يمانيون – متابعات
على رغم أن الموقف الرسمي الإماراتي المعلن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، إلا أن الموقف الحقيقي الذي تدعمه أبوظبي يسير في اتجاه آخر.

هذا الاتجاه يدعم فكرة استمرار الحرب بهدف القضاء على حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وباقي الفصائل الفلسطينية. تشير المعلومات إلى أن الأمر تجاوز التأييد إلى تقديم الدعم المالي.

ومع أن الإمارات، كدولة مطبّعة، تحاول تجنب ردة فعل الشارع العربي والإسلامي من خلال البيانات الداعية لوقف فوري لإطلاق النار، إلا أن ما تضمره يظهر من خلال مواقف أخرى وفي سياقات أخرى..

على سبيل المثال، وصفت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، ريم الهاشمي، في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، هجمات حركة حماس، (طوفان الأقصى) يوم السابع من الشهر الحالي ضد مواقع لجيش الاحتلال بـ”البربرية والشنيعة”، مشددة على أن “الإمارات تدينها بشدة”..

ولا شك أنّ هذا الموقف يتسق بشكل كبير مع الخطاب “الإسرائيلي”، ضدّ المقاومة الفلسطينية في غزة، إلى جانب أنه يتسق مع المواقف الغربية والأميركية التي تناولت في أكثر من مناسبة هذا الوصف لوسم المقاومة، ضمن محاولات “تجريم” المقاومة ضد الاحتلال “الإسرائيلي”..

في ذات السياق، نشر الكاتب الإماراتي سالم الكتبي مقالا في موقع إسرائيل هيوم الصهيوني ومما جاء فيه:.

“إن هذه الحرب ليست من أجل استئصال حركة حماس الإرهابية وغيرها من التنظيمات الفلسطينية فقط، بل من أجل استئصال كل الميليشيات من الشرق الأوسط، لأن انتشار هذه الميليشيات يغري الآخرين بتقليد نماذجها”..

وأضاف: “لم يكن العالم في حاجة إلى قيام جماعة الحوثي الإرهابية بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من اليمن باتجاه إسرائيل، ليدرك خطورة الميليشيات الإرهابية وما أحدثته من فوضى واضطرابات ناجمة عن هذه الظاهرة الكارثية، والتي يعد ما يحدث في غزة أحد آثارها”..

وبالنسبة إلى الإمارات، كدولة لا تؤمن بحرية الرأي، لا يمكن اعتبار ما تضمنه مقال الكتبي رأيا شخصيا للكاتب، خصوصا في قضية كهذه..

لكنَّ الأمر لم يتوقف عند المواقف الداعمة، بل تجاوزه إلى تقديم الدعم المالي المباشر للصهاينة، فعلى سبيل المثال، تبرع رجل الأعمال الاماراتي محمد العبار، المقرب من محمد بن زايد للكيان الصهـيوني بمبلغ 170 مليون دولار. وفق موقع “كلكالست” العبري..

أما أخطر أوجه الدعم الإماراتي للصهاينة فتمثل في استقدام قوات صهيونية إلى قواعد في مناطق يمنية تسيطر عليها الإمارات، لحماية الاحتلال من الهجمات القادمة من اليمن..

وفي هذا السياق، أكد المقدم بالقوات الإماراتية احمد البلوشي في منشور على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي وصول قوات إلى قواعد إسرائيلية في جزيرتي سقطرى ببحر العرب وميون بالبحر الأحمر..

كما اعتبر المقدم ذلك ضمن تحالف مشترك تحت اشراف امريكي لتأمين البحر الأحمر وباب المندب..

وتعتبر هذه التصريحات أول اعتراف رسمي بمشاركة إسرائيل بتحالف العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية منذ مارس من العام 2015..

في سياق متصل، لم تكتف الإمارات بوقوفها إلى جانب الاحتلال، بل وقفت ضد التحركات الشعبية الغربية المناهضة للقتل في غزة. حيث أكد رئيس لجنة الدفاع والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات، الدكتور علي راشد النعيمي، أن الأعداء استغلوا الحرب، وأن هناك فرقا بين حماس والشعب الفلسطيني.

