نادي سلتيك الأسكتلندي يدفع ثمن تضامن جماهيره مع غزة
تاريخ النشر: 23rd, November 2023 GMT
فرض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) -أمس الأربعاء- غرامة مالية على نادي سلتيك الأسكتلندي بعد أن لوحت جماهيره بآلاف الأعلام الفلسطينية خلال مباراته ضد أتلتيكو مدريد بدوري أبطال أوروبا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال يويفا -في بيان- إن رفع مئات الأعلام الفلسطينية خلال مباراة في دوري أبطال أوروبا من قبل مشجعي نادي سلتيك كلف الفريق غرامة مالية قدرها 17500 يورو (19 ألف دولار).
وبرّر "يويفا" قرار العقوبة المالية على سلتيك، بكون هتافات جماهير الفريق واللافتات المؤيدة لفلسطين كانت بمثابة "رسائل استفزازية ذات طبيعة هجومية".
"You'll never walk alone" ????????
Celtic fans with a massive display of Palestinian solidarity at their Champions League game tonight. pic.twitter.com/LtXvoQSzZf
— Alan MacLeod (@AlanRMacLeod) October 25, 2023
ورفع جمهور نادي سيلتيك الأعلام الفلسطينية، تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لقصف يومي من جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال مباراة فريقهم أمام أتلتيكو مدريد الإسباني في دوري أبطال أوروبا في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما رفع المشجعون لافتاتين كبيرتين في مدرجات "ملعب سلتيك بارك" كتب عليهما "فلسطين حرة" و"النصر للمقاومة".
وخوفًا من العقوبات، حث النادي المشجعين على عدم الاستجابة لدعوة "اللواء الأخضر" لإظهار الدعم لفلسطين في المباراة، وأصدر بيانا يطالب فيه "بعدم عرض اللافتات والأعلام في الملعب" لكن محاولاته باءت بالفشل.
Green Brigade proudly flying Palestinian flags before today's Celtic – Kilmarnock game pic.twitter.com/VZP8zcu6pk
— The Fast Lovin' Sin-Soaked Heathen (@fast_sin) October 7, 2023
وكان حاملو الأعلام الفلسطينية الرئيسيون، من المنتمين لما يعرف، بـ"اللواء الأخضر" وهو مجموعة "ألتراس" تشكلت عام 2006، وتشتهر بنزعتها الجمهورية الأيرلندية ودعمها الثابت للقضية الفلسطينية.
وطالما كان هناك قسم من مشجعي سلتيك مرتبطين بالقضية الفلسطينية، حيث سبق أن تعرض النادي لعقوبات من جانب يويفا بسبب رفع الجماهير لافتات أو أعلام تظهر الدعم لفلسطين.
وتعد جماهير سلتيك أول المتضامنين في الملاعب بعد عملية طوفان الأقصى، إذ رفعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلام فلسطين في مدرجات ملعبها، ورفعت لافتتين كُتب على الأولى "الحرية لفلسطين"، و"النصر للمقاومة" في فوز "سلتيك" على ضيفه كيلمارنوك في الدوري الأسكتلندي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأعلام الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
في المنفى ظلّ لفلسطين.. خالد علي مصطفى شاعر الأرض والرمز
في العام 1948، نزح آلاف الفلسطينيين من قرى حيفا (مثلث الكرمل: إجزم ويازور وعين غزال وجبع وغيرها..) إلى عارة وعرعرة وجنين، وأقاموا خيامهم بين أشجار الزيتون والمشاعات، وحين زار المنطقة وفد عراقي رفيع المستوى، قرر استضافتهم في العراق، وتولى الجيش العراقي نقلهم معه، ريثما تنتهي الحرب في فلسطين.. وطالت الحرب وصاروا لاجئين..
