مساع إسرائيلية لاستقدام عمال من الهند بدلا من الفلسطينيين
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
بلغ حجم مجال البناء في إسرائيل بلغ 71 مليار دولار
بدأت الحكومة الإسرائيلية في سحب تصاريح العمل الممنوحة لآلاف الفلسطينيين عقب هجوم حماس الإرهابي في السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي وما تلى ذلك من قصف إسرائيلي على قطاع غزة.
وفي محاولة لسد الفجوة، أفادت تقارير بأن إسرائيل تعتزم توظيف عمال بناء أجانب ليحلوا محل 90 ألف فلسطيني كانوا يعملون في قطاع البناء في إسرائيل.
وأضافت التقارير أن جمعية البناء الإسرائيلية قد حثت الحكومة على اتخاذ خطوات لاستقدام مئة ألف عامل من الهند.
ونقلت إذاعة "صوت أمريكا" عن حاييم فيجلين، نائب رئيس جمعية بناة إسرائيل، قوله: "نتفاوض في الوقت الراهن مع الهند وننتظر موافقة الحكومة الإسرائيلية. نأمل في استقدام ما بين 50 ألف إلى 100 ألف عامل من الهند لشغل كافة الوظائف في مجال البناء حتى نتمكن من عودته إلى طبيعته".
مصير العمال الفلسطينيين؟
وتشير التقديرات إلى وجود قرابة 20 ألف عامل من الهند يعملون في إسرائيل خاصة في دور رعاية المسنين.
وفي ذلك، قال بي. آر. كوماراسوامي، الخبير في الشأن الإسرائيلي والأستاذ في كلية الدراسات الدولية بجامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، إن عدد العمال الأجانب في إسرائيل قد تضاعف رغم تصاعد العنف في السنوات الأخيرة.
وفي مقابلة مع DW، أضاف أن مجال توظيف العمال من الهند ونيبال وسريلانكا "كان ينحصر في إسرائيل على مجال الرعاية، لكن عملهم في مجال البناء يعد بالأمر الجديد نسبيا فيما يبدو أن الأمر يعود إلى تزايد العنف".
لكنه حذر من تداعيات استقدام إسرائيل عمالة أجنبية على سبل عيش العمال الفلسطنيين، قائلا: "في ظل نقص فرص عمل في الأراضي الفلسطينية، فإن الفلسطينيين يعتمدون بشكل كبير على سوق العمل الإسرائيلي. وسيؤدي تدفق المزيد من الأجانب أو انخفاض عدد العمال الفلسطينيين في إسرائيل، إلى زيادة معاناتهم".
بقاء عمال الهند
وفي السياق ذاته، قال مراقبون إن الحرب الراهنة بين إسرائيل وحركة حماس - المدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وألمانيا والعديد من الدول الأخرى - قد تشكل تهديدا على حياة العمال الأجانب في إسرائيل.
بدورها، قالت شيرلي بيني، التي تنحدر من ولاية كيرالا الهندية وتعمل في إسرائيل، إنه جرى نقل بعض العمال الهنود ممن يعملون في مجال تقديم الرعاية في إسرائيل إلى فنادق بسبب الوضع الأمني، مضيفة أن الخطر ليس بالأمر الجديد إذ لقيت شقيقة زوجها مصرعها عقب سقوط قذائف على مدينة عسقلان المتاخمة لقطاع غزة قبل ثلاث سنوات.
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من إعادة عمال فلسطينيين إلى غزة في ظل المخاطر الكبيرة جرّاء الحرب الدائرة في القطاع.
ورغم ذلك، تصر بيني على أنها لا تعتزم مغادرة إسرائيل، مضيفة "نسعى أن نكون في مأمن وتعيش بشكل طبيعي رغم أن الوضع متوتر في بعض المناطق مثل عسقلان حيث يعيش مقدمو الرعاية بأعداد كبيرة".
وفي مقابلة مع DW، أشارت إلى أن العديد من الهنود ممن يعملون حاليا في إسرائيل ابدوا استعدادا للبقاء رغم المخاطر الأمنية في مقابل الحصول على رواتب مغرية ومزايا أخرى قد لا تتوفر في بلدان أخرى.
ويتفق في هذا الرأي سولومون ميلاكادو الذي قدم إلى إسرائيل من الهند منذ أكثر من 16 عاما حيث يعمل في مجال تقديم الرعاية.
وفي مقابلة مع DW، قال "يُطلب من معظم العاملين في مجال الرعاية في إسرائيل رعاية شخص واحد فقط مقابل الحصول على راتب جيد. والآن يتم فتح مجالي البناء والضيافة أمامهم. إسرائيل تعد مكانا آمنا حيث اعترضت (منظومة) القبة الحديدية آلاف الصواريخ التي أُطلقت من غزة، مما أعطى الجميع إحساسا بالأمن".
مخاوف
ورغم تأكيد ميلاكادو على الوضع الآمن في إسرائيل، إلا أنه من اللافت أن الحديث عن رغبة إسرائيل في استقدام عمال من الهند لم يلق استحسانا من نقابات العمال الهندية التي قالت إن عمال البلاد سيكونون في "خطر شديد" في الوقت الراهن.
