التقى أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، اليوم الإثنين، الدكتور ماجد القصبي، وزير التجارة بالمملكة العربية السعودية، ووفد من المستثمرين ورجال الأعمال السعوديين، بحضور السفير أسامة بن أحمد نقلي سفير المملكة العربية السعودية في مصر. 

ويأتي ذلك في إطار اللقاءات الوزارية التي يتم عقدها خلال منتدى الأعمال السعودي المصري الذي يعقد، على مدار اليوم، بمقر الاتحاد العام للغرف التجارية لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين مصر والمملكة العربية السعودية.

وحضر اللقاء، كل من غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار لشئون السياحة، وإيمان المطيري، نائب وزير التجارة السعودي، و بندر العامري، رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري.

واستهل أحمد عيسى، اللقاء، بالترحيب بوزير التجارة السعودي والوفد المرافق في بلدهم الثاني مصر، مشيراً إلى العلاقات الوطيدة التي تربط بين مصر والسعودية وأوجه التعاون المختلفة بين البلدين في العديد من المجالات ومن بينها مجال السياحة، لافتاً إلى لقاءاته العديدة التي عقدها منذ توليه حقيبة وزارة السياحة والآثار مع أحمد الخطيب، وزير السياحة بالمملكة العربية السعودية لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجال السياحة.

واستعرض الوزير، مستهدفات وخطة الدولة المصرية لتحقيق النمو في صناعة السياحة في مصر بحيث يتراوح معدلاته بين 25% و30% سنوياً، والوصول إلى تحقيق 30 مليون سائح بحلول عام 2028، وحرصها على زيادة مشاركة وتمكين القطاع الخاص الذي يقود هذه الصناعة.

وأشار إلى دور وزارة السياحة والآثار باعتبارها منظم ورقيب ومرخص للأنشطة داخل الصناعة، وحرصها على التأكد من جودة كافة الخدمات المقدمة للسائحين وتطبيق كافة معايير الصحة والسلامة والأمن في إطار تحسين التجربة السياحية في مصر والتأكد من تلقي السائحين ما وعدوا به من تجربة سياحية متميزة وهو ما يعتبر أحد أهم محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر.

وأشاد وزير السياحة، بالنمو الذي حققته الصناعة في مصر هذا العام، مشيراً إلى ارتفاع متوسط حجم الاشغالات الفندقية في مصر، حيث تشهد الآن أعلي مستوياتها وهو ما انعكس أيضاً على ارتفاع متوسط سعر الإقامة بالغرفة الفندقية بها هذا العام حيث يعتبر أعلى عام في تاريخ مصر وأعلى من عام 2019 الذي يعد عام الذروة.

وتحدث أيضاً عما حققته معدلات الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال العام الجاري وتركيبة السائحين الوافدين إليها من الأسواق السياحية المختلفة ولا سيما من السوق السعودي الذي جاء ضمن الدول الخمس الأوائل المصدرة للحركة خلال هذه الفترة.

كما تحدث عن تركيز وتوجيه ميزانيات وموارد التسويق في مصر إلى 18 دولة تم الاستقرار عليهم كأسواق سياحية مستهدفة، وكذلك تغيير سياسات التسويق من خلال التركيز على التعاون مع شركاء المهنة المحليين والدوليين من منظمي الرحلات وشركات طيران وخاصة في تنفيذ الحملات الترويجية وبرامج التسويق المشترك، بالإضافة إلى التوجه لتحسين مكونات جانب العرض في المقصد السياحي المصري، بدلاً من التركيز على تحفيز جانب الطلب على المنتج السياحي المصري.

واستعرض أحمد عيسى أبرز محاور الاستراتيجية الوطنية والتي جاءت لتحسين جانب العرض والتي ترتكز على إتاحة الوصول للمقصد السياحي المصري بصورة أكبر ومضاعفة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، وكذلك زيادة أعداد الغرف الفندقية بها، مشيراً إلى مصر كان بها 212 ألف غرفة فندقية فقط حتى العام الماضي، وأنه بنهاية عام 2024 من المتوقع أن تصل أعداد الغرف الفندقية إلى 250 ألف غرفة حيث أن هناك 25 ألف غرفة من المتوقع افتتاحهم خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ونوه أحمد عيسى بأنه من المقرر أن يتم الإعلان خلال الأسابيع المقبلة بالتعاون والتنسيق مع وزير المالية عن حزمة من الحوافز والتسهيلات الخاصة بالاستثمار في مصر.

واختتم حديثه بالاشارة إلى أن المنتجات السياحية التي تركز عليها الوزارة خلال الفترة الحالية نظراً لتمتع مصر بميزة تنافسية كبيرة بها هي السياحة الثقافية، وسياحة المغامرات وخاصة الغوص، والسياحة الشاطئية، وسياحة العائلات، والمنتج الذي يجمع بين السياحة الثقافية والترفيهية معاً، بالإضافة إلى السائحين الذي يبحثون عن التجربة السياحية المتكاملة ومتعددة التجارب والأنماط السياحية.