ونشأ مجتمع فلسطيني في العراق، وتحديداً في البصرة وبغداد، تفاعل هذا المجتمع مع محيطه العراقي، وبرز في هذا المجتمع شخصيات سياسية واجتماعية وثقافية، وقد تناولنا في مقالات سابقة الروائي الشاعر جبرا إبراهيم جبرا والشاعر علي السرطاوي والشاعرة سلافة حجاوي..
أما الشاعر خالد علي مصطفى فقد تميّز بدوره النقدي والأكاديمي واندماجه في المشهد الثقافي العراقي من دون أن ينسى مشاعر المنفى والانتماء إلى جذوره الفلسطينية. فكان دوره رائداً في المشهدين العراقي والفلسطيني.
كان العراقيون قادة الشعر الحديث في منتصف القرن العشرين، مثل بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي ونازك الملائكة وبلند الحيدري، وقد ظهرت بعدهم تيارات حداثية جديدة في العالم العربي، أمعنت في الحداثة متخطية شعر التفعيلة والمعاني الوجدانية إلى تيار مغرق في الرمزية. كان من ضمن هذا التيار في لبنان الشاعر الفلسطيني توفيق صايغ. وفي العراق شارك الشاعر الفلسطيني خالد علي مصطفى في هذا التيار، حين وقّع مع الشعراء سامي مهدي وفاضل العزاوي وفوزي كريم "البيان الشعري" الصادر مع مجلة "شعر69"، والذي أثار بصدوره عام 1969 ضجة في الأوساط الثقافية آنذاك، وقد عاد شاعرنا لتوثيق التجربة وتفصيلها وتعميقها في كتابه النقدي اللاحق "شعراء البيان الشعري" عام 2015.
ترجمته وحياته
ولد الشاعر خالد علي مصطفى في قرية عين غزال قرب حيفا عام 1939. لجأ مع عائلته إلى العراق، حيث استقرّت في البصرة. أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في البصرة، ثم التحق بكلية الآداب في جامعة بغداد، قسم اللغة العربية ليتخرج عام 1962. بعد ذلك، واصل دراسته العليا ونال الماجستير في الأدب العربي حول موضوع "الشعر الفلسطيني الحديث بين عامي 1948 – 1970"، ثم شهادة الدكتوراه من جامعة بغداد، ليعمل بعدها أستاذاً في الجامعة المستنصرية، حيث خرّج أجيالاً من الطلبة الذين برز بعضهم في عالم الأدب والشعر في العراق.
ويُعد مصطفى أحد أبرز الفلسطينيين الذين تفاعلوا في التيارات الأدبية والثقافية في العراق، وشكلوا جزءاً مهماً منه، من دون أن ينسوا شخصيتهم الفلسطينية، وجذورهم الوطنية، أحب بغداد فأبدع وحلم بحيفا فأوجع. حتى أطلق عليه أحد النقاد لقب "شاعر المنفى والهوية".
ومما يُحسب له، أن بعض شعراء الحداثة هربوا إليها تجنّباً للعروض والأوزان الشعرية، إلا أن مصطفى كان متقناً جيداً له، بل إنه كان يدرس مادة العروض والشعر الحديث في الجامعة.
دخل خالد علي مصطفى عالم الشعر الشعراء وبرز في الأوساط الثقافيّة مع إصداره مجموعته الشعرية الأولى "موتى على لائحة الانتظار" عام 1969، وفي العام نفسه وقّع على "البيان الشعري" وشارك في مجلة شعر69، ولمع اسمُهُ في المجتمع الثقافي العراقي، وزاد هذا الحضور وجوده في هيئة التدريس في الجامعة المستنصريّة ببغداد.
فضلاً عن أنه عمل في الصحافة الثقافيّة، كتابةً وتحريراً، وانضمّ إلى الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين وإلى نقابة الصحافيين العراقيين والاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الفلسطينيين.
توفي شاعرنا في العام 2019 في بغداد عن ثمانين عاماً.. تاركاً خلفه عدداً من المؤلفات ومدرسة شعرية اكتملت معالمها، أرادت للحداثة أن تكون ذات رسالة وطنية وقومية، وليس فقط كلمات رومانسية ووجدانية تحمل نفَساً من النرجسية.
