تقرير .. العراق يخشى ربط تمويله بالدولار بالتصعيد ضد القوات الأميركية
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
نوفمبر 21, 2023آخر تحديث: نوفمبر 21, 2023
المستقلة/- تكشف مصادر قريبة من رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، لصحيفة “العربي الجديد” القطرية و تابعته المستقلة، عن تخوف عراقي من ربط الإدارة الأميركية ملف التصعيد المسلح من بعض الفصائل المسلحة الحليفة لطهران ضد القوات الأميركية العاملة في العراق ردا على دعم واشنطن المطلق للعدوان على غزة، بملف حصول بغداد على المبالغ المطلوبة من الدولار لتمويل صفقات الاستيراد الخارجية ودعم العملة المحلية، الدينار، الذي يعاني من تراجع كبير في قيمته.
ودخل البنك المركزي العراقي، مؤخرا، في مفاوضات واسعة مع ممثلين عن مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) عقدت في أبوظبي واستمرت عدة أيام، ركزت على إجراءات منع انتقال الدولار إلى الدول المفروضة عليها عقوبات من قبل الولايات المتحدة، وأبرزها إيران وسورية وحزب الله اللبناني، حيث تؤكد واشنطن أن تلك الأطراف تحصل على مبالغ ضخمة من الدولار من خلال تهريبها من العراق بطرق وأساليب مختلفة.
وأبلغت مصادر مقربة من رئيس الوزراء “العربي الجديد” أن الحكومة العراقية “متخوفة من اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات جديدة لها علاقة بتمويل المصارف بالدولار، أو عقوبات إضافية لبعض المنافذ والبنوك الأهلية، بعد تلميح مسؤولين أميركيين لذلك في معرض حديثهم عن هجمات تعرضت لها القوات الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة من قبل فصائل مسلحة حليفة لطهران، ودعوتهم الحكومة العراقية إلى العمل على منعها.
وأوضحت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، أن “السوداني يخشى من ذلك، لأن أي إجراء يخص خفض تمويل العراق سيؤدي إلى إضعاف حكومته، فيما لا تبدو حواراته مع تحالف الإطار التنسيقي قد وصلت إلى نتيجة بالتوصل إلى تهدئة الفصائل”.
ولفتت إلى أن “رئيس الوزراء العراقي تعهد لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى بغداد في الخامس من الشهر الحالي، بالتوصل إلى حلول وتهدئة مع الفصائل المسلحة، التي تواصل قصف القواعد العسكرية التي تستضيف الأميركيين في الأنبار وأربيل، ومناطق سورية”، مشيراً إلى أن “الضربات الصاروخية لفصائل المقاومة قد تؤدي خلال الفترة المقبلة إلى زيادة في مشاكل قيمة الدولار وانخفاض قيمة الدينار، بفعل عدم إيفاء السوداني بتعهداته”.
وزار وزير الخارجية الأميركي العاصمة بغداد في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، واستمرت بضع ساعات وارتدى خلالها سترة واقية من الرصاص، وهو مشهد لم تألفه بغداد منذ سنوات خلال زيارات المسؤولين الغربيين إليها، نقل خلالها رسائل وتهديدات لفصائل عراقية مسلحة، إضافة إلى إيران، وهو ما دفع السوداني إلى عقد اجتماع مع أحزاب “الإطار التنسيقي” والحوار مع قادة الفصائل، ثم السفر في اليوم التالي إلى طهران واللقاء بالمرشد الإيراني علي خامنئي.
وخلال الأسابيع الماضية، شنّت الفصائل المسلحة العراقية هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ كاتيوشا على قاعدتي “حرير” و”عين الأسد”، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد غربيّ العاصمة العراقية، رداً على الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، والدعم الأميركي لها. وتضم تلك المواقع الثلاثة المئات من العسكريين الأميركيين وقوات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، أبرزها البريطانية والفرنسية.
