من مآسي مستشفيات غزة.. العمليات القيصرية دون تخدير
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
كشفت منظمة "أكشن إيد"، الثلاثاء، أن العمليات القيصرية للنساء يتم إجراؤها في مستشفيات قطاع غزة دون تخدير، أو أدوية مسكنة.
وأوضحت المنظمة غير الحكومية في تقرير صدر، الثلاثاء، بشأن الوضع الكارثي الذي تمر به مستشفيات القطاع بسبب العدوان المتواصل منذ 39 يوما، أن الطاقم الطبي العامل في مستشفى العودة، الذي يديره شريك منظمة أكشن إيد الدولية، قد أجرى 16 عملية قيصرية نهاية الأسبوع الماضي، في ظل ظروف قاسية وصعبة للغاية، إذ قاموا بتوليد ما بين 18 و20 طفلا يوميا، على الرغم من نقص الإمدادات الطبية الحيوية مثل التخدير.
وأشارت إلى أن المنشآت والمناطق المحيطة بها تتعرض لهجوم مكثف منذ يوم الجمعة، وخروج 22 من أصل 35 مستشفى في قطاع غزة عن الخدمة، بما في ذلك أكبر مستشفيين وهما الشفاء والقدس، بسبب القصف أو نفاد الوقود، وأصبح الناس محاصرين داخلها دون ماء أو طعام أو كهرباء بسبب استمرار القصف في المناطق المحيطة بها.
وأكدت أن الطاقم الطبي يستنفد محاولاته وطاقته لإبقاء 36 طفلا حديث الولادة على قيد الحياة، إذ توفي ما لا يقل عن 32 من مرضى المستشفى خلال الأيام القليلة الماضية، مع استحالة دفن الجثامين.
وأكدت أن الأطباء في قطاع غزة يعملون على توليد الأطفال، في مستشفى العودة الوحيد الذي يستطيع العمل في شمال غزة، رغم الصعوبات، بالاعتماد على البطاريات.
وأشارت إلى أن الأطباء يتفانون في دعم النساء الحوامل الهاربات من القصف من شمال قطاع غزة ومدينة غزة، في محاولة للبحث عن العلاج، وإيجاد مكان مناسب للولادة، بسبب إجبار جميع المستشفيات الأخرى في المنطقة على إغلاق أبوابها.
وقالت مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة أكشن إيد فلسطين رهام جعفري إن "آلاف النساء في غزة يخاطرن بحياتهن من أجل الولادة، ويخضعن لعمليات قيصرية وعمليات طارئة دون تعقيم أو تخدير أو مسكنات، ولا بد أن تتمتع النساء برعاية صحية جيدة والحق في الولادة في مكان آمن، وبدلا من ذلك، يتم إجبار النساء على إحضار أطفالهن إلى العالم وسط ظروف جهنمية تماما".
وأضافت: "تفتقر المستشفيات إلى الغذاء والماء والكهرباء والوقود، ويتوقف عدد متزايد منها عن العمل بشكل كامل. إلى متى سيتواصل تراكم الجثامين، وكم عدد الأطفال المستضعفين الذين سيتم فقدانهم قبل أن تنتهي هذه المعاناة؟ إن وقف إطلاق النار الفوري هو وحده الذي سيضمن دخول ما يكفي من الوقود والإمدادات الطبية إلى قطاع غزة وإيصالها إلى المستشفيات حتى تتمكن من البدء بتقديم الرعاية المنقذة للحياة مرة أخرى".
وأكدت أن المستشفيات ليست أهدافا، ولا ينبغي أبدا أن تكون أهدافا. تتمتع هذه الملاذات الآمنة بوضع محمي بموجب القانون الإنساني الدولي ويجب احترام ذلك.