ومن جانبه، تحدث وزير التجارة بالمملكة العربية السعودية، عن المقومات السياحية الهائلة التي تتمتع بها مصر سواء التاريخية منها من خلال تميزها بالعديد من المواقع الأثرية بها أو المقومات الطبيعية كالسياحة الشاطئية والنيلية والصحراوية والريفية وغيرها من المنتجات والأنماط السياحية المتنوعة.

وأشار إلى حرص الكثير من السائحين السعوديين بصفة خاصة والخليجيين بصفة عامة على زيارة مصر ولا سيما خلال إجازاتهم للاستمتاع بهذه المقومات المتميزة، مؤكداً على أن صناعة السياحة في مصر هي صناعة واعدة وهامة.

وأشار إلى لقائهم، مع دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بحضور وزير التجارة والصناعة المصري، والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، لافتاً إلى حرص الجانب السعودي على العمل على زيادة الاستثمارات السعودية في السوق المصري ولا سيما في مجال الاستثمار السياحي والفندقي.

وقد تم خلال اللقاء التعرف على ومناقشة إمكانية الاستفادة من فرص الاستثمار السياحي الموجودة في مصر ولا سيما في ظل أحد محاور الاستراتيجية الوطنية والذي يرتكز على تحسين مناخ الاستثمار السياحي بها وزيادة عدد الغرف الفندقية الموجودة بما يحقق مستهدفات الدولة المصرية من هذه الصناعة، كما تطرق اللقاء لأهمية التوسع أيضاً في الاستثمار في مجال الشقق الفندقية في مصر والتي تشهد نمواً عالمياً، ومن جانبه، أكد أحمد عيسى على أنه جارٍ العمل على هذا الملف لوضع ضوابط ومعايير ذكية وعادلة لتنظيم عمل هذه الشقق الفندقية.

كما تم خلال اللقاء، مناقشة أهمية وضع برامج سياحية تكاملية بين مصر والمملكة العربية السعودية، والاهتمام بالترويج المشترك للمنتج السياحي الإقليمي العربي.

وحرص أحمد عيسى، خلال اللقاء، على الاستماع إلى التحديات التي قد تواجه هؤلاء المستثمرين في مصر، ومعرفة آرائهم ومقترحاتهم لتعزيز التعاون السياحي بين البلدين، وسبل دفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر من المملكة العربية السعودية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير السياحة والاثار اتحاد العام للغرف التجارية أحمد عيسى وزير السياحة والأثار الاتحاد العام للغرف التجارية العربیة السعودیة السیاحة والآثار وزیر السیاحة وزیر التجارة أحمد عیسى ولا سیما فی مصر

إقرأ أيضاً:

عاطف عبد اللطيف : يضع تصورًا للاستثمار الأمثل للطيران في دعم السياحة المصرية

 

 

أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف، نائب رئيس جمعية مستثمري السياحة بمرسى علم وعضو جمعية مستثمري جنوب سيناء، أن السياحة المصرية تنتظرها طفرة غير مسبوقة مع افتتاح المتحف المصري الكبير، وتطوير منطقة الأهرامات وطريق الكباش بالأقصر، وتفعيل الترويج لمدينة العلمين الجديدة، إلى جانب الاهتمام بالسياحة الشاطئية في مدن جنوب سيناء والبحر الأحمر. وأشار إلى أن وصول عدد السائحين إلى نحو 18 مليون سائح خلال عام 2025 يعكس بداية مرحلة توسع كبيرة، تتطلب جاهزية كاملة لقطاع الطيران حتى يكون قادرًا على مواكبة هذا النمو وتحقيق مستهدف الدولة بالوصول إلى أكثر من 30 مليون سائح بحلول عام 2030.

وأوضح عبد اللطيف أن أسطول مصر للطيران يعد الدعامة الأساسية لحركة السياحة الوافدة، وأن تحديثه خلال السنوات الأخيرة – بإضافة طرازات حديثة من عائلة Airbus وBoeing مثل A320neo وA220 وB787 – أسهم بشكل واضح في دعم المقصد السياحي المصري وربط البلاد بالأسواق العالمية، إلا أن حجم الأسطول مازال بحاجة إلى التوسع المستمر لمواجهة المنافسة الإقليمية الشرسة وزيادة الطاقة التشغيلية بما يتوافق مع حجم الطلب السياحي المتوقع.

وأشار إلى أن الطيران يمثل نصف قوة صناعة السياحة، وأن عدم توافر رحلات طيران كافية أو مباشرة للوجهات المستهدفة يعني ببساطة توقف استجلاب السائحين. وشدد على أن سمعة الطيران المصري اكتسبت احترامًا دوليًا واسعًا بعد الأداء الاحترافي لفرق الصيانة والهندسة في أزمة طائرات Airbus A320، حيث قام مدير الدعم الفني بشركة إيرباص، سيمون كونغ، بتغيير صورة غلاف صفحته على “لينكد إن” إلى صورة لطائرة مصر للطيران تقديرًا لما وصفه بـ“إنجاز تاريخي”، بعد نجاح الشركة في فحص وتحديث البرمجيات خلال 8 ساعات فقط دون الإخلال بانتظام التشغيل، إضافة إلى تحديث 15 طائرة بمعدل 3 ساعات للطائرة، في وقت كانت فيه شركات عالمية تعاني من توقف وتأخير واسع بسبب الخلل المرتبط بنظام ELAC الذي تسبب في استدعاء 6000 طائرة حول العالم.