ورغم موقف كاتب هذه السطور الشخصي والنقدي من الحداثة التي أغرقت في الرمزية والاستعارات، حتى نسيت الرموز الأصلية، إلا أنه لا يمكن إنكار دور شاعرنا الريادي في التيارات الأدبية العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً، ولا يمكن تغييب التشابه مع شعراء تيار النهضة المقاوم في فلسطين، والذي قاده محمود درويش وسميح القاسم وسالم جبران..
مؤلفاته
ـ موتى على لائحة الانتظار، شعر، 1969.
ـ سفر الينابيع، شعر، 1973.
ـ البصرة ـ حيفا، شعر، 1975.
ـ الشعر الفلسطيني المعاصر، نقد، 1979.
ـ سورة الحب، شعر، 1980.
ـ الشعر الفلسطيني الحديث، نقد، 1986.
ـ شاعر من فلسطين: مطلق عبد الخالق، سيرة تحليلية، 1988.
ـ المعلقة الفلسطينية، شعر، 1989،
ـ غزل في الجحيم، شعر، 1993.
ـ من نصوص السيّاب الأدبية المترجَمة، تحرير، 2011.
نماذج من شعره
من الملاحظ غياب شعر خالد علي مصطفى عن الإنترنت لعدة أسباب، أهمها أنه قليل الاستخدام بسبب الإغراق في الرمزية، وأنه غير مُغنّى ومتداول بين رواد الإنترنت، وأنه مضى عليه أكثر من خمسين عاماً في الكتب الورقية التي لم يتم تفريغها في البرامج الالكترونية.
حكمة
من فجوةٍ في الغيمِ جاءَ هدهد
مرتعشٌ بحكمةِ الجبالِ
أخبرني أن النجوم فخ
تصطاد من حواصل الأحراش لؤلؤاً وبرتقال
وتشتري النيران من دلالة القمر
هناك نام الخلق في الحقائب
فتحتها ... لعل في بطونها مشاغب :
كانت فضاء أملساً
يسقط من أجنحة الجنادب !
شهید
لم تأخذ الأوراق من أحد،
لم تستعر حصاناً
من شفة مرخية في قدح الزبد
أنت أذنت أن تدير قهوة السهر
في من يحدقون في البذور.
كنت ترى برجك في ثمارهم
وتخسر المقامرين؛
كنت ترى عطرك في قطارهم
وتربح المسافرين.
فما الذي دعاك أن تجلس هادئاً وتبكي؟
- "أما ترونه أمامي؟"
حمّلني قنديله
وقال: "ليس للظلام أن يحجب عن وليدنا براقه!"
رأيته يمرق البطاقة،
ويحمل اللافتة الخضراء في اللافتة السوداء،
يعلم المياه كيف تصعد البئر إلى العرين،
ويمنع النواح من أن يرسل الحلوى إلى "جنين" .
سمعته يقول:
-"شرابنا، الليلة، أن نطلق في الشوارع الخيول"
أما ترونه أمامي ؟...
نسر الشتاء يحترق
نسر الربيع ينطلق
وقبلة الأطفال عش في طبق !
جرح
في البدء كانوا . في الختام كانوا.
والجرح جسر الزوبعه.
الجرح صومعه
والجرح منشار وصولجان
الجرح رمان على سبورة
والجرح في الصفوف مهرجان
الجرح حلبة
والجرح في مضمارها حصان!
كبرياء
لم أعط وجهي نجمة تغيب
أو قمراً ينام في جناح عندليب،
ولم أضع بريد الشمس في حقيبتي.
بقيت واقفاً أمام وجهي :
عيني ترى الزمان في زهرة أقحوان،
أذني تلمّ ضجة الأكوان
بهمسة مخفية في قعر أرخبيل
لكنما الظلال كاذبه
تسير فوق خيط مستحيل!
*شاعر وكاتب فلسطيني