تصعيد فنزويلي–أمريكي بعد احتجاز ناقلة نفط… وكولومبيا تدخل على الخط وتلوّح بخيارات دبلوماسية
تاريخ النشر: 12th, December 2025 GMT
صعّدت فنزويلا لهجتها تجاه الولايات المتحدة بعد احتجاز القوات الأمريكية ناقلة نفط قرب سواحلها، في خطوة وصفتها كراكاس بأنها «قرصنة بحرية صريحة» واعتداء مباشر يتجاوز القوانين الدولية.
ورأت الحكومة الفنزويلية أن هذا التحرك يمثل جزءًا من «نهج أمريكي للاستيلاء على النفط الفنزويلي» عبر فرض العقوبات ثم استخدام أدوات عسكرية لتنفيذها.
وأكدت أنها ستتابع القضية في المؤسسات الدولية المختصة، معتبرة أنّ الصمت على مثل هذه الممارسات سيمنح واشنطن مساحة أوسع للتصعيد.
وكانت القوات الأمريكية قد أعلنت، مساء الأربعاء، اعتراض ناقلة نفط تخضع للعقوبات بالقرب من المياه الفنزويلية.
ورغم تحفظها على الكشف عن تفاصيل العملية، أشارت وزارة العدل الأمريكية، عبر المدعية العامة بام بوندي، إلى أنّ السفينة كانت «تستخدم لنقل نفط محظور مصدره فنزويلا وإيران»، الأمر الذي يضعها – وفق القانون الأمريكي – تحت طائلة المصادرة والملاحقة.
وفي المقابل، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ توقيف الناقلة جاء «لأسباب أمنية كبيرة»، في إشارة إلى أن بلاده تنظر إلى هذه العمليات باعتبارها جزءًا من الحرب الاقتصادية ضد حكومتي فنزويلا وإيران.
غير أنّ فنزويلا اعتبرت هذه المبررات غطاءً سياسياً يهدف إلى تضييق الخناق على اقتصادها، خاصة في ظل التوترات التي تشهدها البلاد عقب الانتخابات الرئاسية لعام 2024، والتي فاز بها نيكولاس مادورو بولاية ثالثة وسط اتهامات واسعة من المعارضة بالتزوير.
وفي سياق متصل، دخلت كولومبيا على خط الأزمة، إذ كررت موقفها الرافض للاعتراف بنتائج الانتخابات الفنزويلية.
وقالت وزيرة الخارجية الكولومبية فيافيسينسيو، في مقابلة مع إذاعة «كاراكول»، إنّ بلادها ترى أنّ الحل الأمثل يتمثل في تشكيل حكومة انتقالية في فنزويلا تتيح إدارة مستقرة وتمنع مزيدًا من الانفلات الإقليمي. وأكدت أنه إذا قرر مادورو مغادرة السلطة والعيش في بلد آخر أو طلب الحماية، فإن كولومبيا «لن يكون لديها سبب لرفض ذلك»، ما فُهم على أنه تلميح لاستعداد بوغوتا لطرح مبادرات أكثر جرأة في المستقبل.
وأضافت الوزيرة أنّ حكومة بلادها ترى أن تهدئة التوتر في المنطقة تتطلب وقف التصعيد بين الولايات المتحدة وكاراكاس، مشددة على أن أي حلول يجب أن تكون جزءًا من إطار تفاوضي شامل يُلزم جميع الأطراف ويحافظ على الاستقرار الحدودي بين البلدين.
ومع تداخل الملفات النفطية والسياسية والانتخابية، تبدو الأزمة مرشحة لمزيد من التعقيد، خصوصًا أن احتجاز الناقلة قد يتحول إلى ورقة ضغط جديدة في العلاقات الأميركية–الفنزويلية، بينما تلعب كولومبيا دورًا متزايدًا في صياغة المشهد الدبلوماسي الإقليمي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فنزويلا الولايات المتحدة القوات الأمريكية كراكاس الحكومة الفنزويلية واشنطن وزارة العدل الأمريكية دونالد ترامب إيران بوغوتا
إقرأ أيضاً:
بلومبرغ: القوات الأمريكية اعترضت ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا واستولت عليها
أفادت وكالة "بلومبرغ" نقلا عن مصادر مطلعة بأن القوات الأمريكية اعترضت وصادرت ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة سواحل فنزويلا، في خطوة تمثل تصعيدا جديدا في حدة التوترات بين البلدين.
ولم تذكر المصادر اسم الناقلة ولم تكشف على وجه التحديد أين تم احتجازها، ولم يصدر عن البيت الأبيض أي تعليق فوري حول الواقعة، فيما أشارت الوكالة إلى أن شركة النفط الوطنية الفنزويلية PDVSA ووزارتي النفط والإعلام في فنزويلا امتنعت عن الرد على طلبات التعليق.
ونقلت الوكالة عن خبراء في مجال النفط قولهم: "معظم النفط الفنزويلي يتم تصديره إلى الصين، غالبا عبر وسطاء، وبخصومات كبيرة نظرا للمخاطر المرتبطة بالعقوبات، وعملية المصادرة قد تزيد من تعقيد قدرة فنزويلا على تصدير نفطها، إذ من المرجح أن تتردد شركات الشحن الأخرى في نقل شحناتها مستقبلا".
وتكثّف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطها على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، متهمة إياه بالإشراف على شبكة للاتجار بالمخدرات. ونفذ البنتاغون أكثر من 20 ضربة ضد سفن يُشتبه بتورطها في تهريب المخدرات في المياه القريبة من فنزويلا وكولومبيا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا. كما ألمح ترامب في عدة مناسبات إلى أن "أيام مادورو باتت معدودة"، مشيرا إلى احتمالية "توجيه ضربات برية داخل فنزويلا".
من جانبها، تصف حكومة مادورو التحركات الأمريكية بأنها محاولة للسيطرة على احتياطيات فنزويلا النفطية الهائلة.
وفي الأشهر الأخيرة، دعا مادورو المواطنين إلى التكاتف في مواجهة التهديدات الأمريكية والانضمام إلى كتائب شعبية في فنزويلا، كما قام بنشر قوات وسفن وطائرات ومسيرات على الحدود مع كولومبيا وبعض المناطق الساحلية.
ووفقا لـ "بلومرغ"، تسيطر شركة النفط الحكومية PDVSA على القطاع النفطي في البلاد، وتعمل مع شركاء دوليين، من بينهم شركة "شيفرون" الأمريكية، على عمليات الحفر في عدة مناطق من فنزويلا. وبموجب الترتيبات الحالية، تدفع "شيفرون" للحكومة عبر نسبة من النفط المنتج ضمن مشروعاتها المشتركة مع الشركة الفنزويلية، وذلك بموجب ترخيص من وزارة الخزانة الأمريكية يعفي الشركة من العقوبات