عملية البحر الأحمر تلفت أنظار العالم وتحشد الجماهير العربية والإسلامية خلف المواجهة بالسلاح
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
الثورة / تقرير
لفتت العملية النوعية – التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وتكللت بالاستيلاء على سفينة شحن صهيونية – أنظار العالم، وخلال الساعات الماضية أظهرت وسائل الإعلام والمحللون والمراقبون اهتماما مكثفا تجاه العملية لما فيها من أهمية وأبعاد عسكرية واقتصادية، ولما تشكله من قفزة نوعية في موقف اليمن نصرة لغزة.
كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي نشاطا مكثفا وفاعلا من مختلف البلدان العربية والإسلامية تفاعلا مع العملية وإشادة بها وتأييدا وتعبيرا عن حجم كبير من التقدير والاحترام للشعب اليمني وقيادته وقواته المسلحة على تنفيذ هذه العملية المباركة.
واعتبر مراقبون أن استيلاء القوات المسلحة اليمنية على أول سفينة شحن إسرائيلية في البحر الأحمر هو تطوّرٌ نوعي يفرض نفسه على واقع الحرب العدوانية على غزة، وعلى المحتشدين في دعمها ورعايتها، كما أنها تضع العدو الصهيوني الذي حاول خلال الأسابيع الماضية اتباع استراتيجية التخفي والتمويه في البحر الأحمر، أمام واقع لا يستطيع تجاوزه.
فبحسب المصادر فإن السفينة الإسرائيلية «جالاكسي ليدر»، كانت تتعمّد التمويه وترفع علم الباهاما، وتطفئ أجهزة التعارف، ومع ذلك تمكنت القوات المسلحة اليمنية من رصدها وتعقبها والاستيلاء عليها، حيث جرت العملية المصورة بواسطِة طائرة عمودية هبطت على سطح السفينة، واقتادتها إلى موانئ اليمن مع طاقمها.
وإلى أبعد من ذلك، فإن العملية من شأنها أن تؤدي إلى خنق اقتصاد كيان العدو الصهيوني وتكبيده خسائر فادحة، فالعملية تكرس بأن السفن الصهيونية لم تعد قادرة على الإبحار في البحر الأحمر، وما يضاعف الخسائر هو أن العدو الصهيوني يعتمد على البحر الأحمر في استيراده بنسبة 70%، علاوة على ذلك فقد أدت العملية إلى رفع شركات الشحن الأخرى في رفع تكاليف الإبحار إلى موانئ كيان العدو وارتفاع رسوم التأمين البحري بعشرة أضعاف.
عملية وازنة لصالح غزة
وقد عبر الفلسطينيون عن سعادتهم الغامرة تجاه العملية، مؤكدين أن العملية أشعرتهم بأن اليمن على استعدادٍ للذهاب إلى أبعد مدى في دعمهم، وأعادت إلى الفلسطيني ثقته بقدرة قضيته على حشد المقاومين في مختلف الساحات، واعتبروا العملية تثبت أن اليمنيين أنصارٌ لله اسماً ومسمّى، وأنصارٌ لمستضعفي فلسطين فعلاً وعملاً.
واللافت في دخول اليمن على خط المواجهة منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» في الـ 7 من أكتوبر الماضي، أنها لم تكن مطالبة بذلك، فالكلّ يدرك بُعد المسافة بين اليمن وبين الأراضي المحتلة، كما يعرف الجميع الصعوبات التي يعيشها اليمنيون بسبب الحرب التي شنت عليهم من قبل التحالف السعودي الأمريكي العربي منذ تسعة أعوام، لكن اليمن اختار القتال رغم كلّ المعوّقات.
وعلى مدار الأسابيع الماضية استمرت القوات المسلحة اليمنية بإطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه أم الرشراش المحتلة «إيلات»، حيث لا تكمن عبقرية هذا العمل العسكري فقط في قدرته على تخريب منشآت تابعة لكيان الاحتلال الصهيوني، أو إسقاط قتلى بين صفوفه، وإنما تكمن في قدرة محور المقاومة على اصطياد الصهيوني أينما كان.
فعندما فرّ المستوطنون من شمال الأراضي المحتلة على وقع صواريخ حزب الله إلى الجنوب – أي إلى «إيلات»، لقضاء وقت آمن في فنادقها وملاهيها – كانت صواريخ اليمن بانتظارهم، لتكون الرسالة واضحة، لا مكان آمن للصهاينة في فلسطين المحتلة.
