عربي21:
2025-07-05@10:58:31 GMT

بين المقاومة وتشي جيفارا وأمثاله

تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT

في عالم التسلط والتجبر والبلطجة، يغدو المقاومون لهذا كله أيقونات ورموزاً، ليس في عصرهم فحسب، وإنما لعصور قادمة، مما يعني إضافتهم رصيداً وذخيرة للتاريخ المقاوم للهيمنة، والتجبر والوحشية. هذا ما حدثنا عنه التاريخ، وهذا ما نعيشه حين نستشهد بأولئك المقاومين على مدى التاريخ، الذين يشحنون أصحاب الهمم العالية في الصمود والتصدي، والصبر والمصابرة، وعدم التخلي عن المبادئ والقيم، مهما استشرس العدو.

فلا زلنا نستذكر الصحابة رضوان الله عليهم، الذين دكّوا عروش أعظم إمبراطوريتين في التاريخ فارس والروم، وهم لا يملكون شيئاً مما حازته تلك الإمبراطوريات من إمكانيات وقدرات، لكنها العقيدة والاستمساك بالمبادئ والقيم التي جعلتهم يتفوقون بها على عدوهم، وهو ما حصل مع مقاومين آخرين على مدى التاريخ وإن كان بدرجات متفاوتة بكل تأكيد.

اليوم يتكرر هذا الصمود للمقاومة الفلسطينية مع عجز الكيان الصهيوني على هزيمة المقاومين في وسطه، والذين تربوا في سجنه. فاليوم تصنع المقاومة في غزة بصمودها وثباتها، أيقونات حقيقية ليس لها فحسب، وإنما للمسلمين والإنسانية والتاريخ، تصنع أيقونات يضافون إلى أيقونات تاريخية في مقاومة البغي والتسلط والهمجية والاحتلال، أيقونات تثبت كل لحظة قدرتها على التفوق الأخلاقي والقيمي، وحتى العسكري والأمني على عدوها، وتثبت معه من جديد أن سقف الذكاء ليس ما يقرره ويمارسه الاحتلال، وسقف السلاح النوعي ليس سقفاً لهزيمة المقاومين، فلدى المقاومة سقوفها الخاصة في مواجهة الغزاة والمعتدين.

خروج الملايين من المتظاهرين في الغرب تنديداً بجرائم الكيان الصهيوني ودعماً لأهلنا في غزة يؤكد أن العالم كله، غربيه قبل شرقيه، قد طفح به الكيل في التغطية والتستر على جرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة لعقود، ويثبت هذا الخروج من جديد تعطش العالم كله إلى أيقونات تقاوم هذا الاحتلال، وتقف في وجهه وقد كان ذلك، فنحن نسمع عن تحول رموز المقاومة الفلسطينية لأيقونات من أمثال تشي جيفارا.

خسر الكيان الصهيوني الكثير من مغامراته، وخسرت معه القوى الغربية التي راهنت على انتصاره في عدوانه الكثير، وظن هذا الكيان ومن وراءه أن فلسطين اليوم هي نفسها عام 1973 أو 1967 أو 1948، وظن الاحتلال أن آباءه المؤسسين لهذا الكيان المجرم هم أنفسهم قادة الاحتلال الصهيوني اليوم، لكن الفرق كبير وشاسع، والهوة كبيرة بين الزمنين، فلم تعد فلسطين وشبابها هم أنفسهم، بعد أن اعتمدوا على أنفسهم، ثم على الله، ومعهم دعم أمتهم المسلمة، في هزيمة هذا الكيان الصهيوني، على الرغم من تواطؤ الجيوش العربية على القضية الفلسطينية.