ورغم الغموض الذي يكتنف خطط استقدام عمال من الهند، إلا أن كبرى النقابات العمالية قد دعت الحكومة الهندية إلى رفض الطلب الذي تقدم به مسؤولي مجال البناء الإسرائيلي.
وفي هذا الصدد، حثت منظمة " فيرسكوير" البريطانية المعنية بحقوق الإنسان، الحكومة الهندية على عدم إرسال عمال الى إسرائيل لسد فجوة العمال الفلسطينيين الذين جرى طردهم، قائلة إن الخطوة سوف تكون "جائرة".
وفي بيان، قال مدير المنظمة، نيكولاس ماكجيهان، " يتعين على الهند - باعتبارها واحدة من أكبر الديمقراطيات في العالم - تكريس جهودها لضمان وقف إطلاق النار وليس الاستفادة من حالة العنف الراهنة".
خطوات حثيثة
يشار إلى أن حجم مجال البناء في إسرائيل بلغ 71 مليار دولار هذا العام مقارنة بالعام الماضي حيث بلع 37 مليار يورو وسط تقديرات بأن ينمو بمعدل نمو سنوي يتجاوز عتبة 2٪ بين عامي 2024 و 2027.
وتهدف الحكومة إلى تطوير البنية التحتية في مجالات النقل والطاقة إلى جانب بناء مشاريع سكنية جديدة.
وفيما يتعلق بالرد الهندي الرسمي على خطط استقدام المزيد من العمال إلى إسرائيل، اتسمت بيانات الخارجية الهندية بالغموض.
وفي ذلك، اكتفى أريندام باغشي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، بالقول بأن "عددا من العمال (الهنود) يعملون بالفعل في إسرائيل خاصة في مجال تقديم الرعاية. لقد ناقشنا إطارا ثنائيا بشأن مجالي البناء والرعاية. لكن هذه مبادرة طويلة الأمد، ولست على علم بتقديم طلبات محددة".
يشار إلى أن الإطار الذي تحدث عنه باغشي قد جرى التوقيع عليه بين الجانبين خلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين للهند في مايو / أيار الماضي وسط توقعات أن يمهد الاتفاق الطريق أمام استقدام 42 ألف عامل من الهند إلى إسرائيل خاصة في مجال البناء.
مورالي كريشنان – نيودلهي / م. ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الهند اسرائيل غزة الاقتصاد الاسرائيلي حماس الهند اسرائيل غزة الاقتصاد الاسرائيلي حماس العمال الفلسطینیین مجال البناء فی إسرائیل فی مجال
إقرأ أيضاً:
من مناجم الذهب إلى خزانة كل بيت ..كيف غير ليفي شتراوس العالم بالبنطال الجينز؟
ربما لا يخلو أي منزل اليوم من بنطال جينز واحد على الأقل، لكن القليل فقط يعرف القصة وراء هذا الاختراع الذي تجاوز حدود الموضة ليصبح رمزًا للثقافة الشعبية.
بدأت الحكاية في أمريكا القرن التاسع عشر، وتحديدًا مع رجل يدعى ليفي شتراوس، الذي لم يكن مصمم أزياء… بل تاجر أقمشة.
بداية القصة: مهاجر ألماني يبحث عن فرصةولد ليفي شتراوس في ألمانيا عام 1829، وهاجر إلى الولايات المتحدة في شبابه، حيث استقر في سان فرانسيسكو خلال فترة “حمى الذهب”.
كان يعمل تاجر أقمشة بسيطًا، يبيع السلع للمناجم والعاملين فيها، لكنه لاحظ شكوى متكررة من عمال المناجم: “البنطلونات تتمزق بسهولة ولا تتحمّل ظروف العمل القاسية”.
الفكرة الذهبية: بنطال يتحمل الشقاءاستغل شتراوس ملاحظته تلك، وبدأ في صناعة سراويل من قماش الخيام القوي (denim)، وأضاف إليها مسامير نحاسية في أماكن التمزق المعتادة لتقويتها.
وسرعان ما تحول البنطال الجديد إلى نجاح مدوٍ، خصوصًا بين عمال المناجم والحرفيين.
في عام 1873، حصل شتراوس بالشراكة مع الخياط جاكوب ديفيس على براءة اختراع أول بنطال جينز مدعم بالمسامير المعدنية، ليبدأ عصر جديد في تاريخ الملابس.
من ملابس العمال إلى أيقونة الموضةفي بداياته، كان الجينز مخصصًا فقط للعمال والطبقات الكادحة.
لكن في القرن العشرين، خاصة مع انتشار السينما الأمريكية، بدأ الجينز يتحول إلى رمز للتمرّد والحرية، خصوصًا عندما ارتداه نجوم مثل جيمس دين ومارلون براندو.
وفي العقود التالية، أصبح الجينز لباسًا عالميًا يرتديه الجميع: رجال، نساء، شباب، وحتى مشاهير وساسة.
إرث ليفي شتراوس: قطعة قماش… غيرت العالمرغم أن شتراوس توفي في عام 1902، فإن شركته Levi’s لا تزال قائمة حتى اليوم، وتحمل اسمه كواحدة من أكبر العلامات التجارية في عالم الأزياء. وما بدأ كحل عملي لمشكلة بسيطة، تحول إلى صناعة ضخمة بمليارات الدولارات