وشهدت الأيام الماضية مفاوضات خاضها البنك المركزي العراقي مع مسؤولي الفيدرالي الأميركي في أبوظبي، وجرى بحث جملة من الملفات ركزت بالمجمل على آليات منع انتقال الدولار إلى الدول والجهات المفروضة عليها عقوبات أميركية، وأبرزها إيران ونظام الأسد، وحزب الله اللبناني. وتوصل الجانبان إلى اتفاق يقضي بتعزيز رصيد البنوك العراقية من العملة الصعبة، عن طريق الاعتمادات المالية الخاصة بها لدى عدد من البنوك والمصارف الدولية.
في السياق، قال عضو تحالف “الإطار التنسيقي” كريم عليوي إن “العراق وصلت إليه تهديدات تخص معاقبته بخفض تمويل بنوكه بالدولار، بسبب الرد العراقي على الداعمين للكيان الصهيوني، واستهداف القواعد العسكرية التي فيها أميركيون، وإن جوابنا باختصار هو أن العراق لا يخضع لأي تهديدات، لأننا نملك سيادتنا وقرارنا ولن نسمح للأميركيين بأن يستمروا بالضغط على العراقيين وتجويعهم”.
وأكمل عليوي، في حديثه مع “العربي الجديد”، بأن “فصائل المقاومة الإسلامية لديها التزاماتها الشرعية والأخلاقية في الدفاع عن أهالي غزة بما تمتلكه من قوة وإمكانيات، بالتالي فإن مناصرة أهالي غزة حتى وإن كان فيها ضرر على العراقيين، فإن المقاومة مستمرة فيه”، مؤكداً أن “العراقيين الأحرار لا يقبلون أن تبقى أميركا ومن خلفها إسرائيل مسيطرة على مقدرات البلاد المالية، وأن هذا الاحتلال سينتهي حتماً”.
من جانبه، بيَّن المتحدث باسم جماعة “كتائب سيد الشهداء” كاظم الفرطوسي، في اتصالٍ مع “العربي الجديد”، أن “الولايات المتحدة داعمة للكيان الإسرائيلي، وتريد أن يبقى العراقيون بلا رد وبلا أي إجراء تجاه ما يحصل في غزة، بل إنها تهدد بتجويع العراق من خلال السيطرة على اقتصاده والتحكم بالدولار والعملة الصعبة في البنوك والمصارف العراقية”، معتبرا أن “الحلول العربية والقمم لم تصل إلى أي نتائج طيلة الأسابيع الماضية، بل إنها لم تتمكن حتى من توفير ممرات آمنة لدخول المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، فهل يعقل أن تبقى المقاومة الإسلامية في العراق، صامتة؟ هذا ما لن يحدث أبداً، مهما كانت نتائج هذه المقاومة”.
بدوره، أوضح الخبير في الشأن الاقتصادي العراقي بشير الجواهري أن “الوضع السياسي والأمني والتوتر الحاصل في جبهة ما تُعرف بـ”المقاومة الإسلامية في العراق”، وتعرض الحكومة للإحراج بسبب عدم قدرتها على ضبط إيقاع الفصائل الغاضبة تجاه ما يحصل في غزة، وقصف الأميركيين، كل هذا يؤدي بكل تأكيد إلى تأثيرات ضخمة على الوضع الاقتصادي وكميات تمويل الدولار في العراق، وهو ما يدفع المواطنين إلى التوقع بأن القادم سيكون سيئاً”.
واستكمل الجواهري حديثه مع “العربي الجديد” بالإشارة إلى أن “الولايات المتحدة كانت غاضبة من تهريب الدولار إلى إيران، أما الآن فهي غاضبة لسبب آخر وهو كسر الفصائل العراقية للهدنة بشأن عدم ضرب المصالح الأميركية، وقد تتخذ إجراءات بحق العراق”، مؤكداً أن “أميركا قد تقلل نحو 60 مليون دولار من تغطية السوق العراقية من الدولار كبداية، وقد تتجه إلى رفع هذه القيمة في المستقبل رداً على العراق، وصناعة أزمة داخلية تهدف إلى تهديد فصائل المقاومة وتحميلها ذنب الأزمة في الداخل العراق”.
