عربي21:
2025-12-15@07:25:39 GMT

العالم في مقاعد المتفرجين... بانتظار نوفمبر 2026!

تاريخ النشر: 6th, July 2025 GMT

مَن يصغي إلى خطب الرئيس الأميركي دونالد ترمب يخرج باقتناع أن الرجل واثق من قدرته على تغيير أي واقع لا يعجبه.

نظرياً، قد يكون هذا «الاقتناع» صحيحاً. فهو الحاكم المطلق لأقوى دولة في العالم. وهنا استعمال كلمة «المطلق» متعمَّد لأن ترمب نجح خلال الأشهر الماضية، بعد توليه منصبه يوم 20 يناير (كانون الثاني) الفائت، وعبر «الأوامر التنفيذية»، في مصادرة المؤسسات وتهميش المعارضة و«شخصنة» المصالح وتقزيم العلاقات الدولية، بطريقة تذكّر بمقولة «الدولة.

.. أنا» الشهيرة المنسوبة إلى ملك فرنسا لويس الرابع عشر، الذي حكم بين 1661 و1715.

طوال هذه الفترة من هيمنة ترمب على مُجريات الأمور ارتضى الجميع، الخصوم قبل الحلفاء، أن يكونوا «جمهور متفرّجين».

بين هؤلاء، أبرز «القوى العظمى» المنافسة... أي الصين وروسيا، والدول الغربية «الأطلسية» الحليفة تقليدياً، والحكومات الأخرى التي أقنعت نفسها طويلاً بأنها «صديقة» لواشنطن.

وحتى اللحظة، تفاوت تعاطي الجميع مع قناعات «سيد البيت الأبيض» وممارساته وتصريحاته، وفق طيف من الأولويات، لكن النتيجة تظل واحدة. إذ ثمة شعور صحيح - حتى الآن - بـ«عبثية» التصدّي لرئيس أميركي يتمتع بتفويض شعبي واضح و«طازج»، وبفضله «احتكر» كل أدوات الحكم، في مقدّمها:

- بطانة كاملة الولاء عُيّنت في جميع الوكالات والهيئات التابعة للسلطة التنفيذية.

- غالبية برلمانية منغمسة في حزبيتها تهيمن على السلطة التشريعية، وتستقوي بتيار شعبي «شعبوي» يكاد يكون «تأليهياً» في تسليمه بقدرات الزعيم المخلّص.

- سلطة قضائية معظم قضاتها «مؤدلجون» محافظون... تتكامل مفاهيمهم السياسية مع قناعات الحكم ومصالحه.

- إعلام «مُدجَّن» أو مُحاصَر، إما لتبعية مالكيه أو بفعل سيطرتهم، حتى البدائل في الإعلام السيبراني و«الذكي» و«الأخطر ذكاءً»!

- طبقة كبار الأثرياء «البليونيين» الذين وجدوا أنفسهم مطلقي الأيدي، بل مدعومين من قلب «مركز القرار» لفعل كل ما يخدم مصالحهم، وضرب أي تحدٍ لتلك المصالح.

بناءً عليه، وما لم يحدث ما ليس في الحساب، ستستمر حتى الانتخابات النصفية المقبلة - على الأقل - حالة «تأقلم» العالم مع ترمب، وستستمر سياسة «التجربة والخطأ» التي يسير بها على الصعيدين الداخلي والخارجي. ولكن هنا نصل إلى مسألة قدرة ترمب على تغيير أي واقع لا يعجبه.

أليست ثمة متغيّرات تفصيلية في حسابات الدول؟
أليست هناك دروس مستفادة... من رهان هنا، ومغامرة هناك، وخيبة أمل ما بين الاثنين؟ بل أليس ثمة ظروف طارئة لم يحسب حسابها كالكوارث الطبيعية مثلاً؟

ثم إن تعميم «التجربة الترمبية» عالمياً قد يكون سيفاً ذا حدّين. وبقدر ما يُمكن أن تعزّز تجارب بعض الحكومات، سواء في أوروبا أو في أميركا اللاتينية، خيارات واشنطن الحالية، فإن ظهور «مدارس» مُستنسَخة عن «ماغا» (إعادة العظمة لأميركا من جديد)، ومزايدة بعض مدّعي الانتماء إلى مدرسة «ماغا»، قد يفجّران تناقضات في دول ذات مجتمعات أقل قوّة ومرونة في استيعاب ما يستوعبه، أو استوعبه، المجتمع الأميركي.

