موقع 24:
2025-05-19@05:55:54 GMT

مستقبل نتانياهو السياسي على المحك بعد الحرب مع حماس

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

مستقبل نتانياهو السياسي على المحك بعد الحرب مع حماس

أثار الهجوم المفاجئ لحركة حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، صدمة قوية في الداخل الإسرائيلي، أظهرت بدورها علامات استفهام حول مدى الاستعداد الأمني للتصدي لمثل هذه الهجمات.. كما ألقى الهجوم بظلاله على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقال البروفيسور يوسي ميكيلبيرغ، في تقرير نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)، إن "الخلافات العميقة قبل حرب غزة أدت إلى انقسام النظام السياسي الإسرائيلي، والذي تجلى على مدار العام في الاحتجاجات المنتظمة واسعة النطاق ضد الحكومة، وفي مشهد اجتماعي سياسي سامّ.

. ومع ذلك، وفي أعقاب الصدمة الناجمة عن هجوم حماس، تم تعليق كل الانقسامات".

Benjamin Netanyahu was the godfather of the misperception that the threat from Hamas had subsided. He stands little chance of surviving calls for his removal, writes @YMekelberg (@CH_MENAP). https://t.co/vUQTcw5V9j

— Chatham House (@ChathamHouse) November 9, 2023

وأضاف ميكيلبيرغ أن نوعاً من الوحدة أصبح ضرورة، لكنه جاء أيضاً كاستجابة مناسبة، بينما شيعت البلاد أكثر من 1400 من مدنييها وجنودها الذين قتلوا يوم "السبت الأسود"، وفي الحرب التي تلته، وتابع أنه "إذا كان هناك أي إجماع سياسي على مستوى البلاد الآن، فهو أنه بحلول نهاية الحرب، يجب أن تنتهي رئاسة بنيامين نتانياهو للحكومة".

وأوضح أن هناك حجة قوية للغاية مفادها أنه كان يتعين الإطاحة بنتانياهو مباشرة بعد فشل حكومته الكبير في منع هجوم حماس.. وإلى جانب التكلفة التي لا تحصى من الأرواح المفقودة، أضرت الهجمات بالردع في البلاد وبعلاقاتها المعقدة مع الدول الأخرى في المنطقة، كما تسببت بصدمة عميقة للمجتمع الإسرائيلي، ووجهت ضربة كبيرة للاقتصاد، وقوضت الثقة في الأجهزة الأمنية.

وكان نتانياهو هو الأب الروحي للتصور الخاطئ بأن خطر حماس في غزة تراجع، وكان يعتقد أن بعض التحسن المحدود في الظروف الاقتصادية في غزة من شأنه أن يهدئ حماس، أو يرضي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ومعظمهم لاجئون يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم.

وفي الوقت الذي يتم فيه الضغط على الهجوم ضد حماس، ليس من المرجح أن يتم الطعن في موقف نتانياهو.. ولكن بمجرد أن تعتقد إسرائيل أن التهديد قد تم تحييده، فإن فرصة رئيس الوزراء ضئيلة في النجاة من الدعوات بإقالته، ومنذ تشكيل حكومة نتانياهو السادسة، انقسمت إسرائيل بشدة بسبب هجوم رئيس الوزراء على استقلال القضاء، مدفوعاً بمصالحه القانونية الشخصية.

وأعطت الانتخابات العامة التي أجريت العام الماضي الائتلاف الحالي أغلبية مريحة نسبياً داخل الكنيست، ولكن من حيث توزيع الأصوات، تم تقسيم الأرقام بالتساوي بين الائتلاف وأحزاب المعارضة، وفي ظاهر الأمر، فإن الصلة بين إصلاحات نتانياهو الدستورية وافتقار إسرائيل للاستعداد العسكري ليست واضحة.. لكن عمق الإلهاء والغموض الذي خلقته هذه العلاقة أضر على نحو واضح بقدرة إسرائيل على منع تسلل ثلاثة آلاف من مقاتلي حركة حماس.

وعلى مدى أشهر، كان الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين في المواقع العسكرية الرئيسية، يخطرون الحكومة بعبارات لا لبس فيها بأنهم سيرفضون أي دعوة لأداء الواجب، طالما استمرت حكومة نتانياهو في دفع البلاد على طريق الاستبداد.

وحذر وزير الدفاع يوآف غالانت وقادة الأمن الإسرائيليون من أن هذا يضر بالاستعداد العسكري للبلاد.. ولكن بدلاً من الدخول في حوار على مستوى إسرائيل حول الإصلاح القضائي والاستجابة لهذه التحذيرات، قام نتانياهو وحلفاؤه بتفعيل ما أصبح يعرف باسم "آلة السم"، متهمين جنود الاحتياط هؤلاء، ناهيك عن خصومهم السياسيين، بالخيانة.