ويشهد العراق أوضاعاً سياسية وأمنية متوترة انعكست على القطاعات الاقتصادية، جرّاء قيام الفصائل المسلحة العراقية بإنهاء الهدنة الخاصة بوجود الأميركيين في البلاد وعودة استهدافها القواعد المتمركزين فيها، كرد فعل على الجرائم التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الفصائل المسلحة العربی الجدید فی العراق
إقرأ أيضاً:
غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
كما تتبع الفيلم -الذي يحمل عنوان "غنائم الانسحاب"- مصير الجيش الأفغاني الذي أنفقت عليه واشنطن مليارات الدولارات، وجنوده الذين تلقوا تدريبا أميركيا ليصبح بعضهم مرتزقة لاحقا في حرب أخرى بين روسيا وأوكرانيا، وذلك من خلال مقابلات خاصة بمسؤولين عسكريين وسياسيين أفغان.
ففي 31 أغسطس/آب 2021، غادر آخر جندي أميركي الأراضي الأفغانية، وبعد ساعات قليلة اقتحمت وحدات النخبة من قوات "بدر 313" التابعة لحركة طالبان مطار العاصمة كابل متسلحة بعتاد أميركي. وجاء ذلك بعد أن سيطرت الحركة خلال شهر واحد على مراكز المدن الأفغانية.
ويظهر في الفيلم المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي وهو ينفي أن تكون القوات الأميركية قد تركت معدات وأسلحة عسكرية في أفغانستان، إلّا أن تقرير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، أكد أن الوزارة سلمت الكونغرس تقريرا -لم ينشر في وسائل الإعلام- تذكر فيه أن حجم ما تركته الولايات المتحدة خلفها من معدات يقدر بـ 7 مليارات و100 مليون دولار.
ويوضح جيسون ديمبسي، المساعد الخاص السابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية في أفغانستان، أن المعدات التي تركها الأميركيون وراءهم هي نفسها التي قدموها للجيش الأفغاني، ويشير إلى أن طلبان لم يكن لديها طائرات هيلوكوبتر حتى وصلت إلى كابل، وأنها أخذت -وفق قوله- المروحيات التي تركت للجيش الأفغاني، كما استولت على كافة الأسلحة بعد انهياره.
ويعتبر ديمبسي أنه من العار أن الأميركيين تركوا أسلحتهم خلفهم وعجزوا عن تشكيل جيش أفغاني قادر على القتال.
ويقر بلال كريمي نائب المتحدث الرسمي للحكومة الأفغانية سابقا -في شهادته- بسيطرة طالبان على الأسلحة الأميركية، ويقول إن "الأسلحة والعتاد من الغزاة والقوات المساندة لهم قد وصلت إلى أيدي مجاهدي الإمارة الإسلامية وهي آمنة الآن"، مشيرا إلى أن أفغانستان تمتلك حاليا قوة مكونة من وزارة الدفاع والمخابرات ووزارة الداخلية التي تملك قوات أمنية.
وعن مصير المعدات الأميركية التي وقعت في أيديهم، قال قائد الأركان الأفغاني قاري فصيح الدين فطرت إن "قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) حاولت إعطاب ما تركته خلفها من أسلحة ومعدات، لكن بعضها بقي سليما وصار في قبضة الإمارة الإسلامية، أما المركبات والمعدات التي دمرت جزئيا فنحاول إعادة تأهيلها وإصلاحها لاستخدامها".
وتمكن الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي من الوصول إلى قاعدة مطار كابل العسكري وتوثيق عدد من الطائرات العسكرية التي تستخدم في نقل الجنود والمعدات العسكرية، فضلا عن طائرات هيلوكوبتر قتالية أظهرت حالة معظمها أنها جاهزة للعمل.