من جهة أخرى، سواء نجح ترمب أم فشل بين الآن وموعد الانتخابات النصفية المقررة في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2026، يمكن أن يخلِّف كل من الفشل والنجاح تداعيات ذات أبعاد دولية.

وما يزيد المخاطر على هذا الصعيد، وبالأخصّ في «المناطق الساخنة» مثل أوكرانيا والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وتايوان، أن الرئيس الأميركي «رجل صفقات» يعتمد على ثقته بحدسه و«علاقاته العامة» أكثر من إيمانه بالسياسات الاستراتيجية الطويلة المدى.

ولهذا نجد أن الولاء المُطلق أو الصداقة الشخصية أو الشراكة المالية كانت المعايير التي اعتُمدت في تشكيل فريق معاونيه ومستشاريه ووزرائه، بعكس معظم أسلافه من الجمهوريين والديمقراطيين.
هذا يعني أن العديد من الملفات المُهمة سُلّمت لشخصيات يراها كثيرون مثيرة للجدل وقليلة الأهلية. بل أخذ بعضها يفقد ثقة بعض «القاعدة» الصلبة لآيديولوجيي يمين «ماغا» المتشدّد، ومنهم إعلاميون وحركيون، مثل ستيف بانون وتاكر كارلسون ونك فوينتس... وغيرهم.

أما في ما يخصّ الشرق الأوسط، وبالذات قضية فلسطين، فإن تعامل ترمب مع «الحالة الإيرانية» و«الحالة الإسرائيلية» أخذ يفرض نفسه على الجدل السياسي، أقلّه على الصعيد الإعلامي وفي وسائل التواصل الاجتماعي.

واللافت أن انتقادات «اليمين المسيحي الأبيض» الأميركي لسياسات بنيامين نتنياهو خرجت إلى العلن، وفي رأسها اتهام «اليمين المسيحي الأبيض» لنتنياهو - وأيضاً اليمين اليهودي الأميركي - بدفع واشنطن دفعاً إلى حرب مع إيران خدمة لأجندة الليكود وإسرائيل الخاصة!!

الأوضاع قد تختلف من حيث التفاصيل، لكنها لا تختلف كثيراً من حيث الجوهر في عدد من الدول الأوروبية، وفي مقدّمها بريطانيا، التي ربما تكون قد دخلت مرحلة «إعادة النظر» في حياتها الحزبية.
في بريطانيا، التي تقف حكومتها العمالية الحالية بلا تردّد مع إسرائيل، بدأ بالأمس «خلط الأوراق» في «معسكر اليسار» السياسي. إذ أُعلِن عن تأسيس حزب يساري يقوده الزعيم العمالي السابق جيريمي كوربن والنائبة زارة سلطانة المتعاطفان مع القضية الفلسطينية. وتلت هذه الخطوة بدايات إعادة اصطفاف في «معسكر اليمين»، حيث أسّس حزب يميني متطرّف جديد باسم «استعادة بريطانيا» (Restore Britain) يقف على يمين «حزب الإصلاح» المتشدد والمعادي للأجانب... الذي كان قد انشق بدوره عن حزب المحافظين. ل

ذا أزعم أن ما ستعيشه واشنطن حتى نوفمبر 2026، في غياب حلول حقيقية للأزمات الدولية، قد يؤسّس لتحوّلات وتغيّرات مهمّة خارج المشهد الأميركي. وأعتقد أن أخطر وقود هذه التحوّلات؛ التعصّب الديني والعداء العنصري والمآزق المعيشية!

الشرق الأوسط

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الانتخابات الولايات المتحدة انتخابات الأزمات ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة عالم الفن سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أسعار تذاكر كأس العالم 2026 تثير غضبا وخيبة أمل

سادت حالة من الغضب الشديد والإحباط بين عشاق كرة القدم من التكلفة الفلكية لأسعار تذاكر مباريات بطولة كأس العالم 2026 المقرر إقامتها الصيف القادم في الولايات المتحدة، المكسيك وكندا.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن أسعار تذاكر المباريات في دور المجموعات وصلت تقريبا إلى 3 أضعاف أسعار تذاكر النسخة السابقة التي أقيمت في دولة قطر عام 2022، في حين بلغت تذكرة المباراة النهائية 3119 جنيها إسترلينيا (4170 دولارا).