وأكشن إيد هي منظمة دولية غير حكومية تأسست عام 1972 هدفها الأساسي العمل ضد الفقر والظلم في جميع أنحاء العالم.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مستشفى العودة قطاع غزة الجثامين شمال قطاع غزة وقف إطلاق النار القانون الإنساني الدولي إسرائيل فلسطين غزة مستشفيات مستشفى العودة قطاع غزة الجثامين شمال قطاع غزة وقف إطلاق النار القانون الإنساني الدولي شرق أوسط قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
"رماد الطناجر".. وسيلة "رغد" لتجسيد مآسي غزة تحت وطأة الإبادة
غزة - خاص صفا "فكرة الرسم بشحبار الطناجر بدأت أول مرة خلال نزوحنا إلى المواصي قبل سنة ونصف، لم أكن وقتها أملك أي من أدوات الرسم شيئًا، حتى قلم الرصاص، فكان لا بد من إيجاد بديل يفي بالغرض فكان الفحم". بهذه الكلمات تُلخص النازحة رغد بلال شيخ العيد تطويعها لما هو متاح في سبيل التعبير عن معاناة أهالي قطاع غزة تحت وطأة حرب الإبادة، بما تملكه من مهاراة الفن والرسم. على ناصية خيمة نزوحها غربي مدينة خان يونس حيث لا حياة هنا سوى أيدٍ نحيلة أذابها الجوع، تحاول بقدر استطاعتها توصيف الحال الذي وصلت إليه غزة بعد ما يقارب العامين من الزمان. لم تكن لوحات رغد خطوط عابرة، بل كانت تجسيد لما تعيشه وباقي الغزيين، في ظل أزمات متفاقمة تنهش أجسادهم دون نهاية قريبة تلوح بالأفق. واقع مؤلم رغد التي هجرتها آلة الحرب الإسرائيلية من مدينة رفح، عكفت بكل طاقتها على تجسيد واقع غزة في لوحاتها التي كانت تنبض بالألم، كي تُحاكي وجعها ووجع من حولها، بلغةٍ بصرية ترى فيها كل ما لا يُقال. تقول شيخ العيد لوكالة "صفا": "كان الفحم البديل الذي سيعطي نتيجة أقرب ما تكون لقلم الرصاص، فبدأت أستخدم آثار احتراق أواني الطهي، وحوّلتها إلى لوحاتٍ تحاكي واقع الحياة بعد الحرب". وتضيف "أخذتُ أبحث في البيئة المحيطة حولي عما يمكن أن يقوم مقام الألوان والفرشاة، ليساعدني في خلق صورة تُحاكي الواقع كما هو، فكان الفحم وبقايا احتراق أواني الطهي الوسيلة التي يمكن أن تعبر عنه مثل الألوان والفرشاة". لم تكن لوحات رغد تقليدية عابرة، بل هي شهادة حية على مآسي قطاع غزة ترى في إحداها وجوه أطفال ينتظرون طعامًا على أبواب التكيات، وفي ثانية مشهد من مجزرة دوّار الكويتي، وفي ثالثة، طفلٌ استشهد جوعًا شمال القطاع، توثّق بالفحم حياة عجزت الكاميرا عن التقاطها. حلم لا يتوقف تتابع "أغلب أعمالي تتحدث عن وجع الأمهات، وعيون الأطفال، وركام البيوت، وأجساد الجرحى، أحاول بلوحة واحدة إيصال كل ذلك، بصمتٍ يختصر الكلام". وتردف "كنت أدرس أنظمة معلومات حاسوبية، لكن في سنتي الأخيرة تعطل اللابتوب الخاص بي، بسبب النزوح المتكرر، فاضطررت لتغيير التخصص، واليوم أبدأ من جديد بدراسة اللغة الإنجليزية وآدابها". وتكمل حديثها "أرسم من الرماد، لأن هذا ما تبقى لي، أرسم لأنني لا أملك إلا هذا الشكل من الحياة". حياة النزوح والتشرد والنجاة بقطعة خبز في ظل خرب ضروس تعيشها رغد، إلا أنها تحتفظ بحلمها وتسعى لتحقيقه. تقول رغد: "أحلم بإقامة معرض فني خاص، تُعرض فيه لوحاتي التي رسمتها بشحبار الطناجر، لتكون شاهدًا على زمن عشنا فيه بلا أدوات، لكننا لم نتوقف عن الحلم".