مدرين المكتومية
من المؤكد أن كل شخص مِنَّا قرأ أو سمع أو شاهد تصريحات لمسؤولين أو فنانين أو حتى أشخاص عاديين في الحياة، يتحدثون فيها عن ضرورة الالتزام بسياسات مُعينة أو إجراءات وضعتها جهات مختصة، أو لربما تصوُّرات تخيلها البعض أنها الصواب، إلّا أنَّ كل هذه الأمور لم تخدم الإنسان المواطن الفرد في حياته اليومية؛ بل من المحتمل أنها دفعته أو قادته لمواجهة المزيد من التحديات.
أقول ذلك والبعض يشكو من أن المُستجدات التي تطرأ على حياتنا اليوم، ليس فقط في عُمان، ولكن في كل دول العالم تقريبًا، لا تحقق لنا الراحة، ولا تلبي كُل تطلعاتنا؛ بل إن كثيرين باتوا يشعرون بأعباء مضاعفة نتيجة التراكمات، وأصبحوا يحلمون باليوم الذي تنتهي فيه معاناتهم.
وفي كل مرة يشعر فيها المواطن بضغوط وتحديات، يسأل نفسه في صمتٍ: متى ينتهي ذلك؟ وكيف يمكن الخروج من دوامة الظروف الضاغطة على الأسر وطريقة معيشتهم، وعلى الحكومة وقراراتها، التي بعضها يحقق الهدف منها والبعض لا يحقق!
التفكير في هذا السياق يُعيدني إلى عدة مقالات وأطروحات تناولت رؤية الزعيم اليساري والفيلسوف الفرنسي جان لوك ميلونشون، الذي دائمًا ما يدعو إلى اتخاذ القرارات التي تحقق مصالح الناس، بقوله "افعلوا الأفضل". ورغم بساطة هذه العبارة وسلاستها اللغوية، حتى إن القارئ لها لا يُدرك أنها ترتكز على صيغة فعل الأمر، لكن في المقابل، هو أمر يُمكن تنفيذه، إذا ما صدقت النوايا وخلُصت النفوس، وآمن الجميع أن اتخاذ القرار يجب أن ينبني على المصلحة العامة للناس، وليس فقط مصالح فئة دون أخرى، أو إرضاءً لمجموعة على حساب غيرها.
"افعلوا الأفضل"، ليس مجرد توجيه أو إلزام لأحد؛ بل نصيحة صادقة، تحث الآخر على الفعل الصحيح، الفعل الذي يُلبي المتطلبات؛ إذ لا يتطلب الأمر أن تكون نابغةً في مجال عملك حتى تُخلص فيه، أو تحقق أفضل النتائج، يكفي أن تؤمن بقدرتك على اتخاذ القرار الصحيح، وتنفيذه على النحو الأمثل. وهذه النصيحة لا تنبع من منطلق هجومي أو انتقاد لاذع، ولكنها نابعة من رغبة أمينة لكي تتحول السياسات العامة إلى أسلوب حياة يسهل على الناس الالتزام به، والاستفادة منه، وبلوغ أمانيهم من خلاله. فما الذي سيخسره المسؤول إذا وضع خطة عمل لأي قرار يتخذه، ويوجه بمراقبة آلية تنفيذه على النحو الذي كان يسعى إليه قبل اتخاذه، وفي حال تبين له عدم جدوى القرار، يتراجع على الفور، ولا يستنكف أن يعتذر للجمهور. وقس على ذلك كثيرًا من المواقف التي نمر بها في حياتنا اليومية.. ما الذي قد يخسره رجل وبَّخ زوجته أو تحدث مع زميلته في العمل بطريقة غير لائقة، أن يُراجع نفسه ويعتذر وبذلك "يفعل الأفضل"، ويتخذ القرار الصحيح، لكي يتفادى مزيدًا من التوتر أو إشعال نار الضغينة في نفوس الآخرين.
حقيقةً.. عندما جلست مع نفسي أتدبرُ هذه الفلسفة السهلة والعميقة في آنٍ واحدٍ، تبيّن لي أن جوهر هذه الفلسفة هو "الإخلاص"، أن يكون الفرد مِنَّا مُخلِصًا مع نفسه ومع أسرته ومحيطه الاجتماعي، ووطنه، الذي هو أسمى معاني الإخلاص.
