الوحيد في غزة.. مستشفى حمد للأطراف الصناعية لم يسلم من الحرب
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
غزة- "دمار بيتي ولا المستشفى" بصوت ثابت قالها علاء الدالي، ليؤكد قيمة "مستشفى سمو الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية"، لديه ولدى غيره من حالات البتر وجرحى الحروب الإسرائيلية المتعاقبة على قطاع غزة.
ولم يكتف علاء (27 عاما) بتفضيل "مستشفى حمد" كما يسميه أهل غزة اختصارا، على بيته، بل اعتبر أن المستشفى أعاد له حياته من جديد وجعله قادرا على مواصلة مسيرته كرياضي.
وكانت مسيرة علاء الرياضية تكاد تتوقف، عندما أصيب في عام 2018 بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مشاركته في الفعاليات السلمية لـ"مسيرات العودة وكسر الحصار"، شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأسفرت إصابته عن بتر ساقه اليمنى.
ومستشفى حمد جهز بمواصفات عالية وعلى مساحة كبيرة في شمال مدينة غزة، بتمويل قطري، افتتح في عام 2019، ومزود بخبرات بشرية وبأحدث الأجهزة والتقنيات، وهو الوحيد في قطاع غزة، من حيث تقديم خدمات نوعية تتعلق بالتأهيل، والسمع والتوازن، والأطراف الصناعية.
خدمات نوعية مجانيةيصف علاء هذا المستشفى بأنه "مستشفى عالمي على أرض غزة"، ويقول لاعب المنتخب الفلسطيني للدراجات الهوائية "كنت من أوائل الأشخاص الذين استفادوا من تركيب طرف صناعي متطور في مستشفى حمد، وتلقيت خدمات متقدمة ومجانية بالكامل، وحتى المواصلات من مدينة رفح إلى المستشفى في مدينة غزة كانت مؤَمَّنة ذهابا وإيابا".
وتوقف المستشفى عن العمل، لخطورة المنطقة التي يقع بها وتعتبر أحد محاور التوغل البري لقوات الاحتلال، ما انعكس سلبا على علاء الذي كان على موعد في 15 من الشهر الماضي، لتركيب طرف صناعي جديد، بدلاً عن الطرف القديم.
ومنذ افتتاحه وحتى قبيل الحرب الإسرائيلية على غزة، لم ينقطع علاء عن التردد على المستشفى، ويعرف تفاصيله وتجول في مبانيه وساحاته، الأمر الذي جعله يقف مذهولاً -بحسب وصفه- من "أكاذيب الاحتلال وادعاءاته".
ويشير علاء بهذه الأكاذيب والادعاءات لما ورد في مؤتمر صحفي لمتحدث عسكري باسم جيش الاحتلال، عن وجود "نفق للمقاومة" داخل أسوار المستشفى، الأمر الذي فندته إدارة المستشفى والقائم عليه وأثبتت بطلانه.
ويعاني علاء حاليا من آلام ودم في الجزء المبتور من ساقه، ويشعر بقلق كبير على المستشفى من أن يناله دمار يعطل عمله، ويوقفه عن تقديم خدماته النوعية للمرضى والجرحى في غزة.
وبالنسبة لعلاء وغالبية متلقي خدمات مستشفى حمد، فإن أوضاعهم الاقتصادية لا تسمح لهم بتحمل تكاليف العلاج في مستشفيات خارج القطاع، حيث تتراوح كلفة الطرف الصناعي وما يسبق عملية التركيب من تأهيل وما يتبعها من متابعة من 20 إلى 30 ألف دولار.
وكما استعاد علاء شغفه الرياضي، ومكّنه الطرف الصناعي من استكمال مسيرته في ممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية، وشكل فريقا من ذوي البتر، ويمثل فلسطين في منتخبها الوطني لذوي الإعاقة، فإن لمحمد عليوة حكاية مشابهة، وقد أعاده الطرف الصناعي إلى ملاعب كرة القدم هو الآخر.
كان محمد (21 عاما) لاعبا بالأندية المحلية لكرة القدم، عندما أصيب وهو طفل في السادسة عشرة من عمره بعيار ناري غادر، أبعده عن الملاعب، قبل أن يتلمس طريقه نحوها من جديد، بطرف صناعي من مستشفى حمد. يقول للجزيرة نت "كل الأطباء والفنيين في مستشفى حمد قاموا بالواجب ولم يقصروا، وعاملوني باحترام شديد، وقدروا حالتي، ومنحوني الأمل من جديد".
من جانبه، يقول الدكتور أحمد العبسي رئيس قسم الأطراف الصناعية للجزيرة نت إن المستشفى يوفر أطرافا صناعية هي الأحدث والأكثر تطورا على مستوى العالم.
