إطلاق حملة لإنقاذ وترميم سقالة القصير التاريخية في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
في خطوة هامة نحو الحفاظ على التراث الثقافي المصري، قام أعضاء لجنة الإدارة العامة لحماية الشواطئ التابعة لوزارة الرى بزيارة ميناء القصير وتفقد سقالة القصير التاريخية، التي تعود إلى عام 1834، بهدف حمايتها وترميمها من التلف الذي تعرضت له طوال السنوات الماضية.
تعتبر سقالة القصير واحدة من المعالم التاريخية البحرية الهامة في مصر، حيث تم تشييدها على يد الوالي محمد علي باشا، واستخدمت كرصيف بحري لميناء القصير البحري.
وفي إطار جهود الحفاظ على التراث الثقافي، قامت اللجنة بالتفتيش الميداني وتقديم تقرير يحدد حجم الأضرار والتدابير الواجب اتخاذها لإنقاذ السقالة من الانهيار. وفي هذا السياق، أشار أحد أعضاء اللجنة إلى أن السقالة تواجه تحديات جسيمة نتيجة لتأثير ملوحة الماء وتهالك الأخشاب والأفلاق.
تعود أهمية سقالة القصير إلى دورها التاريخي في حركة التجارة ونقل الجنود بين القصير والموانئ الحجازية. وبعد نحو 189 عامًا من إنشائها، تستحق السقالة التاريخية الحماية والاهتمام لضمان استمرارها كجزء من التراث المصري.
تم ترميم السقالة في عهدي سعيد باشا والخديو إسماعيل، حيث تم إدراج أفلاق جديدة وتقوية بنيتها بإضافة حديد جديد. ومع ذلك، تتطلب الحالة الحالية للسقالة إجراءات ترميم واسعة النطاق لضمان استعادة قوتها الأصلية ومنع تفاقم التلف.
تشير التقارير إلى أن حملة الإنقاذ والترميم ستشمل آخر التقنيات والمعايير الدولية لضمان الحفاظ على التراث البحري للأجيال القادمة. ستقوم الحملة أيضًا بتوفير التمويل اللازم من أجل تحقيق هذه الجهود الضرورية.
وفي ختام الزيارة، أعرب أحد أعضاء اللجنة عن التزام الحكومة بالمحافظة على التراث الثقافي والتاريخي للبلاد، وأكد على أهمية دور السقالة في تاريخ مصر البحري.
إن إطلاق هذه الحملة يعكس التزام الحكومة بالمحافظة على تراثها التاريخي والبحري، ويسلط الضوء على الجهود الرامية إلى إعادة إحياء وحماية المعالم الثقافية التي شكلت جزءًا لا يتجزأ من الهوية المصرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البحر الأحمر محافظات اخبار المحافظات مدينة القصير التراث الثقافي المصري على التراث
إقرأ أيضاً:
طريق مكة - جدة القديم.. تراث حي يحتضن قوافل الحجاج والتجار
يعد طريق مكة - جدة القديم أحد أبرز الطرق التاريخية التي وصلت بين مكة المكرمة وجدة، وكان الشريان الرئيسي لقوافل الحجاج والتجار القادمين عبر البحر الأحمر، ويُجسد أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، ويبقى رمزًا للتواصل الحضاري بين المدينتين.
واكتسب الطريق أهميته كونه الممر الوحيد الذي ربط البحر الأحمر بمكة، حيث مر منه حجاج من مصر، الهند، اليمن، الحبشة، السودان، المغرب، ودول إسلامية أخرى, وكان محورًا تجاريًا حيويًا لنقل البضائع من ميناء جدة إلى مكة والمناطق المحيطة.
ويمتد الطريق على مسافة 70 إلى 80 كم عبر وادٍ رملي محاط بتلال سوداء، مع منعطفات ومرتفعات تضفي عليه طابعًا جغرافيًا مميزًا, وصفه الرحالة دومنجو باديا عام 1807 بأنه وادٍ رملي تنمو فيه نباتات غير مثمرة، مع جبال تحوي أحجار رخامية حمراء وأخرى بركانية مغطاة بالحمم السوداء، إلى جانب آثار منازل مهدمة وفج ضيق بمدرجات تشبه موقعًا عسكريًا, فيما وصف إبراهيم رفعت عام 1901 الطريق بأنه رملي وصعب، لكنه مزود بمحطات مؤقتة، مع وجود حصى في بعض المواضع، ومدرج حجري متعرج قبل مكة، محاط بجبال سوداء وأشجار متفرقة.
واشتمل الطريق على محطات رئيسية مثل قهوة الرغامة، قهوة الجرادة، وبحرة التي كانت مركزًا لتزويد الحجاج بالماء والطعام، وحدّة المعروفة بأسواقها ومساجدها وبساتين الكادي, ولا يزال الطريق قيد الاستخدام من قِبل سكان المناطق المجاورة كبحرة وحداء وأم السلم، ويُستخدم كبديل في حالات الطوارئ، مثلما حدث في أغسطس 2021 عندما حُولت الحركة إليه بعد حريق على الطريق السريع.