الأمم المتحدة تدعو الأطراف السودانية لتنفيذ نتائج «اجتماع جدة»
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
أسماء الحسيني (الخرطوم)
أخبار ذات صلةدعت الأمم المتحدة، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى تنفيذ مخرجات «اجتماع جدة» حول حماية المدنيين، وتوفير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأمس الأول، أسفر «اجتماع جدة»، عن إقرار التزامات على طرفي الأزمة في السودان، أبرزها إنشاء آلية تواصل بين قيادتي القوات المسلحة و«الدعم السريع» والانخراط في آلية إنسانية، وتحديد جهات اتصال لتسهيل مرور وعبور العاملين في المجال الإنساني والمساعدات، غير أن المشاورات لم تسفر عن اتفاقات لتنفيذ وقف إطلاق النار، بحسب بيان للخارجية السعودية.
وقال صادر عن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية كليمنتين نكويتا سلامى المسؤولة الأممية: «يمثل بيان الالتزامات الذي اعتمدته أطراف الأزمة في السودان في جدة لحظة الحقيقة بالنسبة للبلاد، والوعود التي قطعتها القوات المسلحة والدعم السريع لحماية المدنيين، وتوفير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق هي وعود يجب الوفاء بها».
وأضاف أن «الالتزامات الملموسة التي تم الاتفاق عليها، يجب أن تتبعها إجراءات فورية وملموسة، ومن الأهمية بمكان أن تتم إزالة العقبات التي تمنعنا من تقديم الإغاثة المنقذة للحياة بسرعة وعلى نطاق واسع إلى الأبد».
ورحب سياسيون وخبراء سودانيون بقرارات «اجتماع جدة»، واعتبروه خطوة إيجابية، داعين إلى العمل من أجل أن يكون ذلك مقدمة حقيقية لوقف إطلاق النار في البلاد لإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ منتصف أبريل الماضي.
واعتبر شريف محمد عثمان، الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني، في تصريح لـ«الاتحاد» أن الاتفاق يمثل خطوةً إيجابيةً، بما تضمنه من تكوين آلية مشتركة مع الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية، وكذلك آلية للتواصل بين الجيش والدعم السريع، والقبض على الفارين من السجون من عناصر نظام عمر البشير، بالإضافة إلى الإجراءات المتعلقة بتخفيف حدة الخطاب الإعلامي، معرباً عن اعتقاده بأن الاتفاق وضع إجراءات عملية من أجل الوصول لوقف إطلاق النار وإنهاء الأزمة.
من جانبه، اعتبر «التجمع الاتحادي» أن «التزامات جدة» خطوة للأمام للوصول إلى اتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار.
ورحبت هيئة محاميي دارفور بالاتفاق، وأعربت عن أملها أن يلتزم طرفا الأزمة بوقف القتال وبالتعهدات والالتزامات الإنسانية، وألا يكون ذلك مجرد مخاطبات ودعايات إعلامية أثناء الحرب والتفاوض.
وقال المحلل السياسي السوداني وائل محجوب لـ«الاتحاد»، إن اتفاق جدة يضع أساساً لمفاوضات جادة يمكن أن تفضي لإنهاء القتال إذا التزم الطرفان بالتدابير والإجراءات التي وقعا عليها، وعلى رأسها التزام القوات المسلحة في إبعاد فلول النظام السابق عن أي أدوار في هذه الأزمة، والتزام الطرفين بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية للمتضررين، وتحديد جهات اتصال لكل من قادة الطرفين وتسهيل انخراطهما في آلية تنسيق مشتركة بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، وكذلك اتفاق القوات المسلحة والدعم السريع على حزمة إجراءات وتدابير لبناء الثقة.
وأضاف محجوب أن «هذه الإجراءات تعني بوضوح وقف الأعمال العدائية وخطابات الكراهية، ووقف الاستقطاب والتصعيد الإعلامي بهدف خلق مناخ يساعد ويسهل عملية الحوار، ويمتص التعبئة العنيفة التي تولدت منذ اندلاع الأزمة، كما تعني هذه الإجراءات بوضوح إعادة إلقاء القبض على قادة النظام السابق الذين خرجوا من السجون وكانوا يقودون الحشد والتعبئة وتأجيج القتال».
من جانبها، قالت رشا عوض، الكاتبة الصحفية السودانية ورئيس تحرير صحيفة «التغيير»، لـ«الاتحاد»، إن «الأمل ما زال معقوداً على منبر جدة، وإن عدم توصله لوقف إطلاق النار لا يجب أن يسبب الإحباط واليأس؛ لأن هناك ترتيبات على الأرض يجب أن تكتمل أولاً، حتى يضمن الوسطاء نجاح وقف إطلاق النار الذي سيتم في نهاية المطاف، حيث يريد الوسطاء التأكد أولاً من أن قيادات القوات المسلحة والدعم السريع قادرين فعلياً على السيطرة على قواتهم في الميدان، وسيكون إيصال المساعدات الإنسانية وفتح الممرات الآمنة هو اختبار حقيقي لمدى قدرة قيادات الطرفين على التحكم في قواتهما».
كما قال فايز الشيخ السليك الكاتب والمحلل السياسي السوداني لـ«الاتحاد»، إن أبرز ما جاء في «مفاوضات جدة» هو خطوات بناء الثقة، وهي خطوات ضرورية؛ لأن دعاة التصعيد وإثارة الفتن يعوقون أي اتجاه لوقف إطلاق النار، مؤكداً أهمية الاتفاق على إعادة الهاربين من أتباع نظام البشير إلى السجون.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة جدة السودان الجيش السوداني أزمة السودان قوات الدعم السريع الدعم السريع المساعدات الإنسانیة لوقف إطلاق النار القوات المسلحة والدعم السریع الأمم المتحدة لـ الاتحاد اجتماع جدة
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يطالب بالسماح بدخول مساعدات كافية تنقذ الأرواح في غزة
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم السبت 29 نوفمبر 2025، بالسماح بدخول قدر كاف من المساعدات الإنسانية اللازمة لإنقاذ الأرواح إلى غزة .
جاء ذلك في رسالة لغوتيريش بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي يحييه العالم في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، وهو مناسبة اعتمدتها الأمم المتحدة عام 1977 لإظهار الدعم الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها تقرير المصير والاستقلال الوطني والسيادة وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948.
وقال في الرسالة التي نشر نصها موقع أخبار الأمم المتحدة: "يأتي اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام بعد عامين من المعاناة المروعة في قطاع غزة - وبداية وقف إطلاق النار الذي كانت الحاجة إليه في غاية الإلحاح".
وأضاف غوتيريش: "الناجون هم الآن في حالة حداد على عشرات الآلاف من الأصدقاء والأقارب الذين فارقوا الحياة - ثلثهم تقريباً من الأطفال - إلى جانب الآلاف من المصابين، ويشهد القطاع استشراء للجوع والمرض والصدمات النفسية وانتشارا لأنقاض المدارس والمنازل والمستشفيات المدمرة.
وقال: "يجب السماح بدخول قدر كاف من المساعدات الإنسانية اللازمة لإنقاذ الأرواح إلى غزة".
وينص اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة " حماس " وإسرائيل الساري منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على إدخال مساعدات لقطاع غزة تقدر بـ 600 شاحنة يوميا.
إلا أن إسرائيل لم تلتزم بالاتفاق، وتسمح فقط بدخول 200 شاحنة باليوم على الأكثر.
وتابع غوتيريش في رسالته: "يجب على المجتمع الدولي أن يواصل الوقوف بحزم مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الأونروا )" التي اعتبر أنها تمثل "شريان الحياة الذي لا غنى عنه لملايين الفلسطينيين".
وبالتزامن مع بدء إبادتها في قطاع غزة، شنّت الحكومة الإسرائيلية حملة "مزاعم" ضد الأونروا، وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024، أقرّ البرلمان الإسرائيلي مشروعي قانونين يهدفان إلى حظرها.
ودخل قرار حكومة تل أبيب بإنهاء أنشطة الأونروا في إسرائيل و القدس الشرقية المحتلة حيز التنفيذ في الأول من فبراير/ شباط 2025.
وتابع غوتيريش: "في الوقت نفسه، قُتل المئات من العاملين في المجال الإنساني، معظمهم من موظفي الأمم المتحدة الفلسطينيين، وهو أكبر عدد من الموظفين تفقده المنظمة في تاريخها. كما قُتل من الصحفيين عددٌ لم يسبق أن قُتل مثله في أي صراع آخر منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضاف: "لقد وضعت هذه المأساة من نواحٍ عديدة، المعايير والقوانين التي استرشد بها المجتمع الدولي على مدى أجيال موضع الاختبار. وينبغي ألا يكون مقبولاً أبداً تحت أي ظرف من الظروف قتلُ هذا العدد الكبير من المدنيين، والتهجير المتكرر لسكان بأكملهم، وعرقلة إيصال المساعدة الإنسانية.
واعتبر غوتيريش، أن "هناك بارقة أمل يوفرها وقف إطلاق النار الأخير، الذي من الضروري للغاية الآن أن تحترمه جميع الأطراف احتراماً كاملاً وأن تعمل بحسن نية للتوصل إلى حلول تستردّ القانون الدولي وتتمسك به".
وأردف : "في الضفة الغربية المحتلة أيضا، بما فيها القدس الشرقية، يُرتكب الإجحاف دون توقف، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وعنف المستوطنين، والتوسع الاستيطاني، وعمليات الإخلاء والهدم والتهديدات بالضم".
وجدد غوتيريش دعوته إلى "إنهاء الاحتلال غير المشروع للأرض الفلسطينية - كما أكدت محكمة العدل الدولية والجمعية العامة - وإلى إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بحيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن داخل حدودهما الآمنة والمعترف بها، على أساس خطوط ما قبل عام 1967، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين".
وخلّفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة التي بدأت في 8 أكتوبر 2023 واستمرت لعامين، أكثر من 69 ألفا شهيد ونحو 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا مع كلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
كما يواصل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم وتصعيدهم في الضفة الغربية منذ عامين، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1085 فلسطينيا، وإصابة قرابة 11 ألفًا آخرين، واعتقال ما يزيد على 21 ألفًا.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مصر تؤكد أن الدولة الفلسطينية المستقلة "استحقاق تاريخي" بدء احتفالات أعياد الميلاد - موكب حارس الأراضي المقدسة يصل بيت لحم تقرير: تداعيات خطيرة تهدد المناطق المحيطة بالقدس والأغوار الأكثر قراءة إصابة مواطنيْن برصاص الاحتلال واعتقال شاب في دورا جنوب الخليل حماس تُعقّب على قانون الانتخابات الجديد الذي أصدره الرئيس عباس أراضي الـ48: مقتل شاب وإصابة آخر بجريمة إطلاق نار في الناصرة تقارير إسرائيلية تزعم اغتيال قائد عسكري بارز في حماس وسط مدينة غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025