مستشفى الشيخ حمد للأطراف الصناعية.. أمل ينقطع بغزة وسط الحرب
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
«دمار بيتي ولا المستشفى» بصوت ثابت قالها علاء الدالي، ليؤكد قيمة «مستشفي الشيخ حمد بن خليفة للتأهيل والأطراف الصناعية» الذي أنشأته دولة قطر، لديه ولدى غيره من حالات البتر وجرحى الحروب الإسرائيلية المتعاقبة على قطاع غزة، وفق تقرير للجزيرة.
ولم يكتف علاء (27 عاما) بتفضيل مستشفى الشيخ حمد بن خليفة كما يسميه أهل غزة اختصارا، على بيته، بل اعتبر أن المستشفى أعاد له حياته من جديد وجعله قادرا على مواصلة مسيرته كرياضي.
وكانت مسيرة علاء الرياضية تكاد تتوقف، عندما أصيب في عام 2018 بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال مشاركته في الفعاليات السلمية لـ»مسيرات العودة وكسر الحصار»، شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأسفرت إصابته عن بتر ساقه اليمنى.
وقد جهز المستشفى بمواصفات عالية وعلى مساحة كبيرة في شمال مدينة غزة، بتمويل قطري، افتتح في عام 2019، ومزود بخبرات بشرية وبأحدث الأجهزة والتقنيات، وهو الوحيد في قطاع غزة، من حيث تقديم خدمات نوعية تتعلق بالتأهيل، والسمع والتوازن، والأطراف الصناعية.
يصف علاء هذا المستشفى بأنه «مستشفى عالمي على أرض غزة»، ويقول لاعب المنتخب الفلسطيني للدراجات الهوائية «كنت من أوائل الأشخاص الذين استفادوا من تركيب طرف صناعي متطور في مستشفى حمد، وتلقيت خدمات متقدمة ومجانية بالكامل، وحتى المواصلات من مدينة رفح إلى المستشفى في مدينة غزة كانت مؤَمَّنة ذهابا وإيابا».
وتوقف المستشفى عن العمل، لخطورة المنطقة التي يقع بها وتعتبر أحد محاور التوغل البري لقوات الاحتلال، مما انعكس سلبا على علاء الذي كان على موعد في 15 من الشهر الماضي، لتركيب طرف صناعي جديد، بدلاً عن الطرف القديم.
ومنذ افتتاحه وحتى قبيل الحرب الإسرائيلية على غزة، لم ينقطع علاء عن التردد على المستشفى، ويعرف تفاصيله وتجول في مبانيه وساحاته، الأمر الذي جعله يقف مذهولاً -بحسب وصفه- من «أكاذيب الاحتلال وادعاءاته».
ويشير علاء الى هذه الأكاذيب والادعاءات لما ورد في مؤتمر صحفي لمتحدث عسكري باسم جيش الاحتلال، عن وجود «نفق للمقاومة» داخل أسوار المستشفى، الأمر الذي فندته إدارة المستشفى والقائم عليه وأثبتت بطلانه.
ويعاني علاء حاليا من آلام ودم في الجزء المبتور من ساقه، ويشعر بقلق كبير على المستشفى من أن يناله دمار يعطل عمله، ويوقفه عن تقديم خدماته النوعية للمرضى والجرحى في غزة.
وبالنسبة لعلاء وغالبية متلقي خدمات مستشفى حمد، فإن أوضاعهم الاقتصادية لا تسمح لهم بتحمل تكاليف العلاج في مستشفيات خارج القطاع، حيث تتراوح كلفة الطرف الصناعي وما يسبق عملية التركيب من تأهيل وما يتبعها من متابعة من 20 إلى 30 ألف دولار.
كما استعاد علاء شغفه الرياضي، ومكّنه الطرف الصناعي من استكمال مسيرته في ممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية، وشكل فريقا من ذوي البتر، ويمثل فلسطين في منتخبها الوطني لذوي الإعاقة، فإن لمحمد عليوة حكاية مشابهة، وقد أعاده الطرف الصناعي إلى ملاعب كرة القدم هو الآخر.
كان محمد (21 عاما) لاعبا بالأندية المحلية لكرة القدم، عندما أصيب وهو طفل في السادسة عشرة من عمره بعيار ناري غادر، أبعده عن الملاعب، قبل أن يتلمس طريقه نحوها من جديد، بطرف صناعي من مستشفى حمد. يقول للجزيرة نت «كل الأطباء والفنيين في مستشفى حمد قاموا بالواجب ولم يقصروا، وعاملوني باحترام شديد، وقدروا حالتي، ومنحوني الأمل من جديد».
