لندن-راي اليوم تقويم الأسنان هو إجراء يهدف إلى تصحيح وتحسين توجيه وموضع الأسنان والفكين. يتم استخدامه لعلاج مشاكل مثل التهديدات الزائدة أو القليلة، والتثاوب العرضي، وتقويم الفكين، والاختلالات في العضة. يهدف التقويم إلى تحقيق توازن وتناسق بين الأسنان والفكين، مما يساعد في تحسين وظيفة الفم والمضغ ويؤدي إلى تحسين الابتسامة والمظهر العام.
هناك عدة أنواع مختلفة من تقويم الأسنان المتاحة، وتشمل: التقويم المعدني يعتبر التقويم المعدني واحدة من أشهر وأكثر أنواع تقويم الأسنان شيوعًا. يتكون التقويم المعدني من أقواس معدنية مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، وتثبت على الأسنان باستخدام صمغ خاص. يتم ربط الأقواس ببعضها بواسطة سلك معدني وقطع مطاطية، ويتم ضبط التوتر بشكل مناسب لتحريك الأسنان وتصويب موضعها. يعد التقويم المعدني الخيار الأكثر تكلفة من بين الخيارات المتاحة. يمتاز التقويم المعدني بكونه فعالًا في تحسين موضع الأسنان وتوجيهها بشكل صحيح. يمكن استخدامه في علاج الأطفال والبالغين، ويعالج الحالات الصعبة بشكل فعال. ومع ذلك، يحتوي التقويم المعدني على بعض العيوب، مثل شكله البارز ووجود صعوبة في تنظيف الأسنان واحتمال التصاق الطعام به. كما يتطلب التقويم المعدني وقتًا طويلاً للعلاج، حيث يمكن أن يستغرق من سنة ونصف إلى أربع سنوات تقريبًا.
تقنية تقويم الأسنان ذاتي الربط تعتبر تقنية تقويم الأسنان ذاتي الربط، المعروفة أيضًا بتقويم دايمون أو Self-Ligating Braces، واحدة من الأنواع المتقدمة لتقويم الأسنان المعدني. يشبه هذا النوع تقويم الأسنان المعدني التقليدي، ولكنه يختلف في طريقة الربط. في تقويم الأسنان ذاتي الربط، يتم استخدام قطع مطاطية أو معدنية تثبت بواسطة سلك معدني، مما يقلل من الاحتكاك والضغط على الأسنان. كما يجعل هذا النوع من التقويم أقل إيلامًا وأكثر راحة للمريض، ويسهل تنظيف الأسنان أيضًا. تتمتع تقنية تقويم الأسنان ذاتي الربط بفعالية مماثلة للتقويم المعدني التقليدي، وقد تزيد من التحكم في توجيه الأسنان بشكل أكثر دقة. يعتبر هذا النوع من التقويم خيارًا جيدًا لتصحيح محاذاة الأسنان بشكل فعال. ومع ذلك، يجب ملاحظة أن تقويم الأسنان ذاتي الربط يكون أكثر تكلفة من التقويم المعدني التقليدي، نظرًا لتقنيته المتقدمة والمواد المستخدمة فيه.
تقويم الأسنان الداخلي تقويم الأسنان الداخلي، المعروف أيضًا بتقويم الأسنان اللساني أو التقويم الخلفي، هو نوع آخر من أنواع تقويم الأسنان. يتميز هذا النوع بأنه يكون شفافًا، ويتم تركيبه على الأسنان من الداخل بحيث يكون مواجهًا للسان ولا يمكن رؤيته من الأمام. يتكون التقويم الداخلي من قطع معدنية تتصل ببعضها البعض بواسطة سلك معدني، ويتم استخدامه عادةً لتصحيح الفراغات وتطابق الأسنان والتواءها الشديد. يعتبر تقويم الأسنان الداخلي خيارًا مفضلًا لبعض المرضى، حيث يكون غير مرئي ولا يسبب الإحراج بشكله. ومع ذلك، يتطلب تركيبه مهارة عالية من قبل الطبيب المختص، وقد يكون تنظيف الفم والتقويم الداخلي صعبًا قليلاً. بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب التقويم الداخلي في جروح لسانية، وتكون مدة استخدامه أطول مقارنة بأنواع أخرى من التقويم.
