الأسبوع:
2025-07-05@13:30:44 GMT

من بين الركام والموت والدموع.. لحظة «النصر» آتية

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

من بين الركام والموت والدموع.. لحظة «النصر» آتية

تمضي الدقائق ثقيلة، روحي هناك، وقلبي يخفق من الألم، لا تسألني عن التفاصيل، فالمشهد أكثر وضوحًا ولا تحدثني عن القانون الدولي أو الإنسانية، إن لم تكن متواطئًا فأنت صامت. هل تعرف معنى الصمت، بينما الدماء من حولك تتدفق، جثامين ملقاة في الشوارع، تنشها الكلاب. أكثر من مائة جثة في مستشفى الشفاء تطلب الدفن ولا مجيب.

الحصار يطبق من كل اتجاه، الرصاص ينتظر كل من يفكر في التحرك خارج الدائرة الحمراء.

طفلة صغيرة، تتصدر المشهد تبحث عن جثامين أسرتها.. الأكفان لم تعد تكفي، والمقابر الجماعية تملأ الشوارع والحقول والميادين، اتفقوا سويًا على إبادة شعب ودفنه على الهواء مباشرة.. .!!

أطفالنا يهيمون على الوجوه، تلاحقهم الصواريخ وطلقات الدبابات، تحولهم إلى أشلاء، بينما نحن نتابع المشهد أمام الشاشات، وكأننا نتابع أحداث فيلم هوليودي جديد.

لم تعد هناك أسرة مكتملة الأركان، اليتم في كل مكان، الموت يحاصرنا من كل اتجاه، والطائرات التي تقذف بالحمم لا تتوقف، لا تمنحنا بعض الوقت حتى نلملم جثثنا المبعثرة. أصوات تنطلق من الغرب «المتحضر»: "معك يا إسرائيل.. استمري، لا تتوقفي، فلتقضي على البقية الباقية، الإبادة هي الحل".

يخرج كبيرهم (العجوز) يطل علينا من واشنطن، يدلى بتصريح موجز: نرفض وقف إطلاق النار. سبعة وثلاثون يومًا من الموت والدمار، ولا يزال يغوص في بحر الدماء، النيران الملتهبة تحرق الأخضر واليابس، الصرخات المكتومة: أعطونا فرصة لدفن الجثامين المبعثرة، لإنقاذ الأطفال الذين يموتون في الحضانات بفعل الحصار. الزيارات لا تتوقف، والقمم تنعقد، والكلمات تملأ سماء الكون ضجيجًا، ولكن الواقع على الأرض لا يتغير، ما زال أزير الطائرات التي تخترق الأجواء يدوي، ما زالت جهنم الحمراء تقذف بنيرانها التي تقتل وتدمر.

أسأل نفسي بين الحين والآخر: مَن مِن الكتاب قادر على تصوير مشهد الموت والدمار والدموع؟ مَن مِن الرسامين قادر على أن يجسد في لوحته مأساة شعب يُقتل منذ خمسة وسبعين عامًا؟ ومن هو المخرج الدرامي الذي سيجسد صورة الواقع كما هو؟!

أربع وعشرون ساعة تطاردني الهواجس، يعتصرني الألم.. تطاردني الدموع، إحساس بالعجز، الكلمات لم تعد تجدي نفعًا. صرخات أطفالنا تقتلني، أرواحهم البريئة التي تمضي تمزقني ألمًا. المشهد أكبر من أن يوصف، أكبر من كل الأوصاف والعبارات..

أسمع أصواتًا نكراء، وجوه غريبة ومريبة، تطل علينا من شاشات التلفاز، تنسى جريمة العدو، وحرب الإبادة، وتجرنا إلى التشكيك في المقاومة، في البندقية التي تدافع عن الأرض والعرض أجندات تآمرية، مستعدة لسلخ جلود بطون أمهاتهم، والعزف عليها. فقدوا إنسانيتهم، وغاصوا في الأوحال حتى النهاية.

هذه لحظة الفرز العظيم بين أن تكون وطنيًا، أو لا تكون، بين أن تكون عروبيًا، أو لا تكون، بين أن تكون إنسانًا، أو لا تكون.

