في خطوة هامة نحو الحفاظ على التراث الثقافي المصري، قام أعضاء لجنة الإدارة العامة لحماية الشواطئ التابعة لوزارة الرى بزيارة ميناء القصير وتفقد سقالة القصير التاريخية، التي تعود إلى عام 1834، بهدف حمايتها وترميمها من التلف الذي تعرضت له طوال السنوات الماضية.

 

تعتبر سقالة القصير واحدة من المعالم التاريخية البحرية الهامة في مصر، حيث تم تشييدها على يد الوالي محمد علي باشا، واستخدمت كرصيف بحري لميناء القصير البحري.

وعلى مر العقود، خضعت السقالة للتلف والإهمال، مما أدى إلى ظهور تصدعات وشروخ في هيكلها.

 

وفي إطار جهود الحفاظ على التراث الثقافي، قامت اللجنة بالتفتيش الميداني وتقديم تقرير يحدد حجم الأضرار والتدابير الواجب اتخاذها لإنقاذ السقالة من الانهيار. وفي هذا السياق، أشار أحد أعضاء اللجنة إلى أن السقالة تواجه تحديات جسيمة نتيجة لتأثير ملوحة الماء وتهالك الأخشاب والأفلاق.

 

تعود أهمية سقالة القصير إلى دورها التاريخي في حركة التجارة ونقل الجنود بين القصير والموانئ الحجازية. وبعد نحو 189 عامًا من إنشائها، تستحق السقالة التاريخية الحماية والاهتمام لضمان استمرارها كجزء من التراث المصري.

 

تم ترميم السقالة في عهدي سعيد باشا والخديو إسماعيل، حيث تم إدراج أفلاق جديدة وتقوية بنيتها بإضافة حديد جديد. ومع ذلك، تتطلب الحالة الحالية للسقالة إجراءات ترميم واسعة النطاق لضمان استعادة قوتها الأصلية ومنع تفاقم التلف.

 

تشير التقارير إلى أن حملة الإنقاذ والترميم ستشمل آخر التقنيات والمعايير الدولية لضمان الحفاظ على التراث البحري للأجيال القادمة. ستقوم الحملة أيضًا بتوفير التمويل اللازم من أجل تحقيق هذه الجهود الضرورية.

 

وفي ختام الزيارة، أعرب أحد أعضاء اللجنة عن التزام الحكومة بالمحافظة على التراث الثقافي والتاريخي للبلاد، وأكد على أهمية دور السقالة في تاريخ مصر البحري.

 

إن إطلاق هذه الحملة يعكس التزام الحكومة بالمحافظة على تراثها التاريخي والبحري، ويسلط الضوء على الجهود الرامية إلى إعادة إحياء وحماية المعالم الثقافية التي شكلت جزءًا لا يتجزأ من الهوية المصرية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البحر الأحمر محافظات اخبار المحافظات مدينة القصير التراث الثقافي المصري على التراث

إقرأ أيضاً:

طريق مكة - جدة القديم.. تراث حي يحتضن قوافل الحجاج والتجار

يعد طريق مكة - جدة القديم أحد أبرز الطرق التاريخية التي وصلت بين مكة المكرمة وجدة، وكان الشريان الرئيسي لقوافل الحجاج والتجار القادمين عبر البحر الأحمر، ويُجسد أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، ويبقى رمزًا للتواصل الحضاري بين المدينتين.

واكتسب الطريق أهميته كونه الممر الوحيد الذي ربط البحر الأحمر بمكة، حيث مر منه حجاج من مصر، الهند، اليمن، الحبشة، السودان، المغرب، ودول إسلامية أخرى, وكان محورًا تجاريًا حيويًا لنقل البضائع من ميناء جدة إلى مكة والمناطق المحيطة.

ويمتد الطريق على مسافة 70 إلى 80 كم عبر وادٍ رملي محاط بتلال سوداء، مع منعطفات ومرتفعات تضفي عليه طابعًا جغرافيًا مميزًا, وصفه الرحالة دومنجو باديا عام 1807 بأنه وادٍ رملي تنمو فيه نباتات غير مثمرة، مع جبال تحوي أحجار رخامية حمراء وأخرى بركانية مغطاة بالحمم السوداء، إلى جانب آثار منازل مهدمة وفج ضيق بمدرجات تشبه موقعًا عسكريًا, فيما وصف إبراهيم رفعت عام 1901 الطريق بأنه رملي وصعب، لكنه مزود بمحطات مؤقتة، مع وجود حصى في بعض المواضع، ومدرج حجري متعرج قبل مكة، محاط بجبال سوداء وأشجار متفرقة.

واشتمل الطريق على محطات رئيسية مثل قهوة الرغامة، قهوة الجرادة، وبحرة التي كانت مركزًا لتزويد الحجاج بالماء والطعام، وحدّة المعروفة بأسواقها ومساجدها وبساتين الكادي, ولا يزال الطريق قيد الاستخدام من قِبل سكان المناطق المجاورة كبحرة وحداء وأم السلم، ويُستخدم كبديل في حالات الطوارئ، مثلما حدث في أغسطس 2021 عندما حُولت الحركة إليه بعد حريق على الطريق السريع.

أخبار السعوديةآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • ملك الأردن يستقبل أعضاء اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة بشأن غزة
  • رئيس اللجنة العليا لمواقع التراث العالمي: منطقة سانت كاترين تتأهب لتكون وجهة سياحية عالمية
  • "الصحفيين" تخرج بتوصيات لتعديل المادة 12 من قانون تنظيم الصحافة والإعلام
  • الرهوي يُكرّم عددًا من أعضاء اللجنة العليا للمؤتمر الـ3 فلسطين قضية الأمة المركزية
  • تأجيل زيارة أعضاء اللجنة الوزارية العربية إلى رام الله بعد منع إسرائيل للزيارة
  • «الملك يودع عرش الأحمر برقصته الأخيرة».. تحليل بالأرقام يكشف رحلة علي معلول التاريخية مع الأهلي
  • رجال الشرطة يشاركون في حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر
  • حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر
  • مديرية أمن البحر الأحمر ينظم حملة للتبرع بالدم
  • طريق مكة - جدة القديم.. تراث حي يحتضن قوافل الحجاج والتجار