تقويم الأسنان الخزفي تقويم الأسنان الخزفي، المعروف أيضًا بتقويم الأسنان السيراميكي، هو نوع آخر من تقويم الأسنان الثابت غير المرئي. يتميز التقويم الخزفي بأن أقواسه مصنوعة من السيراميك أو البورسلين، مما يجعلها شفافة وتندمج بشكل طبيعي مع لون الأسنان. يتم توصيل الأقواس ببعضها باستخدام سلك بلاستيكي. يعد التقويم الخزفي سريعًا في تحريك الأسنان وله فعالية مشابهة لتقويم الأسنان التقليدي في تحقيق التحركات المطلوبة للأسنان. ومع ذلك، قد يكون أبطأ قليلاً من التقويم المعدني نظرًا لقابليته للكسر، مما يتطلب وقتًا إضافيًا للإصلاح. يتميز التقويم الخزفي بعدم ظهوره بسبب لونه، مما يجعله خيارًا شائعًا للأشخاص الذين يرغبون في تقويم الأسنان بشكل غير مرئي. ومع ذلك، يعد تقويم الأسنان الخزفي أغلى تكلفةً مقارنة بأنواع أخرى من التقويم. كما يتطلب الحفاظ على نظافته والاهتمام به بشكل خاص من قبل المريض، والتحقق المنتظم من تثبيته من قبل الطبيب المختص. علاوة على ذلك، يكون التقويم الخزفي سريع الكسر، لذا يُنصح بأخذ الحيطة والحذر عند تناول الطعام أو المثلجات.
تقويم الأسنان الشفاف المعروف أيضًا بتقويم الأسنان بواسطة أقواس شفافة أو Clear Aligners بالإنجليزية، يتم صنعه من قوالب بلاستيكية شفافة مصنوعة من الأكريليك. تُصمم هذه القوالب خصيصًا لتناسب أسنان الفرد بعد مراجعة الطبيب وإجراء التصوير الشعاعي لتحديد هيكل الفم والأسنان. يتميز تقويم الأسنان الشفاف بسهولة تركيبه وإزالته أثناء تناول الطعام وتنظيف الأسنان. يُعتبر هذا النوع من التقويم شفافًا، وبالتالي فهو يعتبر خيارًا جماليًا يُفضله الكثيرون مقارنةً بأنواع التقويم الأخرى. ومع ذلك، يترتب على ذلك تكلفة أعلى، ويتطلب الالتزام بارتدائه لمدة لا تقل عن 22 ساعة في اليوم لتحقيق النتائج المرجوة. كما يتطلب العناية الجيدة أثناء تنظيفه وأثناء تناول الطعام والشراب. يستخدم تقويم الأسنان الشفاف فقط لتصحيح مشاكل الأسنان البسيطة إلى المتوسطة لدى المراهقين والبالغين، وعادةً لا يُستخدم للأطفال.
لا يوجد نوع محدد يمكن اعتباره الأفضل للجميع، فاختيار أفضل نوع لتقويم الأسنان يعتمد على الاحتياجات والتفضيلات الشخصية لكل فرد. ومع ذلك، هناك عدة أنواع شائعة لتقويم الأسنان يمكن النظر فيها: تقويم الأسنان المعدني: يعتبر الأكثر شيوعًا واقتصاديًا. يتكون من قوس معدني وقوابض معدنية تثبتها على الأسنان. قد يكون ظاهرًا بسبب المعدن، ولكنه فعال في تحقيق تحريك الأسنان المطلوب. تقويم الأسنان الشفاف: يتكون من سلسلة من الأقواس الشفافة المصنوعة من البلاستيك الشفاف. يُغير القوس بانتظام لتحريك الأسنان تدريجيًا. يعتبر غير ملحوظ من الخارج ويوفر راحة أثناء الاستخدام. تقويم الأسنان الخزفي: يشبه تقويم الأسنان المعدني في الشكل والحجم، لكنه مصنوع من البورسلين أو السيراميك. يمتاز بمزجه مع لون الأسنان الطبيعي، مما يجعله أقل وضوحًا من التقويم المعدني. تقويم الأسنان اللغوي: يتم تثبيته من الداخل ولا يكون مرئيًا من الخارج. يعتبر خيارًا جيدًا لأولئك الذين يهتمون بالمظهر الخارجي.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
افعلوا الأفضل
مدرين المكتومية
من المؤكد أن كل شخص مِنَّا قرأ أو سمع أو شاهد تصريحات لمسؤولين أو فنانين أو حتى أشخاص عاديين في الحياة، يتحدثون فيها عن ضرورة الالتزام بسياسات مُعينة أو إجراءات وضعتها جهات مختصة، أو لربما تصوُّرات تخيلها البعض أنها الصواب، إلّا أنَّ كل هذه الأمور لم تخدم الإنسان المواطن الفرد في حياته اليومية؛ بل من المحتمل أنها دفعته أو قادته لمواجهة المزيد من التحديات.
