عمر الدقير يكتب.. في وداع الباشكاتب
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
منذ بواكير ظهوره في ساحة الإبداع في بلادنا – قبل حوالي سبعة عقود – ظل الأستاذ محمد الأمين كما نخلةٍ سامقة في تلك الساحة ينثر فيها ثمار منجزه الابداعي المُعَبِّر عن آلام شعبه وآماله والمُساهِم في الوصل الوجداني بين مكوناته وتعزيز الشعور الوطني، والمنحاز لحقه في حياةٍ حرةٍ وعيشٍ كريم والمحتفي بنضاله وزحفه نحو “الشمس النايرة”.
برحيل الباشكاتب “ينفصل الجمر عن صندل الغناء”، ويحزن الثوار والعشاق والصاعدون لقيم النبل والجمال، وتبكي الكمنجات وينتحب العود .. فقد كان صوتاً للحرية في مناخات الاستبداد والقهر وكان مغنياً للحب دافعاً به إلى معناهُ الأسمى ومحتفياً بقيم النبل والجمال، مثلما كان موسيقياً عبقرياً ومبهراً وعَوّاداً ماهراً وساحراً يُذَكِّر بقصة أبي نصر الفارابي – في مجلس سيف الدولة الحمداني – حين عزف على أوتار العود فأخرج منها لحناً أضحك الحاضرين، ثم نَوّع العزف على الأوتار فأبكاهم بلحنٍ حزين، أما اللحن الثالث فقد دفع به الحاضرين للنوم وغادر المجلس وتركهم نائمين.
نسأل الله أن يشمله بالرحمة والغفران ويكرمه بالرضا والرضوان، وأن يُحْسِن عزاء أسرته وشعبه الذي تكاثرت عليه أسباب الفجيعة.
المصدر: تاق برس
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: موالد " المثقفين " !!
المثقفون المصريون، يدعون فى موالد تميزت بها ندوات ومنتديات المحروسة وبرامج الحورات التليفزيونية إلى مزيد من الحوار ومزيد من الكلام والرغى واللغط ولا شيىء على الاطلاق أكثر من الكلام وليكن المثال على صدق ما أقوله هو ما ينشر فى صفحات الراى فى كل جرائدنا المسماة بالقومية وبالمعارضة وبالخاصة
( المستقلة ) كلها تحتوى ضمن ما تحتوى على صفحات مخصصة للرأى. والمعنى بالهم العام أو بالثقافة لا يجد شىء "يغنى عن جوع " " أو يسد الرمق عن عطش " اللهم الا ان قراءة رأى يثير أثناء قراءته " "مصمصة الشفاه " إعجابا أو إستنكارًا ولا شيى أخر !!
لا شى إيجابى لا فعل ولارد فعل كله كلام يشبة إلى حد كبير الموالد المقامة التى تقام فى كل مناسبة حول مقام من "مقامات " أهل البيت أو من ذى البركة والمشفوعين لدى المصريين عند الله إعتقاداَ !!!
موالد المثقفين فى كل انحاء المحروسة فى التليفزيون فى النقابات -فى المنتديات فى الجمعيات الاهلية فى المؤتمرات – كلام.. كلام..كلام !
لكن لاشيىء على الإطلاق إلا الكلام !!
وإذا دققت النظر فيما يقال وما يفعلة القائل شى مناقض تماما لما هو معلن !!
" كالفعل عكس القول " ولا شيىء يقتدى به فى المجتمع ولا نظرية يمكن تطبيقها !!
ولا إيمان بوطن ولا إنتماء لدين إلا بالشكل وربما ما حدث فى الأونة الأخيرة من حبس لباحثين وادباء، كل تلك الأحداث لا أثر لها على الأرض إلا فى الصالونات التى نعيش على قراءة أحداثها وإذا عدنا بالتاريخ للخلف نجد أن ما كان يتم نشره من أحاديث هذه الصالونات فى زمن لم تكن وسائل الأتصال مثل اليوم متاحة عبر إعلام وتكنولوجيا متقدمة،لعلنا نذكر صالون "العقاد"، وصالون "قاسم أمين"، وصالون "هدى شعراوى"، وصالون " مى زيادة " وصالون " طه حسين "
كل هذه الصالونات الأدبية والسياسية والإجتماعية قد أثرت فى مستقبل الأمة كلها !!
لأن مثقفى هذه العصور كانوا يقولون ويفعلون مايقولونة ويؤمنوا به !!
وكانوا الضيوف لهذه التجمعات يتمتعوا بالحس الوطنى العالى، والأنتماء لمصر فعلاَ لا قولًا !! إن مثقفى الأمة فى حالة يرثى لها وفى حالة أغماء كامل ( كومة من الدرجة الثالثة ) للأسف الشديد !
ولعل إدعاء البطولة فى مواقف بعينها تأتى متأخرة عن موعد الإعلان عنها !! مما يلقى بظلال من الشك حول مدى قناعة المثقفين المصريين بقضية مصرية أو قضية أخلاقية أو قضية سياسة !!
أصبحنا فى موالد مستمرة لا هم لنا فيها إلا " الذكر " " والطبل " والعشاء " فتة ولحمة وأرز بالثوم " وكل سنة ونحن طيبون !!
[email protected]