مضيف: نحن بحاجة إلى أولئك الذين يؤمنون بالسلام في أوروبا والولايات المتحدة، وفي كل مكان؛ لمواجهة خطاب الكراهية الذي نراه في المظاهرات في باريس ولندن”..

وقال النعيمي: إسرائيل موجودة لتبقى، وجذور اليهود والمسيحيين ليست في نيويورك أو باريس، بل هنا في منطقتنا.. قاصدا هنا المنطقة العربية..

وبالنسبة إلى الموقف الرسمي الإماراتي الأخير المطالب بوقف الحرب، فليس أكثر من موقف للاستهلاك بعد المجازر الإسرائيلية في غزة، وإلا فقد عبر وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، عن تضامنه مع إسرائيل في اليوم التالي لعملية “طوفان الأقصى” خلال اتصال بزعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد..

وقال “لابيد” في تغريدة له على تطبيق التغريدات القصيرة «إكس»: تحدثت قبل قليل مع وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد، وأعرب وزير الخارجية بن زايد عن تضامنه مع إسرائيل، وشكرته على دعمه.

ـ تمويل اقتصاد حرب الكيان:.

في وقت سابق، نشر موقع thecradle الدولي تقريرا يتناول فيه كيف تمول دولة الإمارات وأنظمة التطبيع العربي الأخرى حرب إسرائيل على قطاع غزة وما تتضمنه من مجازر مروعة بحق المدنيين الفلسطينيين.

كما أبرز الموقع أن الإمارات والدول العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع تل أبيب تعد من بين المساهمين الرئيسيين بالمال في المجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي..

ووفق الموقع تتدفق الآن هذه المليارات العربية إلى الحرب العبثية التي تشنها دولة الاحتلال على الفلسطينيين في غزة والقدس والضفة الغربية..

كما يكشف تقرير صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية عن المكاسب المالية غير المتوقعة التي خلقها التطبيع لصناعة الأسلحة في دولة الاحتلال: في عام 2022 وحده، وجدت 24 بالمائة (ما يعادل 3 مليارات دولار) من الصادرات العسكرية الإسرائيلية طريقها إلى الدول العربية التي أقامت علاقات رسمية مع إسرائيل.

ويشكل هذا زيادة ملحوظة من 16.5 في المائة في العام السابق. وفي عام 2021، استحوذت البحرين والإمارات وحدهما على 7.5 بالمئة (853 مليون دولار) من صادرات الأسلحة الإسرائيلية..

أما على مستوى الجغرافيا، فتبرز الدول العربية الموقعة على اتفاقيات إبراهيم كثالث أكبر مجموعة من الدول المستوردة للأسلحة الإسرائيلية، بعد دول آسيا والمحيط الهادئ (30%) وأوروبا (29%)..

ويوضح ما سبق طبيعة الدور الهام الذي تلعبه هذه الدول العربية كمساهمين رئيسيين في المجمع الصناعي العسكري الإسرائيلي واقتصادها.

عرب جورنال / عبدالرزاق علي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الدول العربیة بن زاید فی غزة

إقرأ أيضاً:

خسائر ثقيلة لجيش الاحتلال في غزة.. كمائن ومعارك تطيح بعدة جنود في خانيونس

قتل جنديان من جيش الاحتلال وأصيب 11 آخرون في معارك وكمائن جنوب قطاع غزة.

وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، إن "النقيب (احتياط) تال موشفوفيتس، نائب قائد السرية في الكتيبة الهندسية 7086 التابعة للواء جولاني قتل جراء انفجار في جنوب قطاع غزة. وأصيب مقاتلون آخرون في الحادث".