ومع ذلك لم تكتفِ اليمن بصواريخها ومسيراتها التي تعبر البحر الأحمر طولاً لنحو 2000 كم أو أقلّ قليلاً، بل صعّدت من مشاركتها في «طوفان الأقصى»، فكان إعلان قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، يوم الاثنين الماضي، بإدخال المعادلة البحرية وتأكيده أنّ القوات المسلحة اليمنية ستظفر بسفن العدو الصهيوني في البحر الأحمر، إيذان بما يخطط له اليمن من عمليات موجعة للعدو الصهيوني.
وقد جاء التنفيذ مُصدّقاً لما قاله قائد الثورة، بإعلان القوات المسلحة يوم أمس الأول، أنّ القوات البحرية اليمنية نفّذت عملية عسكرية كان من نتائجها الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني، إنجاز تحقق رغم أن السفن الصهيونية تتعمد منذ أسابيع في حركتها بالبحر الأحمر على التهريب والتمويه، إذ لا ترفع العلم الصهيوني على سفنها، وتطفئ أجهزة التعارف ومع ذلك تمكنت القوات البحرية اليمنية من القبض على سفينة الشحن ليدر.
وهذا الأمر يكشف ما يكشف لناحية قدرة القوات المسلحة اليمنية الاستخبارية، والتي مكّنتها من تحديد هوية السفينة و«جنسية» مالكيها، كما تكشف لناحية الاستيلاء وتنفيذ العملية وسط البحر الأحمر إلى أن مياه البحر الأحمر تحت سيطرة القوات المسلحة اليمنية وسيادتها بشكل شبه كامل.
عبقرية التوقيت… وجسامة الهدف
باحتجاز السفينة الإسرائيلية «غالاكسي ليدر»، يوم الـ 19 من نوفمبر، تكون القوات البحرية اليمنية قد نجحت في توجيه عدد من الرسائل، منها ما هو موجّه إلى كيان العدو الصهيوني، ومنها ما يتخطّى ذلك ليصل إلى مسامع البيت الأبيض والعالم أجمع، ومنها ما يستهدف المواطنين العرب والمسلمين في كل مكان حول العالم، يمكن إجمالها في الآتي:
أولاً: التعاطف مع الفلسطينيين لا يعني مجرّد التباكي على الشهداء أو التأوّه عند مشاهدة الأطفال الجوعى النازحين برفقة أسرهم، بل يعني التضامن معهم في دربهم الطويل الذي ساروا فيه لتحرير أراضيهم من الاحتلال بكل سبل المقاومة المتاحة، وهذا يشمل فعل كل ما هو متاح لإيذاء وإضعاف وتشتيت تركيز عدوّهم الإسرائيلي، وهذا ما يقوم به بالفعل محور المقاومة على مختلف الجبهات.
ثانياً: الكيان الإسرائيلي هشّ وضعيف رغم عدوانيّته المُفرطة والدعم الغربي الذي يتمتع به، ويمكن النيل منه وإرباكه، فقط، إذا توفّرت الإرادة وتحلّت المقاومة بالصبر والثبات.
ثالثاً: القوات المسلحة اليمنية نجحت في تطوير قدراتها على التتبّع والرصد، وذلك بالتعاون مع كامل المحور المقاوم الذي تنتمي إليه، مما مكّنها من تحديد هوية السفينة المحتجزة، رغم أن السفن الإسرائيلية دوماً ما تعتمد أسلوب التمويه في البحر الأحمر.
رابعاً: كيان العدو الصهيوني سينزف من دمه واقتصاده طالما استمر عدوانه، فعملية اليمن الأخيرة، ستُلحق أضراراً بالغة بالتجارة البحرية الصهيونية، ويصبح البحر الأحمر منطقة محرّمة على السفن الإسرائيلية.
خامسا: العملية تكرس ما يعني أن الخناق يضيق يوماً بعد آخر على الكيان الصهيوني، وسيتضرر كثيرا من النواحي الاقتصادية وسيعيش وضعا خانقا بتوقف الشحن عبر البحر الأحمر.
الفصائل الفلسطينية تحيي العملية
أشادت الفصائل الفلسطينية كافة من حركة حماس إلى الجهاد إلى الجبهة الشعبية بتمكّن القوات المسلحة اليمنية من السيطرة على سفينة إسرائيلية، ليس لأنها تؤلم العدو وتحرمه من أمانه فقط، بل لأنها تُدخل المعركة بالفعل في مرحلة جديدة، مرحلة تدفع العدو الإسرائيلي إلى إدراك أنه محاصر ومطارد ومُستهدف داخل الأراضي المحتلة وخارجها، وأن الأضرار ستتسع وستضغط عليه لوقف العدوان على غزة.
