خبز «الصاج» يتحدى صواريخ الاحتلال.. تصنعه الفلسطينيات لسد جوع الأطفال
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
لوح خشبي بسيط مُوقد أسفله النيران بكّسرات «الحطب» تعلوه «قّصعة» حديدية، أدوات تستخدمها السيدات الفلسطينيات لإعداد الخبز لأسرهن داخل مخيمات إيواء النازحين في خان يونس ورفح، بعد هروبهن من غزة إثر إغلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي، المخابز بعد شن غارات استهدفتها وأصابت آلاف المدنيين في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
رغيف خبز دائري كبير الحجم، ربما يسد رمق طفلين أو ثلاثة على الأكثر، هو وسيلة الفلسطينيات الأساسية لسد جوع أسرهن داخل المخيمات بدلًا من الطوابير التي تمتد لساعات طويلة أمام عدد من المخابز للحصول على رغيف خبز لا ليكفي لسد الاحتياجات، وفي ظل انقطاع الكهرباء والمياه، لم يعد ذلك الرغيف متوفرًا بحسب «رئيفة أم موسى» التي تعيش في مخيم جباليا لـ«الوطن»: «ما بقينا لاقيين أي كّسرة خبز، علشان هيك بقينا نعمله في المخيمات ونطعم بيه الأسر كلها، ما بنفرق بين ولادنا وأولاد غيرنا، الكل هون واحد».
خبزٌ دائريّ رقيق غير مُخمّر، يُوضع على صفيح حديدي حتى ينضج، هو ما يُطلق عليه خبز «الصاج» الفلسطيني، بحسب «رئيفة أم موسى»: «هاد الخبز كنا بنعمله فقط في عيد الأضحى، وبنستخدمه في الشاورما وغيرها من الأكلات الفلسطينية، لكن مع عدم وجود عيش صرنا نعمله في المخيمات، إحنا بنتحدى صواريخ وقنابل الاحتلال الإسرائيلي وبنعيش بأقل الإمكانيات».
«خبز الصاج» هو الحل الوحيد الذي لجأت إليه أمهات غزة لسد جوع أطفالهن، بعد تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي منافذ بيع الخبز، بحسب الشاب خالد أبو سلطان: «الأوضاع مأساوية كارثية فوق الوصف، في كتير ناس مش لاقية تأكل وبقت الأمهات تعمل خبز الصاج علشان ناكله، وخاصة في الخيمات لأن المنافذ تبعد كثير عنها» .
دقيق وماء، هما المكونان الأساسيان في إعداد «خبز الصاج»، بحسب «شادية البلعاوي»: «بنجيب كمية من الطحين أو الدقيق، وبنحط عليه مياه، ونعجنه ونقسمه لكورات صغيرة وبعدين نخبزه بالفرارة الخشبية، ونضعه على القّصعة الحديد ونوقد تحته نار بخشب أو كسّرات حطب لحد ما يتجفف ويبقى عيش».
«فراشيح أو خبز الصاج أو الشراك»، هي قطع العيش الصغيرة التي تصنعها السيدات الفلسطينيات متحدية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليتناوله الصغار مع رقائق بسيطة من الجبن أو اللحم إنّ وُجد، بحسب «البلعاوي»: «هو اسمه الصاج لأنه بيخبز على الصاج الحديدية، أو فراشيح نسبة إلى فرشه بطريقة دائرية، أو الشراك لشرائحة الرقيقة ولفتة الملفتة، وهو من تراثنا كنا بنستخدمه مع الفتة والمسخن وغيرها من الأكلات التراثية، لكن مع إغلاق المخابز رجعنا تاني نعمله، ولا يُستخدم فيه الخميرة بل دقيق وماء وملح فقط».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: خبز الصاج مخيمات الإيواء غزة الحرب على غزة الاحتلال الإسرائيلي نازحو غزة الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
إكس-إنترا.. هذا ما نعرفه عن السلاح الإسرائيلي الجديد للاستخدام في غزة
أعلنت شركة "فلاينغ برودكشن" التابعة لشركة "إلبِت سيستمز" الدفاعية الإسرائيلية، عن بدء الإنتاج التسلسلي للطائرة الدرون القتالية الجديدة "إكس-إنترا"، وهي طائرة بدون طيار مصمّمة بقدرات متقدمة في العمليات العسكرية، خاصة في المناطق الأمامية للقتال.
وتتميز "إكس-إنترا" بقدرتها على حمل حمولة تزن حوالي 30 كجم، ما يعني أكثر من ضعف قدرة طائرة "تسور" التي يعتمد عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي في العمليات العسكرية الحالية.
وعلى الرغم من حجمها الأكبر، فإن الطائرة قابلة للتفكيك، ما يسمح بنقلها بسهولة في حقيبة مبطّنة بواسطة جندي واحد. كما يمكن نشر وتشغيل الطائرة في أقل من دقيقتين، ما قد يمنح لقوات الاحتلال الإسرائيلي ميزة السرعة في عدوانها على القطاع المحاصر، الذي تضرب فيه عرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان.
إلى ذلك، تعتبر "إكس-إنترا" منصة متعددة المهام، حيث يمكن استخدامها لنقل الإمدادات الحيوية مثل وحدات الدم والمعدات العسكرية إلى القوات على الأرض.
كما يمكنها إجراء عمليات المراقبة على ارتفاعات عالية، باستخدام أنظمة تصوير متقدمة، وتنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف معينة، ومن الجدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استخدم في السابق طائرة "تسور" بشكل مكثف لنقل وحدات الدم إلى الميدان، وهو ما أثبت نجاحًا في إنقاذ الأرواح في العمليات العسكرية.
ومع تصاعد العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي في غزة، شهد الطلب على الطائرات الدرون زيادة ملحوظة، حيث طلبت جيش الاحتلال الإسرائيلي من الشركات المحلية إنتاج طائرات درون جديدة بكميات كبيرة؛ حيث تقدّر القيمة الإجمالية للطلب بحوالي 400 مليون شيكل (حوالي 106 مليون دولار).
وتم تخصيص حوالي 150 مليون شيكل لشركة "إلبِت سيستمز" لتطوير وإنتاج الطائرات المتقدمة مثل "إكس-إنترا".
ورغم أن الطائرات الدرون لا تزال بعيدة عن استخداماتها المدنية مثل: توصيل الوجبات الجاهزة، إلا أنها أصبحت أداة حيوية في المعركة الحديثة، إذ تلعب هذه الطائرات دورًا محوريًا في تحقيق نتائج دقيقة على الأرض، وتساهم في تنفيذ مهام معقدة تتطلب دقة وسرعة في العمل.
ويُتوقع أن يستمر تطوير الطائرات الدرون في المستقبل القريب لتلبية احتياجات جيش الاحتلال الإسرائيلي في المناطق المعقدة مثل غزة والحدود اللبنانية.