هذه الرمزيات الفلسطينية التي صنعها صمود غزة ألقت بتداعياتها المباشرة حتى على صنّاع السياسة في العالم العربي من خلال فرْملة التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ والذي وصل تطبيعه إلى العظم بزيارات قادة هذا الكيان إلى السعودية، ليتراجع اليوم السيد عبد الإله بنكيران، رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية سابقاً، عن خطأ حزبه في دعم التطبيع، وهو الأمر الذي سيعني تجمد عملية التطبيع لدى متحمسي الليكود العربي ربما لسنوات، ليس لعدم قناعتهم بها، وإنما لأن الظروف التي صنعتها غزة والمقاومة ستفرض على هؤلاء المطبعين وداعمي التطبيع الفرملة، فتسونامي غزة سيلقي بتداعياته على الثورات العربية وربيعها، وهو ما يستلزم تراجع مشروع الثورات المضادة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية المقاومة غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

المقاومة تستهدف الاحتلال في غزة بعمليات متنوعة

أعلنت سرايا القدس وكتائب القسام اليوم الخميس تنفيذ سلسلة عمليات استهدفت مواقع وتجمعات لجيش الاحتلال في مناطق عدة بقطاع غزة، وأكدتا وقوع إصابات مباشرة في صفوف قواته وآلياته.

وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها قصفت بصاروخ مقرا للقيادة والسيطرة لجيش الاحتلال في محيط مسجد خضرة شمال مدينة خان يونس جنوبي القطاع، مؤكدة تحقيق إصابة مباشرة.

وفي منشور على تليغرام بثت السرايا مشاهد مصورة أظهرت تفجير آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة من نوع "زلزال 4" المضادة للدروع في حي التفاح شرق مدينة غزة.

وفي عملية أخرى، أوضحت سرايا القدس أن مقاتليها تمكنوا صباح أمس الأربعاء من تفجير جرافة عسكرية إسرائيلية بواسطة عبوة مزروعة مسبقا أثناء توغلها في مربع الهدى بحي الشجاعية شرق غزة "مما أدى إلى إعطابها".

كما أعلنت أيضا تنفيذ قصف مشترك مع كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية استهدف تحشدات الجيش الإسرائيلي المتمركزة في شارع البداو بمنطقة السطر الغربي شمال خان يونس بوابل من قذائف الهاون من عيار 60 ملم، دون تحديد موعدها.

وفي السياق نفسه، أفادت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في منشور على تليغرام اليوم باستهدافها ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" أمس في شارع المجمع الإسلامي بمدينة خان يونس، مشيرة إلى اشتعال النيران فيها وهبوط مروحيات إسرائيلية لإخلاء الموقع.

وكثفت فصائل المقاومة في الأسابيع الأخيرة نشر مشاهد مصورة لعملياتها ضد القوات والآليات الإسرائيلية في شمالي القطاع وجنوبه، في حين ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن 30 ضابطا وجنديا قتلوا في قطاع غزة -بينهم 21 قتلوا بعبوات ناسفة- منذ استئناف إسرائيل الحرب في 18 مارس/آذار الماضي.

وتأتي هذه العمليات ضمن رد فصائل المقاومة على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

وخلّفت الإبادة أكثر من 192 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين -بينهم أطفال- فضلا عن دمار واسع.

مقالات مشابهة

  • غزة.. وجهٌ آخر للنصر
  • الخارجية الإيرانية: الخزي والعار على الكيان الصهيوني وحماته بسبب عدوانه على المدنيين الايرانيين
  • “القسام” تستهدف دبابة وموقع قيادة وسيطرة للعدو الصهيوني بغزة
  • 4 هواتف صدمت المستخدمين في بدايتها وأصبحت أيقونات تصميمية
  • المقاومة الفلسطينية في الضفة تنفذ 14 عملاً مقاوماً للعدو الصهيوني
  • كتائب القسام تقصف بالهاون تحشدات للعدو الصهيوني شمال خان يونس
  • المقاومة تستهدف الاحتلال في غزة بعمليات متنوعة
  • على صفيح ساخن .. تطورات العدوان الصهيوني على غزة واستهداف محور المقاومة
  • العدو الصهيوني يعترف: “حماس” فكت شيفرة تحركات الجيش في غزة وتصطاد الجنود كـ “البط”
  • “الأورومتوسطي”: الكيان الصهيوني حوّل غالبية مناطق غزة إلى أراضٍ مدمّرة غير قابلة للحياة