مقالة أفريقيا... أرض الفرص
تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT
فى السنوات الأخيرة، تعرضت سلسلة التوريد العالمية لضغوط هائلة بسبب التقلبات والحروب التجارية وانعدام الأمن الاقتصادى والأحداث الجيوسياسية وما إلى ذلك من الكوارث الطبيعية، وعلى الرغم من التأثير السلبى لهذه الاضطرابات، فقد وفرت الفرصة للقارة الإفريقية لصعودها كلاعب مهم فى سلاسل التوريد العالمية.
كما أن أمام القارة الأفريقية فرصًا واعدة للتحول إلى لاعب رئيسى فى سلاسل التوريد العالمية يعتبر بمثابة ميزة نسبية، باستخدام التكنولوجيا وجنى العديد من الفوائد، من خلال جذب الشركات التى تهدف إلى توسيع العلاقات مع الموردين.
ويظهر تقرير صادر عن مؤتمر التجارة التابع للأمم المتحدة فى أغسطس الماضى، أن الدول المصنعة، ستعمل على تنويع مراكز إنتاجهم لتجنب اضطرابات التجارة العالمية وتأثيرها على سلاسل التوريد، خاصةً من إفريقيا التى تحتوى على مخزون كبير من المعادن المهمة اللازمة للصناعات الكثيفة والتكنولوجيا، بما فيها الألومنيوم، الكوبالت، النحاس، الليثيوم، المنجنيز، وغير ذلك من المعادن، وللتحول المنخفض الكربون، لتتوافر لديها الفرصة لجعل سلاسل التوريد خضراء ومستدامة، فضلًا عن مشاركتها فى اتفاقات تجارية مختلفة، وهناك العديد من المقومات التى تؤهلها أن تصبح مصدرًا للسلع الأساسية لسلاسل التوريد العالمية، خاصةً وأن لديها 48.1 % من المخزون العالمى للكوبالت، بالإضافة إلى 47.6 % من المنجنيز، تعد القارة أيضا موطنًا لمعادن أخرى مهمة للتحول منخفض الكربون، مثل الكروم والليثيوم والجرافيت الطبيعى والنيكل والنيوبيوم والمعادن الأرضية النادرة والفضة والتيتانيوم، وكلها ستضع مكانًا للقارة كمورد للتصنيع.
رغم ما تتفرد به البلدان الإفريقية من الفوائد التى قد تساهم فى تنويع سلاسل الإمداد العالمية فى صناعة التكنولوجيا العالية، أو تسريع تنويع سلاسل الإمداد، مع ذلك، فإن البلدان الإفريقية سوف تضطر إلى اتخاذ المزيد من التدابير لضمان بيئة جذابة للانتقال من الشركات، والعديد من الآليات التى يمكن تطبيقها، منها تحسين البنية الأساسية القوية، والطرق والسكك الحديدية التى تعمل بكفاءة، وتنفيذ سياسات تحسين المهارات والإبداع واستخدام التكنولوجيا فى عملية الإنتاج، ووضع السياسات التى تشجع على تخصيص عوامل الإنتاج بشكل فعال، والتى قد يكون لها أيضًا تأثير إيجابى على الأجور، إلى جانب استخدام الأدوات الرقمية لتشجيع سلسلة إمداد أقصر واستثمار الابتكار فى الموارد التقنية المناسبة من أجل إحداث تغيير ناجح وفعال، مع تعزيز وتنويع وتحسين سلاسل التوريد بنجاح وفعالية، وزيادة كفاءة الإنتاج وتحسين الخدمات اللوجستية والإنتاجية من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعى فى المنتجات عالية الجودة مثل المعدات الطبية والإلكترونية، وخاصةً بسبب استخدام المنصات والخدمات الرقمية المدعومة بالتكنولوجيا، وتمكينهم من دمج وتنسيق القطاعات والعمليات والأسواق الموسعة بشكل أفضل، وبالتالى تنويع سلاسل التوريد.
