القوى الشيعية تصوغ معادلة سياسية جديدة بعد (الاعدام البرلماني) للحلبوسي
تاريخ النشر: 19th, November 2023 GMT
19 نوفمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: افاد تقرير بان القوى الشيعية القائدة للعملية السياسية في العراق، شرعت في مهمتها (المؤجلة) في تفكيك المحاور المضادة، وعزلها، او اهمال مطالبها، وتعطيل مشاريعها.
وكان اجتماع تحالف إدارة الدولة الذي عقد يوم الأربعاء 15 تشرين الثاني الجاري، على ما يبدو، بداية عهد جديد في الحرب المضادة على الخصوم، الذين تآمروا على القوى الشيعية، او حاولوا تقليل فرصها في تشكيل الحكومة، واستثمار الازمة في الحصول على مغانم ومكاسب في الميزانية والنفط.
وصوبت القوى الشيعية، أول سهامها نحو رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي حيث المعلومات تفيد بان اجتماع تحالف إدارة الدولة، نسف أي امل للحلبوسي في العودة إلى رئاسة البرلمان، بل يرجح القول ان القوى الشيعية قررت عزل الحلبوسي سياسيا، والفترة المقبلة كفيلة بتأكيد ذلك.
وما حصل في واقع الحال، هو عقاب مؤجل، فقد كان الحلبوسي جزءا من تحالف ثلاثي يتألف من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ومسعود بارزاني، رئيس الديمقراطي الكردستاني، حينها بذل هذا التحالف، الجهود الكبيرة اقليميا ومحليا من اجل تشكيل حكومة بعيدا عن القوى الشيعية الرئيسية.
ولم ينسحب من التحالف الثلاثي الا بعد قرار الصدر الانكفاء والانسحاب من العملية السياسية.
الحلبوسي بعد ذلك، انكفأ على الدعم الخارجي، بعدما فقد حليفه الصدر، وأشاع انه مدعوم تركيا وخليجيا وحتى إقليميا، من اجل تعويض خسارته للتحالف مع الصدر، وفي الجانب المقابل حاول التقرب من قوى الاطار الشيعي، وابدى في اكثر من مناسبة حالة من التملق والاسترضاء لكن ذلك لم يجد نفعا، لان القوى الشيعية صنفته خصما منافقا لا يمكن الوثوق به.
ومن الواضح أن القوى الشيعية القائدة للعملية السياسية، عاقبت رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي لتحالفه مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وبارزاني، حين حاولوا تشكيل الحكومة، وعزل القوى الشيعية والسنية الأخرى.
ومن المتوقع ان تستمر هذه الاستراتيجية، لعزل الحلبوسي سياسيا بشكل نهائي والضغط على القوى السنية بهذه الاتجاه، بل وقد تصل العقوبة إلى منع تحركاته وأسفاره، بعد فتح ملفات الفساد والابتزاز والتزوير المتورط بها.
وتأتي هذه الإجراءات العقابية في إطار سعي القوى الشيعية في العراق، إلى المسك بأطراف اللعبة، لاستباق اي محاولات لعرقلة الانتخابات، عبر الدعوات إلى مقاطعتها.
ويرى مراقبون أن القوى الشيعية في الاطار التنسيقي لا تزال هي صاحبة القرار في العراق، وأنها تتجه لمعادلة سياسية جديدة، تصعد فيها قوى سنية حليفة إلى مركز القرار، بدلا من الحلبوسي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
اليمن يفرض معادلة الردع والعرب يحتفلون بالمهزوم ترامب
يمانيون/ تقارير أثبت اليمنُ أن معادلته القتالية لم تكن فعلًا عبثيًّا ولا مغامرة غير محسوبة، بل جاءت كتجسيدٍ عملي لوعي عسكري واستراتيجي متقد، مرتبط بسلوك العدوّ الصهيوني وداعمه الأمريكي؛ “وشمائلٌ شَهِدَ العدوُّ بفَضْلِها.. والفضلُ ما شَهِدَتْ به الأعداءُ”.
جديد ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، مؤكدةً في تقريرها أن اليمن بات الرقم الأصعب في استراتيجية المواجهة ومعادلة الصراع، لا سيَّما في أعالي البحار، بعد أن تحول إلى كابوسٍ يؤرق حاملات الطائرات الأمريكية.
تقرير الصحيفة كشف تفاصيل صادمة عن الفشل العسكري الأمريكي في اليمن، حيثُ لم تستطع واشنطن رغم تفوقها التكنولوجي والجوي، أن تفرض سيطرتها أو حتى تحقّق تقدمًا ملموسًا، رغم شنّها حملة عسكرية واسعة بأوامر مباشرة من الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”.
