عبّر العشرات من خريجي جامعة كولومبيا الأميركية عن احتجاجهم على قرار إدارة الجامعة تعليق أنشطة مجموعات طلابية مناصرة لفلسطين قبل أسبوعين.

وأظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلقاء الخريجين قبعاتهم وعباءاتهم على بوابة الجامعة، احتجاجًا على إبعاد الإدارة مجموعة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام".

Columbia University grads dumped their caps and gowns outside the school in protest of the banning of pro-Palestine student groups.

The university admitted to changing school rules to ban Students for Justice in Palestine and Jewish Voices for Peace. pic.twitter.com/cJ0Te985RA

— BreakThrough News (@BTnewsroom) November 21, 2023

جاء ذلك خلال وقفة نظمها العشرات من خريجي الجامعة رددوا خلالها شعارات مناهضة لقرارات الإدارة، معتبرين أنها تدعم إسرائيل في حربها على قطاع غزة ولا تقف مع المظلومين.

ورفع الطلاب لافتات كتب عليها شعارات من مثل "نحن من سلالة الأحرار وأنتم من سلالة دعم الفصل العنصري"، و"يمكنكم تعليق نشاط الجمعيات المساندة لفلسطين لكن فلسطين ستحيا".

وقالت إحدى الطالبات في الوقفة "كل من يرتدي العباءات والقبعات منكم، سنذهب مباشرة إلى تلك البوابة وسنرميها لأنها لا تعني شيئا بالنسبة لنا".

وأضافت "قبل أسبوع أو أكثر بقليل وبعد مرور شهر على الإبادة الجماعية التي لا هوادة فيها ضد الشعب الفلسطيني في غزة، واجهت جامعة كولومبيا مجموعة كبيرة من الخيارات وطرق التنصل من تواطئها في الإبادة الجماعية، وحوّلت أنظارها نحو أصوات التحرر في فلسطين في هذا الحرم الجامعي لهدف واحد هو إسكاتهم".

وتابعت "الآن أقول إنني خريجة فخورة لأنني أضع نفسي ضمن سلسلة من المنظمين الشجعان الذين ناضلوا من أجل الحرية في فلسطين والعالم لأجيال عديدة، أنتم تنتمون إلى سلالة من الطلاب الذين انتفضوا في الستينيات والسبعينيات من أجل تحرير السود ومن أجل الحقوق المدنية، وانضموا إلى حركة ضخمة مناهضة للحرب في فيتنام، أنتم من تلك السلالة".

وناشدت الطالبة إدارة جامعتها قائلةً "قفي على الجانب الصحيح من التاريخ.. قفي مع طلابك.. قفي مع فلسطين.. حتى ذلك الحين فإننا نعيد قبعاتنا وأثوابنا، لن ننخرط في أي شكل من أشكال التعاون والدعم لهذه المؤسسة".

كما وجهت الطالبة حديثا لزملائها قائلة "أطلب منكم جميعا رفع قبعاتكم وعباءاتكم عاليا في الهواء حتى يتمكنوا من رؤيتكم، سنذهب مباشرة إلى تلك البوابة وسنقوم بإيداعها لأنها لا تعني شيئا بالنسبة لنا، وأثناء ذلك أريدكم أن ترددوا كلمتين: تحيا فلسطين".

وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري علقت جامعة كولومبيا عضوية مجموعة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام" على خلفية احتجاجات منددة بالمجازر الجماعية في قطاع غزة، حيث عدت الجامعة سلوك هاتين المجموعتين انتهاكا لسياسات الجامعة.

BREAKING: The University suspended the Columbia chapters of Students for Justice in Palestine and Jewish Voice for Peace on Friday following a Thursday walkout that drew hundreds of protesters to Low Steps. This is a developing story. https://t.co/RaSJtK3pH2

— Columbia Daily Spectator (@ColumbiaSpec) November 10, 2023

وفي 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أصدرت 43 منظمة تابعة لجامعة كولومبيا بيانًا طالبت فيه الإدارة بالتوقف عن "دعم نظام الفصل العنصري الإسرائيلي" والتوقف عن قمع النشاط المؤيد لفلسطين.

وتضمن البيان توضيحًا للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، من قصف للمستشفيات والمدارس وقطع للغذاء والمياه وقتل أكثر من 10 آلاف شخص، أغلبهم من الأطفال والنساء.

Last night, SWC members voted to formally affiliate with Columbia University Apartheid Divest (CUAD). With this motion, SWC joins a coalition that includes 40 campus groups in solidarity with Palestine.

You can read more about CUAD’s mission here:https://t.co/QSLamQEmG6

— Student Workers of Columbia (@SW_Columbia) November 15, 2023

وأكد البيان أن هدف الحركة هو سحب الاستثمارات التي تقدمها الجامعة للشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، كما طالبوا بتوجيه دعوة للرئيس الأميركي جو بايدن ونواب الكونغرس من أجل إقرار وقف فوري لإطلاق النار استجابة لطلب أغلب الأميركيين.

