تجاوزت أصداء الاضطرابات إثر الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية الشرق الأوسط، وسط حالة من التردد بين حلفاء الولايات المتحدة المقربون فيما يتعلق بحدود حرية التعبير، بينما تتصاعد التوترات السياسية والعامة، بحسب ما ذكرت شبكة "ان بي سي نيوز" الأمريكية. 

يوم الاثنين الماضي، أقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وزيرة الداخلية سويلا برافرمان، بعد أيام من اتهامها للشرطة بالتساهل الشديد مع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.

وأدى رحيل برافرمان إلى تعديل وزاري شهد عودة غير متوقعة لرئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون كوزير للخارجية. وسيكون كاميرون الآن مسؤولا عن قيادة استجابة بريطانيا للحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، والتي ساعدت في تأجيج الاستقطاب في السياسة والمواطنين البريطانيين بشكل عام.

ونوهت الشبكة إلي أن مثل تلك الخطوات تدل علي أن ما يحدث في الشرق الأوسط يلقي بظلاله علي القارة العجوز، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا، حيث تعاني أوروبا من تخبط في تحديد موقفها من الحرب وسبل الاستجابة لها، بالإضافة إلي كيفية التعامل مع حقوق المتظاهرين الذين ساروا لأسابيع في شوارع أكبر المدن في القارة.

وقال لويجي سكازيري، الباحث البارز في مركز الإصلاح الأوروبي ومقره العاصمة البريطانية لندن، في تصريحات نشرتها "ان بي سي نيوز"، أن الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية تتسبب في استقطاب عميق للمجتمعات الأوروبية.

وبحسب مسؤولين بريطانيين، شارك 300,000 من المتظاهرين في مسيرة في العاصمة البريطانية للمطالبة بوقف حملة القصف الإسرائيلية علي قطاع غزة. ولكن قدر المنظمون عدد المشاركون بما يقرب من 800,000 شخصا. وكانت المسيرة التي نظمت يوم السبت الماضي سلمية بدرجة كبيرة.

وأوضح سكازيري إن ما يحدث في غزة سيكون له تأثير في جميع أنحاء الدول الغربية لأنه ينظر إلي الغرب على نطاق واسع على أنه "متواطئ" في سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

وتأتي الاضطرابات السياسية في بريطانيا في الوقت الذي شارك فيه نحو 180,000 شخصا في مسيرات في فرنسا، في حين كثفت السلطات الألمانية من جهودها للحد من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.

وفي ألمانيا، اشتكى المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين من أن الإجراءات الشرطية والسياسية القاسية قد حدت من جهودهم للاحتجاج.

ومن ضمن الإجراءات الشرطية والسياسية القاسية والقمعية، سمح مسؤولو برلين للمدارس بمنع الطلاب من ارتداء الألوان أو الأعلام الفلسطينية. وفي مدينة هامبورج الألمانية، تم حظر الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ثم السماح بها، مع تقييد علي عدد الأعلام.

وأشارت الشبكة إلي أن هناك القليل من الدلائل على تباطؤ هذه الانقسامات في أوروبا.

وقال سكازيري: "أعتقد أننا على الأرجح في بداية هذه الظاهرة وليس في نهايتها، وهذا بسبب أن الصراع لا يبدو أنه يظهر أي علامة على التباطؤ."

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل المقاومة الفلسطينية أوروبا بین إسرائیل والمقاومة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

وثائق مسربة تكشف طلب أميركا من حلفائها العرب عدم تحديد موعد نهائي لحل الدولتين

كشفت وثائق حصلت عليها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن الولايات المتحدة طلبت من حلفائها العرب عدم تحديد موعد نهائي لتنفيذ حل الدولتين بعد أن تضع الحرب في قطاع غزة أوزارها.

وورد في تلك الوثائق أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى لمنع حلفائها العرب من طرح رؤية بعيدة المدى لتسوية سلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد انتهاء الحرب في غزة، والاستعاضة عنها بإطار عام أضيق نطاقا تؤكد الصحيفة أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سترفضه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوتان: أوروبا تواجه حربا روسية هجينة في عام 2024لوتان: أوروبا تواجه حربا روسية هجينة في ...list 2 of 2فورين بوليسي: هذا الحزب يمكن أن يهز السياسة الألمانيةفورين بوليسي: هذا الحزب يمكن أن يهز ...end of list

وأشارت في تقرير لمدير مكتبها في الولايات المتحدة، جاكوب ماجد، إلى أن واشنطن ظلت، منذ بداية العام، تقود مجموعة اتصال من كبار الوزراء من السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية بهدف الدفع بخطة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.

وفي أبريل/نيسان، فرغ الوزراء العرب -في اجتماع للتنسيق كمجموعة بشكل مستقل عن الولايات المتحدة- من صياغة رؤيتهم لما بعد الحرب، والتي تضمنت اعترافا دوليا فوريا بالدولة الفلسطينية، وإنشاء قوة لحفظ السلام في الضفة الغربية والقدس الشرقية وإطلاق محادثات سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية على أن تستكمل خلال عامين، بما يؤدي إلى نقل السيطرة الإسرائيلية على معابر الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية، وفقا لمقاطع مسربة من الاقتراح حصلت عليها واشنطن.