وفيما كان ترامب يبحث عن نصرٍ سريعٍ، واستعراض عسكري يعزز مكانته السياسية، تؤكد الصحيفة على لسان مسؤولين أمريكيين، أنه تلقى صدمات متتالية: “إسقاط سبع طائرات بدون طيار طراز MQ-9 في شهرٍ واحد، وتعرّضت طائرات F/A-18 وF-16 وحتى F-35 لتهديدات جدية من الدفاعات اليمنية، وإصابة سفن حربية بينها حاملة طائرات، مع استنزاف الذخائر الأمريكية المتطورة”.
كُلّ ذلك دفع ترامب إلى السأم من استمرار العمليات، ليأمر بوقفها، كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية، وكأن اليمن قد تحوّل إلى “فيتنام مصغّرة” لا تقبل الانكسار.
لم تكن الحملة الأمريكية مجرد ضغوط سياسية لثني اليمن عن إسناد غزة، بل انخراط عسكري واسع اعتمد على حاملتي الطائرات “كارل فينسون” و”هاري ترومان”، ومناورات بحرية ضخمة.
إلا أن النتيجة كانت خيبة استراتيجية مدوية، حتى أن خطة القيادة المركزية الأمريكية بتمديد العمليات لثمانية أشهر وتصفية قادة يمنيين، باءت بالفشل الذريع، فالصواريخ لم تتوقف، والمسيّرات واصلت التحليق، وأجهزة الاستخبارات لم تستطع سوى الإشارة إلى “بعض التراجع” المؤقت في قدرات من أسمتهم “الحوثيين”، الذين سرعان ما أعادوا بناء أنفسهم، بل وطوروا من قدراتهم -بحسب نيويورك تايمز.
ومع تصاعد الفشل، لجأت إدارة ترامب إلى وساطةٍ عمانية سريعة أخرجتها من الورطة، مقابل موافقة يمنية بعدم استهداف السفن الأمريكية، لتتجلى هزيمة ترامب في أوضح صورها: “انسحابٌ شبه معلن، وتراجع تحت الضغط، وتفاوض من موقع ضعف”.
وفي خطوةٍ لامتصاص الهزيمة، لجأت وزارة الدفاع الأمريكية إلى تبديل قاذفاتها الاستراتيجية من طراز “بي-2” إلى “بي-52” في قاعدة “دييغو غارسيا” في المحيط الهندي، في محاولةٍ لإعادة التوازن، بعد استنزاف الذخائر والقلق المتزايد من الدخول في مواجهةٍ موازية مع الصين.
تقرير “نيويورك تايمز” لم يكن مجرد تسريب أمني، بل فضيحة سياسية تُعرّي حقيقة المشهد، فاليوم ترامب لم يأتِ إلى السعودية وبعض الدول العربية حبًا، بل -ووفقًا لرؤية ترامب- فهم البقرة الحلوب التي تمنح بلا شروط.
لذلك، فإن زيارته للخليج، لم تكن إلا محاولة لجني الأرباح ولابتزاز ثلاثة تريليونات دولار لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي المترنح، فبالأمس صرح بالقول: إن “ما تقدمه السعودية والإمارات وقطر للولايات المتحدة هو بادرة تقدير لدور الولايات المتحدة في حمايتها”، مضيفًا “نحن نُبقي هذه الدول آمنة ولولا أمريكا لما استمر وجودها على الخريطة”.
وفي لحظة تكشّف الحقائق، بدا ترامب موظفًا صغيرًا لدى الصهيونية العالمية، يلتف على العرب ليحصل منهم على العقود والصفقات، بينما يُفكّر في كيفية التعامل مع التهديد اليمني الذي عجز عن احتوائه، رغم الدعم غير المسبوق من حلفائه.
اليوم، لم يعد البحر الأحمر ممرًا آمنًا للأساطيل، ولم تعد سماء الجزيرة العربية مفتوحة بدون ثمن؛ فاليمن كتب معادلة جديدة مفادها: لن تُبحر سفينة إلا بإذن، ولن تحلّق طائرة إلا بمجازفة، والولايات المتحدة، بكل هيبتها، خرجت من المعركة بلا مكاسب، وربما بخسائر استراتيجية آثارها ستمتد، ولا يزال الأعراب يتهيبون من أمريكا.
نقلا عن المسيرة نت