وحسب بلال كريمي، فقد عمل الأميركيون قبل مغادرتهم على تدمير الطائرات وإتلافها، لكن الإمارة الإسلامية أصلحتها منذ توليها السلطة، وبعضها أصبحت جاهزة، ويجري العمل على إصلاح البقية، وفق تعبيره.
ويقول العقيد عباس دهوك، وهو مستشار عسكري سابق للخارجية الأميركية، إن الأميركيين تخوفوا بعد انهيار الحكومة الأفغانية أن تقوم طالبان باستخدام المعدات لخدمة مصالحها الخاصة، أو بيعها في السوق السوداء أو بيعها لدول مثل إيران أو روسيا أو الصين.
ويكشف -في شهادته- أن الطائرات والمعدات الحساسة قام الأميركيون بتعطيلها إلى حد ما، لكنه لا يستبعد أن تكون المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للقوات الأفغانية من مروحيات أو عربات الهمفي أو أسلحة قد انتقلت إلى طالبان قصدا.
كما تمكن الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي من دخول قاعدة بغرام العسكرية، التي كانت تعد من أكبر القواعد الأميركية في شمال العاصمة كابل، لكن لم يسمح له بالتصوير.
وعن حجم المعدات التي سيطرت عليها طالبان، جاء في الفيلم الوثائقي الذي بثته الجزيرة أن تقارير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان والتي استندت إلى تقارير وزارة الدفاع الأميركية، تؤكد أن طالبان سيطرت على أكثر من 900 مركبة قتالية مدرعة، و18 ألفا و414 مركبة ذات عجلات متعددة الأغراض عالية الحركة، و23 ألفا و825 مركبة تكتيكية خفيفة من نوع همفي.
كما استطاعت طالبان السيطرة على 131 طائرة من مختلف الأنواع منها 3 طائرات ضخمة تستخدم لنقل الجنود، وما يقرب من 33 طائرة هيلوكوبتر من نوع بلاك هوك، و56 ألف بندقية آلية و258 بندقية من طراز أم 4 وأم 16، إلى جانب 17 ألفا و400 جهاز رؤية ليلية، وأكثر من 150 ألف جهاز اتصال مختلف.
أين اختفى الجنود الأفغان؟
وعن مصير آلاف الجنود الأفغان الذين تركتهم الولايات المتحدة للمجهول، أظهرت المعلومات الواردة في تقارير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان أن كثيرا من الجنود والضباط الأفغان فروا من أفغانستان إلى الدول المجاورة مثل طاجاكستان وباكستان وإيران.
ويضيف التقرير أن عددا غير معروف من عناصر القوات العسكرية والأمنية المنحلة الذين بقوا في أفغانستان قد انضموا، إما إلى صفوف قوات طالبان أو تحالفوا مع جماعات أخرى مناهضة لطالبان أو جماعات مسلحة إقليمية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان.
والتقى الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي بشمس الدين أمرخي، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة في الجيش الأفغاني المنحل والذي عاد إلى أفغانستان أخيرا بعد مغادرته جبهة القتال في روسيا. ويقول إنهم ذهبوا إلى إيران للعمل بعد سقوط الحكومة وهناك شجعهم بعضهم على الذهاب إلى روسيا للمشاركة في الحرب الأوكرانية، لأن هناك كثيرا من المال.
وكشف أمرخي أن نحو 300 أفغاني شاركوا في الحرب الأوكرانية.
غير أن بلال كريمي، نائب المتحدث الرسمي للحكومة الأفغانية سابقا، أكد أن "الإمارة الإسلامية أعلنت العفو العام عن جميع أفراد الحكومة السابقة عسكريين ومدنيين، وحتى الآن يعيش عشرات الآلاف من أبناء النظام السابق في أفغانستان، وهناك ما يقارب 500 ألف مسؤول يعملون في الإمارة أو في الهيئات الحكومية".
Published On 12/12/202512/12/2025|آخر تحديث: 22:35 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:35 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