Now that the madness of last week has settled I think it’s important to highlight how obscene the ticket prices are for the World Cup next year. Not missed a home game since 2008. Barely missed an away game since Covid but likely to be priced out of The World Cup pic.twitter.com/LGIYMzsz8F

— Kev.I.N ???????????????????????????? (@KDAG91) November 25, 2025

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"فضيحة" تهدد مشاركة الأرجنتين في كأس العالم 2026list 2 of 2رفض مصري لأنشطة دعم "الشذوذ" في مباراة إيران بكأس العالمend of list

وأوضحت أن تكلفة تذاكر المباريات في هذه المرحلة المبكرة هي أعلى من راتب شهر كامل في بعض الدول الصغيرة، دون احتساب تكاليف السفر والإقامة.

أسعار تذاكر كأس العالم 2026 تثير غضبا وخيبة أمل

فعلى سبيل المثال، فهاييتي التي تُعد واحدة من أفقر دول العالم، يبلغ متوسط الأجر الشهري فيها 147 دولارا أميركيا، في حين وصل سعر أرخص تذكرة لمباراتها الأولى في كأس العالم بعد غياب دام 52 عاما، أمام أسكتلندا إلى 180 دولارا.

وإذا قرر شخص حضور المباريات الثلاث في دور المجموعات ضد أسكتلندا، البرازيل والمغرب فإنه سيدفع 625 دولارا، أي ما يزيد على 4 أشهر من راتب المواطن الهاييتي المتوسط.

وأشارت "بي بي سي" إلى أن هذه الأزمة التي تواجه عشاق كرة القدم في هاييتي، يعاني منها نظراؤهم في غانا الذين يبلغ متوسط الراتب الشهري هناك نحو 254 دولارا أميركيا.

وإن رغب مشجع لكرة القدم في حضور مباريات منتخب بلاده منذ المباراة الأولى إلى النهائي، فسيُنفق ما لا يقل على 5200 جنيه إسترليني (6953 دولارا) على التذاكر وحدها.

إعلان

وستزداد التكلفة على مشجعي كرة القدم بسبب التنقل بين المدن التي ستستضيف مباريات البطولة، (أتالانتا، ميامي، دالاس، بوسطن، نيويورك، نيوجيرسي، تورنتو، مكسيكو سيتي وبقية المدن).

وقد يصل تكلفة الرحلات طوال البطولة إلى 2600 جنيه إسترليني (3476 دولارا)، ومع إضافة أرخص تذاكر المباريات سيصبح الإجمالي 7800 جنيه إسترليني (10 آلاف و430 دولارا).

مجموعات كأس العالم 2026 (الجزيرة)

وعليه لا يرغب كثير من المشجعين في حجز تذاكر أدوار خروج المغلوب، وقد أجّلوا ذلك إلى حين التأكد من تأهل فرقهم، وحينها قد تكون الأسعار أعلى بكثير بحسب "بي بي سي".

وأبرزت الهيئة تصريحات بعض المشجعين البريطانيين الغاضبين من أسعار التذاكر، فقال بول كليغ وهو من إنجلترا "نخطط جميعا لمقاطعة المباريات بعد دور المجموعات. فكرة القدم ماتت".

وأضافت مواطنته آن-ماري كار "كأس العالم 2026 سيكون حكرا على القلّة، والرعاة، وصيّادي المجد الذين يملكون المال لحضور المباريات الكبيرة".

وترى مشجعة أسكتلندية أن أسعار التذاكر "ليست للجماهير الحقيقية، بل للشركات وكبار الشخصيات والرعاة. المشجع الحقيقي لا يستطيع تحمّل هذه الأسعار المبالغ فيها".

وتاليا أسعار تذاكر مباريات كأس العالم بالدولار الأميركي: مباريات دور المجموعات: من 140 إلى 256. مباريات دور الـ32: 235. مباريات دور الـ16: 295. مباريات دور الـ8: 680. مباريات نصف النهائي: 920. النهائي: 4185.

مقالات مشابهة

  • “أطباء حول العالم” التركية تعلن إعادة افتتاح مركز للعلاج الطبيعي في غزة
  • الهباش: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين تزيد موجة العنف
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • مصير إيطاليا في سباق التأهل إلى كأس العالم 2026
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • المفتي طالب: لبنان على لائحة الانتظار بانتظار نضوج التسويات
  • هل ينجح يزن النعيمات في صناعة المعجزة ويشارك بكأس العالم ؟
  • الأرجنتين تواجه خطر الاستبعاد من كأس العالم 2026
  • أسعار تذاكر كأس العالم 2026 تثير غضبا وخيبة أمل
  • حجز إعادة محاكمة 6 متهمين فى خلية المرج للحكم 9 نوفمبر