مذكرة اعتقال فرنسية بحق بشار الأسد وشقيقه ماهر ومسؤولين كبار
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
أصدر قضاة فرنسيون أوامر اعتقال بحق رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وشقيقه ماهر، واثنين من كبار معاونيه، بتهمة تنفيذ هجمات بالأسلحة الكيماوية على مدينة دوما في الغوطة الشرقية، عام 2013.
وفي 21 أغسطس 2013، وقع هجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام (الغوطة الغربية)، أبرز معاقل الفصائل المعارضة آنذاك قرب العاصمة السورية، واتهمت المعارضة النظام السوري بتنفيذه.
وفي نهاية الشهر المذكور من ذلك العام، أعلنت الولايات المتحدة أنها على "قناعة قوية" بأن النظام "مسؤول" عن الهجوم الذي أوقع 1429 قتيلا، بينهم 426 طفلا.
كما نشرت الأمم المتحدة في 16 سبتمبر تقريرا لخبرائها الذين حققوا في الهجوم، تضمن حينها "أدلة واضحة" على استخدام غاز السارين.
ما تفاصيل المذكّرة؟وكان التحقيق في قضية "كيماوي دوما" عام 2013 قد فتح في مارس 2021، بناءً على شكوى جنائية قدمها "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" (SCM) وضحايا سوريون، بالاستناد إلى شهادات من ناجين وناجيات.
وحظيت الشكوى بدعم "الأرشيف السوري" و"مبادرة عدالة المجتمع المفتوح"، و"منظمة المدافعين عن الحقوق المدنية"، التي انضمت إلى التحقيق كأطراف مدنية، بالإضافة إلى أعضاء من "رابطة ضحايا الأسلحة الكيميائية" (AVCW).
وقال المدير العام لـ"المركز السوري للإعلام وحرية التعبير"، مازن درويش، الأربعاء، إن "إصدار القضاء الفرنسي أوامر اعتقال بحق رئيس الدولة بشار الأسد ورفاقه يشكل سابقة قضائية تاريخية".
وأضاف أنه "انتصار جديد للضحايا وعائلاتهم والناجين، وخطوة على طريق العدالة والسلام المستدام في سوريا".
"لقد كان لقضاة التحقيق في فرنسا كلمتهم في هذا النوع من الجرائم؛ لا أحد محصن. ونتوقع من السلطات الفرنسية أن تحترم معاناة الضحايا وحقوقهم إلى جانب قرار القضاء الفرنسي"، وفق ما تابع درويش في بيان.
وبالإضافة إلى بشار الأسد وماهر الأسد، القائد الفعلي لـ"الفرقة الرابعة مدرع"، صدرت مذكرات اعتقال بحق العميد غسان عباس، مدير الفرع 450 في "مركز الدراسات والأبحاث العلمية السورية".
إضافة إلى اللواء بسام الحسن، "مستشار الرئيس للشؤون الاستراتيجية" وضابط الاتصال بين القصر الرئاسي و"مركز البحوث العلمية"، وفقا لـ"المركز السوري".
"بعد تحقيق جنائي"ويأتي الإجراء القضائي الذي اتخذه قضاة التحقيق الفرنسيون في أعقاب تحقيق جنائي في الهجومين بالأسلحة الكيماوية في أغسطس 2013، من قبل الوحدة المتخصصة في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التابعة للمحكمة القضائية في باريس.
وبالإضافة إلى شهادات مباشرة واسعة النطاق من العديد من الضحايا، فإن الشكوى الجنائية، التي تأخذ شكل طلب مدني، تحتوي على تحليل شامل لتسلسل القيادة العسكرية السورية.
كما تضم تسلسل "برنامج الأسلحة الكيماوية التابع للحكومة السورية، ومئات العناصر من الأسلحة الكيماوية، وأدلة وثائقية، بما في ذلك صور ومقاطع فيديو"، حسب بيان "المركز السوري".
من جانبه، قال مؤسس "الأرشيف السوري"، هادي الخطيب: "نحن نرى موقف فرنسا، ونأمل أن تقوم بلدان أخرى قريبا بالأخذ بالأدلة القوية التي جمعناها على مدى سنوات، وأن تطالب بمحاسبة المسؤولين -رفيعي المستوى- عن ارتكاب هذه الجرائم جنائيا".