إن أمام أفريقيا فرصًا واعدة لتعميق إنتاجها فى العديد من الصناعات ومنها مجال صناعة السيارات، والتى يجب وضع سياسات تشجيعية من خلال توفير أسعار فائدة منخفضة للسيارات، واستغلال الطلب المتزايد على السيارات فى إفريقيا، لذا يجب التنسيق لوضع الاستراتيجيات الإقليمية للسيارات والخطط الإنمائية لتجنب الازدواجية، وتحسين إدماج البلدان المنخفضة الدخل، فى المصانع الكبيرة مثل غانا وكينيا ونيجيريا، لتعميق صناعات الأجزاء والمكونات، وتمويل المؤسسات التقنية، وتكييف المناهج الدراسية لعكس التطورات الصناعية الجديدة.
إن إفريقيا يمكن أن تسابق قارات أخرى لتصبح السوق العالمية الرائدة فى سلسلة الإمدادات فى المستقبل، ويتعين على صناع السياسات والشركات الكبرى فى القارة استغلال هذه الفرصة وإيجاد حلول وأدوات مالية مناسبة، لتوفير رأس المال للبلدان الإفريقية والشركات من أجل الاستثمار فى الأدوات والمشاريع التى من شأنها تعزيز سلاسل الإمداد فى القارة الإفريقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أرض الفرص السنوات الاخيرة التوريد العالمية القارة الافريقية التورید العالمیة سلاسل التورید
إقرأ أيضاً:
إثراء المجالس بتطوير الصناعة
تُعد المجالس في مجتمعنا السعودي منابر للحوار وتبادل الأفكار والخبرات، وما أجمل أن تتحول هذه اللقاءات من مجرد أحاديث عابرة إلى نقاشات ثرية، تلامس مستقبل الوطن، ومن أهم ركائز هذا المستقبل: تطوير الصناعة الوطنية.
حين نتحدث عن الصناعة، فإننا لا نقصد فقط المصانع الكبرى، بل يشمل ذلك الابتكار، وتحويل الأفكار إلى منتجات، وتعزيز القيمة المضافة للاقتصاد المحلي.
وهنا يأتي دور المجالس في نشر الوعي الصناعي، وطرح التحديات التي تواجه المستثمر المحلي، واستعراض قصص النجاح التي تحفّز الآخرين على الدخول في هذا المسار.
الصناعة الوطنية ليست خيارًا ترفيهيًا، بل هي أداة لتحقيق رؤية المملكة 2030، ولتنويع مصادر الدخل، وتوفير الوظائف، وزيادة التصدير، وتقليل الاعتماد على الخارج.
ومن واجبنا كمجتمع واعٍ ومحبٍّ لوطنه أن نُثري مجالسنا بهذه المواضيع الحيوية، ونمنحها مساحة للنقاش والحوار، ونسهم في بناء ثقافة صناعية تبدأ بالكلمة والفكرة، وتنتهي بالمصنع والمنتج
أتمنى أن نبدأ فى مجالسنا التحدث عن التطورات الجديدة بالصناعة والتطوير بالأدوية والأجهزة الطيبة من قبل أطبائنا المبدعين، والإبداع بالتضامن لتكوين شركات تنتج منتجات بين الصغير والمنتج الكبير.
لماذا لا نتحدث عن الاختراعات، وكيف نقتنص الفرص من الحاضرين؛ لمن لديهم أفكار وإبداع لصنع منتجات لا توجد فى الوطن.
ففى كل جلسة يوجد مبدع ومخترع ومهندس ينتظر الفرصة؛ ليتحدث عن ما في جعبته من اختراعات وإخراج منتج جديد، أو تطوير منتج موجود، وينتظر أن تخرج للواقع.
وفى كل جلسة هناك الأطباء المبدعون الذين لديهم أفكار؛ لتطوير مراحل العلاج، أو تطوير فى الأدوية،
وينتظر الدعم المعنوى والمالي ليفيد الوطن. وهناك الكثير من رجال المال والأعمال والاقتصاد ينتظر الفرص ليستثمر ماله فى مشروع يفيد الوطن ويخرج بمكاسب. هناك الكثير من مؤسسات المال ترغب فى إخراج اسمه من خلال منتج وطنى، أبدع فيه مواطن.