الولايات المتحدة – كان العالم في 9 نوفمبر عام 1979 على بعد خطوة من “الجحيم النووي”، انعكس ذلك في مذكرات مستشار الأمن القومي زبيغنيو بريجنسكي في قوله: “أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا”.

في الساعة الثالثة من ذلك اليوم قبل 44 عاما، تعرض العالم إلى تهديد بحرب نووية لعدة دقائق، حيث أظهرت أجهزة الرصد في مركز قيادة الدفاع الجوي المشترك لأمريكا الشمالية “نوراد”، وكان يوجد في مخبأ محصن بجبل “شايان ” في كولورادو، ما اعتقد أنه 2200 صاروخ باليستي سوفيتي منطلق في اتجاه الولايات المتحدة.

جرى على الفور إيقاظ زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر، وتم توجيه تحذير إلى جميع أنحاء نظام الدفاع الجوي الأمريكية، بل وأطلق من فوره ما لا يقل عن عشرة صواريخ اعتراضية، وأقلعت طائرة مركز القيادة الجوية الرئاسية من دون أن يكون الرئيس نفسه على متنها.

بريجنسكي استيقظ حينها على رنين مكالمتين هاتفيتين، الأولى أبلغته بأمر التهديد، والثانية أعلمته بأن أجهزة الكمبيوتر البنتاغون، تظهر أكثر من 2000 صاروخ سوفيتي وهي تقترب من الأراضي الأمريكية، وبدا ذلك كما لو أنها ضربة استباقية سوفيتية، كان الجيش الأمريكي يخشاها منذ فترة طويلة في تلك الحقبة المتوترة من الحرب الباردة بين المعسكرين.

في تلك اللحظات الحرجة، وفيما كان مستشار الأمن القومي الأمريكي يستعد للاتصال بالرئيس جيمي كارتر، واتخاذ قرار بشأن استنفار قيادة الطيران الاستراتيجي، تلقى بريجنسكي، مكالمة ثالثة، أبلغته بأن الأجهزة الأمريكية المتخصصة في الإنذار المبكر الخاصة بقياس النشاط الزلزالي، وهو ما يرصد في العادة عند إطلاق صواريخ باليستية أرضية، لم تبلغ عن أي شيء.

في تلك الأثناء، اشتبه الخبراء العسكريون في وجود خطأ ما، وكشفت فحوصات إضافية أجريت لمنظومات الرصد الحقيقة بالنهاية، وتبين أن الإنذار خاطئ، والاتحاد السوفيتي لم يطلق صواريخه على الأراضي الأمريكية، وأن السبب يعود إلى ما يوصف بالعلاقة الخطرة بين أجهزة الكمبيوتر والأخطاء البشرية. مثل هذه الأخطاء في الإنذارات الآلية بوقوع هجوم نووي وهمي تكررت في عدة مناسبات ولحسن الحظ أنها مرت بسلام.

أما سبب الإنذار الكاذب في تلك المرة، فيعود إلى أن عسكريا برتبة مقدم في ذلك المركز القيادي المتخصص في الدفاع الجوي، قام بإدخال برنامج تدريب يحاكي هجوما نوويا سوفياتيا في مكون “ويمكس” المصمم للتحذير من هجوم صاروخي، وتعاملت معه المنظومة على أنه أمر حقيقي، وكاد “برنامج (ويمكس) أن يجر البلاد بأكملها معه”.

مستشار الأمن القومي الأمريكي، زبيغنيو بريجنسكي كتب في مذكراته التي صدرت في عام 2011 قائلا عن تلك الحادثة المرعبة: “لو كان ذلك صحيحا، فسوف أتوقف في غضون نصف ساعة أنا وأحبائي وواشنطن وجزء كبير من أمريكا عن الوجود. أردت أن أتأكد من أننا لن نموت بمفردنا”!

المعلومات عن الحادثة تسربت إلى وسائل الإعلام، وأزعج الأمر بطبيعة الحال الاتحاد السوفيتي حينها، ونقل زعيمه ليونيد بريجنيف من خلال السفير السوفيتي لدى الولايات المتحدة أناتولي دوبرينين، قلقه بشأن ما جرى.

وفي رسالة سرية إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، شدد بريجنيف على أن مثل هذا التحذير الخاطئ “محفوف بمخاطر كبيرة”.

الزعيم السوفيتي انزعج بشكل خاص من أن الإشارة عن الهجوم النووي الوهمي لم يعرف بها الرئيس وكبار المسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة.

بريجنيف خاطب كارتر في رسالته قائلا: “أعتقد أنكم ستتفقون معي في أنه لا يجب أن تكون هناك أخطاء في مثل هذه الأمور”.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: مستشار الأمن القومی الولایات المتحدة فی تلک

إقرأ أيضاً:

“الأونروا” تؤكد أن “آلية توزيع المساعدات الإسرائيلية الأمريكية” بعيدة عن العمل الإنساني

الثورة نت/..