علاء ومحمد من بين 800 حالة بتر استفادت من تركيب الأطراف الصناعية، إضافة لـ61 حالة بتر طرف علوي، تم تركيب أطراف إلكترونية ذكية لها، بكلفة 15 ألف دولار للطرف الواحد، بإشراف وفد طبي قطري قام خلال آخر عامين بزيارات عدة للمستشفى لتدريب الطاقم الفلسطيني والمساعدة في تركيب هذه الأطراف.
كما قدم المستشفى منذ افتتاحه 250 جهازا تعويضيا مساعدا لمرضى العمود الفقري، وألف جهاز خاص بتقوية العظام لمرضى يعانون من الاعوجاج والشلل، وفقا للعبسي.
ويضيف العبسي إن حالات كثيرة بحاجة إلى صيانة، والكثير من هؤلاء اضطروا إلى الرجوع لاستخدام العكاز، بسبب توقف المستشفى عن العمل، جراء الحرب الإسرائيلية، التي أثرت على المرضى والجرحى السابقين، وحرمت الجدد منهم من الاستفادة من الرعاية والتأهيل.
الحاجة أشد بعد الحرب
وبدوره، يقدر المدير العام لمستشفى حمد الدكتور نور الدين صلاح، أن الآلاف من بين جرحى الحرب الحالية، سيكونون بحاجة ماسة لخدمات المستشفى، المتعلقة بمشكلات السمع للأطفال نتيجة قوة الانفجارات، وحالات الكسور والبتر.
وقبل اندلاع الحرب، كانت لدى المستشفى قائمة طويلة من المرضى والجرحى، للاستفادة من الخدمات عالية الجودة في 3 مجالات رئيسية، هي: التأهيل، السمع والتوازن، والأطراف الصناعية.
ولمواكبة الضغط المتوقع على المستشفى، وحاجة الآلاف من جرحى الحرب لخدماته، خاصة المتعلقة بالأطراف الصناعية، وهي الأكثر كلفة من باقي الخدمات، يدعو الدكتور صلاح "المانحين إلى تقديم يد العون والمساعدة لتسريع دمج الأشخاص ذوي البتر في المجتمع".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مستشفى حمد
إقرأ أيضاً:
محافظ الجيزة يتفقد مستشفى مبارك بمنشاة القناطر لمتابعة انتظام العمل
أجرى المهندس عادل النجار محافظ الجيزة جولة ميدانية لتفقد مستشفى مبارك المركزي بمنشأة القناطر وذلك للوقوف على مستوى الأداء والخدمة الطبية المقدمة للمرضى والتأكد من انتظام العمل بكافة الأقسام.
وذلك في إطار حرص محافظة الجيزة على دعم وتطوير القطاع الصحي والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
شملت جولة المحافظ المرور على أقسام الاستقبال والطوارئ والعناية المركزة ووحدة العناية المركزة للأطفال وقسم الأطفال المبتسرين، والصيدلية، والأماكن المخصصة لصرف الأدوية للمرضى.
وخلال الجولة ناقش المحافظ مع الدكتورة أمل رشدي مدير مديرية الشؤون الصحية بالجيزة ومدير المستشفى أبرز الاحتياجات والمتطلبات اللازمة لرفع كفاءة العمل داخل المستشفى إلى جانب بحث سبل استغلال الأماكن الفضاء غير المستغلة بالموقع، والتي تصلح لإقامة منشآت ومباني جديدة تخدم المرفق الطبي.
كما تابع المحافظ مدى توافر الأطقم الطبية والتخصصات المطلوبة لتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين بالإضافة إلى الوقوف على حجم توافر الأدوية والمستلزمات الطبية.
ووجه المحافظ مدير مديرية الصحة بضرورة دعم المستشفى بالأطقم الطبية والتخصصات المطلوبة، بما يضمن تقديم الخدمة الصحية للمرضى على الوجه الأكمل، مشددًا على أهمية الدور الحيوي الذي تؤديه المستشفى في تقديم الرعاية الطبية لقطاع عريض من المواطنين على مدار الساعة.
كما وجه المحافظ بسرعة البدء في أعمال الإحلال والتجديد لشبكة الصرف الصحي بالمستشفى للحفاظ على سلامة المنشآت والمباني القائمة.
وخلال جولته حرص محافظ الجيزة على التحاور مع عدد من المرضى وذويهم للاطمئنان على مستوى الرعاية الصحية المقدمة مؤكدًا على ضرورة استقبال جميع الحالات وتوفير الرعاية اللازمة لهم مع التشديد على حسن المعاملة والتيسير على المواطنين.
وفي هذا الإطار أكد المحافظ أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطوير منظومة الرعاية الصحية في مختلف المناطق، مشيرًا إلى أن المحافظة لا تدّخر جهدًا في متابعة الأداء وتقديم الدعم اللازم للارتقاء بالخدمة الصحية.