من جانبه، يقول الدكتور أحمد العبسي رئيس قسم الأطراف الصناعية للجزيرة إن المستشفى يوفر أطرافا صناعية هي الأحدث والأكثر تطورا على مستوى العالم.
علاء ومحمد من بين 800 حالة بتر استفادت من تركيب الأطراف الصناعية، إضافة لـ61 حالة بتر طرف علوي، تم تركيب أطراف إلكترونية ذكية لها، بكلفة 15 ألف دولار للطرف الواحد، بإشراف وفد طبي قطري قام خلال آخر عامين بزيارات عدة للمستشفى لتدريب الطاقم الفلسطيني والمساعدة في تركيب هذه الأطراف.
كما قدم المستشفى منذ افتتاحه 250 جهازا تعويضيا مساعدا لمرضى العمود الفقري، وألف جهاز خاص بتقوية العظام لمرضى يعانون من الاعوجاج والشلل، وفقا للعبسي.
ويضيف العبسي إن حالات كثيرة بحاجة إلى صيانة، والكثير من هؤلاء اضطروا إلى الرجوع لاستخدام العكاز، بسبب توقف المستشفى عن العمل، جراء الحرب الإسرائيلية، التي أثرت على المرضى والجرحى السابقين، وحرمت الجدد منهم من الاستفادة من الرعاية والتأهيل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة مستشفى حمد
إقرأ أيضاً:
جراحة دقيقة .. مستشفى قنا الجامعى يستخرج 58 حصوة بكلية مريض أربعينى
أعلن الدكتور حجاجي منصور، المدير التنفيذي لمستشفيات قنا الجامعية، نجاح فريق طبي متخصص بمستشفى المعبر الجامعي في إجراء عملية دقيقة لاستخراج 58 حصوة من الكلية اليسرى لمريض يبلغ من العمر 40 عامًا، وذلك باستخدام أحدث تقنيات مناظير الكلى المتقدمة.
وأوضح الدكتور مصطفى عبدالرازق، رئيس قسم المسالك البولية بمستشفى قنا الجامعى، بأن المريض وصل إلى المستشفى وهو يعاني من آلام متكررة وارتفاع في نسبة الأملاح، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبيّن وجود عدد كبير من الحصوات المتجمعة في حوض الكلية اليسرى، مما استدعى التدخل الجراحي الفوري للحفاظ على سلامة الكلية.
وتابع عبدالرازق، وتم تجهيز المريض للعملية وإجراء التخدير العام، ثم بدأ الفريق الطبي العمل بتقنية منظار الكلية عن طريق الجلد، وهي من أحدث الأساليب التي تسمح بإزالة الحصوات الكبيرة والمتعددة بدون فتح جراحي، وتم عمل فتحة جراحية صغيرة لا تتجاوز سنتيمترًا واحدًا للوصول إلى الكلية، ثم تفتيت الحصوات باستخدام تقنيات التفتيت الهوائي والليزر تبعًا لطبيعة كل حصوة.
وأشار رئيس قسم المسالك البولية بمستشفى قنا الجامعى، إلى أن العملية استغرقت ساعتين، تمكن خلالها الفريق الطبي من استخراج الحصوات كاملة مع التأكد من تنظيف حوض الكلية تمامًا لمنع تكرار المشكلة مستقبلًا، كما تم وضع أنبوب تصريف مؤقت لضمان خروج السوائل بشكل آمن بعد العملية، وخرج المريض من غرفة العمليات في حالة مستقرة، بينما تمت متابعة علاماته الحيوية داخل الإفاقة، وسط تحسن ملحوظ في حالته العامة ووظائف الكلى.
وأكد الدكتور محمد زين العابدين أبو الحسن، مدير مستشفى المعبر الجامعي، بأن هذا النجاح يعكس التطور الملحوظ في قدرات المستشفى وإمكاناتها الطبية، وأن المستشفى أصبحت قادرًة على تنفيذ تدخلات دقيقة في تخصصات متعددة بما يلبي احتياجات أهالي الصعيد ويعزّز جودة الخدمات الصحية المقدمة لهم.
ضم الفريق الطبي كلاً من: الأستاذ الدكتور مصطفى عبدالرازق، رئيس قسم جراحة المسالك البولية ، والدكتور عبدالرحمن محمود، مدرس مساعد جراحة المسالك البولية، والدكتور عبدالحميد صلاح، طبيب مقيم جراحة المسالك البولية، وشارك من قسم التخدير والعناية المركزة كلا من: الدكتور محمد رجب، والطبيبان المعتصم جعفر ، وطه الخطيب، فيما شارك من طاقم هيئة التمريض محمد عيد، وذلك في إطار منظومة العمل الجماعي داخل المستشفى.