تقرير دولي: التوترات في الشرق الأوسط تؤزم سلاسل التوريد العالمية
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
تعمل شركات المنتجات الاستهلاكية وتجارة البيع بالتجزئة على تنويع وتوطين شبكات سلسلة التوريد لديها للتعامل مع تحديات التسليمات المقررة، وتوقعات التجارة السريعة وتفادي نفاد المخزون خلال موسم العطلات المزدحم.
79% من المؤسسات تعمل على تنويع قاعدة مورديهاوتعمل ما يقرب من 8 من أصل 10، أي نحو 79% من هذه المؤسسات حاليًا على تنويع قاعدة مورديها، كما تستثمر 71% منها بنشاط في إضفاء الطابع الإقليمي والمحلي على منتجاتها على نحو نشط.
وذكر تقرير صادر من معهد كابجيميني للأبحاث، نُشر بعنوان «تحديد المسار: تأسيس سلاسل توريد مرنة وفعالة في قطاع المنتجات الاستهلاكية والبيع بالتجزئة»، أنّه على سبيل المثال فإنّ 83% من المؤسسات تستثمر بفعالية في الخدمات العابرة للحدود في الدول الصديقة أو المتحالفة، وهي ممارسة تجارية بدأت في الصعود حيثما تركز شبكات سلسلة التوريد فيها على التعامل البلدان التي تعد حليفًا سياسيًا أو اقتصاديًا بهدف تقليل التعرض للمخاطر.
تحديات عديدة التي تواجه سلاسل التوريد العالميةيبرز التقرير الجديد التحديات العديدة التي تواجه سلاسل التوريد العالمية في الوقت الحالي، بما في ذلك التضخم والتوترات الجيوسياسية وكذلك الاعتماد المفرط على بعض البلدان للحصول على المواد الخام والرئيسية؛ علاوة على تقلب أسعار الشحن وازدحام الموانئ.
وأكد أكثر من 77% من شركات المنتجات الاستهلاكية وتجارة البيع بالتجزئة أنّ القضايا الجيوسياسية تؤثر على تكاليف وكفاءة سلاسل التوريد، مشيرًا إلى أنّ الاستعانة بالخدمات في نطاق الحدود القريبة والخدمات داخل الحدود بدأت في اكتساب زخمًا كبيرًا في ظل محاولة هذه المنظمات تحقيق التوازن بين التكلفة والمرونة.
في هذا السياق، من المتوقع أن يكون لدور شركات المنتجات الاستهلاكية وتجارة البيع بالتجزئة في مصر تأثير كبير على صناعة سلسلة التوريد العالمية.
إضافة لذلك، ومع وجود قطاع تجزئة قوي مدفوع بتزايد عدد السكان، فإن قطاع تجارة البيع بالتجزئة في مصر يستعد لتحقيق نمو مطرد، مدعومًا بتجارة التجزئة الرسمية وصعود التجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة الإلكترونية وتزايد عدد الشباب الذين يتبنون أنماط الاستهلاك الحديثة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المنتجات الاستهلاكية الإنتاج المحلي سلاسل التوريد سلاسل التوريد العالمية المنتجات الاستهلاکیة التورید العالمیة البیع بالتجزئة سلاسل التورید التورید ا
إقرأ أيضاً:
الرياض عاصمة القرار السياسي في الشرق الأوسط
علي بن سالم كفيتان
زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة السعودية الرياض في جولة شملت الدوحة وأبوظبي كانت بمثابة رسم خارطة جديدة للتحالفات في المنطقة ونهاية للفتور في العلاقات بين الرياض وواشنطن في عهد الرئيس السابق جو بايدن؛ حيثُ طغت لغة المال على لغة السياسة، ولا شك أنَّ سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، يعرف فك شفرة الرئيس ترامب وقدَّم المملكة برؤيتها الجديدة للعالم من باب المال والأعمال.
