نوة المكنسة تهدد الإسكندرية.. سيول كبيرة واستعدادات مكثفة لحرب الأمطار
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
تتعرض محافظة الإسكندرية والمحافظات الساحلية خلال الساعات القليلة المقبلة إلى موجة من التقلبات الجوية بالإضافة إلى سقوط أمطار غزيرة ونشاط للرياح واضطراب الأمواج بسبب تأثر البلاد بنوة المكنسة.
كما تتعرض محافظة الإسكندرية إلى 18 نوة على مدار فصلي الخريف والشتاء، بينها 11 نوة تعد الأكثر قوة وضراوة، إذ تأتي بأمطار غزيرة ورياح عاتية بعضها يتسبب في غرق الشوارع وتوقف حركة الملاحة والصيد.
وتستعرض "بوابة الوفد" في سياق السطور التالية أبرز المعلومات عن نوة المكنسة التي تصرب الإسكندرية وعددًا من المحافظات الساحلية خلال الساعات المقبلة:
نوة المكنسة
تعتبر نوة المكنسة ظاهرة مناخية تشهدها محافظة الإسكندرية والمحافظات الساحلية خصوصًا خلال موسم الشتاء، بالتزامن مع قدوم رياح شديدة القوة.
تبدأ نوة المكنسة في منتصف شهر نوفمبر كل عام، وعادة بدءًا من يوم 15 أو 16 نوفمبر
تنتهي نوة المكنسة في 20 نوفمبر الجاري، ثم تبدأ بعدها نوة باقي المكنسة وتحديدًا في 22 نوفمبر
تستمر نوة المكنسة لمدة 4 أيام أيضا، وتصاحبها رياح شمالية غربية، وتكون ممطرة بغزارة مع شدة رياح بالإضافة إلى انخفاض اكبر في درجات الحرارة.
يصاحب نوة الإسكندرية سقوط أمطار رعدية وغزيرة، مع ارتفاع كبير واضطراب في أمواج البحر، حيث تشهد المحافظات الساحلية نحو 18 نوة على مدار العام.
سميت نوة المكنسة بهذا الإسم لأنها تكنس البحر بحسب الصيادين، كما أنها إحدى النوات الأكثر قوة.
أكثر المحافظات تأثرًا بنوة المكنسة هي مطروح، والبحيرة، وكفر الشيخ، وبورسعيد، ودمياط، ولكن تتفاوت درجة التأثر بها من محافظة لأخرى.
الأرصاد تحذر
وحذرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية من حالة الطقس، أذ كشفت أن الخرائط الجوية وصور الأقمار الصناعية الواردة من هيئة الأرصاد الجوية تشير إلى هطول أمطار على الإسكندرية تبدأ خفيفة في فترة الصباح على أن تزيد شدتها مع تقدم ساعات النهار لتكون متوسطة الشدة ورعدية أحيانًا على فترات متقطعة بنسبة حدوث 50% تقريبًا.
ووفقا لهيئة الأرصاد الجوية تنشط الرياح على كافة أنحاء الإسكندرية وتصل سرعتها من 50-60 كيلو متر/ الساعة وارتفاع الموج على البحر المتوسط يتراوح من 2 - 3.5 متر
تجدر الإشارة إلى أن محافظة الإسكندرية وباقي المحافظات الساحلية كثفت من استعداداتها لاستقبال نوة المكنسة، إذ أعلنت شركة الصرف الصحي بالإسكندرية في بيان سابق لها، عن إنهاء الاستعدادات لاستقبال نوة المكنسة، من حيث تجهيز جميع السيارات التي سيتم الدفع بها إلى الشوارع الحيوية والرئيسية بالمحافظة لسحب تراكمات مياه الأمطار أولا بأول، مع رفع حالة التأهب للقصوى، وتجهيز معدات الكسح الإضافية للتعامل مع الأمطار الكثيفة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية التقلبات الجوية الهيئة العامة للأرصاد الجوية المكنسة أمطار الإسكندرية المحافظات الساحلیة محافظة الإسکندریة نوة المکنسة
إقرأ أيضاً:
العالم في مقاعد المتفرجين... بانتظار نوفمبر 2026!