وأشار كبير المحامين الإداريين في مبادرة عدالة المجتمع المفتوح، ستيف كوستاس، إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها رئيس دولة في منصبه لمذكرة اعتقال في دولة أخرى، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأضاف: "هذه لحظة تاريخية. لدى فرنسا فرصة لترسيخ مبدأ عدم وجود حصانة لمرتكبي الجرائم الدولية الأكثر خطورة، حتى على أعلى المستويات".
"مذكرة سابقة"ويمكن للمحاكم في فرنسا استخدام مبدأ الولاية القضائية خارج الحدود الإقليمية للتحقيق في الجرائم الفظيعة الدولية المرتكبة على أراض أجنبية، ومحاكمتها في ظل ظروف معينة.
وفي قضايا سورية أخرى، أصدرت الوحدة المتخصصة في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التابعة لمحكمة باريس في وقت سابق، 7 أوامر اعتقال في قضايا مختلفة.
واستهدفت بها 7 مسؤولين كبار آخرين في النظام السوري، بما في ذلك الرئيس الحالي لمكتب الأمن القومي السوري، علي مملوك، وذلك في مارس الماضي.
وفي 19 أكتوبر الماضي، أصدر القضاء الفرنسي مذكرات توقيف دولية بحق 4 مسؤولين كبار سابقين في الجيش السوري يشتبه في مسؤوليتهم في قصف على درعا في عام 2017، والذي أدى إلى مقتل مدني فرنسي-سوري.
ومن بين المسؤولين الذين استهدفتهم مذكرات التوقيف، وزير الدفاع السابق فهد جاسم الفريج، المتّهم بـ"التواطؤ في هجوم متعمد ضدّ السكان المدنيين والذي يُشكّل بحد ذاته جريمة حرب".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأسلحة الکیمیائیة الأسلحة الکیماویة النظام السوری المرکز السوری بشار الأسد
إقرأ أيضاً:
بعد واقعة الميناء.. فرنسا تعلق على "بيع الأسلحة لإسرائيل"
قال وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكونرو، إن موقف فرنسا "واضح" بعدم بيع أسلحة لإسرائيل، وذلك بعد رفض عمال أرصفة في ميناء مرسيليا تحميل مكونات عسكرية كانت معدة للنقل بحرا إلى ميناء حيفا.
وقال لوكونرو في تصريج لقناة "إل سي إي" التلفزيونية الفرنسية: "موقف فرنسا لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا. ما من أسلحة تباع إلى إسرائيل، والسبب أن إسرائيل هي واحدة من المنافسين الرئيسيين للصناعات الفرنسية".
وأضاف أن ما يباع لإسرائيل هو فقط "مكونات" مخصصة "للقبة الحديدية"، في إشارة إلى المنظومة الدفاعية التي تحمي إسرائيل من الهجمات الصاروخية والمسيّرات، وأيضا "عناصر لإعادة التصدير".
و"في الحالة الثانية هناك أشياء ترسل إلى إسرائيل وتخضع لتدخل صناعي وغالبا ما يعاد تصديرها، أحيانا إلى فرنسا. وكل ذلك يخضع لمراقبة"، بحسب الوزير.
ويومي الأربعاء والخميس، رفض عمال أرصفة في ميناء مرسيليا تحميل مكونات عسكرية كانت ستنقل إلى إسرائيل، تشمل قطعا لأسلحة رشاشة تصنعها شركة "يورولينكس"، وذلك رفضا للمشاركة "في الإبادة المستمرة التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية" في غزة، حسبما أعلنت نقابة تمثلهم.
وغادرت السفينة الميناء الجمعة من دون تحميل الحاويات، وفق تصريح الشركة المشغلة للمرفق لوكالة "فرانس برس".
وصباح الجمعة، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في تصريح لمحطة "آر تي إل" الإذاعية: "نحن لا نقدم معدات عسكرية تستخدم في غزة"، لكنه لفت إلى وجود "استثناءين".
وأوضح: "إنها مكونات تسمح لإسرائيل بالدفاع عن نفسها، خصوصا مع القبة الحديدية"، وأضاف: "هناك معدات يمكن تجميعها في إسرائيل، لكنها مخصصة لإعادة التصدير".
ولفت إلى أنه "في حال استخدام المعدات العسكرية لشركة يورولينكس في غزة، فإن الشركة التي تصدرها ستكون في وضعية انتهاك للقانون".