وأضافت، أن "التحقيق الأولي كشف عن نصب خلية إرهابية كمينا للقوة وفتحت النار بعد تفجير العبوة الناسفة، حيث اتضح من التحقيق أن الخلية نصبت كمينا لقوة الخيالة وفتحت النار باتجاهها بعد تفجير العبوة الناسفة".

وفي حادث آخر قتل جندي في خانيونس دون إفصاح الاحتلال عن المزيد من التفاصيل.

وأمس الأحد، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مقتل قائد وحدة في الجيش خلال القتال في غزة.

والسبت، قتل رقيب (ميان) نعوم شمش، قائد فرقة في لواء كفير، سقط يوم السبت في جنوب قطاع غزة، كما قتل شمش، 21 عاما، من القدس، بنيران مضادة للدبابات في خان يونس. وأصيب جندي آخر بجروح طفيفة في الحادث، وفقا للصحيفة.

قبل نحو أسبوع ونصف قتل أربعة جنود من جنود الاحتلال في انهيار مبنى بني سهيلة بالقرب من خان يونس.

وبحسب إحصائيات الاحتلال فقد قتل 863 جنديا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بينهم 420 قتلوا بمعارك في قطاع غزة. وطبقا للمعطيات، فقد أصيب 5921 جنديا منذ بداية الحرب، بينهم 2687 خلال المعارك البرية في القطاع الفلسطيني.

وفي وقت سابق، ذكرت الكتائب أن مقاتليها تمكنوا عصر السبت، من استهداف دبابة "ميركفاه" بقذيفة "تاندوم" شمال مفترق أبو شرخ بمنطقة "البطن السمين" جنوب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

ولفتت "القسام" في بيان آخر، إلى أنه بعد عودة مقاتليها من خطوط القتال، أكدوا أنهم قنصوا سائق جرافة عسكرية إسرائيلية في شارع المنطار شرق حي الشجاعية بمدينة غزة بتاريخ 08-06-2025م.

والسبت، أفادت القسام أيضا بقتل وإصابة عسكريين إسرائيليين، في كمين مركب نفذه مقاتلوها بمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، في واقعة لم يعلق عليها أيضا جيش الاحتلال.

وارتفع عدد العسكريين الإسرائيليين القتلى منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى أكثر من 866، من بينهم 422 منذ بدء العملية البرية في 27 من الشهر ذاته.

وتشير المعطيات إلى إصابة 5 آلاف و930 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب بينهم 2693 بالمعارك البرية في قطاع غزة.

وتشمل المعطيات الضباط والجنود الذين قتلوا أو جرحوا في غزة والضفة الغربية ولبنان و"إسرائيل".

وخلافا للأرقام المعلنة، يُتهم جيش الاحتلال بإخفاء الأعداد الحقيقية لخسائره في الأرواح، خاصة مع تجاهل إعلانات عديدة للفصائل الفلسطينية بتنفيذ عمليات وكمائن ضد عناصره، تؤكد أنها تسفر عن قتلى وجرحى.

يأتي ذلك في سياق رد الفصائل الفلسطينية على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة، بدعم أمريكي، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 183 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

مقالات مشابهة

  • مجازر الاحتلال بحق الجوعى وجرائم الحرب الإسرائيلية
  • بث مباشر..أحمد موسى يرصد آخر تطورات الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • خبير دولي يكشف عن تداعيات الحرب الإيرانية – الإسرائيلية على اقتصاد العراق
  • الاحتلال يدرس مقترحا أمريكيا جديدا بشأن صفقة تبادل الأسرى في غزة
  • كيف نُنصف الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟
  • عاجل.. إيران تتوعد أمريكا بالرد إذا ثبت تورطها في الهجمات الإسرائيلية
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 55 ألفا و493 شهيدا منذ بدء الحرب
  • ما هي انعكاسات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية على غزة؟
  • خسائر ثقيلة لجيش الاحتلال في غزة.. كمائن ومعارك تطيح بعدة جنود في خانيونس
  • الأمم المتحدة: الحرب الإسرائيلية على غزة تسبّب "معاناة مرعبة وغير مقبولة"