وامتدت المطالب إلى إلغاء افتتاح مركز الجامعة المقرر في تل أبيب، ووقف الشراكة التي عقدتها الجامعة مع جامعة تل أبيب.

واختتمت المنظمات مطالبها بضرورة التوقف عن قمع وتشويه النشاط المؤيد لفلسطين، وحماية حرية التعبير، وكذلك رفع الحظر المفروض على مجموعتي "طلاب من أجل العدالة من أجل فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام".

وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أغلقت جامعة كولومبيا حرمها الجامعي أمام الجمهور قبل احتجاجيْن مخطط لهما، أحدهما من قبل "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، والآخر من قبل طلاب يدعمون إسرائيل.

يذكر أن جامعة كولومبيا طلبت إصدار أمر من المحكمة بالاستبعاد القسري للطلاب الذين كانوا يحتجون على الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وهددتهم بالإيقاف والطرد في العام 1985.

حينها، طالب الطلاب المحتجون بسحب الاستثمارات الكاملة من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وبدؤوا إضرابا عن الطعام لـ15 يوما، وقيدوا أنفسهم بالسلاسل إلى طوابق قاعة هاميلتون ثم المبنى الإداري الرئيسي.

جامعة كولومبيا

ويعود تاريخ تأسيس جامعة كولومبيا في نيويورك إلى العام 1754 حين أسسها ملك بريطانيا جورج الثاني تحت اسم "كلية الملوك"، وتحوّل اسمها بعد حرب الثورة الأميركية إلى "كلية كولومبيا" في العام 1874، ثم تغيّر مرة أخرى عام 1886 إلى اسم "جامعة كولومبيا".

وتشغل جامعة كولومبيا مساحة 13 هكتارا في حي مرتفعات "مورنينغ سايد هايتس"، وتعدّ خامس أقدم الجامعات الأميركية، وتشتهر بأنها احتضنت لأول مرة تأسيس علم الوراثة الحديث.

وتقدر الأصول المالية للجامعة بـ9.6 مليارات دولار، وتمتلك مقرين رئيسيين، أحدهما بجوار "مورنينغ سايد هايتس"، والآخر في "واشنطن هايتس".

وتعمل الجامعة من خلال 3 كليات لدرجة البكالوريوس، و13 كلية للدراسات العليا والدراسات المهنية، إلى جانب كلية للتعليم المستمر.

وتدعم البرامج الدراسية بالأبحاث في المجالات الطبية والعلوم والآداب والعلوم الإنسانية، وتركز البرامج الأكاديمية المقدمة فيها على مجالات الآداب والعلوم والأعمال والطب والصحافة والعمل الاجتماعي والقانون والتمريض والصحة العامة.

ومن أشهر خريجيها ألكسندر هاملتون (أحد مؤسسي الولايات المتحدة)، ووارن بافت (أشهر مستثمر في بورصة نيويورك)، ووزيرة الخارجية الأميركية الأسبقة مادلين أولبرايت، وماوريسيو ماكري (رئيس الأرجنتين الـ56)، وميخائيل ساكاشفيلي (الرئيس الثالث لجورجيا)، والمفكر الفلسطيني الأميركي إدوارد سعيد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: جامعة کولومبیا الفصل العنصری فی فلسطین

إقرأ أيضاً:

جامعة كولومبيا حاربت مقالا عن النكبة بكل قوتها.. النتيجة جاءت عكسية

ثارت قضية مقال تحليلي، نشره ناشط حقوقي فلسطيني، على موقع مجلة تابعة لجامعة كولومبيا الأمريكية، حول النكبة الفلسطينية، مجددا، بعد قيام مجلس إدارة الجامعة بتعطيل الموقع إثر فشلهم بمنع نشره.

وقدم طالب الدكتوراه، ربيع إغبارية، شرحا لـ"النكبة" للإشارة إلى عملية التهجير من فلسطين العام 1948 من منظور قانوني في مقال أثار جدلا على مدى أيام في جامعة كولومبيا الأمريكية.

ويجادل إغبارية في مقاله بأن مصطلح "النكبة"، الذي يستخدمه الفلسطينيون منذ عقود يلخص التشابكات القانونية المتعددة والمتداخلة للحياة الفلسطينية في غياب حق تقرير المصير.

إغبارية الذي لديه مساهمات فكرية سابقة تخص القضية الفلسطينية، تمكن من الحصول على إذن بالنشر في مجلة "لو ريفيو" التابعة للجامعة. لكن محررين طلابا في المجلة قالوا لوكالة أسوشيتد برس، إنهم تعرضوا لضغوط من مجلس إدارة المجلة لوقف نشر المقال الذي يتهم الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية في غزة ودعم نظام الفصل العنصري.