والحقيقة السياسية التي بدت من خلف الكواليس تقول لأمريكا إذا أرادت التطور السلام والتنمية والشراكة فبابها هو الرياض التي احتضنت قمة خليجية أمريكية، وإذا أرادت الحروب والدمار وخنق طرق التجارة العالمية، عليها أن تتبع تلابيب وحكومة نتنياهو الإرهابية المتطرفة، التي كلَّفت واشنطن مليارات الدولارات، ورسمت صورة سيئة للولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تنصِّب نفسها حاميةً للحريات وحقوق الإنسان والتعبير عن الرأي. ونعتقد أنَّ الرئيس ترامب كرجل أعمال سينحاز للسلام والتنمية والازدهار الاقتصادي أفضل من لغة الحروب والدمار، ولا نستبعد عقد صفقة مع إيران؛ إذ إنَّ ترامب بات يؤمن أكثر من أي وقت مضى بأنَّ على إسرائيل التي لا تستمع له أن تخوض معركتها منفردة، وأن ذلك جليًا من خلال اتفاق وقف إطلاق النار مع صنعاء بعيدًا عن إسرائيل.
لعلها كانت الفرصة الكاملة لشرح تطلعات منطقة الشرق الأوسط للسلام مع رئيس أمريكي يؤمن بوقف الحروب، ويتبنى لغة الصفقات التجارية بين أمم وشعوب العالم لحل الأزمات، وما حصل عليه خلال جولته هذه كان خير شاهد على اختيار عرب الخليج الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الباب الذي يُمكن الولوج منه لحل نهائي للقضية الفلسطينية؛ فالرئيس ترامب هو الزعيم الأمريكي الوحيد الذي لديه القدرة على فرض السلام على الكيان الصهيوني في الوقت الحاضر.
إنَّ إقناع الرياض الرئيس ترامب برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا منذ عقد من الزمن، يُعد اختراقًا كبيرًا للعقلية الأمريكية التي دأبت على إلصاق تهمة الإرهاب بالمشرق العربي الذي عانى من ويلات الحروب والتشريد والحصار؛ فعودة الحياة إلى دمشق مجددًا هي استعادة النبض لعاصمة مُهمة، طالما شكلت محورًا مُهمًا في عالمنا العربي. وكُل مُحب للخير يرى في ذلك إنجازًا عظيمًا حققته هذه الزيارة مهما كانت كلفتها؛ حيث إنَّ عودة سوريا إلى الحضن العربي ورجوع ملايين اللاجئين إلى بلادهم لا يُقدَّر بثمنٍ، ولا شك أن سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز راهن بكل ثقله على ذلك، فما لم تحققه القمم العربية ولا قرارات الأمم المتحدة حققه بن سلمان في صفقة واحدة، وساهم في إحياء قطر عربي رزح تحت الظلم والطغيان لعقود.
العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية مُهمة لكل شعوب العالم؛ كونها القوة العظمى الوحيدة، فقد رأينا توقيع الصين لاتفاق الرسوم الجمركية مع أمريكا والوصول لحل وسط يُرضي الطرفين، رغم قوة الصين وأهميتها الاقتصادية التي تطمح لبلوغ سقف الاقتصاد العالمي، إلّا أنها آثرت الصُلح مع المارد الأمريكي، والتجاور معه بلغة المال التي يُفضِّلها ترامب على لغة التصعيد والحرب الاقتصادية التي سوف تعصف بالعالم وتتسبب في أزمات جديدة. لهذا لا نرى عجبًا ولا استنكارًا أن يتفاهم عرب الخليج بذات اللهجة مع ترامب لحماية استقرار المنطقة ونموها وازدهارها؛ فالكثير من المُنادين بالمناكفة لا يعون العواقب.
للأسف لم تنل القضية الفلسطينية حسب الظاهر الاهتمام الذي توقعناه من هذه الزيارة؛ حيث كنَّا نأمل إعلان اعتراف أمريكي بالدولة الفلسطينية من قلب جزيرة العرب وتراجعها عن حماية الكيان الصهيوني سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا ووقف الحرب الوحشية والتطهير العرقي الممنهج في قطاع غزة وقضم الأراضي في الضفة الغربية. وبيَّنت قطر أنَّها تحمل همَّ هذا الملف وأوصلته بمهنية إلى الرئيس ترامب، وعسى أن نرى تطورًا لافتًا خلال الأيام المقبلة وخاصة بعد إطلاق الأسير الأمريكي الجنسية عيدان ألكسندر كبادرة حُسن نية من حركة المقاومة الإسلامية حماس تزامنًا مع الزيارة.
رابط مختصر