مَن يصغي إلى خطب الرئيس الأميركي دونالد ترمب يخرج باقتناع أن الرجل واثق من قدرته على تغيير أي واقع لا يعجبه.
نظرياً، قد يكون هذا «الاقتناع» صحيحاً. فهو الحاكم المطلق لأقوى دولة في العالم. وهنا استعمال كلمة «المطلق» متعمَّد لأن ترمب نجح خلال الأشهر الماضية، بعد توليه منصبه يوم 20 يناير (كانون الثاني) الفائت، وعبر «الأوامر التنفيذية»، في مصادرة المؤسسات وتهميش المعارضة و«شخصنة» المصالح وتقزيم العلاقات الدولية، بطريقة تذكّر بمقولة «الدولة... أنا» الشهيرة المنسوبة إلى ملك فرنسا لويس الرابع عشر، الذي حكم بين 1661 و1715.
طوال هذه الفترة من هيمنة ترمب على مُجريات الأمور ارتضى الجميع، الخصوم قبل الحلفاء، أن يكونوا «جمهور متفرّجين».
بين هؤلاء، أبرز «القوى العظمى» المنافسة... أي الصين وروسيا، والدول الغربية «الأطلسية» الحليفة تقليدياً، والحكومات الأخرى التي أقنعت نفسها طويلاً بأنها «صديقة» لواشنطن.
وحتى اللحظة، تفاوت تعاطي الجميع مع قناعات «سيد البيت الأبيض» وممارساته وتصريحاته، وفق طيف من الأولويات، لكن النتيجة تظل واحدة. إذ ثمة شعور صحيح - حتى الآن - بـ«عبثية» التصدّي لرئيس أميركي يتمتع بتفويض شعبي واضح و«طازج»، وبفضله «احتكر» كل أدوات الحكم، في مقدّمها:
- بطانة كاملة الولاء عُيّنت في جميع الوكالات والهيئات التابعة للسلطة التنفيذية.
- غالبية برلمانية منغمسة في حزبيتها تهيمن على السلطة التشريعية، وتستقوي بتيار شعبي «شعبوي» يكاد يكون «تأليهياً» في تسليمه بقدرات الزعيم المخلّص.
- سلطة قضائية معظم قضاتها «مؤدلجون» محافظون... تتكامل مفاهيمهم السياسية مع قناعات الحكم ومصالحه.
- إعلام «مُدجَّن» أو مُحاصَر، إما لتبعية مالكيه أو بفعل سيطرتهم، حتى البدائل في الإعلام السيبراني و«الذكي» و«الأخطر ذكاءً»!
- طبقة كبار الأثرياء «البليونيين» الذين وجدوا أنفسهم مطلقي الأيدي، بل مدعومين من قلب «مركز القرار» لفعل كل ما يخدم مصالحهم، وضرب أي تحدٍ لتلك المصالح.
بناءً عليه، وما لم يحدث ما ليس في الحساب، ستستمر حتى الانتخابات النصفية المقبلة - على الأقل - حالة «تأقلم» العالم مع ترمب، وستستمر سياسة «التجربة والخطأ» التي يسير بها على الصعيدين الداخلي والخارجي. ولكن هنا نصل إلى مسألة قدرة ترمب على تغيير أي واقع لا يعجبه.
أليست ثمة متغيّرات تفصيلية في حسابات الدول؟
أليست هناك دروس مستفادة... من رهان هنا، ومغامرة هناك، وخيبة أمل ما بين الاثنين؟ بل أليس ثمة ظروف طارئة لم يحسب حسابها كالكوارث الطبيعية مثلاً؟
ثم إن تعميم «التجربة الترمبية» عالمياً قد يكون سيفاً ذا حدّين. وبقدر ما يُمكن أن تعزّز تجارب بعض الحكومات، سواء في أوروبا أو في أميركا اللاتينية، خيارات واشنطن الحالية، فإن ظهور «مدارس» مُستنسَخة عن «ماغا» (إعادة العظمة لأميركا من جديد)، ومزايدة بعض مدّعي الانتماء إلى مدرسة «ماغا»، قد يفجّران تناقضات في دول ذات مجتمعات أقل قوّة ومرونة في استيعاب ما يستوعبه، أو استوعبه، المجتمع الأميركي.