وقال عبد اللطيف إن هذا النجاح يعزز مكانة مصر للطيران لكنه في الوقت ذاته يكشف حجم التحدي؛ فشركات كبرى مثل طيران الإمارات تمتلك أكثر من 260 طائرة حديثة، والخطوط التركية تغطي أكثر من 300 وجهة، والقطرية تمتلك ما يتجاوز 230 طائرة، والسعودية ما يزيد عن 150 طائرة، بالإضافة إلى شركات الطيران الاقتصادي مثل فلاي دبي بأسطول يزيد على 90 طائرة، وفلاي ناس التي تعتمد على أحدث طرازات A320neo، وكلها شركات تستغل أساطيلها الكبيرة وأسعارها التنافسية لجذب السائحين من أوروبا وآسيا وأفريقيا.

وأضاف أن الطيران الشارتر يمثل عنصرًا مهمًا في دعم السياحة الشاطئية إلى مدن الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، خاصة من أوروبا الشرقية ووسط أوروبا، حيث يعتمد السائح هناك على الباقات الشاملة. وأكد أن تعزيز هذا النوع من الطيران وفتح خطوط جديدة سيكون له تأثير مباشر على عدد السائحين الوافدين لمصر.

كما شدد على أهمية الأسواق الآسيوية مثل الصين والهند وكوريا وماليزيا وإندونيسيا؛ وهي أسواق ضخمة ذات قدرة شرائية متنامية، ويمكن لمصر استقطابها من خلال فتح خطوط مباشرة أو عقد تحالفات تشغيل مشتركة، خاصة أن هذه الأسواق أصبحت هدفًا رئيسيًا لمعظم شركات الطيران العالمية.

وأشار عبد اللطيف إلى أن مستقبل الطيران العالمي يتجه نحو التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات الكهربائية و”التاكسي الطائر”، وهي تقنيات بدأت بالفعل في عدة دول، ورأى أن إدخال نماذج مماثلة في المدن السياحية المصرية سيمنح السائح تجربة أكثر تطورًا وسرعة في التنقل، ويعزز من قدرة مصر على المنافسة طويل المدى.

وأكد أن مصر تمتلك ميزة استراتيجية تتمثل في مشروعات الدولة الضخمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث شهدت البلاد إنشاء وتطوير مطارات جديدة مثل سفنكس والعلمين وبرنيس والعاصمة الإدارية وسانت كاترين، بالإضافة إلى تطوير مطارات شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان. كما لعبت شبكة الطرق القومية الحديثة دورًا مهمًا في تحسين حركة السياحة الداخلية وربط المدن الساحلية بالصعيد، إلى جانب تطوير البنية الرقمية والإجراءات والتسهيلات داخل المطارات، ورفع مستوى الأمن والسلامة الجوية، وهي إنجازات وضعت مصر في موقع تنافسي متقدم عالميًا.

وأشار كذلك إلى ضرورة زيادة الربط الجوي الداخلي بين المدن السياحية، موضحًا أن رحلة شرم الشيخ – الأقصر التي لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة بالطيران المباشر قد تتحول إلى رحلة تصل إلى 8 ساعات عبر الترانزيت في القاهرة، وهو ما ينعكس سلبًا على تجربة السائح ويقلل من رغبته في زيارة أكثر من مقصد داخل مصر.

واختتم عبد اللطيف بأن تطوير أسطول مصر للطيران، وتوسيع شبكة الرحلات الخارجية، ودعم الطيران الشارتر، وفتح الأسواق الآسيوية، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، إلى جانب جهود الدولة الكبيرة في تطوير البنية التحتية والمطارات، كلها عوامل تجعل مصر مركزًا واعدًا للطيران والسياحة، وتمهد الطريق لتحقيق مستهدف 30 مليون سائح في السنوات المقبلة.

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة والآثار يشارك في الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى الحضارات القديمة بالعاصمة اليونانية أثينا
  • عاطف عبد اللطيف : يضع تصورًا للاستثمار الأمثل للطيران في دعم السياحة المصرية
  • وزير السياحة والآثار: التراث المصري إسهام حضاري للإنسانية جمعاء
  • وزير المالية السوري: إعفاءات وحوافز لأصحاب المصانع المتضررة
  • وزير السياحة: التغير المناخي يهدد التراث العالمي ويتطلب تعاوناً دولياً
  • التذاكر وفيديو الأمطار.. السياحة والآثار تكشف عدة حقائق بشأن المتحف الكبير
  • المصدر قالالشيخ زايد تستقبل مليون رحلة يوميا..وتحديات جديدة مع النمو السياحي
  • وزير الخارجية: تدشين تحالف من الشركات المصرية للاستثمار في أنجولا
  • السياحة والآثار: ضبط وغلق 126 كيانا غير مرخص بجنوب سيناء
  • وزير السياحة والآثار يبحث تنفيذ برامج سياحية مشتركة مع اليونان