وعندما رفض المحررون الإذعان للضغوط، ونشروا المقال الاثنين الماضي، قام مجلس الإدارة المكون من أعضاء هيئة التدريس والخريجين من كلية الحقوق في جامعة كولومبيا بإغلاق الموقع الإلكتروني كليا.

وظل الموقع غير متاح لنحو أسبوع كامل، مع ظهور صفحة رئيسية ثابتة تخبر الزائرين بأن الموقع "تحت الصيانة".

وبعد جدل حول الرقابة بين المحررين ومجلس الإدارة، عاد موقع المجلة إلى الظهور مجددا.

ووفقا للوكالة فإن مجلس الإدارة برر ما جرى بأنه يشعر بالقلق من أن المقال لم يمر عبر "عمليات المراجعة أو الاختيار المعتادة للمقالات".

وقال المجلس إنه اتخذ القرار "من أجل منح المحررين الطلاب بعض الفرص لمراجعة المقال، بالإضافة إلى توفير الوقت لمراجعة القانون لتحديد كيفية المضي قدما، قمنا بتعليق الموقع مؤقتا".

في المقابل، قال المشاركون في تحرير المقال إنهم اتبعوا عملية مراجعة صارمة، حتى مع اعترافهم باتخاذ خطوات لمنع ردود الفعل السلبية المتوقعة من خلال الحد من عدد الطلاب المطلعين على المقال.



ومقال إغبارية المؤلف من 105 صفحات، بعنوان "نحو النكبة كمفهوم قانوني"، اقترح فيه الباحث إطارا جديدا لشرح الأنظمة القانونية المعقدة والمجزأة التي تحكم الفلسطينيين.

واستعرضت صحيفة "الغارديان" المقال وقالت إن إغبارية أراد أن يضع "النكبة" في قلب محادثة قانونية جديدة.

وقال إغبارية لصحيفة الغارديان "علينا أن نتناقش حول حقي في قول ما أريد قوله، بدلاً من الجدال حول ما قلته بالفعل"، وأضاف "أشعر بالاقتناع بعملي أكثر، مادام يولد مثل هذا القمع".

في نهاية المطاف، تصدرت قصة إغبارية عناوين الأخبار في الصحف الكبرى، وتم نشر نسخة PDF للمقالة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصلت على قراء أكثر بكثير مما هو معتاد في الدراسات القانونية.

وعلق الباحث على ذلك بالقول "يمكن للناس أن يدركوا حقيقة هذه التكتيكات الاستبدادية ويرفضوها"، مشددا على أن الرقابة في هذه الحالة تأتي بنتائج عكسية.

وعندما استيقظ إغبارية صباح الاثنين الماضي، افترض أن يكون مقاله قد نشر "كان من المفترض أن تكون لحظة مثيرة للغاية"، وفق تعبيره.

ولكن سرعان ما تعذر الوصول إلى الموقع الإلكتروني للمجلة، إذ كان "تحت الصيانة"، قبل أن يتبين أن مجلس المراجعة هو من عطل الموقع.

وقال تعليقا على ذلك "من المقلق للغاية أن يذهبوا إلى هذا الحد".

كان إغبارية، وهو يحضر لنيل شهادة الدكتوراه في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، يقسم وقته بين ماساتشوستس وحيفا، عندما صاغ الأفكار التي قادت دراسته.

وكان يعمل في منظمة "عدالة" القانونية، ومثل مختصين فلسطينيين في النظام القضائي التابع للاحتلال، بعضهم في غزة، والبعض الآخر في الضفة الغربية أو القدس المحتلة، والبعض الآخر نشطاء إسرائيليون.

ويناضل إغبارية من أجل لم شمل العائلات الفلسطينية التي فرقتها الأنظمة القانونية المختلفة للاحتلال.

مقالات مشابهة

  • طلاب جامعة المنوفية يمحون أمية 5974 مواطنا بدورة أبريل 2024
  • طلاب جامعة "ليستر" الإنجليزية تهتف لنميرة نجم وتدين محامي إسرائيل أمام "العدل الدولية"
  • جامعة كولومبيا حاربت مقالا عن النكبة بكل قوتها.. النتيجة جاءت عكسية
  •  انسحاب عشرات الطلبة في جامعة بشيكاغو من حفل التخرج تضامنًا مع فلسطين
  • تضامنا مع فلسطين.. انسحاب عشرات الطلبة في جامعة بشيكاغو من حفل التخرج (شاهد)
  • تضامنا مع فلسطين.. انسحاب عشرات طلاب جامعة بشيكاغو من حفل التخرج (شاهد)
  • لقاء مفتوح لطلاب الثانوية العامة في جامعة النيل الأهلية
  • رئيس جامعة المنيا يفتتح معرض «إبداعات فنية 24» بكلية التربية الفنية
  • طلاب جامعة نورث ويسترن الاميركية يقاطعون حفل تخرجهم احتجاجا على العدوان بغزة
  • طلاب من جامعة نورث ويسترن يقاطعون حفل تخرجهم تضامنا مع غزة (شاهد)