ومن اللافت أن الإعلام الصهيوني تحدث بوضوح عما سيحدث من أضرار اقتصادية وغيرها من هكذا عملية، وما يلفت النظر هو اهتمام العدو الإسرائيلي بالجبهة اليمنية منذ فترة طويلة وتوقّعه تطوير قدراتها، وذلك على العكس من كثيرين قلّلوا من إمكاناتها أو شكّكوا في قدرتها على تأدية دور إقليمي يتخطّى حدود اليمن، ولهذا كانت العملية مفاجئة للعالم أجمع.
ومن المؤكد أن العملية أصابت واشنطن بصدمة، فالبيت الأبيض منذ اليوم الأول لاحتدام الصراع في فلسطين، يحرص على عدم اتساع جبهات القتال، وهو لا يريد أن تتشكّل ضمن تلك الظروف جبهة واسعة ترفع شعار العداء لكامل منظومة النهب الغربية، وتوجّه سلاحها، من دون تردّد أو وجَل، إلى القواعد العسكرية الأميركية في العراق وسوريا أو إلى أساطيلها الجوّالة في البحر الأبيض والأحمر.
وإذا كانت «السي آي إيه» تحذر من ارتفاع منسوب العداء للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط بسبب دعمها للعدو الصهيوني ورعايتها الكاملة للحرب الإجرامية على غزة، فإن المشكلة التي تواجه الإدارة الأميركية حالياً لا تنحصر في «أن العرب يكرهون بايدن ومن سبقوه»، فالمشاعر بحد ذاتها لا تعني أحداً طالما ظلّت حبيسة الصدور، بل لأن هذه الكراهية والسخط تجد طريقها للترجمة إلى فعل عسكري.
وهذا واضح من التأييد العربي والإسلامي الجارف الذي لاقته عملية القوات البحرية اليمنية، وهو أمر تدركه الإدارة الأمريكية بوضوح تام، إذ أن تياراً شعبياً ضخماً تراه يلتفّ حول اليمن ومحور المقاومة وحول النموذج الذي يقدمه اليمن في المعركة وأن كثيراً من العرب تحرّروا من الخطابات الطائفية والدعاية الكاذبة التي وضعت حاجزاً بينهم وبين جبهات المقاومين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
السفينة جالاكسي .. اولى صفحات البطولة اليمنية .. الحلقة (1)
- فجر الـ 19 من نوفمبر 2023
بكلمات صادقة وحازمة تحدث قائد مجموعات الزوارق البحرية الثمانية لافراده من عناصر الكوماندوز البحري اليمني : " يجب ان تكونوا متيقنيين بان حالة البحر الهائجة تجع الامواج عاتية للغاية واستحالة الابحار عليها . . ايضا هنالك عامل اخر اذا نجونا من هيجان البحر فقد لن ننجو من السفن الامريكية المتأهبة كوننا سنذهب لمسافة بعيدة للغاية بالقرب من المياه الاقليمية لارتيريا لهذا من يريد التراجع عن المهمة فالاختيار له ومن يريد ان يكون جزءا من المهمة فليلحق بي . . .
. . .
اكمل كلمته وقام باخراج صورة ابنه المولود وقبلها . . ثم التفت خلفه ليجدهم جميعاً ليهمس في نفسه : لم يتراجع احد اذاً اما النصر او الشهادة .
انطلقت القوارب البحرية الثمانية في البحر وكلما تقدمت اكثر كانت الامواج العاتية تتلاعب بها كاعواد الكبريت . .
يتابع القائد نظراته باتجاه القارب رقم ستة والذي شلت حركته موجة عالية للغاية ليغوص تحتها وينقلب على رأسه . . يبدوا ان هنالك مشكلة في محركه لهذا لم يقو على الصمود اكثر ويتدمر تماماً يتقافز عناصره . . يتوقف قاربان ويقوم افراده بحمل زملاءهم بالتساوي . .
يصل بلاغ للقائد اليمني ان هنالك سفينتان حربيتان امريكيتان على مقربة من السفينة جالاكسي ليدر قد رصدت القوارب وان التوجيهات تقضي بان يقوما بالالتفاف حولهما والابتعاد عن السفينة جالاكسي ليدر .
استغرب قائد فريق الكوماندوز البحري اليمني هذه التوجيهات وبدا بالمناداة في الجهاز عبر الدائرة المغلقة لتأكيد الاوامر والتي كانت تصله بلغة مرمزة . .
تم التأكيد ليوجه القوارب السبعة المتبقية بالالتفاف بشكل نصف دائرة حول السفينتان بحيث تكون المسافة غير بعيدة .
بدأت السفينتان بادارة دفيتهما باتجاهان مختلفان لملاحقة هذه القوارب الانتحارية . . بحسب حديث قبطاني السفينتان ان الابحار وسط هذه الامواج الهائجة ضرب من الجنون . .
