“أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا”.. العالم على بعد خطوة “من الجحيم النووي”!
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
الولايات المتحدة – كان العالم في 9 نوفمبر عام 1979 على بعد خطوة من “الجحيم النووي”، انعكس ذلك في مذكرات مستشار الأمن القومي زبيغنيو بريجنسكي في قوله: “أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا”.
في الساعة الثالثة من ذلك اليوم قبل 44 عاما، تعرض العالم إلى تهديد بحرب نووية لعدة دقائق، حيث أظهرت أجهزة الرصد في مركز قيادة الدفاع الجوي المشترك لأمريكا الشمالية “نوراد”، وكان يوجد في مخبأ محصن بجبل “شايان ” في كولورادو، ما اعتقد أنه 2200 صاروخ باليستي سوفيتي منطلق في اتجاه الولايات المتحدة.
جرى على الفور إيقاظ زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر، وتم توجيه تحذير إلى جميع أنحاء نظام الدفاع الجوي الأمريكية، بل وأطلق من فوره ما لا يقل عن عشرة صواريخ اعتراضية، وأقلعت طائرة مركز القيادة الجوية الرئاسية من دون أن يكون الرئيس نفسه على متنها.
بريجنسكي استيقظ حينها على رنين مكالمتين هاتفيتين، الأولى أبلغته بأمر التهديد، والثانية أعلمته بأن أجهزة الكمبيوتر البنتاغون، تظهر أكثر من 2000 صاروخ سوفيتي وهي تقترب من الأراضي الأمريكية، وبدا ذلك كما لو أنها ضربة استباقية سوفيتية، كان الجيش الأمريكي يخشاها منذ فترة طويلة في تلك الحقبة المتوترة من الحرب الباردة بين المعسكرين.
في تلك اللحظات الحرجة، وفيما كان مستشار الأمن القومي الأمريكي يستعد للاتصال بالرئيس جيمي كارتر، واتخاذ قرار بشأن استنفار قيادة الطيران الاستراتيجي، تلقى بريجنسكي، مكالمة ثالثة، أبلغته بأن الأجهزة الأمريكية المتخصصة في الإنذار المبكر الخاصة بقياس النشاط الزلزالي، وهو ما يرصد في العادة عند إطلاق صواريخ باليستية أرضية، لم تبلغ عن أي شيء.
في تلك الأثناء، اشتبه الخبراء العسكريون في وجود خطأ ما، وكشفت فحوصات إضافية أجريت لمنظومات الرصد الحقيقة بالنهاية، وتبين أن الإنذار خاطئ، والاتحاد السوفيتي لم يطلق صواريخه على الأراضي الأمريكية، وأن السبب يعود إلى ما يوصف بالعلاقة الخطرة بين أجهزة الكمبيوتر والأخطاء البشرية. مثل هذه الأخطاء في الإنذارات الآلية بوقوع هجوم نووي وهمي تكررت في عدة مناسبات ولحسن الحظ أنها مرت بسلام.
أما سبب الإنذار الكاذب في تلك المرة، فيعود إلى أن عسكريا برتبة مقدم في ذلك المركز القيادي المتخصص في الدفاع الجوي، قام بإدخال برنامج تدريب يحاكي هجوما نوويا سوفياتيا في مكون “ويمكس” المصمم للتحذير من هجوم صاروخي، وتعاملت معه المنظومة على أنه أمر حقيقي، وكاد “برنامج (ويمكس) أن يجر البلاد بأكملها معه”.
مستشار الأمن القومي الأمريكي، زبيغنيو بريجنسكي كتب في مذكراته التي صدرت في عام 2011 قائلا عن تلك الحادثة المرعبة: “لو كان ذلك صحيحا، فسوف أتوقف في غضون نصف ساعة أنا وأحبائي وواشنطن وجزء كبير من أمريكا عن الوجود. أردت أن أتأكد من أننا لن نموت بمفردنا”!
المعلومات عن الحادثة تسربت إلى وسائل الإعلام، وأزعج الأمر بطبيعة الحال الاتحاد السوفيتي حينها، ونقل زعيمه ليونيد بريجنيف من خلال السفير السوفيتي لدى الولايات المتحدة أناتولي دوبرينين، قلقه بشأن ما جرى.
وفي رسالة سرية إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، شدد بريجنيف على أن مثل هذا التحذير الخاطئ “محفوف بمخاطر كبيرة”.
الزعيم السوفيتي انزعج بشكل خاص من أن الإشارة عن الهجوم النووي الوهمي لم يعرف بها الرئيس وكبار المسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة.
بريجنيف خاطب كارتر في رسالته قائلا: “أعتقد أنكم ستتفقون معي في أنه لا يجب أن تكون هناك أخطاء في مثل هذه الأمور”.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: مستشار الأمن القومی الولایات المتحدة فی تلک
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب الأمريكي يصوّت على إلغاء “قانون قيصر” عن سوريا
صراحة نيوز – صوّت مجلس النواب الأمريكي، الخميس، بأغلبية 312 صوتاً مقابل 112، على مشروع قانون موازنة الدفاع لعام 2026، الذي يتضمن إلغاء “قانون قيصر” المفروض على سوريا. وأدى التصويت إلى احتفالات في مدن سورية، وفق قناة “الإخبارية” الرسمية، فيما من المتوقع أن يصوّت مجلس الشيوخ على المشروع الأسبوع المقبل قبل إرساله لتوقيع الرئيس الأمريكي ليصبح نافذاً بنهاية العام الجاري.
وأكد محمد علاء غانم، رئيس الشؤون السياسية في المجلس السوري الأمريكي، أن الإلغاء جاء “غير مشروط”، متوقعاً أن يدعم ذلك تعافي الاقتصاد السوري ويعزز استقرار الحكومة الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
وينص مشروع القانون على رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا بشكل نهائي ودائم، مع مراقبة دورية لأداء الحكومة السورية، لضمان اتخاذ خطوات ملموسة في مكافحة الإرهاب، وحماية حقوق الأقليات، والامتناع عن الأعمال العسكرية الأحادية ضد الدول المجاورة، إضافة إلى مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية. وفي حال عدم الالتزام، يمكن إعادة فرض العقوبات.
ويذكر أن قانون قيصر، الذي أقره الكونغرس في ديسمبر 2019، يعد من أشد العقوبات على نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، حيث استهدف أفراداً وشركات وكيانات دولية متعاملة مع النظام، وسُمي على اسم المصوّر العسكري “قيصر” الذي وثّق صور التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.