بين المقاومة وتشي جيفارا وأمثاله
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
في عالم التسلط والتجبر والبلطجة، يغدو المقاومون لهذا كله أيقونات ورموزاً، ليس في عصرهم فحسب، وإنما لعصور قادمة، مما يعني إضافتهم رصيداً وذخيرة للتاريخ المقاوم للهيمنة، والتجبر والوحشية. هذا ما حدثنا عنه التاريخ، وهذا ما نعيشه حين نستشهد بأولئك المقاومين على مدى التاريخ، الذين يشحنون أصحاب الهمم العالية في الصمود والتصدي، والصبر والمصابرة، وعدم التخلي عن المبادئ والقيم، مهما استشرس العدو.
اليوم يتكرر هذا الصمود للمقاومة الفلسطينية مع عجز الكيان الصهيوني على هزيمة المقاومين في وسطه، والذين تربوا في سجنه. فاليوم تصنع المقاومة في غزة بصمودها وثباتها، أيقونات حقيقية ليس لها فحسب، وإنما للمسلمين والإنسانية والتاريخ، تصنع أيقونات يضافون إلى أيقونات تاريخية في مقاومة البغي والتسلط والهمجية والاحتلال، أيقونات تثبت كل لحظة قدرتها على التفوق الأخلاقي والقيمي، وحتى العسكري والأمني على عدوها، وتثبت معه من جديد أن سقف الذكاء ليس ما يقرره ويمارسه الاحتلال، وسقف السلاح النوعي ليس سقفاً لهزيمة المقاومين، فلدى المقاومة سقوفها الخاصة في مواجهة الغزاة والمعتدين.
خروج الملايين من المتظاهرين في الغرب تنديداً بجرائم الكيان الصهيوني ودعماً لأهلنا في غزة يؤكد أن العالم كله، غربيه قبل شرقيه، قد طفح به الكيل في التغطية والتستر على جرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة لعقود، ويثبت هذا الخروج من جديد تعطش العالم كله إلى أيقونات تقاوم هذا الاحتلال، وتقف في وجهه وقد كان ذلك، فنحن نسمع عن تحول رموز المقاومة الفلسطينية لأيقونات من أمثال تشي جيفارا.
خسر الكيان الصهيوني الكثير من مغامراته، وخسرت معه القوى الغربية التي راهنت على انتصاره في عدوانه الكثير، وظن هذا الكيان ومن وراءه أن فلسطين اليوم هي نفسها عام 1973 أو 1967 أو 1948، وظن الاحتلال أن آباءه المؤسسين لهذا الكيان المجرم هم أنفسهم قادة الاحتلال الصهيوني اليوم، لكن الفرق كبير وشاسع، والهوة كبيرة بين الزمنين، فلم تعد فلسطين وشبابها هم أنفسهم، بعد أن اعتمدوا على أنفسهم، ثم على الله، ومعهم دعم أمتهم المسلمة، في هزيمة هذا الكيان الصهيوني، على الرغم من تواطؤ الجيوش العربية على القضية الفلسطينية.
هذه الرمزيات الفلسطينية التي صنعها صمود غزة ألقت بتداعياتها المباشرة حتى على صنّاع السياسة في العالم العربي من خلال فرْملة التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ والذي وصل تطبيعه إلى العظم بزيارات قادة هذا الكيان إلى السعودية، ليتراجع اليوم السيد عبد الإله بنكيران، رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية سابقاً، عن خطأ حزبه في دعم التطبيع، وهو الأمر الذي سيعني تجمد عملية التطبيع لدى متحمسي الليكود العربي ربما لسنوات، ليس لعدم قناعتهم بها، وإنما لأن الظروف التي صنعتها غزة والمقاومة ستفرض على هؤلاء المطبعين وداعمي التطبيع الفرملة، فتسونامي غزة سيلقي بتداعياته على الثورات العربية وربيعها، وهو ما يستلزم تراجع مشروع الثورات المضادة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية المقاومة غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی هذا الکیان
إقرأ أيضاً:
حماس ترفض وتستهجن التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية
أعربت حركة حماس ، مساء اليوم الخميس، عن رفضها واستهجانها الشديد للتقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، والذي زعمت فيه ارتكاب المقاومة الفلسطينية جرائم خلال عملية "طوفان الأقصى"، ضد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي.
وفيما يلي نص التصريح كما وصل وكالة سوا:
تصريح صحفي صادر عن حركة حماس:
نرفض ونستهجن بشدة التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية، والذي يزعم ارتكاب المقاومة الفلسطينية جرائم خلال عملية طوفان الأقصى ضد فرقة غزة في جيش الاحتلال المجرم، وذلك في السابع من أكتوبر من العام 2023، ونؤكد أن دوافع إصدار هذا التقرير مغرضة ومشبوهة لاحتوائه مغالطات وتناقضات مع وقائع وثّقتها منظمات حقوقية، من ضمنها منظمات "إسرائيلية"؛ كالادعاء بتدمير مئات المنازل والمنشآت والتي ثبت قيام الاحتلال نفسه بتدميرها بالدبابات والطائرات، وكذلك الادعاء بقتل المدنيين الذين أكّدت تقارير عدّة تعرضهم للقتل على يد قوات الاحتلال، في إطار استخدامه لبروتوكول "هانيبال".
كما أن ترديد التقرير لأكاذيب ومزاعم حكومة الاحتلال حول الاغتصاب والعنف الجنسي وسوء معاملة الأسرى، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن هدف هذا التقرير هو التحريض وتشويه المقاومة عبر الكذب وتبني رواية الاحتلال الفاشي، وهي اتهامات نفتها العديد من التحقيقات والتقارير الدولية ذات العلاقة.
نطالب منظمة العفو الدولية بضرورة التراجع عن هذا التقرير المغلوط وغير المهني، وعدم التورّط في قلب الحقائق أو التواطؤ مع محاولات الاحتلال شيطنة الشعب الفلسطيني ومقاومته الشرعية أو محاولة التغطية على جرائم الاحتلال التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية تحت عنوان الإبادة الجماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي هذا السياق؛ نؤكد أن حكومة الكيان الصهيوني ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب على غزة، منعت دخول المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة إلى قطاع غزة، كما منعت فرق التحقيق المستقلة من الوصول إلى الميدان لمعاينة الحقائق وتوثيق الانتهاكات.
إن هذا الحصار المفروض على الشهود والأدلة يجعل أي تقارير تُبنى بعيدًا عن مسرح الأحداث غير مكتملة ومنقوصة، ويحول دون الوصول إلى تحقيق مهني وشفاف يكشف المسؤوليات الحقيقية عمّا يجري على الأرض.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بالفيديو: انهيار 3 مبان في مدينة غزة جراء المنخفض الجوي تركيا: المرحلة المقبلة ستشهد تولي قوات أمن فلسطينية مهمة إحلال الأمن في غزة حماس تحمّل الاحتلال مسؤولية تفاقم معاناة النازحين في غزة مع دخول الشتاء الأكثر قراءة الجيش الإسرائيلي يهاجم بلدتين في جنوبي لبنان عقب إنذارات بالإخلاء تفاصيل المنخفض الجوي – أحوال طقس فلسطين حتى يوم الأحد المقبل زيارة أم البنين كاملة PDF حماس: استشهاد 3 أسرى بسجون الاحتلال يؤكد سياسة القتل المتعمدة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025