وعلى الرغم من أن الإدارة الأميركية تدعم حل الدولتين الأوسع نطاقا الذي يحاول شركاؤها العرب الستة المضي قدما نحو تنفيذه، فإنها اعتبرت مقترحهم "غير واقعي إطلاقا"، وفق التقرير نقلا عن دبلوماسي عربي رفيع المستوى مطلع على الموضوع.

ووفقا للمصدر العربي، فإن وزارة الخارجية الأميركية أدركت أنها لا تستطيع ببساطة رفض الاقتراح العربي دون تقديم بديل، فصاغت سلسلة من المبادئ التي يمكن استخدامها كأساس لمواصلة المحادثات مع الشركاء في الشرق الأوسط.

وأقر المسؤول العربي أن المبادرة لم تكن أولوية قصوى بالنسبة لإدارة بايدن، التي تولي أهمية أكبر بكثير للتوصل أولًا إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى يضع حدا للحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ومع ذلك، فإن وثيقة وزارة الخارجية الأميركية التي تحمل عنوان "بيان مشترك حول مبادئ دعم مستقبل السلام للإسرائيليين والفلسطينيين" قد حظيت بموافقة البيت الأبيض، حسبما قال مسؤول أميركي، مضيفا أن واشنطن تستخدمها كأساس لمواصلة المحادثات مع حلفائها العرب، بما في ذلك الاجتماعات التي سيعقدها وزير خارجيتها أنتوني بلينكن في مصر وقطر والأردن مطلع هذا الأسبوع.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن الوثيقة تتشابه إلى حد كبير مع مبادئ ما بعد الحرب التي وضعها بلينكن في طوكيو في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 2023، رغم بعض الإضافات التي أدخلت عليها حيث تسعى الولايات المتحدة إلى أن تلتقي حلفاءها العرب في منتصف الطريق للتوصل إلى تفاهم.

10 مبادئ

وتتضمن الوثيقة التي حصلت عليها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" 10 مبادئ هي: دعوة المجتمع الدولي لدعم إعادة إعمار غزة، مع فتح المعابر إلى القطاع لضمان تدفق المساعدات دون عوائق، ورفض حكم الفصائل الفلسطينية المسلحة للقطاع، وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة دون أي تقليص لأراضيها أو احتلال عسكري أو تهجير قسري للفلسطينيين، وإعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية.

وتدعو المبادئ إلى استئناف مفاوضات الوضع النهائي بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، ودعم قيام دولة فلسطينية "مستقلة ومتواصلة جغرافيا وقابلة للحياة" على أساس خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، حسبما نصت عليه مبادرة السلام العربية.

وتعتبر تلك المبادئ أيضا أن إمكانية التطبيع بين إسرائيل والفلسطينيين مع إحراز تقدم ملموس نحو حل الدولتين، "مسار واعد" لتحقيق السلام والتكامل. كما ترفض الأعمال الأحادية الجانب من كلا الجانبين، مثل "توسيع المستوطنات…وتمجيد الإرهاب والعنف"، حسبما أوردت الصحيفة.

كما تدعو إلى الالتزام بالتعهدات التي توصلت إليها القمتان اللتان عقدتا العام الماضي في مدينتي العقبة وشرم الشيخ، ومناشدة السلطة الفلسطينية تنفيذ إصلاحات بعيدة المدى "تركز على الحكم الرشيد والشفافية ومكافحة الفساد، والتعليم وإصلاح الرعاية الاجتماعية".

مقالات مشابهة

  • بلينكن: المسؤولية ستكون على عاتق حركة الفصائل الفلسطينية إذا لم تقبل مقترحنا لوقف الحرب
  • ماذا قالت إسرائيل بعد مقتل 4 من جنودها في رفح الفلسطينية؟
  •  مجلس الأمن يتبنى قرارًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار في غزة
  • مجلس الأمن يصوت على مقترح بايدن لوقف الحرب بغزة.. والمقاومة تتمسك بشروطها
  • حرب الأيام الستة 1967 ومفهوم الأمن القومي العربي.. قراءة في كتاب
  • صحيفة أمريكية: الاستقالات في الحكومة الإسرائيلية تؤجج الاحتجاجاتالمطالبة بانتخابات مبكرة
  • طوفان الأقصى في شهره الثامن
  • وثائق مسربة تكشف طلب أميركا من حلفائها العرب عدم تحديد موعد نهائي لحل الدولتين
  • الدويري: استعادة الأسرى الأربعة لن تؤثر على مجريات الحرب والمقاومة ستستفيد منها
  • ضابط أميركي سابق: دعوى تدمير حماس هدف مضلل والمقاومة ستستمر