وهذا الإخلاص، سيقودنا إلى المحبة المُتجرِّدة من الأهواء، محبة النفس التي لا تتحول إلى نرجسية بغيضة، ومحبة الأسرة التي تُغدق عليهم الحنان والطمأنينة، ومحبة المجتمع التي تُعزز قيم التسامح والتعايش والتآلف، ومحبة الوطن التي تغرس ثمار التنمية والتحديث والتطوير، لكي يجنيها كل أبنائه.
لا شك أن تحقيق الحلم العُماني في النهضة المتجددة، تحت قيادة عاهل البلاد المُفدّى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- هو الهدف الأسمى الذي نسعى له جميعًا، ولذلك يتعين على كل مُخلِص ومُحب لهذا الوطن العزيز أن يبذل جُل جهده من أجل رُقي وطننا وازدهاره واستقراره، بأن يفعل الأفضل.. والأفضل دائمًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دي بول: اللعب بجوار ميسي حلم تحقق في إنتر ميامي.. وبيكهام كان أحد أسباب قراري
عبّر النجم الأرجنتيني رودريجو دي بول عن سعادته الكبيرة بالانضمام إلى صفوف نادي إنتر ميامي الأمريكي، مؤكدًا أن اللعب بجوار ليونيل ميسي حلم طال انتظاره وتحقق أخيرًا، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده النادي لتقديمه رسميًا قادمًا من أتلتيكو مدريد الإسباني.
وقال دي بول في تصريحاته التي نقلتها صحيفة "موندو ديبورتيفو": "الاستقبال من الزملاء في إنتر ميامي كان رائعًا، بعض اللاعبين أعرفهم من قبل، وأنا هنا فقط لأساعد الفريق من مركزي، أشعر براحة كبيرة، وسعيد جدًا بهذه البداية، وآمل أن تكون الانتصارات القادمة كثيرة".
واستعاد اللاعب فترة وجوده مع أتلتيكو مدريد، قائلاً: "عندما انضممت إليهم، كنت أحلم بالتتويج بلقب معهم، وكنا قريبين من ذلك في عدة فترات، لكن في كرة القدم تخسر أكثر مما تفوز، وهذه طبيعة اللعبة. بالتأكيد كنت أتمنى أن أحقق لقبًا مع الفريق".
وأكد دي بول أن أتلتيكو لا يفتقر لأي شيء لتحقيق البطولات: "هو نادٍ كبير ينافس دائمًا، ومن أقوى الأندية في إسبانيا، التنافس مع برشلونة وريال مدريد ليس بالأمر السهل، لكنهم يقومون بذلك بشكل منتظم، واللقب الذي يستحقونه سيأتي عاجلًا أم آجلًا".
وعن تأثير مالك إنتر ميامي ديفيد بيكهام على قرار انضمامه، قال: "بالطبع، وجود ديفيد كان له تأثيرا كبيرا، لطالما أحببت طريقته في اللعب وشخصيته، وكان صادقًا للغاية خلال حديثنا، وأظهر رغبة قوية في ضمي للمشروع الذي يبنيه النادي، وهذا ما أثر على قراري بشكل كبير رغم تعقيده".
وحول اختياره ارتداء القميص رقم 7، أوضح: "النادي هو من طلب مني ارتداء هذا الرقم، نظرًا لعلاقتي به في المنتخب الأرجنتيني، وقد تواصلوا مع اللاعب الذي كان يرتديه سابقًا، هو رقم أحبه، لكن لم يكن قرارًا شخصيًا بالكامل".
وأكد دي بول أن انتقاله لإنتر ميامي؛ جاء لتحقيق حلم لطالما راوده هو وميسي، مضيفًا: "تحدثنا كثيرًا عن رغبتنا في اللعب معًا في نادٍ واحد، كنا نعيش لحظات رائعة مع المنتخب، لكنها قصيرة المدى، والآن سنحظى بفرصة يومية للعب معًا، وهذا ما كنت أريده دومًا".
وأوضح أن الصفقة لم تكن سهلة، وقال: "لم أكن أبحث عن الانتقال، لأنني كنت مرتبطًا بعقد مع أتلتيكو، لكن حين بدأت المفاوضات؛ شعرت بأن الحلم قد يصبح حقيقة، وأؤكد أن الأولوية عندي كانت دائمًا للمنتخب الأرجنتيني".
واختتم دي بول تصريحاته، بالكشف عن حديثه مع ليونيل سكالوني، مدرب التانجو: "تحدثت معه ومع ميسي، وكنت صريحًا تمامًا بشأن ما أحتاجه للبقاء في أفضل حالاتي. سكالوني كان بسيطًا وواضحًا، قال لي: (سأقيمك فقط بما تقدمه في الملعب، لأنني أعرف من تكون)".