قال المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الدكتور عدنان أبو حسنة، السبت، إن ما تقوم به “مؤسسة غزة الإنسانية” (آلية توزيع المساعدات الإسرائيلية الامريكية) بعيد كل البعد عن منظومة العمل الإنساني الدولي، حيث يُقتل ويُصاب العشرات يوميا من الفلسطينيين، ولا تملك هذه المؤسسة الخبرة في هذا العمل الإنساني.

وتابع في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية: “العمل الإنساني يعني أن تتوجه للجوعى والمنهكين في أماكن تواجدهم، وليس أن تستدعيهم أو تطلب منهم القدوم بمئات الآلاف لمناطق معينة، وبعد ذلك يطلق النار عليهم وهم ذاهبون أو عائدون ويقتل هذا العدد الضخم وغير المسبوق”.

وأكد أن هذه المنظمة غير ملتزمة بشروط التعاقد الإنساني مع المتضررين أو الذين سيتم مساعدتهم، إضافة إلى مخاوف حقيقية من وجود أجندات سياسية، كما صرح العديد من المسؤولين الإسرائيليين من أن الهدف هو دفع الفلسطينيين إلى جنوب القطاع تمهيدا لتهجيرهم.

واستطرد: “لا يعقل على الإطلاق أن يتم استبدال 400 نقطة توزيع مواد غذائية كانت للأونروا بأربع نقاط فقط، وبدلا من آلاف الموظفين يعمل عشرات من العسكريين الذين لا يملكون أي خبرة بهذا العمل، ولا تملك المؤسسة معلومات كافية كما هو موجود لدى الأونروا من عدد أفراد الأسرة، ومستويات الفقر، ومستويات الحالات الإنسانية.

وقال: “نأمل أن يستفيق الجميع، ويتم إعادة هذا العمل للأمم المتحدة، التي تعمل في غزة عبر منظمة الأونروا منذ 76 عاما، وتنفذ هذه العمليات بانتظام، لكن الاستمرار بهذه الطريقة المفجعة والمأساوية سيكون له نتائج كارثية لعدة أسباب، أبرزها عدم الالتزام بمعايير العمل الإنساني، وعدم وجود الخبرة، ووجود شبهات حول أهداف هذه المنظمة وعدم قدرتها على التعاطي مع الناس واحتياجاتهم”.

وبين أن ما تم السماح به من دخول للمساعدات أعداد قليلة للغاية، فمنذ 19 مايو حتى الآن دخل 10 آلاف طن، وهو ما يدخل لقطاع غزة في يوم واحد، لا نستطيع القول إن عملية إدخال المساعدات حقيقية، والحل فتح المعابر، وإدخال المساعدات بكثرة، وتمكين الأمم المتحدة من تنفيذ العمليات الإنسانية والإغاثية لمواجهة الكارثة في غزة.

وفي مواجهة الجوع المتفشي في قطاع غزة، غداة توقف مساعدات وكالة الأونروا في نحو 400 نقطة توزيع، يلجأ سكان القطاع إلى مراكز مساعدات استحدثت نهاية مايو الماضي، وانحصرت بأربعة مراكز فقط تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة أمريكيا وإسرائيليا.

مقالات مشابهة

  • الحرب “الإسرائيلية” الأمريكية على إيران ..من الرابح ومن الخاسر؟
  • تم إيقافه لسنوات.. الاستخبارات الأمريكية تكشف تفاصيل الضربات ضدّ برنامج إيران النووي
  • العدل والمساواة: “اتفاق جوبا” ليس تسوية سياسية بل خطوة لمعالجة الاختلالات التاريخية في السودان
  • مدرب تشيلسي ينتقد الـفيفا: الولايات المتحدة ليست المكان المناسب لإقامة كأس العالم
  • صحيفة بريطانية: خبراء الطب الشرعي استخرجوا الحمض النووي من حقيبة “قنبلة لوكربي”
  • ماريسكا: الولايات المتحدة «ليست المكان المناسب» لاستضافة كأس العالم
  • “الأونروا” تؤكد أن “آلية توزيع المساعدات الإسرائيلية الأمريكية” بعيدة عن العمل الإنساني
  • الولايات المتحدة: السودان يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم وعرقلة المساعدات تُستخدم كسلاح حرب
  • وزارة الخارجية: المملكة ترحب بالتوقيع على اتفاق السلام بين جمهوريتي رواندا والكونغو الديمقراطية بتيسير من الولايات المتحدة الأمريكية
  • المملكة ترحب بالتوقيع على اتفاق سلام بين جمهوريتي رواندا والكونغو الديمقراطية بتيسير من الولايات المتحدة الأمريكية