من جهة أخرى، سواء نجح ترمب أم فشل بين الآن وموعد الانتخابات النصفية المقررة في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2026، يمكن أن يخلِّف كل من الفشل والنجاح تداعيات ذات أبعاد دولية.
وما يزيد المخاطر على هذا الصعيد، وبالأخصّ في «المناطق الساخنة» مثل أوكرانيا والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وتايوان، أن الرئيس الأميركي «رجل صفقات» يعتمد على ثقته بحدسه و«علاقاته العامة» أكثر من إيمانه بالسياسات الاستراتيجية الطويلة المدى.
ولهذا نجد أن الولاء المُطلق أو الصداقة الشخصية أو الشراكة المالية كانت المعايير التي اعتُمدت في تشكيل فريق معاونيه ومستشاريه ووزرائه، بعكس معظم أسلافه من الجمهوريين والديمقراطيين.
هذا يعني أن العديد من الملفات المُهمة سُلّمت لشخصيات يراها كثيرون مثيرة للجدل وقليلة الأهلية. بل أخذ بعضها يفقد ثقة بعض «القاعدة» الصلبة لآيديولوجيي يمين «ماغا» المتشدّد، ومنهم إعلاميون وحركيون، مثل ستيف بانون وتاكر كارلسون ونك فوينتس... وغيرهم.
أما في ما يخصّ الشرق الأوسط، وبالذات قضية فلسطين، فإن تعامل ترمب مع «الحالة الإيرانية» و«الحالة الإسرائيلية» أخذ يفرض نفسه على الجدل السياسي، أقلّه على الصعيد الإعلامي وفي وسائل التواصل الاجتماعي.
واللافت أن انتقادات «اليمين المسيحي الأبيض» الأميركي لسياسات بنيامين نتنياهو خرجت إلى العلن، وفي رأسها اتهام «اليمين المسيحي الأبيض» لنتنياهو - وأيضاً اليمين اليهودي الأميركي - بدفع واشنطن دفعاً إلى حرب مع إيران خدمة لأجندة الليكود وإسرائيل الخاصة!!
الأوضاع قد تختلف من حيث التفاصيل، لكنها لا تختلف كثيراً من حيث الجوهر في عدد من الدول الأوروبية، وفي مقدّمها بريطانيا، التي ربما تكون قد دخلت مرحلة «إعادة النظر» في حياتها الحزبية.
في بريطانيا، التي تقف حكومتها العمالية الحالية بلا تردّد مع إسرائيل، بدأ بالأمس «خلط الأوراق» في «معسكر اليسار» السياسي. إذ أُعلِن عن تأسيس حزب يساري يقوده الزعيم العمالي السابق جيريمي كوربن والنائبة زارة سلطانة المتعاطفان مع القضية الفلسطينية. وتلت هذه الخطوة بدايات إعادة اصطفاف في «معسكر اليمين»، حيث أسّس حزب يميني متطرّف جديد باسم «استعادة بريطانيا» (Restore Britain) يقف على يمين «حزب الإصلاح» المتشدد والمعادي للأجانب... الذي كان قد انشق بدوره عن حزب المحافظين. ل
ذا أزعم أن ما ستعيشه واشنطن حتى نوفمبر 2026، في غياب حلول حقيقية للأزمات الدولية، قد يؤسّس لتحوّلات وتغيّرات مهمّة خارج المشهد الأميركي. وأعتقد أن أخطر وقود هذه التحوّلات؛ التعصّب الديني والعداء العنصري والمآزق المعيشية!
الشرق الأوسط