هؤلاء الذين لا يجدون في بلادنا إلا انتهاكًا لحقوق الإنسان.. هؤلاء الذين أشبعونا بيانات وعقوبات، أين هم الآن؟ ولماذا اختفوا فجأة؟ حتى ذيولهم داخل الوطن، عز عليهم الحديث، خوفًا من إغلاق الصنابير الدولارية، فالتزموا الصمت والخسران المبين!!

لم تعد للأشياء قيمة أمام المذابح المنصوبة في غزة، لا تحدثني عن قانون دولي (إنساني) أو غيره، ولا عن قرارات دولية صدرت منذ عقود طويلة من الزمن، ولا حتى تحدثني عن نكبة 48، ولا عن مذابح دير ياسين وكفر قاسم وغيرهما، فما يحدث أبشع مما يتصور أحد، فعملية السلخ والذبح والحرق وترك الجثث في الطرقات أو تحت الأنقاض تتم على الهواء مباشرة، فيصفق لها هذا الذي يقبع في البيت الأبيض، فيرد عليه دعمًا وتأييدًا من جاءوا ببوارجهم وطائراتهم إلى عمق البحر الأبيض المتوسط.

لقد نصبوا المجزرة، ووزعوا الأدوار، هذا سيقتل بلا رحمة، وذاك سيحذر ويهدد، وثالثهم ورابعهم وخامسهم كل سيؤدي دوره كما رسم له، وإياكم أن تتباطأوا أو تأخذكم بهم رحمة، فالمخطط الصهيوني يجب أن ينفذ كاملًا.

أدرك تمامًا أن طريق الانتصار هو خيارنا الوحيد، وأنه مهما طال الزمن يستمر القهر أبد الدهر، لا أريد أن أعدد الشعوب التي ضحت وانتصرت، ولا أريد أن أفتح صفحات وجروحًا مرت عليها عقود طويلة من الزمن، لكنني على يقين وثقة أن ابتسامة هذا الطفل الذي خرج لتوه من تحت الأنقاض حتمًا ستؤدي إلى الانتصار. هذا شعب لا يعرف اليأس، ولا الهزيمة، شعب الجبارين، لا بد أن ينتصر مهما طال الزمن، ومهما كان حجم التضحيات.

بقي أن أبعث برسالة إلى المحبطين كلمات كتبها (ناحوم برنياع) المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرنوت.. كتب يقول: للأسف الشديد لا يوجد انتصار في الأفق، وأقوال نتنياهو عن حرب لفترة طويلة هي بديل تسويقي لانتصار غير موجود.حماس خدعتنا للمرة الثانية، وتركتنا يومًا كاملًا نتوغل على محورين، ثم فاجأتنا على ما يبدو بقوات النخبة، جثث جنودنا في شارع النصر وعلى الطرقات يبدو أن قواتنا أمام خيارين: إما الانسحاب وإما الموت المذل!!

اقرأ أيضاًفضيحة بمعنى الكلمة.. مصطفى بكري يعلق على قصف مستوطنات إسرائيلية بطيران الاحتلال

مصطفى بكري يكشف انتصارًا جديدًا للمقاومة الفلسطينية على حكومة إسرائيل (فيديو)

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني بالعقل حماس شارع النصر طريق الانتصار غزة فلسطين مصطفى بكري لم تعد

إقرأ أيضاً:

يوسي ميلمان: إسرائيل عاجزة عن إيقاف عقارب الزمن الإيراني

قال الخبير في الشؤون الأمنية لدى الاحتلال، يوسي ميلمان، إن فشل سلاح جو الاحتلال، في تدمير الساعة الرقمية الضخمة في ميدان فلسطين وسط طهران، خلال الحرب الأخيرة، يعكس عجز الاحتلال عن "إيقاف عقارب الزمن الإيراني"، رغم ما لهذا الهدف من رمزية نفسية عميقة في إطار المعركة على الوعي.

وأوضح ميلمان في مقال له بصحيفة هآرتس أن "الساعة الإيرانية" التي نصبت عام 2017، وتعد عكسيا للعام 2040 الذي حدده المرشد الأعلى علي خامنئي موعدا مفترضا لـ"زوال إسرائيل"، تعد أداة دعاية بارزة للنظام الإيراني وتجسد التزامه بما يعرف بمحور المقاومة، بما يشمل حماس وحزب الله والحوثيين.

وأشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أصر على تدمير هذه الساعة كجزء من الحرب النفسية، وأمر بشن غارة جديدة على الموقع في اليوم الأخير للقتال، لكن المهمة ألغيت إثر إعلان وقف إطلاق النار من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبحسب ميلمان، فإن الرسالة التي كان يراد إيصالها من خلال تدمير الساعة، هي "وقف الزمن الذي يرمز إلى العد التنازلي نحو تدمير إسرائيل"، وهي فكرة استعان بها الفن والأدب سابقا، مستشهدا بأعمال مثل رواية "العميل السري" لجوزيف كونراد ومحاولة توقيف ساعة بيغ بن في أحد مشاهد فيلم "39 درجة" لهيتشكوك.

ورغم اعترافه بأن فشل الغارة لا يحمل وزنا عملياتيا، رأى ميلمان أن له دلالة رمزية مرتبطة بكيفية استخدام الاحتلال لما تبقى له من وقت قبل استحقاقات إقليمية حاسمة، معتبرا أن "إسرائيل فشلت في استغلال إنجازات الحرب، رغم محدوديتها، لترتيب بيئة إقليمية أكثر أمانا".



وأكد ميلمان أن "إسرائيل تواجه حاليا ست جبهات مفتوحة منذ السابع من أكتوبر: غزة، الضفة الغربية، لبنان، سوريا، اليمن، وإيران. ورأى أنه من الممكن الوصول إلى تفاهمات أو حتى اتفاقات سلام مع معظم هذه الجبهات، شرط اتخاذ قرارات شجاعة"، مشددا على أن "حل القضية الفلسطينية جزئيا أو تدريجيا، هو مفتاح لفتح أبواب تفاهمات أوسع مع العالمين العربي والإسلامي، بل وحتى مع إيران".

وحذر الخبير من الجمود العقائدي في القيادة الإسرائيلية، الذي يتمسك بمفاهيم عسكرية بالية كـ"القطاع الأمني" وعدة كيلومترات كضمانة أمنية، رغم أن المؤسسة الأمنية باتت تدرك أن السيطرة على الأرض لا تعني بالضرورة تحقيق الأمن.

وانتقد ميلمان موقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، معتبرا أن الكثيرين يرونه انتهازيا يتهرب من التسويات السياسية لأسباب انتخابية، لكنه من وجهة نظره "في جوهره شخص عقائدي متشدد يستلهم رؤيته من أفكار والده بن تسيون نتنياهو، الذي لم يكن يؤمن بالسلام مع الجيران".

وأضاف أن نتنياهو يحمل رؤية "مسيحانية متشائمة" تتبنى فكرة أن "إسرائيل محكومة بالعيش في حالة حرب دائمة"، وهي عقيدة "تتماهى مع مصالحه السياسية وتمنع البلاد من استثمار الفرص المتاحة لصياغة شرق أوسط جديد".

وختم ميلمان بالقول إن "العقارب لم تتوقف في طهران، لكن يمكن لإسرائيل أن توقف الزمن السياسي الخاص بها، لو قررت القيادة الإسرائيلية تجاوز الحسابات الأيديولوجية والانتخابية، لصالح قرارات مصيرية تضمن الأمن بعيد المدى".

مقالات مشابهة

  • جمعهما الحب والموت.. قصة وفاة زوجين بطنطا
  • أمهات فوق الأربعين .. نجمات تحدّين الزمن وحققن حلم الأمومة
  • «بوسنينة»: الخطوط الجوية الليبية لن تكون الشركة الأخيرة التي تتعرض لأزمة مالية
  • الحملة ضد جبريل ومناوي الفعل الخطأ في الزمن الخطأ
  • نومة الأطفال في الزمن الجميل
  • دم جميع الهولنديين يحتوي على مواد كيميائية سامّة لا تتحلل مع الزمن.. ما القصة؟
  • تشبه نجمات الزمن الجميل.. إطلاله ساحرة للإعلامية أسما إبراهيم
  • يوسي ميلمان: إسرائيل عاجزة عن إيقاف عقارب الزمن الإيراني
  • الناس تتباكي والدموع تتقطر
  • "الجزيرة 360" تُطلق فيلم "غزة.. صوت الحياة والموت" على أمازون برايم وأبل تي في