2550 فلسطينياً تحت الركام في غزة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
“نحنا هون طلعونا”، صرخة فلسطيني من تحت الركام في غزة، يطلقها علّ فرق الدفاع المدني والإسعاف تسمعه، وتسارع لإنقاذه من تحت أنقاض منزله الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي، صرخة تمثل لسان حال آلاف الجرحى الذين تم إخراجهم ونقلهم إلى المستشفيات، فيما صمتت صرخات أكثر من 2550 فلسطينياً منهم 1350 طفلاً إلى الأبد تحت أطنان من الركام، لعدم تمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم، جراء القصف الشديد وعدم توافر المعدات.
وفي تصريح لمرسل سانا يروي حاتم قيطة رحلة بحثه عن طفلته الرضيعة مي التي فقد أثرها جراء قصف طيران الاحتلال منزله في مخيم المغازي وسط القطاع قائلاً: لم أتوقف لحظة في البحث عنها، تنقلت بين أسرة المرضى والمصابين، وفي خيمة الشهداء التي نصبت حديثاً، وحتى في المشرحة لكن لم أجد لها أثراً، وذهبت إلى الصحفيين وسألتهم عنها وأعطيتهم مواصفاتها “بنت صغيرة عمرها ستة أشهر في أذنيها حلق وترتدي لباسا أصفر”.
وأضاف: أخرج صحفيون هواتفهم النقالة وكاميراتهم التي التقطوا فيها مشاهد لمجزرة المغازي، يفتشون في صور الأطفال، وحملقت في عشرات الصور لكن لم أجدها، موضحاً أن الكثيرين مثله يبحثون عن أبنائهم أو أقاربهم، الذين فقدوهم خلال العدوان المتواصل لليوم الـ 34 على قطاع غزة، بعضهم يجد ما يطفئ ناره، وآخرون يستمرون في السؤال والبحث.
من جهته أوضح عرفات أبو مشايخ من أهالي مخيم المغازي أن الاحتلال دمر في غارة واحدة 17 منزلاً متعددة الطوابق في المخيم، وهناك على الأقل 100 شخص تحت الأنقاض، معظمهم من النازحين بحثاً عن مكان أكثر أمناً، لكن لا مكان آمناً في غزة، بعد أن استباحها الاحتلال من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
أهالي القطاع يتشاركون مع فرق الإنقاذ لإخراج المصابين وانتشال جثامين الشهداء، مستخدمين وسائل بدائية نتيجة عدم توفر المعدات وتوقف جميع وسائل النقل، بسبب نفاد الوقود لدرجة أن نقل المصابين والجثامين إلى المستشفيات يتم بواسطة عربات تجرها أحصنة أو حمير، كما أن أهالي الشهداء والجرحى والمرضى، يقطعون مسافات طويلة، إما مشيا على الأقدام أو باستخدام هذه العربات للوصول إلى المستشفيات.
إبراهيم الشافعي وصل على عربة إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع لتسليم جثمان شهيد مجهول الهوية للطواقم الطبية وقال: عثرت عليه خلال بحثي عن جثمان شقيقي الذي فقدت أثره بعد قصف الاحتلال منزلنا قبل 13 يوماً، لكن لم أجد أخي فحملت جثة أحد الشهداء، وهناك عشرات الجثامين ملقاة في دير البلح منذ أيام.
ويوضح محمد البسيوني الذي أصيب طفله بجروح في العدوان الإسرائيلي، أنه قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام، من مخيم النصيرات إلى مستشفى شهداء الأقصى، للاطمئنان على طفله، مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان يلجأ كما الكثير من أهالي القطاع، لاستخدام العربات للتنقل، في ظل توقف المركبات جراء نفاد الوقود.
حكايات موت ودمار كثيرة خلفها الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان في قطاع غزة، حيث تتفاقم المعاناة بسبب القصف المتواصل والتجويع يوما بعد يوم، حصاد تلك المعاناة والكارثة حرمان أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، من كل مقومات الحياة وخاصة بعد تدمير معظم المنازل، المأساة التي ستتعمق مع قرب دخول فصل الشتاء، وهم بلا غذاء ولا مأوى ولا ملابس تقيهم برده.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
استشهاد 13 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على خان يونس
استشهد 13 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء وأصيب آخرون، اليوم الاثنين جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لعدة مناطق في خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) استشهاد 7 أشخاص، وإصابة آخرين، في قصف إسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس، وارتقاء آخرين في قصف إسرائيلي على بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، في حين ارتقت مواطنة متأثرة بجروح أصيبت بها في قصف إسرائيلي سابق على خان يونس.
وأشار إلى استشهاد طفلة بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الصناعة شمال غربي مدينة خان يونس، كما ارتقى آخران في قصف من مسيرة إسرائيلية على مجموعة من المواطنين في منطقة بطن السمين جنوبي المدينة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما أدى لاستشهاد 54، 880 مواطنا معظمهم أطفال ونساء، وإصابة 126، 227 آخرين.
وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدة مناطق في محافظة رام الله والبيرة.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، وبلدة بيتونيا غربا، وحي أم الشرايط بمدينة البيرة، وفتشت عددا من المنشآت في الحي.
اقرأ أيضاً4 شهداء فلسطينيين في قصف إسرائيلي شرق خان يونس
شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على منزل في دير البلح