أقول ذلك والبعض يشكو من أن المُستجدات التي تطرأ على حياتنا اليوم، ليس فقط في عُمان، ولكن في كل دول العالم تقريبًا، لا تحقق لنا الراحة، ولا تلبي كُل تطلعاتنا؛ بل إن كثيرين باتوا يشعرون بأعباء مضاعفة نتيجة التراكمات، وأصبحوا يحلمون باليوم الذي تنتهي فيه معاناتهم.
وفي كل مرة يشعر فيها المواطن بضغوط وتحديات، يسأل نفسه في صمتٍ: متى ينتهي ذلك؟ وكيف يمكن الخروج من دوامة الظروف الضاغطة على الأسر وطريقة معيشتهم، وعلى الحكومة وقراراتها، التي بعضها يحقق الهدف منها والبعض لا يحقق!
التفكير في هذا السياق يُعيدني إلى عدة مقالات وأطروحات تناولت رؤية الزعيم اليساري والفيلسوف الفرنسي جان لوك ميلونشون، الذي دائمًا ما يدعو إلى اتخاذ القرارات التي تحقق مصالح الناس، بقوله "افعلوا الأفضل". ورغم بساطة هذه العبارة وسلاستها اللغوية، حتى إن القارئ لها لا يُدرك أنها ترتكز على صيغة فعل الأمر، لكن في المقابل، هو أمر يُمكن تنفيذه، إذا ما صدقت النوايا وخلُصت النفوس، وآمن الجميع أن اتخاذ القرار يجب أن ينبني على المصلحة العامة للناس، وليس فقط مصالح فئة دون أخرى، أو إرضاءً لمجموعة على حساب غيرها.
"افعلوا الأفضل"، ليس مجرد توجيه أو إلزام لأحد؛ بل نصيحة صادقة، تحث الآخر على الفعل الصحيح، الفعل الذي يُلبي المتطلبات؛ إذ لا يتطلب الأمر أن تكون نابغةً في مجال عملك حتى تُخلص فيه، أو تحقق أفضل النتائج، يكفي أن تؤمن بقدرتك على اتخاذ القرار الصحيح، وتنفيذه على النحو الأمثل. وهذه النصيحة لا تنبع من منطلق هجومي أو انتقاد لاذع، ولكنها نابعة من رغبة أمينة لكي تتحول السياسات العامة إلى أسلوب حياة يسهل على الناس الالتزام به، والاستفادة منه، وبلوغ أمانيهم من خلاله. فما الذي سيخسره المسؤول إذا وضع خطة عمل لأي قرار يتخذه، ويوجه بمراقبة آلية تنفيذه على النحو الذي كان يسعى إليه قبل اتخاذه، وفي حال تبين له عدم جدوى القرار، يتراجع على الفور، ولا يستنكف أن يعتذر للجمهور. وقس على ذلك كثيرًا من المواقف التي نمر بها في حياتنا اليومية.. ما الذي قد يخسره رجل وبَّخ زوجته أو تحدث مع زميلته في العمل بطريقة غير لائقة، أن يُراجع نفسه ويعتذر وبذلك "يفعل الأفضل"، ويتخذ القرار الصحيح، لكي يتفادى مزيدًا من التوتر أو إشعال نار الضغينة في نفوس الآخرين.
حقيقةً.. عندما جلست مع نفسي أتدبرُ هذه الفلسفة السهلة والعميقة في آنٍ واحدٍ، تبيّن لي أن جوهر هذه الفلسفة هو "الإخلاص"، أن يكون الفرد مِنَّا مُخلِصًا مع نفسه ومع أسرته ومحيطه الاجتماعي، ووطنه، الذي هو أسمى معاني الإخلاص.
وهذا الإخلاص، سيقودنا إلى المحبة المُتجرِّدة من الأهواء، محبة النفس التي لا تتحول إلى نرجسية بغيضة، ومحبة الأسرة التي تُغدق عليهم الحنان والطمأنينة، ومحبة المجتمع التي تُعزز قيم التسامح والتعايش والتآلف، ومحبة الوطن التي تغرس ثمار التنمية والتحديث والتطوير، لكي يجنيها كل أبنائه.
لا شك أن تحقيق الحلم العُماني في النهضة المتجددة، تحت قيادة عاهل البلاد المُفدّى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- هو الهدف الأسمى الذي نسعى له جميعًا، ولذلك يتعين على كل مُخلِص ومُحب لهذا الوطن العزيز أن يبذل جُل جهده من أجل رُقي وطننا وازدهاره واستقراره، بأن يفعل الأفضل.. والأفضل دائمًا.
رابط مختصر