الذكاء الاصطناعي يعيد الروح لأطفال غزة.. ماذا يقول «يوسف» أبو شعر كيرلي؟
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
«ابني يوسف شعره كيرلى وأبيضانى وحلو»، كانت وسيلة سيدة فلسطينية للبحث عن جثة ابنها داخل أحد مستشفيات خانيونس بعدما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأخضر واليابس في غزة، هدمت المنازل وقتلت أصحابها، تلك الكلمات التي علقت في أذهان العالم كله بعد استشهاد أشهر طفل فلسطيني، ما يزال الجميع يرددها بعد نحو شهر من استشهاده.
لم يكن الطفل يوسف أبو شعر كيرلي، كطفل عادي، بل أصبح أيقونة الصبر والنضال لأطفال غزة والعالم، ويرسمون صوره ويستخدمونه كأحد أشهر الأمثلة للتعريف بالقضية الفلسطينية وبشهداء غزة، الذين سقطوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، ليظهر مؤخرا، بالذكاء الاصطناعي موجها رسالة للعالم، فماذا قال؟
«أنا يوسف محمد حميد أبو موسى، عمري 7 سنوات، والدي طبيب فلسطيني، يعمل في قسم الأشعة بمستشفى ناصر في خانيونس القريب، وأمي مصرية فلسطينية، جدتي من الشرقية في مصر، تمكن والدي من الحصول على الجنسية المصرية من خلالها»، هكذا ظهر في صور وفيديوهات مصنوعة بتقنية الذكاء الاصطناعي، راويا قصته للعالم.
لم يتوقف «يوسف»، أبو شعر كيرلي، عند هذه العبارات بل عّرف العالم بقصته، قائلا: «حصلت أنا وإخوتي أيضا على الجنسية المصرية، لدي أخت اسمها جوري، وأخ اسمه حميد، أنا الأصغر، وفي 15 أكتوبر كان هناك قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، على مخيم نور الشام لللاجئين داخل مدينة طولكرم بالضفة الغربية، كان والدي يعمل مناوبة 24 ساعة بقسم الطوارئ بالمستشفى».
اللقاء الأخير بين الطفل يوسف أبو شعر كيرلي وأسرتهآخر لقاء جمع الطفل يوسف، بوالده وفق روايته بالذكاء الاصطناعي، أنه عانق والده، قائلا: «قبل والدي ما يغادر ناديت عليه وعلى أمي وإخوتي، أخبرتهم أنني أريد عناقا عائليا، لنقف جميعا معا ونعانق بعضنا البعض، ذهب والدي إلى عمله، وبعد ساعتين سمعنا صوت القصف، لم يكن منزلنا بعيدا، علم والدي فاتصل بأمي لكنها لم ترد، اتصل مرة أخرى ليسمع صراخا، فقد أبي أعصابه».
ركض الطبيب محمد حميد، إلى غرفة الطوارئ بمستشفى ناصر، ليسمع صراخ زوجته ونجله الآخر، وفق رواية «يوسف» بالذكاء الاصطناعي، قائلا: «حاول أبي تهدئتهم والتأكد من أنهم وأطفال أخيه بخير، ثم سأل أمي أين يوسف؟ فقالت إنها لا تعرف مكاني، ظل أبي يسأل عن مكاني، لكن لا أحد يجيبه، ثم ذهب إلى غرفة الإنعاش، ورأى طبيبا يعرفني ويعرفه، بمجرد رؤية الطبيب والدي لم يعرف ماذا يقول؟».
لحظات رعب عاشتها أسرة الطفل يوسف أبو شعر كيرلي، وفق ما ذكره بالذكاء الاصطناعي، قائلا: «ظل أبي وأمي يتساءلان أين يوسف.. عمره 7 سنوات أبيضاني وحلو وشعره كيرلي؟ وكان هناك مصورا فوتوغرافيا، وثق لحظات للمصابين، فتح كاميرته وأظهر الصور لأمي فتعرفت علي من ملابسي فأرادت أن تقبلني قبل أن أُدفن، فأنا يوسف كنت نور البيت والآن اطفأته، قدموني لله واحدا من الشهداء، وها أنا من جديد أخرج للعالم لأقول هناك 12 ألف شهيد، ونحن طيور الجنة، نقول أوقفوا هذه الوحشية».
الذكاء الاصطناعي يعيد الطفل يوسف أبو شعر كيرليالدكتور محمود ياسين، أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ، أكد لـ«الوطن»، أنه يمكن رسم صور الشهداء وإنتاج فيديوهات لهم، عن طريق تقنية الميتافيرس، عن طريق وضع صورة الشهيد وعمل أفاتار عليها نفس الشكل والمظهر الخارجي، ونفس مجسم الجسم، وهو ما حدث مع صور الطفل يوسف أبو شعر كيرلي: «ده بيتعمل بطريقة سهلة، خاصة للمؤثرين اللي أثروا في العالم، وهو وسيلة لخلق رأي عام عالمي مؤيد لغزة».
استخدام الذكاء الاصطناعي ورسم مشاهد تخيلية لشهداء الحرب على غزة لصناعة رأي عالمي، يحدث تفاعلا ضد العدوان الإسرائيلي مهم جدا، وفق محمد الحارثي، خبير تكنولوجيا المعلومات لـ«الوطن»: «يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الكبيرة المتعلقة بالصور الحقيقية الخاصة بآثار الدمار نتيجة القصف ولا سيما الشهداء، واستخدام تقنياته المتقدمة لإنشاء صور تبدو واقعية للشهداء، يمكن استخدامها لنشر رسالة تعكس الواقع وتأثيره والتي تؤيد القضايا الإنسانية والسلام على نطاق عالمي، ولزيادة الوعي العالمي بالألم والدمار والصراع».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الطفل يوسف أبو شعر كيرلي يوسف أبو شعر كيرلي الطفل یوسف أبو شعر کیرلی بالذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
تحذير من ضعف دقة الذكاء الاصطناعي لقياس النبض عند ارتفاعه
صراحة نيوز- كشف باحثون في جامعة بيليفيلد عن نقاط ضعف واضحة في تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة لرصد معدل النبض من تسجيلات فيديو للوجه، والمعروفة باسم rPPG (التصوير الضوئي عن بُعد).
وأوضحت الدراسة أن هذه التقنيات تقل دقتها بشكل حاد عند ارتفاع معدل ضربات القلب، رغم مقاومتها لتغيرات الإضاءة المنخفضة.
تعتمد التقنية على رصد التغيرات الطفيفة في لون الجلد الناتجة عن تدفق الدم، وتهدف إلى تسهيل التشخيص الطبي عن بُعد أو الكشف التلقائي عن التوتر.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن بعض القياسات غير صالحة للاستخدام في الطب الرقمي، ما يسلط الضوء على الحاجة لتحسين موثوقية ودقة هذه الطرق قبل الاعتماد عليها في مراقبة صحة المرضى عن بُعد.