جواتيمالا وإسرائيل.. ما سر علاقات الصداقة القوية بين البلدين؟
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
لعبت دولة جواتيمالا الواقعة في أمريكا الوسطى دورا أساسيا في دعم دولة الاحتلال الإسرائيلي قبل 75 عاما، حيث كانت الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية، التي اعترفت بإسرائيل.
وبعد سبعة عقود، أعاد التاريخ نفسه، فبعد يومين من نقل الولايات المتحدة سفارتها رسميا إلى القدس المحتلة، فعلت غواتيمالا الشيء نفسه ونقلت سفارتها أيضا، كما لا تزال غواتيمالا لاعبا رئيسيا في تعزيز صورة إسرائيل بين دول أمريكا اللاتينية، وفقا لما ذكرته القناة ال12 العبرية.
ومع بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس ، أدانت وزارة الخارجية في غواتيمالا بشدة حركة حماس، وأعربت حكومة الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية عن تعازيها و تضامنها مع إسرائيل.
وفي التصويت الذي بدأه الأردن وروسيا في الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كانت غواتيمالا من بين الدول الأربع عشرة التي قررت التصويت ضده لأن الاقتراح لم يتضمن إدانة حماس.
هذا على النقيض من العديد من دول أمريكا اللاتينية التي قررت إدانة إسرائيل مثل بوليفيا التي قررت قطع العلاقات الدبلوماسية وكولومبيا التي سحبت سفيرها من تل أبيب.
ذروة العلاقات
في عهد الرئيس السابق جيمي موراليس، بلغت العلاقات بين غواتيمالا وإسرائيل ذروتها مع قرار الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وفي عام 2020، أعلن الرئيس آنذاك، أليخاندرو جياماتاي، أن غواتيمالا ستنضم إلى دول أمريكا اللاتينية التي صنفت حزب الله رسميا كمنظمة إرهابية.
صداقة طويلة وقوية
قالت القناة العبرية، إن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بدأت حتى قبل قيام إسرائيل، لافته إلى أن دعم غواتيمالا انتقل إلى الأمم المتحدة من قبل سفير غواتيمالا خورخي جارسيا جراندوس، الذي قام بعمل شامل في مهمة إقناع الدول الأخرى وفي أمريكا اللاتينية للتصويت لصالح القرار 181 الذي حدد بموجبه تقسيم الأراضي.
جالية يهودية قوية ومسافرين من إسرائيل
بحسب القناة العبرية توجد جالية يهودية مؤثرة في غواتيمالا، حيث تكثر أسماء الأماكن العبرية والشمعدان الاستوائي في هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى.
ويعود تاريخ الجالية اليهودية في غواتيمالا إلى بداية المهاجرين الألمان في سبعينيات القرن التاسع عشر. نما المجتمع على مر السنين من موجات الهجرة بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية، ثم من فوضى نتائج الحرب العالمية الأولى واللاجئين قبل وبعد المحرقة.
ويعيش في غواتيمالا اليوم حوالي 900 يهودي، ومنذ وصولهم إلى البلاد، ويبلغ عمر المجتمع اليهودي في غواتيمالا أكثر من 100 عاما.
كما تعد غواتيمالا من الدول التي يسافر إليها الإسرائيليون في أمريكا الجنوبية، خاصة بعد انتهاء الخدمة العسكرية. يكتظ بيت حاباد في البلاد خلال العطلات بما يقرب من 500 مسافر يحتفلون هناك، وخاصة عيد العرش وعيد الفصح، كما تعد البلاد أيضًا وجهة سياحية رئيسية للمسافرين الإسرائيليين.
العلاقات الغواتيمالية الفلسطينية
لطالما كانت غواتيمالا شريكا مهما للغاية مع إسرائيل، ولهذا لم تكن قد قررت سابقًا إقامة علاقات دبلوماسية أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
اعترفت غواتيمالا بالدولة الفلسطينية في نوفمبر 2013، مما أدى إلى إدانة إسرائيل للاعتراف بها. واعترفت غواتيمالا بفلسطين، بناء على طلب وزير الخارجية فرناندو كاريرا، بحجة أن "الحوار ومبادرات السلام للمجتمع الدولي من أجل حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غواتيمالا دولة الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل أمريكا اللاتينية قطاع غزة أمریکا اللاتینیة فی غواتیمالا فی أمریکا
إقرأ أيضاً:
هل تنجح زيارة رئيس جنوب أفريقيا لواشنطن في إعادة ضبط العلاقات بين البلدين؟
على وقع التوتّر المتصاعد بين جنوب أفريقيا وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يقوم الرئيس سيريل رامافوزا بزيارة إلى الولايات المتّحدة، لإعادة ضبط العلاقات التي يقول الخبراء إنها وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من استقبال الولايات المتحدة مجموعة تضم 59 لاجئا من الأفريكانيين (مواطنون من الأقلية البيضاء)، قال دونالد ترامب إنهم يتعرضون للاضطهاد العرقي، ويواجهون ما وصفها بـ"الإبادة الجماعية"، وتمّ الترحيب بهم ضمن خطّة خاصّة لإعادة التوطين.
وتنفي حكومة رامافوزا هذه المزاعم التي يقولها الرئيس ترامب، مؤكدة أن البيض لا يتعرّضون للتمييز أو الاضطهاد، إذ إنهم يمتلكون أكثر من 70% من الأراضي، رغم أنهم لا يشكلون سوى 7% من السكان.
وقالت رئاسة جنوب أفريقيا -في بيان- إن الرئيسين سيناقشان "قضايا ثنائية وعالمية ذات اهتمام مشترك"، بينما لم يصدر البيت الأبيض أي تعليق حتى الآن.
