منذ أن نشطت حملات المقاطعة بين قطاع لا بأس به من المستهلكين لكل منتجات الشركات الأجنبية، تضامنا مع الأشقاء فى غزة والذين يواجهون حملة بربرية وإبادة جماعية من قبل قوات الاحتلال منذ يوم السابع من أكتوبر الماضي، نشطت فى المقابل حملات على كافة وسائل التواصل الاجتماعي تدعو وتروج لعدد من المنتجات المحلية البديلة وكذلك سلاسل المحلات، شركة "سبيروسباتس" كانت الأوفر حظا فى هذه الدعاية باعتبارها بديلا مصريا لعدد من شركات المشروبات الغازية التى كانت تلقى رواجا كبيرا فى السوق المصري.
الشركة التى أسسها منذ مائة عام تقريبا صاحبها اليوناني الذى أطلق على المشروب اسمه، كانت ذائعة الصيت فى الستينيات وتردد اسمها فى بعض الأفلام نظرا لشهرتها، ولكن ملكية الشركة انتقلت بعد ذلك فى العام 1998 إلى مستثمر مصري وبسبب عثرات كثيرة توقفت الشركة عن العمل، ولكنها عاودت نشاطها فى عام 2019، وكان إنتاجها قبل شهرين تقريبا محدودا بعد أن تراجعت تماما من على أرفف المحلات وثلاجات السوبر ماركت، نظرا للمنافسة الشديدة مع كبريات شركات المياه الغازية، وبحسب وصف أحد ملاكها فإن الشركة تنافس شركات عالمية بإمكانات مالية ضخمة، وبالتالي كان التركيز على مدن القنال والدلتا هو الهدف الأول، وتم الاتفاق على حق انتفاع لخط إنتاج فى أحد أكبر المصانع فى مصر ووصلنا إلى جودة تصلح للمنافسة ولو على حصة صغيرة من السوق.
شخصيا كانت تأتيني عبوات المنتج بنكهاتها المختلفة عبر أحد أقاربي الذى يعمل بالشركة المنتجة، لأنها لم تكن معروفة ولا معروضة فى الأسواق، وكنت كلما قدمتها لضيف يستحسن طعمها ويسأل عن مصدرها، الآن تغير الحال تماما وبين عشية وضحاها اضطرت الشركة نتيجة الإقبال المتزايد إلى مضاعفة الانتاجية ثلاث مرات لمواجهة الطلبات المتزايدة، وحددت الشركة سعرا أعلنته عبر صفحتها على الفيس بوك بثمانية جنيهات، ولكن لأننا نتعمّد إفساد كل شيء، استغل تجار "المواسم" الفرصة وضاعفوا السعر حتى وصل إلى 16 وأحيانا أكثر من ذلك.
هذا الأمر ذكرني بما حدث وقت جائحة كورونا، والتى تعامل معها أصحاب الصيدليات على أنها غنيمة لن تتكرر، فوصل سعر علبة البنادول إلى مائتي جنيه وأسطوانة الغاز بألف جنيه والكمامة الواحدة بسبعة جنيهات، وكذلك عبوات الكحول التى كانت تباع فى السوق السوداء، ووقتها شهدنا طوابير أمام منافذ بيع إحدى الشركات لشراء "الكولونيا"، التى قيل إنها تحتوي على نسبة كحول 70% وهى النسبة اللازمة للاستعمال للتعقيم ضد الفيروس الفتاك.
بإمكاننا أن نستثمر الفرصة لدعم وتشجيع المنتج المحلي، والإبقاء على هذا الإقبال الكبير من السوق للمنتجات المصرية، من خلال مواجهة الاستغلال والتلاعب فى الأسعار، والذي لن ينتج عنه إلا العودة من جديد لشراء منتج الشركات الأجنبية والعودة الى نقطة الصفر.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
خاتم ذكي من آبل ممكن يعيد الحيوية لمنتجات الشركة القابلة للارتداء
تواجه شركة آبل انخفاضًا ملحوظًا في إيراداتها من قطاع الأجهزة القابلة للارتداء، ومن المتوقع أن يستمر هذا التراجع، بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة بلومبرغ.