وهؤلاء هم نفس جنود الاحتياط الذين انضموا على الفور إلى وحداتهم عقب 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهم يخاطرون الآن بحياتهم في الحرب ضد حماس ، وقد أرسلتهم حكومة لم يخدم العديد من وزرائها في الجيش.

وكان نتانياهو يعاني بالفعل من عجز حاد في الشرعية بسبب محاكمته بتهمة الفساد، والتي قصرت اختياره لشركاء الائتلاف على الأحزاب الأرثوذكسية واليمينية المتطرفة، وقال ميكيلبيرغ إنه "كي يضمن رئيس الوزراء بقاءه السياسي، عين المسؤولين الأكثر تطرفاً لحركة المستوطنات في مناصب حكومية رئيسية، وبينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، الذي عين وزيراً بوزارة الدفاع إضافة إلى منصبه الرئيسي وزيراً للمالية".

ولا يتمتع أي من الاثنين بأي خبرة عسكرية أو أمنية، ويروج كلاهما لأيديولوجية تحتضن المواجهة مع الفلسطينيين وضم الضفة الغربية، ولم يكن من قبيل المفاجأة إذاً أنه عندما أصبح حجم الضربة التي وجهتها حماس واضحاً، أضاف نتانياهو خصمين سياسيين إلى حكومته الحربية، هما بيني غانتس وغادي أيزنكوت، وقد شغل الإثنان منصب رئيس الأركان سابقاً.

وبالتالي، يتم تهميش ائتلاف نتانياهو، وتضاءلت سلطته الشخصية.. والتغيير غير مرجح في الوقت الذي تمر فيه الحرب بأكثر مراحلها إلحاحاً، ولكن بعد ذلك يبدو موقفه مقوضاً بشكل خطير للغاية.. ومع ذلك، فإن هذا لن يمنع نتانياهو من بذل كل ما في وسعه لمحاولة إقناع الشعب بأنه ليس مسؤولاً عن فشل هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأن أي إنجازات عسكرية يتم تحقيقها في الحرب يجب أن تنسب إلى قيادته.

ومن الواضح أن معظم الإسرائيليين يتألمون مما حدث ويشعرون بقلق إزاء المستقبل، كما أنهم يرون أن الحكومة الحالية مسؤولة، ونتانياهو شخصياً، عن هذه الكارثة، وأنهما ليس لديهما القدرة على قيادة إسرائيل إلى ما بعد الحرب مباشرة.

ماذا وراء مسعى #نتانياهو للسيطرة الأمنية على #غزة؟ https://t.co/elbNSIsdLc

— 24.ae (@20fourMedia) November 9, 2023

وتشير جميع استطلاعات الرأي بوضوح إلى أنه حال إجراء انتخابات عامة اليوم، سيتم سحق الأحزاب التي تشكل الائتلاف الحالي، وخاصة ليكود، ما يمنح انتصاراً حاسماً لأحزاب المعارضة الحالية، ويؤدي إلى حكومة يقودها بيني غانتس.

ولن تنتهي التداعيات بالنسبة لنتانياهو عند هذا الحد، ولا تزال هذه الأيام مبكرة، لكن الفشل التام لمجتمع الاستخبارات والجيش، وبشكل أساسي للقيادة السياسية، وهو ما سمح بحدوث مأساة 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الرهيبة سيتم التحقيق فيه بدقة، وفقاً لـ "ميكيلبيرغ".

ومن الواضح أن التغيير مطلوب.. وكانت إستراتيجية نتانياهو هي تقوية حماس على امتداد السلطة الفلسطينية بهدف وحيد، وهو منع قيام دولة فلسطينية على الإطلاق.. ولكي تتعافى إسرائيل، فإنها تحتاج إلى رحيل نتانياهو وائتلافه للحفاظ على الذات، ولابد من الدعوة إلى انتخابات جديدة، ويجب المضي قدماً في محاكمة نتانياهو بالفساد.

وخلص ميكيلبيرغ إلى أن النظام السياسي برمته يتطلب إعادة تنظيم القوى وتحديد الأهداف، وهو النظام الذي يضمن أن يقود البلاد أولئك الذين يمثلون رؤية للديمقراطية الليبرالية الحديثة، تلك الرؤية التي تعطي الأولوية لمن يسهمون أكثر في أمن إسرائيل وازدهارها، والتي تؤدي إلى سلام عادل مع الفلسطينيين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل بنيامين نتانياهو حماس رئیس الوزراء تشرین الأول

إقرأ أيضاً:

سقوط 32 شهيدا في غزة على خلفية توسيع إسرائيل هجومها رغم تزايد دعوات الهدنة

أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة بمقتل 32 شخصا على الأقل، مع إعلان الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق هجومه رغم الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بعد 19 شهرا من الحرب المدمرة في القطاع الفلسطيني المحاصر.

