانت الحرب على إيران، لكنها بُرِّرت بنفس المنطق القديم: العنصرية. لامبالاة وتقاعس من يملكون سلطة التدخل؛ لهجة الإعلام السلبية عند الإشارة إلى الضحايا من غير البيض؛ التجاهل المُعتاد لمعاناتهم؛ واللامبالاة تجاه الهجمات على دول خارج المدار الغربي - حتى أن المستشارة الألمانية قالت: "هذا عملٌ قذرٌ تقوم به إسرائيل من أجلنا جميعًا".
ولفت إلى أن كثيرا من الإيرانيين يغضب من هذا الظلم، لدرجة أن فكرة بناء سلاح نووي، التي كانت في السابق حكرًا على هامش الراديكالية السياسية، تكتسب الآن زخمًا بين عامة الناس، وكما عبّر أحد المستخدمين على منصة “إكس”: "لا يبدو أن أحدًا مهتم بحالة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية"، مشيرًا إلى أن الرؤوس الحربية النووية لا تزال الرادع الوحيد الموثوق ضد العدوان.
إسرائيل تخرق الاتفاقياتوأكد أنه من “الحماقة أن نثق بإسرائيل لوقف إطلاق النار فلدى هذا البلد سجل حافل بانتهاك الاتفاقيات دون عقاب، هذا يعني أن سيفًا مسلطًا على طهران لا يزال مسلطًا عليها، حتى مع خفوت دوي الانفجارات”.
وأوضح أنه “من بعيد، قد تبدو هذه المدينة التي يزيد عدد سكانها على 10 ملايين نسمة وكأنها عادت إلى صخبها المعتاد، لكن الغموض لا يزال يخيم على الأجواء، وما يزيد الأمر سوءًا هو غياب أي وسيط موثوق قادر على إنهاء الحرب، بالنسبة للكثيرين هنا، فإن مشاركة الغرب الضمنية أو الصريحة أو حتى النشطة في الصراع تحرمه من أي دور كمفاوض حسن النية”.
واختتم مقاله قائلا: "من موقعي هذا، تترسخ مرة أخرى مشاعر عدم الثقة تجاه أوروبا ستُعاد بناء المباني، وستُصلح البنية التحتية لكن ما قد يتضرر بشكل لا يمكن إصلاحه - ربما بشكل لا يمكن إصلاحه - هو النسيج الأخلاقي الذي تستند إليه أوروبا لتبشّر الآخرين، ازدواجية المعايير. النفاق. الظلم الكامن في كل هذا. العقلية الإمبريالية - التي لا تزال حيةً ونابضةً بالحياة - تُلقي بظلالها الثقيلة على كيفية النظر إلى أوروبا. ليس فقط على الإيرانيين، على ما أظن، بل على كثيرين في جميع أنحاء الجنوب العالمي".
وأضاف: “هذه أوقات عصيبة نعيشها لا أعلم ما إذا كانت إيران ستصمد في هذه اللحظة، أو ستُبرم اتفاقًا، أو ستواصل مسارها الانتقامي الحالي لكن المؤكد هو أن من يحكم إيران في المستقبل لن ينسى ما حدث هنا”.