إمام وخطيب المسجد الحرام يؤكد على فضيلة الإحسان في خطبة الجمعة في جامع مركز أحمد الفاتح
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
أكد فضيلة الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام عضو هيئة كبار العلماء، على رفعة مقام الإحسان الذي ينطلق من عمق العقيدة الإسلامية الغراء، حيث أن الدين الإسلامي منبع للمكارم والإحسان فيه من أتم الصور وأجل العبادات.
جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ بليلة، اليوم، في جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالمنامة، بحضور عدد من المسؤولين والعلماء وجمع غفير من المصلين.
وأشار الخطيب إلى أن الله تعالى يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذويي القربي، حيث كتب الإحسان على كل شيء؛ إحسان المرء لربه وعبادته بإخلاص ومجاهدة، وهو أعلى مراتب الدين، حيث يصبح المؤمن كأنه يرى الله.
وقال: «المؤمن محسن في صلاته، يؤديها على غاية الكمال، ولا يختلسها اختلاسها ولا منشغل البال.. وهو محسن في الزكاة يؤديها لأهلها من غير بخس ولا يمن بها ولا يؤذي طالبها ولا يشح باتباعها بالتصدق.. ومحسن في صومه، فيتعبد تعبدا خالصا ويبلغ به من الإحسان أحسن المراتب بترك أحب الأشياء إليه، وهو لب الاحسان وحقيقته.. كذلك هو محسن في حجة، فيتم كل الأعمال بعيدا عن الرفث والفسوق والجدال دون الإخلال أو التقصير».
وأضاف أن إحسان المؤمن يمتد لغيره ويعم سواها، ويروض النفس في الإحسان للمخلوقات، من خلال صنع المعروف وبسط اليد والتنفيس عن المكروب والتفريج عن المهموم وإطعام أهل المسغبة وكفالة الأيتام والأرامل والتعليم وإرشاد الضال وغيره مما لا يحصى.
واختتم فضيلة الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة خطبته بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظ مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة، وأن يديم عليهما نعمة الأمن والأمان، وأن يحفظ قيادة البلدين الشقيقين.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي يوصي المسلمين بالمداومة على الحسنات وتجنب السيئات
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ علي الحذيفي، المسلمين بتقوى الله تعالى، وشُكره سبحانه على نعمه التي لا تُعدّ ولا تُحصى، مستشدًا بقوله سبحانه: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
وأوضح، الشيخ علي الحذيفي، خلال خطبة الجمعة اليوم، أن أعظم بُشرى من الله تعالى للخلق، أن العلاقة بين رب العالمين وبين خلقه هي الرحمة، مبينًا أن الرحمة العامة يرحم الله بها البر والفاجر، والمؤمن والكافر، في هذه الحياة الدنيا، مستشهدًا بقوله تعالى:( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا)، وأما في الآخرة فقد اختص الله المؤمنين برحمته، لعملهم بالطاعات واجتنابهم المحرمات، قال تعالى:( وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا).
وقال: "الرحمة صفة الله تعالى حقيقة تختص بالله كما يليق بجلال الله تعالى وعظمته، نعلم معناها ونفهم هذا المعنى، وكيفيتها لله وحده العليم بحقائق صفاته على ما هي عليه، والخير في اتباع من سلف والشر في ابتداع من خلف، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (إن لله مئة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة)، رواه البخاري ومسلم".
وأبان الدكتور الحذيفي أن الرحمة تطيب بها الحياة، وتصلح المجتمعات، ويعيش الضعفاء والفقراء والمظلومون في كنف الأقوياء والأغنياء والقادرين على العدل، فإذا فقدت الرحمة، فقد الناس بهجة الحياة وتعرضوا لقسوتها وويلاتها وأصابهم من الشرور بحسب ما فقدوا من الرحمة، فربكم الرحمن جل وعلا الموصوف بالرحمة أنزل الكتاب رحمة للناس، مستشهدًا بقوله تعالى:( هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
وأضاف: "إن الشريعة كلها رحمة وكمال، وأن أوامر الله جل وعلا رحمة وخير ورفعة بعمل الصالحات، وأن نواهيه رحمة تحجز عن الشرور والمهلكات، وأن سيد المرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- أُرسل رحمة للناس، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، فهو -عليه الصلاة والسلام- رحمة للمؤمنين في الدنيا والآخرة، ورحمة للكافرين بتقليل وتخفيف شرورهم".
وذكر إمام وخطيب المسجد النبوي، أن من رحمة الله تعالى، وخيراته المتتابعة، تلك النعم والعطايا والنفحات الرحمانية التي أفاض بها على من حج بيته الحرام، ووقف على صعيد عرفات، وتضرع إلى الرب الجواد الكريم في تلك المشاعر المقدسة، مشيرًا إلى أن فضل الله تعالى قد عمَّ كل مسلم على وجه الأرض، من خلال الأجور المضاعفة، والخيرات المترادفة، بصيام يوم عرفة، والذكر في العشر والصلوات والدعوات، وقرابين الأضاحي التي يُعظِّم الله بها الأجر، ويدفع بها البلاء والشرور، مبينًا أن الناس بخير ما أقاموا شعائر الدين، وما دام الحج قائمًا، فالخير باقٍ، والرحمة واسعة.
وختم الخطبة موصيًا المسلمين بالمحافظة على ما قدموا من الحسنات، والمداومة على الاستقامة، والابتعاد عن السيئات، والإكثار من الدعاء لأنفسهم، ولولاة أمورهم، ولجميع المسلمين بالهداية والصلاح، والاستقامة على هذا الدين، مستشهدًا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ).