وثق التقرير الموحد عن الجريمة الصادر عن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية على مدى عشر سنوات (١٩٩٧-٢٠٠٦) ١.٢٨٥ جريمة قتل ترتبط بمثلث العلاقات العاطفية، والذى يشير إلى حادثة يتورط فيها أحد أطراف العلاقة فى علاقة عاطفية جديدة مع فرد آخر خارج العلاقة، وفى جرائم القتل التى تقع هنا يمكن أن تكون الضحية فردًا فى العلاقة الأصلية أو حبيبًا جديدًا.
ويشير مصطلح جرائم العلاقات العاطفية إلى الجريمة التى يتم ارتكابها تحت تأثير العاطفة والتطرف الشديد فى التعبير عن المشاعر، وتكون الدوافع لها فى الأغلب هى مشاعر قوية لها القدرة على إثارة مرتكب الجريمة تجاه الضحية لأنه لا يبادله نفس المشاعر، فتتطور المشاعر فى هذه الحالة إلى سلوك عدوانى وحب للتملك والسيطرة؛ يمكن أن تصل إلى اعتداء أو قتل.
وفى ظل ما شهدته مواقع التواصل الاجتماعى فى الفترة الأخيرة من نمو وانتشار إذ أصبحت من أهم التطبيقات الاتصالية على الإنترنت، إذ بلغ عدد مستخدميها على مستوى العالم بحلول عام ٢٠٢٣ ما يزيد على 4.7 مليار شخص بما يساوى 60% تقريبا من سكان العالم، وتتعدد هذه المواقع، وتتنوع وتختلف فيما بينها من حيث طبيعة عملها، وكيفية استخدامها، وسماتها، كما أنها تتباين من حيث مدى جماهيرية كل منها، ومن أمثلة هذه المواقع: موقع «تويتر» (Twitter) وموقع «ماى سبيس» (MySpace) وموقع « الفيس بوك» (Facebook)
وقد أتاحت مواقع التواصل الاجتماعى بما تدعمه من تطبيقات رقمية عديدة على شبكة الإنترنت، ومن تقنيات حديثة مثلتها الهواتف الذكية بأشكالها المتنوعة وإمكانياتها المتطورة؛ أتاحت لمستخدميها القدرة على تغطية الأحداث وتوثيقها بشكل فورى وبمرونة كبيرة وتكاليف بسيطة، واستخدامها لأغراض إخبارية، بحيث أصبح كل فرد قادرا على مشاهدة الحدث وتفسيره ونقله عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى ضوء ما تمكن من رصده وفهمه.
وقد تنوعت التأثيرات النفسية لاستخدام هذه المواقع فى المجتمعات الإنسانية، ومن هذه التأثيرات النفسية مستوى الخوف من الجريمة أو من الوقوع ضحية لها، ويصبح هذا الخوف من الوقوع كضحية أكثر وضوحًا فيما يتعلق بتعرض الفتيات فى مصر لأخبار جرائم العلاقات العاطفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لا سيما فى ظل ارتفاع مستوى الشغف العاطفى، ولا سيما أيضاً فى ضوء ما سبقت الإشارة إليه من اقتران ظهور مواقع التواصل الاجتماعى وانتشار استخدامها لأغراض إخبارية، بحيث أصبح كل فرد قادرًا على مشاهدة الحدث وتفسيره ونقله عبر مواقع التواصل الاجتماعى فى ضوء ما تمكن من رصده وفهمه؛ اقتران ظهورها بغياب الرقابة على هذا الاستخدام وتلاشى القيود المفروضة على حرية النشر بها.
فى هذا الإطار تبرز أهمية عملية التنشئة الاجتماعية للأفراد خلال المراحل العمرية المبكرة، بما تمثله التنشئة الاجتماعية من عمليات تجعل لدى الفرد القدرة على التعرض الانتقائى الواعى للمضامين الإعلامية المتنوعة، وتجعله مدركًا ومستجيبًا للمؤثرات الاجتماعية، وبما تشتمل عليه هذه المؤثرات من ضغوط نفسية، وما تفرضه من واجبات على الفرد؛ حتى يتعلم كيف يعيش مع الآخرين ويسلك مسلكهم فى الحياة بشكل متزن، والتنشئة الاجتماعية قد تقوم بها مؤسسات محددة، كالأسرة والمدرسة، وقد تتحقق بصورة أوسع وتمس المجتمع بكامله، كما هو الحال بواسطة وسائل الإعلام؛ لا سيما الرقمية منها؛ بما تحمله من مثيرات جذابة، ومؤثرات فاعلة، ومضامين تفاعلية وسهولة الوصول وغياب الرقابة، وبما تتضمنه من معلومات وخبرات وسلوكات تقدمها عبر أحداثها وشخصياتها بطريقة تستميل المستخدمين.
الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب- جامعة المنصورة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ومن الحب ما قتل د أحمد أحمد عثمان حكومة الولايات المتحدة الأمريكية علاقة عاطفية مواقع التواصل الاجتماعى
إقرأ أيضاً:
ورقة نقدية لميسي ورونالدو؟ حقيقة الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي
صراحة نيوز- أشعلت صور متداولة على منصات التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة خلال الأيام الماضية، بعد ظهور أوراق نقدية تبدو احترافية التصميم، إحداها تحمل صورة بطل العالم ليونيل ميسي على ورقة «١٠ بيزو» أرجنتينية، وأخرى للهداف كريستيانو رونالدو على ورقة «٧ يورو»، مما دفع الملايين للتساؤل: هل قررت الدول تخليد نجوم الكرة على عملاتها الرسمية؟
كشف التحليل الدقيق لتفاصيل الصور أن هذه الأوراق لا تتعدى كونها أعمالاً فنية تخيلية ضمن ما يعرف بـ«الفن الرقمي»، الذي يصنع تصاميم مستوحاة من الواقع دون أي قيمة قانونية.
فيما يخص ورقة «١٠ بيزو» المنسوبة للأرجنتين، رغم الأحاديث الطريفة عن احتمال وضع صورة ميسي على ورقة الـ«١٠٠٠ بيزو» بعد تتويجه بمونديال ٢٠٢٢، لم يصدر أي قرار رسمي بذلك. كما أن فئة «١٠ بيزو» فقدت قيمتها إلى درجة تجعل استخدامها تكريماً رمزياً غير منطقي اقتصادياً، ما يؤكد كونها مجرد تصميم فني.
أما ورقة «٧ يورو» التي تظهر عليها ملامح رونالدو، فهي مستحيلة قانونياً، إذ يلتزم البنك المركزي الأوروبي بنظام تصميمي صارم يعتمد على رسومات الجسور والنوافذ الرمزية، ويمنع ظهور صور أشخاص حقيقيين لتجنب الانحياز لأي دولة، إضافة إلى عدم وجود فئة نقدية بهذا الرقم أصلاً.
ومع أن العملتين المتداولتين غير موجودتين في الواقع، فإن التاريخ يحتفظ ببعض الأمثلة النادرة على ظهور نجوم رياضيين على عملات رسمية:
فيجي أصدرت عام ٢٠١٧ ورقة «٧ دولارات» احتفالاً بإنجاز منتخبها للرجبي في أولمبياد ريو.
بنك ألستر الأيرلندي طرح مليون ورقة «٥ جنيهات» تحمل صورة الراحل جورج بيست عام ٢٠٠٦.
سويسرا كسرت قواعدها وأصدرت عملات تذكارية تحمل صورة روجر فيدرير عام ٢٠٢٠، ليصبح أول شخصية حية تظهر على عملة رسمية سويسرية.
ورغم الإقبال الكبير المتوقع على مثل هذه الإصدارات لو كانت حقيقية، تظل أغلب البنوك المركزية في العالم متحفظة على وضع صور المشاهير لأسباب عدة، أبرزها الحفاظ على حيادية العملة، وتجنّب المخاطر المرتبطة بفضائح قد تطال الشخصيات المكرمة، إضافة إلى تفضيل الرموز التاريخية الثابتة على النجومية المتقلبة.