وفي نشرته الإخبارية Power On، يشير الصحفي التقني الشهير مارك غورمان إلى أن الوقت قد حان لتفكر آبل جديًا في إنتاج خاتم ذكي يعزز حضورها في سوق الأجهزة القابلة للارتداء بمنتج جديد تمامًا.
الخاتم الذكي كبديل بسيط ومحبذ للساعات الذكيةيقول غورمان إن شريحة كبيرة من المستهلكين لا يفضلون ارتداء الساعات الذكية، ليس لأسباب تقنية، بل لأنهم ببساطة لا يحبذون ارتداء الساعات بأي شكل. وبالنسبة للبعض، يعتبر ارتداء ساعة أثناء النوم أمرًا مزعجًا.
كما أن تبديل السوار ليتماشى مع الملابس اليومية يمثل عبئًا إضافيًا يجعل البعض يتراجع عن اقتناء Apple Watch.
في المقابل، يمثل الخاتم الذكي حلاً بسيطًا وسهل الاستخدام. يمكن ارتداؤه بشكل يومي دون الحاجة لتغييره أو التفكير في تنسيقه مع الملابس.
والأهم من ذلك، هو أن آبل ستكون بهذه الخطوة بصدد إطلاق منتج جديد كليًا في فئة الأجهزة القابلة للارتداء، مما قد يعيد جذب الاهتمام من قبل المستخدمين الذين ملّوا من الساعات الذكية التقليدية.
بحسب غورمان، لا يعني إنتاج خاتم ذكي أن آبل ستتخلى عن ساعتها الذكية، بل يمكن أن تعمل الساعة والخاتم سويًا.
فبينما تغرق الساعة المستخدم بالإشعارات، يمكن للخاتم أن يقدم تجربة أكثر هدوءًا ويقلل من وقت التحديق في الشاشة.
دور محتمل للخاتم الذكي مع نظارات Vision Pro و XRأبرز ما كشفه غورمان هو إمكانية استخدام الخاتم الذكي كجهاز إدخال متطور لنظارات الواقع المختلط Vision Pro من آبل. في غياب أدوات تحكم تقليدية، قد يوفر الخاتم حلاً بديلاً للتحكم بالحركة والإيماءات، حتى في الحالات التي لا تتمكن فيها النظارات من التقاط حركة الأصابع بدقة.
هذه النقطة مهمة خصوصًا بعد أن اعترفت آبل بشكل غير مباشر بأن غياب وحدات التحكم في Vision Pro كان قرارًا خاطئًا، الأمر الذي أثر سلبًا على مبيعاتها، خاصة في سوق ألعاب الواقع الافتراضي. ولهذا السبب، لجأت الشركة مؤخرًا للتعاون مع Sony لتوفير دعم لأجهزة PSVR2.
منافسة مرتقبة مع Samsung في سوق الخواتم الذكيةيشير التقرير أيضًا إلى أن إنتاج آبل لخاتم ذكي قد يُشعل المنافسة مع سامسونج التي تتمتع حاليًا بميزة شبه حصرية في هذا السوق بفضل Galaxy Ring.
في الوقت الحالي، لا توجد منافسة فعلية من آبل أو Google في هذا المجال، ما يمنح سامسونج تفوقًا واضحًا.
لكن إذا دخلت آبل على الخط، فقد نشهد قفزة في الابتكار وتحسين في جودة المنتجات من جميع الشركات، وربما تصبح الخواتم الذكية خيارًا شائعًا لدى المستهلكين في المستقبل القريب.
خاتمةمن وجهة نظر غورمان، فإن أبرز ميزة قد يقدمها الخاتم الذكي من آبل هي التكامل مع منظومة XR المستقبلية للشركة.
حتى إن لم تبدأ آبل بإنتاج هذا الجهاز في الوقت القريب، من الواضح أن هناك قيمة استراتيجية كبيرة لتطويره كجهاز إدخال متطور وخفيف يعزز تجربة الواقع الممتد، فهل نراه في مؤتمر آبل القادم؟ سننتظر لنرى.