( حصان طروادة . . )
- تروي الحكاية الأسطوريّة أن الإغريق قاموا بابتكار فكرة من أجل إنهاء الحرب الطويلة التي دارت خلال حصارهم لمدينة طروادة؛ حيث صنعوا حصاناً من الخشب، أجوف الداخل، وتم ملؤه بعدد كبير من المقاتلين الإغريق، وقد تظاهر باقي ما تبقّى من جيش الإغريق بالرحيل، إلا أنهم فعلياً لم يرحلوا؛ بل اختبؤوا في مكانٍ ما، وقد تم وضع الحصان أمام المدينة، فقبل أهل طروادة إدخال هذا الحصان واستلامه كعلامة على السلام بينهم وبين الإغريق، وقد اقتنع أهل طروادة بهذا الأمر بسبب جاسوس ينتمي إلى الجيش الإغريقي استطاع إدخال هذه الفكرة في رأسهم. أدخل أهالي طراودة الحصان إلى داخل مدينتهم باحتفال مهيب، وقد أقاموا الاحتفالات العظيمة بسبب انتهاء الحرب، فبدؤوا يسكرون ويثملون، وعندما أتى الليل كانت أحوال أهالي طروادة يرثى لها بسبب حالة السكر الشديد التي كانت تسيطر عليهم، فعندها خرج الجنود من داخل الحصان، وفتحوا المدينة من الداخل أمام الجيش الذي كان في الخارج . .
عرف عن اسطورة حصان طرواده انها اول عملية خداع عسكري على مر التاريخ
. . .
- كانت السفينتان تبتعدا عن بعضهما البعض رويداً . . رويداً وبالتالي الابتعاد عن السفينة جالاكسي ليدر . . تقترب الزوارق من المياه الاقليمية الارتيرية . . الان تبحر بطول خط عرضي كأنها تستعرض جسارتها في الابحار وسط هذا البحر المتلاطم الامواج . .
وفجأه يصل للسفينة الامريكية الحربية نداء استغاثة من قبطان السفينة الاسرائيلية جالاكسي ليدر بان هنالك محاولة اقتحام السفينة . .
يستغرب قائد السفينة الامريكية لانه لم يتم رصد اي سفينة او زورق قريبان . .
: لا يا سيدي المقتحمين اتوا من الجو وليس من البحر
: ماذا ! ! . . ما هذا الجنون ؟ ؟
...
قفز عبدالملك ورفاقه من مجموعة القوة البحرية الخاصة من على الهليوكبتر بكل خفة وبراعة بعد ان نجح قائد الهليكوبتر الخبير من الاقتراب من سطح السفينة ثم انطلقوا لتمشيط السفينة .
سقط قبطان السفينة جالاكسي من هول المفاجأة وهو يردد : يا للهول لقد خدعونا وخدعوا الامريكيين وجعلوهم يلاحقوا هذه الزوراق لالهائهم ويبتعدوا عن السفينة التي تمت السيطرة عليها
نهض القبطان بتثاقل ورفع راسه تجاه الزوارق التي بدات بالابتعاد والتواري عن نظره
...
فيما كان عبدالملك ورفيقه هيثم وباقي المجاهدين يقتحمون قمرة القيادة ويتحدثون معهم بانجليزية متقنة ويطلبون منهم الالتفاف بالسفينة ومرافقة الزوارق الحربية اليمنية والتوجه نحو احد موانئ الحديدة .
فيما نشاهد الشهيد عبدالملك الصغير الطالبي يتنقل في السفينة وهو يصرخ بشعار البراءة والانتصار في مشهد اشتهر عالمياً والذي استشهد بعدها في عملية اخرى ضمن معركة الاسناد لفلسطين
صرخة دوي هولها العاتي رؤوس التيه والطغيان ووصلت لكل مكان حتى منطقة الطلح حيث والده العظيم الجالس على سجادة الصلاة مردداً والابتسامة تعلو محياه " اللهم لك الحمد والشكر "
فيما ينتقل المشهد باتجاه طفل هيثم الوحيد والذي كان في تلك اللحظة يشاهد بابتسامة طفولية واسعة السماء حيث طائر كان يحوم حول نافذة الغرفة مبشراً اياه واليمنيين جميعا والعالم بأسره بنجاح العملية - عملية السفينة جالاكسي ليدر اولى صفحات البطولة اليمنية )
انتهى الجزء الثالث
يتبع . . .
ملاحظة : المشاهد المروية كلها من وحي خيال الكاتب فيما التسلسل الزمني للاحداث دقيق للغاية .
مــراد راجــح شــلي