وستكون هذه أول زيارة رسمية لرئيس أفريقي إلى واشنطن منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتترأس دولة جنوب أفريقيا حاليا مجموعة الـ20، ومن المنتظر أن تُسلّم رئاستها للولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
إعلانومن المقرّر أن تُعقد جلسة محادثات بين ترامب ورامافوزا اليوم الأربعاء، ولم يعلن مكتب الرئاسة في جنوب أفريقيا عن أجندة اللقاء، لكنه قال إن زيارة الرئيس للولايات المتحدة ستوفر منصّة لإعادة ضبط العلاقة الإستراتيجية بين البلدين.
ملف الأقلية البيضاءتُعدّ العلاقة بين حكومة رامافوزا ذات الأغلبية السوداء وسكّان البلاد البيض، خاصة الأفريكانيين المنحدرين من المستعمرين الهولنديين، واحدة من أكثر القضايا حساسية بين جنوب أفريقيا وإدارة ترامب.
لقد كان البيض يسيطرون على الحكم حتى نهاية نظام الفصل العنصري عام 1990، ولا يزال كثير منهم من كبار رجال الأعمال والمزارعين، وأصحاب الثروات، لكنّ الحكومة الحالية في جنوب أفريقيا تسعى إلى تقسيم الثروات بين جميع المواطنين عبر استصدار الأراضي الزراعية من البيض، وتوزيعها على المهمشين والمعوزين.
وفي السياق، يتّهم ترامب، وحليفه الملياردير إيلون ماسك المولود في جنوب أفريقيا، حكومة رامافوزا بإساءة معاملة البيض، خصوصا بعد إقرار قانون "نزع الملكية" في يناير/كانون الثاني الماضي، الذي يتيح للحكومة مصادرة الأراضي دون تعويض في بعض الحالات، لإعادة توزيعها على فئات مهمشة كالمعاقين والنساء.
وترى بعض الجماعات الأفريكانية أن هذا القانون قد يؤدّي إلى سلب أراضيهم، وأشار ترامب إلى شكاوى من تعرّض مزارعين بيض لهجمات عنيفة تؤدّي أحيانا إلى الوفاة، معتبرا أن ذلك يمثل "إبادة جماعية".
لكن الحكومة في جنوب أفريقيا نفت هذا الاتّهامات، مشيرة إلى أن الهجمات تشمل السود والبيض على حدّ سواء، ضمن موجة عامة من العنف والجريمة في البلاد.
أما ماسك، فقد انتقد قوانين "تمكين السود اقتصاديا" التي تُلزم الشركات الأجنبية بالشراكة مع فئات من السود للحصول على عقود حكومية، وكتب في منشور على منصة إكس أن شركته "ستارلينك" لم تتمكن من دخول السوق الجنوب أفريقية لأنه ليس أسود.
إعلان الرسوم الجمركيةمع مجيئه للبيت الأبيض، نفّذ ترامب ضربة ثلاثية من السياسات الاقتصادية ضد جنوب أفريقيا، تضرّ بالأساس مجالات المساعدات، والمساعدات المشروطة، والتبادلات التجارية.
ففي يناير/كانون الثاني الماضي، وقّع ترامب أمرا تنفيذيا بوقف المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما، مما أدى إلى تعطيل تمويل برامج مكافحة أمراض قاتلة مثل الإيدز، حيث كانت الولايات المتحدة تمول نحو 18% من موازنة جنوب أفريقيا لمكافحة ذلك المرض.
وتصنّف جنوب أفريقيا أكبر مكان في العالم للمصابين بمرض نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز)، وكانت الولايات المتّحدة من أبرز الداعمين لها في مجال علاجه، ومنحتها عام 2023 مبلغ 462 مليون دولار من أجل التّصدّي له.
و في فبراير/شباط الماضي، أمر ترامب بقطع مساعدات إضافية بسبب ما وصفه بـ"التمييز العنصري غير العادل"، مشيرا إلى مصادرة أراضي البيض، وتقديم جنوب أفريقيا دعوى "إبادة جماعية" ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
وفي أبريل/نيسان الماضي، فرضت الإدارة الأميركية رسوما جمركية بنسبة 30% على جميع السلع الجنوب أفريقية، و25% إضافية على السيارات والمركبات، مما رفع إجمالي الضريبة عليها إلى 55%.
من جانبه، وصف رامافوزا تصرفات ترامب بأنها "عقابية"، وقال إن التعريفات الجمركية ستكون بمنزلة حاجز أمام التجارة والازدهار المشترك.
ورغم فرض هذه الرسوم لمدة 90 يوما بدءا من التاسع من أبريل/نيسان الماضي، فإن حكومة جنوب أفريقيا تطالب بإلغائها نهائيا، خاصة أن الولايات المتحدة تمثل ثاني أكبر شريك تجاري لها بعد الصين.
وتعتبر الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا، بموجب قانون فرص النمو في أفريقيا المعفاة من الرسوم الجمركية الذي تم تقديمه في عام 2000.
وتصدّر جنوب أفريقيا الأحجار الكريمة، ومنتجات الصلب، والسيارات إلى الولايات المتحدة، وتستورد النفط الخام والسلع الكهربائية والطائرات في المقابل.
إعلان قضية إسرائيل وغزة أمام العدل الدوليةومن أكثر القضايا التي أثارت غضب ترامب على جنوب أفريقيا مشكلتها مع إسرائيل وموقفها المساند لغزة، ووقوفها في وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ففي 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، قدّمت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضدّ إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، متهمة إياها بارتكاب أعمال "إبادة جماعية" في غزة، مما أثار غضب واشنطن، الحليفة الأولى لتل أبيب.