في غضون ذلك، أعلن مسؤول في حماس بدء جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع وفد إسرائيلي في الدوحة « بدون شروط مسبقة » بوساطة مصرية قطرية.

وبعيد اختتام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة خليجية، قال الجيش الإسرائيلي إنه شن الجمعة « ضربات مكث فة » وأرسل « قوات للسيطرة على مناطق في قطاع غزة »، واضعا ذلك « في إطار المراحل الأولية لعملية عربات جدعون وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كل أهداف الحرب، بما فيها إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس ».

وللمرة الثانية في غضون ثلاثة أيام، أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوزير ماركو روبيو بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الوضع في قطاع غزة.

وناقش المسؤولان « الوضع في غزة وجهودهما المشتركة لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين »، بحسب المتحدثة باسم الوزارة.

وفي مقابلة مع شبكة « سي بي اس » تبث الأحد، كرر روبيو الدعوة إلى الهدنة.

وقال « نحن نؤيد إنهاء النزاع، ووقف إطلاق النار. لا نريد أن يعاني الناس كما عانوا، ونلوم حماس على ذلك، ولكن الحقيقة تبقى أنهم يعانون »، مؤكدا أنه « في غياب مثل هذا الاتفاق (على وقف إطلاق النار)، نتوقع أن تواصل إسرائيل عملياتها »، من دون التعليق مباشرة على توسيع الهجوم الإسرائيلي.

واستأنفت إسرائيل في 18 آذار/مارس ضرباتها وعملياتها العسكرية في غزة إثر هدنة هشة استمرت نحو شهرين. وهي قامت منذ الثاني من الشهر ذاته بمنع دخول المساعدات الإنسانية الى القطاع.

وأعلنت حكومة نتانياهو مطلع أيار/مايو خطة « للسيطرة » على القطاع، ونقل معظم سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، واضعة ذلك في إطار الضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن.

ميدانيا، أفاد الدفاع المدني في القطاع أن حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي السبت بلغت 32 على الأقل.

وقال المتحدث باسم الجمعية محمود بصل لفرانس برس « نقلت طواقم الدفاع المدني 32 شهيدا على الأقل، أكثر من نصفهم من الأطفال وعدد من النساء، وعشرات المصابين… جراء سلسلة من الغارات الإسرائيلية العنيفة والدموية منذ فجر السبت في مناطق مختلفة في قطاع غزة ».

وفي دير البلح (وسط) حيث تعرضت خيم النازحين للقصف، تساءلت جمالات وادي « لمن نشكو يا عالم يا أمة؟ لمن نقول؟ يكفي مجازر، يكفي قتل، يكفي قصف ».

وبعد الغارات، نزح الكثير من سكان جباليا سيرا، بينما تكدس آخرون مع بعض ممتلكاتهم الشخصية في سيارات أو في عربات صغيرة، بحسب لقطات فرانس برس. واصطف آخرون ممن بقوا، من بينهم أطفال، وسط الدمار للحصول على وجبة طعام أعدتها إحدى الجمعيات الخيرية.

وكما كل سبت، تظاهر مئات الإسرائيليين في تل أبيب ضد حكومة نتانياهو، حاملين لافتات تطالب بإنهاء الحرب وإبرام اتفاق للإفراج عن الرهائن.

واحتلت إسرائيل غزة بين العامين 1967 و2005 حين انسحبت من جانب واحد وفككت المستوطنات. وعقب اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، أطبقت الدولة العبرية حصارها المفروض منذ أكثر من 15 عاما على القطاع. وبينما بقي دخول المساعدات ممكنا بكميات متفاوتة، منعت إسرائيل بالكامل اعتبارا من الثاني من آذار/مارس.

(وكالات)

كلمات دلالية اعتداء شهيد غزة هجوم

مقالات مشابهة

  • تفاصيل مقترح الـ60 يوما بشأن غزة.. هذا موقف إسرائيل وحماس
  • إسرائيل “منفتحة” على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • إسرائيل منفتحة على إنهاء الحرب في غزة بشروط
  • خط أحمر لحماس.. مصدر إسرائيلي يكشف شرط إسرائيل لـإنهاء الحرب في غزة
  • ‏رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير: لا يوجد تقدم يُذكر في محادثات غزة التي تتضمن إنهاء الحرب
  • سقوط 32 شهيدا في غزة على خلفية توسيع إسرائيل هجومها رغم تزايد دعوات الهدنة
  • "عربات جدعون": هل يمكن لخطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة أن تقضي على حركة حماس؟
  • إسرائيل تعلن تكثيف الهجوم على غزة.. بـ"عربات جدعون"
  • مفاوضات الدوحة : إسرائيل ترفض وقف حرب غزة ولا تقدم بالمحادثات
  • إسرائيل أمام مفترق طرق - يديعوت: لا تقدم حقيقي في المفاوضات إلا أنها مستمرة